شهد الدولار الأمريكي تراجعا واضحا خلال تعاملات يوم الأربعاء، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون بجميع الأسواق العالمية صدور قرار الفائدة عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ببنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مساء اليوم.
الدولار الآن
تراجع مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ستة عملات رئيسية أخرى – بنسبة 0.35% اليوم، ليسجل 1002.81 نقطة، بعدما لامس أدنى مستوى له منذ 22 مايو مساء أمس عند 103.04 نقطة، وسط خسائر استمرت لثلاث جلسات متوالية منذ بدء الأسبوع، وهو ما وضع الدولار على الطريق نحو تكبد أكبر خسائره الأسبوعية في نحو شهرين منذ الأسبوع المنتهي يوم 10 أبريل تقريبا، بواقع 1.05%.
أبرز العوامل المؤثرة على تحركات الدولار
تقلى الدولار الأمريكي ضربة كبيرة من بيانات مؤشرات أسعار المستهلكين الصادرة أمس عن مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أظهر معدل التضخم العام تراجعا كبيرا فاق التوقعات، في نفس الوقت الذي تراجع فيه التضخم الأساسي أيضا، ولكن بما يتطابق مع التوقعات.
وأدت تلك البيانات ، والتي تعد أحد المحركات الرئيسية لقرارات الاحتياطي الفيدرالي، إلى تعزيز توقعات الأسواق بأن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد تقرر وقف مسيرة رفع أسعار الفائدة مؤقتا، بعد استكمرارها لـ 10 اجتماعات متتالية حتى الآن منذ بدئها بشهر مارس من العام الماضي.
وتسبب هذا بعمليات بيع قوية على الدولار الأمريكي استمرت منذ بداية الأسبوع الحالي، ودفعته أمس إلى التداول عند أدنى مستوياته منذ يوم 22 مايو، أي فيما يزيد عن 3 أسابيع، مع تراجع رهانات المستثمرين على استمرار البتك المركزي بدورة رفع الفائدة خلال اجتماع اليوم.
ووفقا لبيانات أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME Group FedWatch ، فإن توقعات المستثمرين لاحتمالية التوقف المؤقت من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد أصبحت الآن 96%، مقابل 4% فقط لاحتمالية رفعها بواقع 25 نقطة أساس، مما دفع المستثمرين بعيدا عن الدولار لليوم الثالث على التوالي.
ولم يستطع الدولار تلقي أي دعم من تحركات سوق السندات الحكومية، حيث استمرت أيضا خسائر عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بعد انتهاء السلطات من موجة الإصدار الأخيرة بعد رفع سقف الدين للولايات المتحدة بقرار من الكونجرس في بداية الأسبوع الماضي، وتراجعت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بواقع 0.52%، متسببة بمزيد من الضغط على الدولار.
وفي نفس الوقت، أثرت تصريحات وزير الخزانة الأمريكية جانيت يلين السلب أيضا على تحركات الدولار اليوم، بعدما صرحت بأن الدولار الأمريكي قد بدأ يفقد جزء من هيمنته كعملة احتياطي على المستوى العالمي، في الوقت الذي بدأت فيه حكومات بعض الدول بالاستغناء عن الدولار في تعاملاتها التجارية.
ومن حيث تحركاته أمام العملات الأخرى، شهد الدولار تراجعا كبيرا لأدنى مستوياته أمام منافسيه الرئيسيين اليورو والجنيه الاسترليني اليوم، ليتم تداوله بالقرب من أدنى مستوياته في عدة أسابيع، وسط البيانات الاقتصادية الإيجابية بالمملكة المتحدة، والتوقعات بقيام البنك المركزي الأوروبي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه غدا الخميس.
الدولار في أزواج العملات
بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، ارتفع اليورو مقابل الدولار نحو 0.20% إلى 1.0837 دولارا، كما صعد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.33% إلى 1.2679 دولارا.
وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، تراجع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.22% إلى 139.55 ين، وكذلك انخفض الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.43% مسجلا 0.8986 فرنك.
أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد ارتفع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.37% مسجلا 0.6811 دولار أمريكي، كما صعد الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي بنسبة 0.45% ليسجل 0.6205 دولار أمريكي، بينما تراجع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 0.1% مسجلا 1.3298 دولار كندي.
كشفت البيانات الصادرة عن معهد إدارة التوريدات الأمريكي، منذ قليل، عن سلبية قراءة مؤشر ISM التصنيعي داخل الولايات المتحدة في شهر يونيو المنتهي وبأقل من توقعات الأسواق، إذ سجل مؤشر ISM التصنيعي الأمريكي ما يعادل 46.0 نقطة خلال يونيو، بينما كانت توقعات الأسواق تشير إلى تسجيله نحو 47.2 نقطة خلال تلك الفترة، وكانت القراءة السابقة قد سجلت 46.9 نقطة في مايو الماضي.
وفي نفس الإطار الزمني، جاءت قراءة مؤشر أسعار القطاع التصنيعي سلبية للغاية ودون المتوقع أيضا، حيث سجلت القراءة 41.8 نقطة، وهو أقل بكثير من التوقعات التي أشارت لتسجيله 44.0 نقطة، كما أنه أقل بكثير من القراءة السابقة التي سجلت 44.2 نقطة خلال مايو الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المؤشر يقيس مستوى نشاط المؤشر على أساس المسح الذي تم على مديري المشتريات داخل القطاع التصنيعي في الولايات المتحدة ويتم حسابه من خلال خمسة من أصل 11 مكون بالمسح الشهري لما يقرب من 300 شركة محلية.
ويجري معهد إدارة التوريدات مسحا على نحو من 300 شركة للتقييم وضع السوق داخل الولايات المتحدة بما في ذلك معدلات التوظيف والإنتاج والطلبات الجديدة والأسعار والمخزونات وغيرهم. وفي حالة تسجيل المؤشر لقراءة أعلى من 50.0 فإن هذا يعني توسعا في الصناعة أما في حالة تسجيله أقل من 50.0 فإن هذا يعني هذا انكماش الصناعة.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.