رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
إضاءات حول كتاب خير أيام الدنيا ... ماذا يشرع فيها ؟
الكتاب تأليف عبد الحكيم بن محمد بلال وهو يدور حول العشر الأولى من ذى الحجة
وفى التمهيد بين مقولة مفاضلة الله بين الأزمنة وكون العمل فى عشر ذى الحجة أفضل فقال:
تمهيد:
"من رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بين الأزمنة، فاصطفى واجتبى منها ما شاء بحكمته، قال (عز وجل): ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..)) وذلك التفضيل من فضله وإحسانه؛ ليكون عونا للمسلم على تجديد النشاط، وزيادة الأجر، والقرب من الله (تعالى). ونظرة في واقع الكثير تنبئك عن جهل كبير بفضائل الأوقات، ومن أكبر الأدلة على ذلك: الغفلة عن اغتنامها، مما يؤدي إلى الحرمان من الأجر
والأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل: التباين الكبير بين كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكنا، والأكثر لم يقم الأمر عنده ولم يقعد، ومن مظاهر ذلك مثلا هجر سنة التكبير المطلق وهي من شعائر تلك الأيام."
وما قاله هنا فيه أخطاء سوف نتناولها فى التالى لأنه كررها ثم قال :
"وعلى الرغم من أن هذه الأيام أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أفضل، إلا أنه لا يحصل فيها ولو شيء مما يحصل في رمضان؛ من النشاط في عمل الآخرة، ولا غرو، فالفارق بين الزمنين واضح، فقد اختص رمضان بما لم تختص به العشر، ومن ذلك:
وقوع فريضة الصوم فيه، وهي (فريضة العام) على كل مسلم، مع ما يكون فيها من تربية للمسلم، وزيادة لإيمانه، بخلاف الحج فهو فريضة العمر.
ارتباط رمضان بنزول القرآن فيه مما جعله شهر القرآن، وذلك له أثر كبير في إقبال الناس فيه على كتاب الله الكريم.
الترغيب الخاص بقيام لياليه، وهدي النبي (ص)في قيام العشر، وتحري ليلة القدر.
وهذه الأمور الثلاثة جعلت لرمضان جوا خاصا متميزا تنقلب حياة الناس فيه، وتتغير أيا كان نوع ذلك التغير.
ما يحصل في رمضان من تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النيران، مما يكون له أعظم الأثر في انبعاث الناس للعبادة وحماسهم لها. فيكون ذلك حافزا للعلماء والدعاة والأئمة والخطباء ليخاطبوا قلوب الناس، ما دامت مقبلة على الخير.
كل ذلك وغيره يجعل هذه العشر ابتلاء وامتحانا للناس، فلا يحصل فيها من المعونة على الخير كما يحصل في رمضان، والموفق من وفقه الله، فشمر وجد واجتهد."
والمقارنة بين رمضان وبين عشر ذى الحجة مقارنة لا تجوز فالأحكام من يصدرها الله وليست الشهورولا تجوز تلك المقارنة لأن فى كل شهر أوجب الله أعمال مخالفة للشهر الأخر والحكم الأساسى فى رمضان هو الصوم وهو واجب على الكل بينما الحكم الأساسى فى ذى الحجة هو الحج وهو ليس فرضا على الكل والمقارنة اصح عندما يوجد شبه وأما فى حالة الاختلاف فلا يمكن أن تكون هناك مقارنة
وقوله عن أن المسلمين اهتموا برمضان وأهملوا ذى الحجة هو ضرب من الوهم فالتكبير لم يقل الله أنه فرض على المسلمين جميعا وإنما هو فرض على من فى الحج كما قال تعالى:
"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم "
هذا على فرض أن معنى التكبير هو التكبير اللفظى وأنه خاص بالحج
ثم حدثنا عن فضل ذى الحجة:
"فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور:
الأول: قال (تعالى): ((والفجر وليال عشر)) قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح ولم يثبت عن النبي )ص) شيء في تعيينها."
كلام بلال هنا متناقض فكيف تدل على فضل ذى الحجة والعشر لم تعين ؟
يصح القول بفضل عشر ذى الحجة إذا كان الله حدد ماهية الليالى العشر
ثم قال:
الثاني: أن النبي (ص)شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) والمراد في الحديثين: (أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه) "
الرواية عن النبى(ص) لا تصح لأنها تخالف كتاب الله فأجور الأعمال محددة بقاعدتين لا تتغيران وهما قوله تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وقوله:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ومن ثم لا يمكن القول أن أجور الأعمال تتفاضل بسبب تغير الأيام لأن الأجور واحدة فى كل الأيام
زد على هذا أن رقم واحد وهى الليالى العشر تناقض الأيام العشر فالليالى غير الأيام وهى النهارات ومن ثم لا يمكن اعتبارهما واحد
وأما المصيبة الأعظم فطبقا للقرآن أيام الحج ليست عشر لأن بعد يوم الحج الأكبر وهو يوم العاشر يوجد بعده يومين أو ثلاثة فيهما حكم واجب وهو ذكر الله كما قال تعالى:
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ومن ثم أصبحت اليام طبقا لهذا12 أو 13 وليس 10 ومن ثم لا قيمة لتلك الرواية لمخالفتها كتاب الله وثبت أن النبى(ص) لم يقلها
ثم قال:
الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير."
لا يوجد نص فى حكاية التهليل فذكر الله لا يعنى الترديد اللفظى لا لإله ‘لا الله والله أكبر وإنما ذكر الله يعنى ذكر اسمه وهو قراءة القرآن لقوله تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت للصلاة التى هى قراءة للقرآن
قم قال :
"الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها"
قطعا تلك الأيام ذكر منها الله يوم الحج الأكبر ولم يسمه عرفة أو النحر كما أن الصيام والصدقة ليسوا من الحج وإنما هى عقوبات على بعض الحجاج لعدم وجود الهدى كما قال تعالى:
"ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضا فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين."
قطعا لم تثبت الفضيلة ولم يثبت فضل العمل فى وحى الله ثم قال:
"وأنواع العمل فيها ما يلي:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله (تعالى)، مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود. وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات. وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا، والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان؛ قال (تعالى): ((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)) وقد ذكر ابن القيم: أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
استغراق جميع الذنوب، و إجماع العزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون من التوبة"
الرجل هنا يحدثنا عن شىء واجب فى كل وقت على المسلم إذا اذنب فالتوبة النصوح ليست خاصة بالحج وإنما خاصة بأى ذنب ومن ثم فهى ليست واجبة فى الحج وحده مع أنه فى الحج لا يمكن ارتكاب أى ذنب لأن من يقررأى يريد فقط ارتكابه يعاقب على الفور بالهلاك فى الكعبة الحقيقية كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم"
ثم قال:
"الثاني: أداء الحج والعمرة:
وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي (ص)في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلا لكرامة الله (تعالى) في الآخرة.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود: أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله (ص)ومراعاة سننها وآدابها. وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)(إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)
قال الحافظ: (وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل) والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال (عز وجل): ((والذين هم على صلاتهم يحافظون)) وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام، لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر.
الرابع: الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله (تعالى) في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
ما سبق من كلام هى واجبات فى كل الأيام وليس واجبات فى أيام الحج ثم قال:
"الخامس: الذكر:
وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهديولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
الذكر لا يعنى الترديد اللفظى لأقوال محددة وإنما يعنى قراءة القرآن كاملا فى يومين أو ثلاثة فالغرض تعلك أحكام الإسلام وليس الغرض ترديد أقوال لا تعلم المسلم شىء
ثم قال :
"السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلانا بتعظيم الله (تعالى).
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وأصح ما ورد فيه: قول سلمان: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا). وهناك صيغ وصفات أخرى واردة عن الصحابة والتابعين
والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة، قال : (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا) وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والله أعلم.
والتكبير الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه "
قطعا لا يوجد شىء التكبير اللفظى فالله لا يريد من المسلم ترديد كلام فقط وإنما المراد بالتكبير على ما هدى الله هو طاعة على الوحى الذى علمنا إياه
ثم قال:
"مجموعة من البدع التي ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي (ص)اجتنابها والبعد عنها، أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم، فإن قيل: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة، فإنه يجاب عليه: بأن الجهر بالتكبير إحياء للسنة، دون أن يكون جماعيا، ومن أراد فعل السنة، فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس مبادرة إليها، ليقتدي به غيره."
والتكبير حسب روايات كتب الحج فى كتب الحديث هو شىء خاص بالحجاج والعمار ولم يورد بلال الروايات لمخالفتها ما يريد
ثم حدثنا عن الصوم فى تلك الأيام فقال:
السابع: الصيام:
عن حفصة قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي (ص)صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة). والمقصود: صيام التسع أو بعضها؛ لأن العيد لا يصام، وأما ما اشتهر عند العوام ولا سيما النساء من صيام ثلاث الحجة، يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع، فهذا التخصيص لا أصل له."
قطعا الصوم محرم إلا فى رمضان إلا لسبب شرعى كحيض المرأة فى رمضان أو مرض المسلم او سفره والصوم هو فى كتاب الله عقاب على بعض الذنوب كالحنث فى الحلف والظهار والقتل ومن ثم لا يوجد شىء اسمه صوم تطوع لأن هذا تشريع لم ينص الله عليه حيث يغاقب المسلم نقسه بعقوبة لم يشرعها الله دون وجود ذنب كما أن الصوم ينقص الحسنات فالصوم بعشر حسنات بينما المفطر لو تنازول وجبتين أخذ عليهما 20 حسنة ولو ضرب ثلاث مرات فى النهار لأخذ ثلاثين حسنة ومن ثم فما يظنه الناس يكسب الحسنات ويقرب من الله يبعدهم عن كسبل الحسنات وعن طاعة الله ولا يصح عن النبى(ص) أى حديث فيه صوم تطوع إلا ما كان قبل فرض صوم رمضان شرط موافقته لكتاب الله
ثم قال:
"الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعضهم كابن تيمية بوجوبها، وقد أمر الله بها نبيه (ص)فقال: ((فصل لربك وانحر)) فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فقد كان النبي (ص)يحافظ عليها، قال ابن عمر أقام النبي (ص)بالمدينة عشر سنين يضحي"
لا يوجد حكم فى الإسلام اسمه الأضاحى وإنما الموجود هو الهدى فى الحج والأضاحى تسمية على غير مسمى فالله عندما فدى إسماعيل (ص) بالكبش لم يقل عن ذلك أنه اضحية وإنما سماه فداء فقال " وفديناه بذبح عظيم"
ثم قال:
"التاسع: صلاة العيد:
وهي متأكدة جدا، والقول بوجوبها قوي فينبغي حضورها، وسماع الخطبة، وتدبر الحكمة من شرعية هذا العيد، وأنه يوم شكر وعمل صالح"
ثم قال :
"يوم عرفة:
وقد زاد هذا اليوم فضلا ومزية على غيره، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه، ومن تلك الأوجه ما يلي:
أولا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة، إنا والله بعرفة، قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم (عليه السلام)، ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد. وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها، كما قال الله لنبيه: ((ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك))
ثانيا: أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي (ص)قال: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
ثالثا: أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية)
رابعا: أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:
عن عائشة أن رسول الله (ص)قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) قال ابن عبد البر: (وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم)("
الغريب هو تسمية يوم يوم عرفة مع أن عرفة عندهم وفى القرآن هو مكان منه دخول وخروج الحجاج كما قال تعالى " فإذا أفضتم من عرفات"
ثم قال:
"الأعمال المشروعة فيه:
أولا: صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده...) وصومه إنما شرع لغير الحاج، أما الحاج فلا يجوز له ذلك. ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه: غفر له). ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم، وحج الحاج، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية."
والخطأ فى الرواية أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
ثم قال:
ثانيا: الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي (ص)(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) قال ابن عبد البر: (وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر: لا إله إلا الله) قال الخطابي: (معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله (عز وجل)، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله (سبحانه وتعالى)، ويقدمه أمام مسألته، فسمي الثناء دعاء...) "
رواية خير الدعاء تناقض رواية" قيل يا رسول الله أى الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخر ودبر الصلوات المكتوبات "رواه الترمذى فهنا خير الدعاء فى جوف الليل ودبر الصلاة المفروضة بينما فى القول يوم عرفة .
وكل ما جاء فى التفاضلات هو روايات لم يقلها النبى(ص) لمخالفتها كتاب الله وتناقضها مع بعضها البعض
ثم قال :
"ثالثا: التكبير:
سبق في بيان وظائف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله (تعالى). وكلام العلماء فيه يدل على أن التكبير نوعان:
الأول: التكبير المطلق: وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، ويستمر إلى آخر أيام التشريق.
الثاني: التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة، أيا كانت، وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق
وخلاصة القول: أن التكبير يوم عرفة والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو المطلق، ويشرع عقب كل صلاة وهو المقيد."
وقد سبق تناول التكبير ثم قال :
"يوم النحر:
لهذا اليوم فضائل عديدة: فهو يوم الحج الأكبر. وهو أفضل أيام العام؛ لحديث: (إن أعظم الأيام عند الله (تبارك وتعالى): يوم النحر، ثم يوم القر)( وهو بذلك أفضل من عيد الفطر، ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، وهما أفضل من الصلاة والصدقة
وقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة واللهو المباح وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير، ونحر الهدي، والأضاحي، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسما مباركا للتقرب إلى الله (تعالى)، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله."
لم يرد نص فى كتاب الله فى أفضلية زمن سوى ليلة القدر
ثم قال:
"أيام التشريق:
وهي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي التي عناها الله (تعالى) بقوله: ((واذكروا الله في أيام معدودات)) كما جاء عن ابن عباس(36)، وذكر القرطبي أنه لا خلاف في كونها أيام التشريق وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام منى: عيدنا أهل الإسلام) وقد نهي عن صيامها، وهي واقعة بعد العشر الفاضلة، فتشرف بالمجاورة أيضا، وتشترك معها بوقوع بعض أعمال الحج فيها، ويدخل فيها يوم النحر، فيعظم شرفها وفضلها بذلك كله كما أن ثانيها وهو يوم القر، وهو الحادي عشر أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي على الراجح من أقوال أهل العلم؛ تعظيما لله (تعالى)، وهذا مما يزيدها فضلا، وهذه الأيام من أيام العبادة والذكر والفرح، قال فيها النبي (ص): (أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله) فهي أيام إظهار الفرح والسرور بنعم الله العظيمة، وفي الحديث إشارة إلى الاستعانة بالأكل والشرب على ذكر الله، وهذا من شكر النعم وذكر الله المأمور به في الحديث أنواع متعددة منها:
1- التكبير فيها: عقب الصلوات، وفي كل وقت، مطلقا ومقيدا، كما هو ظاهر الآية، وبه يتحقق كونها أيام ذكر لله
2- ذكر الله (تعالى) بالتسمية والتكبير عند نحر الهدي والأضاحي.
3- ذكره عند الأكل والشرب، وكذا أذكار الأحوال الأخرى.
4- التكبير عند رمي الجمار.
5- ذكر الله (تعالى) المطلق"
وما قيل هنا عن التكبير هو تكرار لنفس الخطأ وهو ما يجعل الحجاج والعمار يعودون جهلة بكتاب الله كما ذهبوا جهلة لأن الغرض هو تعليمهم ترديد ألفاظ محددة وإنما الغرض هو تعليمهم الإسلام من خلال قراءة القرآن فى الحج
الكتاب تأليف عبد الحكيم بن محمد بلال وهو يدور حول العشر الأولى من ذى الحجة
وفى التمهيد بين مقولة مفاضلة الله بين الأزمنة وكون العمل فى عشر ذى الحجة أفضل فقال:
تمهيد:
"من رحمة الله (تبارك وتعالى) أن فاضل بين الأزمنة، فاصطفى واجتبى منها ما شاء بحكمته، قال (عز وجل): ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة..)) وذلك التفضيل من فضله وإحسانه؛ ليكون عونا للمسلم على تجديد النشاط، وزيادة الأجر، والقرب من الله (تعالى). ونظرة في واقع الكثير تنبئك عن جهل كبير بفضائل الأوقات، ومن أكبر الأدلة على ذلك: الغفلة عن اغتنامها، مما يؤدي إلى الحرمان من الأجر
والأمر الذي يحتاج إلى وقفة تأمل: التباين الكبير بين كون عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا، والعمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل فيما سواها، وبين واقع الناس وحالهم في تلك العشر، فالكثير لا يحرك ساكنا، والأكثر لم يقم الأمر عنده ولم يقعد، ومن مظاهر ذلك مثلا هجر سنة التكبير المطلق وهي من شعائر تلك الأيام."
وما قاله هنا فيه أخطاء سوف نتناولها فى التالى لأنه كررها ثم قال :
"وعلى الرغم من أن هذه الأيام أعظم من أيام رمضان، والعمل فيها أفضل، إلا أنه لا يحصل فيها ولو شيء مما يحصل في رمضان؛ من النشاط في عمل الآخرة، ولا غرو، فالفارق بين الزمنين واضح، فقد اختص رمضان بما لم تختص به العشر، ومن ذلك:
وقوع فريضة الصوم فيه، وهي (فريضة العام) على كل مسلم، مع ما يكون فيها من تربية للمسلم، وزيادة لإيمانه، بخلاف الحج فهو فريضة العمر.
ارتباط رمضان بنزول القرآن فيه مما جعله شهر القرآن، وذلك له أثر كبير في إقبال الناس فيه على كتاب الله الكريم.
الترغيب الخاص بقيام لياليه، وهدي النبي (ص)في قيام العشر، وتحري ليلة القدر.
وهذه الأمور الثلاثة جعلت لرمضان جوا خاصا متميزا تنقلب حياة الناس فيه، وتتغير أيا كان نوع ذلك التغير.
ما يحصل في رمضان من تصفيد الشياطين، وفتح أبواب الجنة، وإغلاق أبواب النيران، مما يكون له أعظم الأثر في انبعاث الناس للعبادة وحماسهم لها. فيكون ذلك حافزا للعلماء والدعاة والأئمة والخطباء ليخاطبوا قلوب الناس، ما دامت مقبلة على الخير.
كل ذلك وغيره يجعل هذه العشر ابتلاء وامتحانا للناس، فلا يحصل فيها من المعونة على الخير كما يحصل في رمضان، والموفق من وفقه الله، فشمر وجد واجتهد."
والمقارنة بين رمضان وبين عشر ذى الحجة مقارنة لا تجوز فالأحكام من يصدرها الله وليست الشهورولا تجوز تلك المقارنة لأن فى كل شهر أوجب الله أعمال مخالفة للشهر الأخر والحكم الأساسى فى رمضان هو الصوم وهو واجب على الكل بينما الحكم الأساسى فى ذى الحجة هو الحج وهو ليس فرضا على الكل والمقارنة اصح عندما يوجد شبه وأما فى حالة الاختلاف فلا يمكن أن تكون هناك مقارنة
وقوله عن أن المسلمين اهتموا برمضان وأهملوا ذى الحجة هو ضرب من الوهم فالتكبير لم يقل الله أنه فرض على المسلمين جميعا وإنما هو فرض على من فى الحج كما قال تعالى:
"لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم "
هذا على فرض أن معنى التكبير هو التكبير اللفظى وأنه خاص بالحج
ثم حدثنا عن فضل ذى الحجة:
"فضل عشر ذي الحجة:
قد دل على فضلها أمور:
الأول: قال (تعالى): ((والفجر وليال عشر)) قال غير واحد: إنها عشر ذي الحجة، وهو الصحيح ولم يثبت عن النبي )ص) شيء في تعيينها."
كلام بلال هنا متناقض فكيف تدل على فضل ذى الحجة والعشر لم تعين ؟
يصح القول بفضل عشر ذى الحجة إذا كان الله حدد ماهية الليالى العشر
ثم قال:
الثاني: أن النبي (ص)شهد أنها أعظم أيام الدنيا، وجاء ذلك في أحاديث كثيرة منها: قوله (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله (ص): ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)
وقوله : (ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) والمراد في الحديثين: (أن كل يوم من أيام العشر أفضل من غيره من أيام السنة، سواء أكان يوم الجمعة أم لا، ويوم الجمعة فيه أفضل من الجمعة في غيره؛ لاجتماع الفضلين فيه) "
الرواية عن النبى(ص) لا تصح لأنها تخالف كتاب الله فأجور الأعمال محددة بقاعدتين لا تتغيران وهما قوله تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
وقوله:
"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"
ومن ثم لا يمكن القول أن أجور الأعمال تتفاضل بسبب تغير الأيام لأن الأجور واحدة فى كل الأيام
زد على هذا أن رقم واحد وهى الليالى العشر تناقض الأيام العشر فالليالى غير الأيام وهى النهارات ومن ثم لا يمكن اعتبارهما واحد
وأما المصيبة الأعظم فطبقا للقرآن أيام الحج ليست عشر لأن بعد يوم الحج الأكبر وهو يوم العاشر يوجد بعده يومين أو ثلاثة فيهما حكم واجب وهو ذكر الله كما قال تعالى:
"واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"
ومن ثم أصبحت اليام طبقا لهذا12 أو 13 وليس 10 ومن ثم لا قيمة لتلك الرواية لمخالفتها كتاب الله وثبت أن النبى(ص) لم يقلها
ثم قال:
الثالث: أنه حث على العمل الصالح فيها، وأمر بكثرة التهليل والتكبير."
لا يوجد نص فى حكاية التهليل فذكر الله لا يعنى الترديد اللفظى لا لإله ‘لا الله والله أكبر وإنما ذكر الله يعنى ذكر اسمه وهو قراءة القرآن لقوله تعالى :
" فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
فالمساجد بنيت للصلاة التى هى قراءة للقرآن
قم قال :
"الرابع: أن فيها يوم عرفة ويوم النحر.
الخامس: أنها مكان لاجتماع أمهات العبادة فيها، وهي: الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها"
قطعا تلك الأيام ذكر منها الله يوم الحج الأكبر ولم يسمه عرفة أو النحر كما أن الصيام والصدقة ليسوا من الحج وإنما هى عقوبات على بعض الحجاج لعدم وجود الهدى كما قال تعالى:
"ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة"
ثم قال:
"أنواع العمل الصالح في أيام العشر:
وحيث ثبتت فضيلة الزمان ثبتت فضيلة العمل فيه، وأيضا فقد جاء النص على محبة الله للعمل في العشر، فيكون أفضل، فتثبت فضيلة العمل من وجهين."
قطعا لم تثبت الفضيلة ولم يثبت فضل العمل فى وحى الله ثم قال:
"وأنواع العمل فيها ما يلي:
الأول: التوبة النصوح:
وهي الرجوع إلى الله (تعالى)، مما يكرهه ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على ألا يعود. وما يتاب منه يشمل: ترك الواجبات، وفعل المحرمات. وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية، في أي وقت كان؛ لأنه لا يدري في أي لحظة يموت، ثم إن السيئات يجر بعضها بعضا، والمعاصي تكون غليظة ويزداد عقابها بقدر فضيلة الزمان والمكان؛ قال (تعالى): ((يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا)) وقد ذكر ابن القيم: أن النصح في التوبة يتضمن ثلاثة أشياء:
استغراق جميع الذنوب، و إجماع العزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل، وهي أكمل ما يكون من التوبة"
الرجل هنا يحدثنا عن شىء واجب فى كل وقت على المسلم إذا اذنب فالتوبة النصوح ليست خاصة بالحج وإنما خاصة بأى ذنب ومن ثم فهى ليست واجبة فى الحج وحده مع أنه فى الحج لا يمكن ارتكاب أى ذنب لأن من يقررأى يريد فقط ارتكابه يعاقب على الفور بالهلاك فى الكعبة الحقيقية كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بظلم بإلحاد نذقه من عذاب أليم"
ثم قال:
"الثاني: أداء الحج والعمرة:
وهما واقعان في العشر، باعتبار وقوع معظم مناسك الحج فيها، ولقد رغب النبي (ص)في هاتين العبادتين العظيمتين، وحث عليهما؛ لأن في ذلك تطهيرا للنفس من آثار الذنوب ودنس المعاصي، ليصبح أهلا لكرامة الله (تعالى) في الآخرة.
الثالث: المحافظة على الواجبات:
والمقصود: أداؤها في أوقاتها وإحسانها بإتمامها على الصفة الشرعية الثابتة عن رسول الله (ص)ومراعاة سننها وآدابها. وهي أول ما ينشغل به العبد في حياته كلها؛ روى البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص)(إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته)
قال الحافظ: (وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به: امتثال الأمر، واحترام الآمر، وتعظيمه بالانقياد إليه، وإظهار عظمة الربوبية، وذل العبودية، فكان التقرب بذلك أعظم العمل) والمحافظة على الواجبات صفة من الصفات التي امتدح الله بها عباده المؤمنين، قال (عز وجل): ((والذين هم على صلاتهم يحافظون)) وتتأكد هذه المحافظة في هذه الأيام، لمحبة الله للعمل فيها، ومضاعفة الأجر.
الرابع: الإكثار من الأعمال الصالحة:
إن العمل الصالح محبوب لله (تعالى) في كل زمان ومكان، ويتأكد في هذه الأيام المباركة، وهذا يعني فضل العمل فيها، وعظم ثوابه، فمن لم يمكنه الحج فعليه أن يعمر وقته في هذه العشر بطاعة الله (تعالى)، من: الصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وغير ذلك من طرق الخير، وهذا من أعظم الأسباب لجلب محبة الله (تعالى)."
ما سبق من كلام هى واجبات فى كل الأيام وليس واجبات فى أيام الحج ثم قال:
"الخامس: الذكر:
وله مزية على غيره من الأعمال؛ للنص عليه في قوله (تعالى): ((ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)) قال ابن عباس: أيام العشر أي: يحمدونه ويشكرونه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، ويدخل فيه: التكبير والتسمية على الأضحية والهديولقوله: (فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)."
الذكر لا يعنى الترديد اللفظى لأقوال محددة وإنما يعنى قراءة القرآن كاملا فى يومين أو ثلاثة فالغرض تعلك أحكام الإسلام وليس الغرض ترديد أقوال لا تعلم المسلم شىء
ثم قال :
"السادس: التكبير:
يسن إظهار التكبير في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به المرأة، إعلانا بتعظيم الله (تعالى).
وأما صيغة التكبير فلم يثبت فيها شيء مرفوع، وأصح ما ورد فيه: قول سلمان: (كبروا الله: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا). وهناك صيغ وصفات أخرى واردة عن الصحابة والتابعين
والتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة، وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة، قال : (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي، فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا) وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما والمراد: يتذكر الناس التكبير، فيكبرون بسبب تكبيرهما، والله أعلم.
والتكبير الجماعي بصوت واحد متوافق، أو تكبير شخص ترد خلفه "
قطعا لا يوجد شىء التكبير اللفظى فالله لا يريد من المسلم ترديد كلام فقط وإنما المراد بالتكبير على ما هدى الله هو طاعة على الوحى الذى علمنا إياه
ثم قال:
"مجموعة من البدع التي ينبغي على المسلم الحريص على اتباع سنة النبي (ص)اجتنابها والبعد عنها، أما الجاهل بصفة التكبير فيجوز تلقينه حتى يتعلم، فإن قيل: إن التكبير الجماعي سبب لإحياء هذه السنة، فإنه يجاب عليه: بأن الجهر بالتكبير إحياء للسنة، دون أن يكون جماعيا، ومن أراد فعل السنة، فإنه لا ينتظر فعل الناس لها، بل يكون أول الناس مبادرة إليها، ليقتدي به غيره."
والتكبير حسب روايات كتب الحج فى كتب الحديث هو شىء خاص بالحجاج والعمار ولم يورد بلال الروايات لمخالفتها ما يريد
ثم حدثنا عن الصوم فى تلك الأيام فقال:
السابع: الصيام:
عن حفصة قالت: (أربع لم يكن يدعهن النبي (ص)صيام عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة). والمقصود: صيام التسع أو بعضها؛ لأن العيد لا يصام، وأما ما اشتهر عند العوام ولا سيما النساء من صيام ثلاث الحجة، يقصدون بها اليوم السابع والثامن والتاسع، فهذا التخصيص لا أصل له."
قطعا الصوم محرم إلا فى رمضان إلا لسبب شرعى كحيض المرأة فى رمضان أو مرض المسلم او سفره والصوم هو فى كتاب الله عقاب على بعض الذنوب كالحنث فى الحلف والظهار والقتل ومن ثم لا يوجد شىء اسمه صوم تطوع لأن هذا تشريع لم ينص الله عليه حيث يغاقب المسلم نقسه بعقوبة لم يشرعها الله دون وجود ذنب كما أن الصوم ينقص الحسنات فالصوم بعشر حسنات بينما المفطر لو تنازول وجبتين أخذ عليهما 20 حسنة ولو ضرب ثلاث مرات فى النهار لأخذ ثلاثين حسنة ومن ثم فما يظنه الناس يكسب الحسنات ويقرب من الله يبعدهم عن كسبل الحسنات وعن طاعة الله ولا يصح عن النبى(ص) أى حديث فيه صوم تطوع إلا ما كان قبل فرض صوم رمضان شرط موافقته لكتاب الله
ثم قال:
"الثامن: الأضحية:
وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، وقال بعضهم كابن تيمية بوجوبها، وقد أمر الله بها نبيه (ص)فقال: ((فصل لربك وانحر)) فيدخل في الآية صلاة العيد، ونحر الأضاحي، فقد كان النبي (ص)يحافظ عليها، قال ابن عمر أقام النبي (ص)بالمدينة عشر سنين يضحي"
لا يوجد حكم فى الإسلام اسمه الأضاحى وإنما الموجود هو الهدى فى الحج والأضاحى تسمية على غير مسمى فالله عندما فدى إسماعيل (ص) بالكبش لم يقل عن ذلك أنه اضحية وإنما سماه فداء فقال " وفديناه بذبح عظيم"
ثم قال:
"التاسع: صلاة العيد:
وهي متأكدة جدا، والقول بوجوبها قوي فينبغي حضورها، وسماع الخطبة، وتدبر الحكمة من شرعية هذا العيد، وأنه يوم شكر وعمل صالح"
ثم قال :
"يوم عرفة:
وقد زاد هذا اليوم فضلا ومزية على غيره، فاستحق أن يخص بحديث مستقل يكشف عن أوجه تفضيله وتشريفه، ومن تلك الأوجه ما يلي:
أولا: أنه يوم إكمال الدين وإتمام النعمة:
روى البخاري قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية، لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا، فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت، وأين أنزلت، وأين كان رسول الله حين أنزلت: يوم عرفة، إنا والله بعرفة، قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)) وإكمال الدين في ذلك اليوم حصل؛ لأن المسلمين لم يكونوا حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمل بذلك دينهم لاستكمالهم عمل أركان الإسلام كلها، ولأن الله أعاد الحج على قواعد إبراهيم (عليه السلام)، ونفى الشرك وأهله، فلم يختلط بالمسلمين في ذلك الموقف منهم أحد. وأما إتمام النعمة فإنما حصل بالمغفرة، فلا تتم النعمة بدونها، كما قال الله لنبيه: ((ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك))
ثانيا: أنه يوم عيد:
عن أبي أمامة أن النبي (ص)قال: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
ثالثا: أن صيامه يكفر سنتين:
قال عن صيامه: (يكفر السنة الماضية والباقية)
رابعا: أنه يوم مغفرة الذنوب، والعتق من النار:
عن عائشة أن رسول الله (ص)قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟) قال ابن عبد البر: (وهو يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب، إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم)("
الغريب هو تسمية يوم يوم عرفة مع أن عرفة عندهم وفى القرآن هو مكان منه دخول وخروج الحجاج كما قال تعالى " فإذا أفضتم من عرفات"
ثم قال:
"الأعمال المشروعة فيه:
أولا: صيام ذلك اليوم:
ففي صحيح مسلم قال: (...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده...) وصومه إنما شرع لغير الحاج، أما الحاج فلا يجوز له ذلك. ويتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات في ذلك اليوم، كما في حديث ابن عباس، وفيه: (إن هذا اليوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه: غفر له). ولا يخفى أن حفظ الجوارح فيه حفظ لصيام الصائم، وحج الحاج، فاجتمعت عدة أسباب معينة على الطاعة وترك المعصية."
والخطأ فى الرواية أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب سنة قبلية وسنة بعدية وهو يخالف أن العمل الصالح وهو الحسنة تكفر سيئات الماضى فقط مصداق لقوله تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات "ولو كان العمل يكفر الذنوب بعده لقال كل واحد اعمل هذا العمل مثل صيام يوم عرفة ثم أعمل ما أريد من ذنوب لأنها مغفورة حسب ذلك وهو تخريف وجنون لأن الكفار عند ذلك سيفعلون كل سنة عمل صالح ومن ثم يغفر الله لهم طبقا للقول أليس هذا جنونا ؟
ثم قال:
ثانيا: الإكثار من الذكر والدعاء:
قال النبي (ص)(خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير) قال ابن عبد البر: (وفي الحديث دليل على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وأن أفضل الذكر: لا إله إلا الله) قال الخطابي: (معناه: أكثر ما أفتتح به دعائي وأقدمه أمامه من ثنائي على الله (عز وجل)، وذلك أن الداعي يفتتح دعاءه بالثناء على الله (سبحانه وتعالى)، ويقدمه أمام مسألته، فسمي الثناء دعاء...) "
رواية خير الدعاء تناقض رواية" قيل يا رسول الله أى الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخر ودبر الصلوات المكتوبات "رواه الترمذى فهنا خير الدعاء فى جوف الليل ودبر الصلاة المفروضة بينما فى القول يوم عرفة .
وكل ما جاء فى التفاضلات هو روايات لم يقلها النبى(ص) لمخالفتها كتاب الله وتناقضها مع بعضها البعض
ثم قال :
"ثالثا: التكبير:
سبق في بيان وظائف العشر أن التكبير فيها مستحب كل وقت، في كل مكان يجوز فيه ذكر الله (تعالى). وكلام العلماء فيه يدل على أن التكبير نوعان:
الأول: التكبير المطلق: وهو المشروع في كل وقت من ليل أو نهار، ويبدأ بدخول شهر ذي الحجة، ويستمر إلى آخر أيام التشريق.
الثاني: التكبير المقيد: وهو الذي يكون عقب الصلوات، والمختار: أنه عقب كل صلاة، أيا كانت، وأنه يبدأ من صبح عرفة إلى آخر أيام التشريق
وخلاصة القول: أن التكبير يوم عرفة والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو المطلق، ويشرع عقب كل صلاة وهو المقيد."
وقد سبق تناول التكبير ثم قال :
"يوم النحر:
لهذا اليوم فضائل عديدة: فهو يوم الحج الأكبر. وهو أفضل أيام العام؛ لحديث: (إن أعظم الأيام عند الله (تبارك وتعالى): يوم النحر، ثم يوم القر)( وهو بذلك أفضل من عيد الفطر، ولكونه يجتمع فيه الصلاة والنحر، وهما أفضل من الصلاة والصدقة
وقد اعتبرت الأعياد في الشعوب والأمم أيام لذة وانطلاق، وتحلل وإسراف، ولكن الإسلام صبغ العيدين بصبغة العبادة والخشوع إلى جانب الفسحة واللهو المباح وقد شرع في يوم النحر من الأعمال العظيمة كالصلاة، والتكبير، ونحر الهدي، والأضاحي، وبعض من مناسك الحج ما يجعله موسما مباركا للتقرب إلى الله (تعالى)، وطلب مرضاته، لا كما هو حال الكثير ممن جعله يوم لهو ولعب فحسب، إن لم يجعله يوم أشر وبطر، والعياذ بالله."
لم يرد نص فى كتاب الله فى أفضلية زمن سوى ليلة القدر
ثم قال:
"أيام التشريق:
وهي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي التي عناها الله (تعالى) بقوله: ((واذكروا الله في أيام معدودات)) كما جاء عن ابن عباس(36)، وذكر القرطبي أنه لا خلاف في كونها أيام التشريق وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث: (يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام منى: عيدنا أهل الإسلام) وقد نهي عن صيامها، وهي واقعة بعد العشر الفاضلة، فتشرف بالمجاورة أيضا، وتشترك معها بوقوع بعض أعمال الحج فيها، ويدخل فيها يوم النحر، فيعظم شرفها وفضلها بذلك كله كما أن ثانيها وهو يوم القر، وهو الحادي عشر أفضل الأيام بعد يوم النحر، وهذه الأيام الأربعة هي أيام نحر الهدي والأضاحي على الراجح من أقوال أهل العلم؛ تعظيما لله (تعالى)، وهذا مما يزيدها فضلا، وهذه الأيام من أيام العبادة والذكر والفرح، قال فيها النبي (ص): (أيام التشريق أيام أكل وشرب، وذكر لله) فهي أيام إظهار الفرح والسرور بنعم الله العظيمة، وفي الحديث إشارة إلى الاستعانة بالأكل والشرب على ذكر الله، وهذا من شكر النعم وذكر الله المأمور به في الحديث أنواع متعددة منها:
1- التكبير فيها: عقب الصلوات، وفي كل وقت، مطلقا ومقيدا، كما هو ظاهر الآية، وبه يتحقق كونها أيام ذكر لله
2- ذكر الله (تعالى) بالتسمية والتكبير عند نحر الهدي والأضاحي.
3- ذكره عند الأكل والشرب، وكذا أذكار الأحوال الأخرى.
4- التكبير عند رمي الجمار.
5- ذكر الله (تعالى) المطلق"
وما قيل هنا عن التكبير هو تكرار لنفس الخطأ وهو ما يجعل الحجاج والعمار يعودون جهلة بكتاب الله كما ذهبوا جهلة لأن الغرض هو تعليمهم ترديد ألفاظ محددة وإنما الغرض هو تعليمهم الإسلام من خلال قراءة القرآن فى الحج