
استقر سعر الذهب بعد تقلبات حادة الأربعاء، في ظل حذر المتعاملين بعد التفاؤل المتحفظ الذي أبداه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن خفض أسعار الفائدة خلال بقية 2025.
قلص المعدن النفيس تراجعه ليتداول عند 3667 دولاراً للأونصة، أي أقل بنحو 40 دولاراً عن ذروة 3707.57 دولاراً للأونصة التي بلغها الأربعاء.
خفض البنك المركزي الأميركي يوم الأربعاء سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية، وأشار إلى احتمال إجراء خفضين إضافيين هذا العام. وسجل الذهب قفزة وجيزة إلى ذروة جديدة عند 3707.57 دولار للأونصة عقب القرار، إذ إن المعدلات المنخفضة عادة ما تعزز جاذبية المعدن الثمين، كونه أصلاً لا يدرّ عائداً.
رغم ذلك، أنهى الذهب الجلسة منخفضاً بنسبة 0.8%، بعدما فسر المتعاملون نبرة الفيدرالي بشأن قرارات السياسة النقدية المستقبلية على أنها أقل ميلاً للتيسير مما كان متوقعاً.
وقال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن ضغوط التضخم الناتجة عن الرسوم الجمركية تمثل مصدر قلق، مضيفاً أن البنك في وضع "اجتماع تلو الآخر" عندما يتعلق الأمر بأي تحرك إضافي على صعيد الفائدة. هذا التصريح دفع عوائد سندات الخزانة إلى التراجع على طول المنحنى، فيما ارتفع مؤشر الدولار، ما أثر سلباً على الذهب.
وصعد الذهب بنحو 40% منذ بداية العام، متفوقاً على معظم الأصول الأخرى مثل مؤشر "إس آند بي 500"، ومتجاوزاً رقماً قياسياً معدلاً وفق التضخم كان قد سجل عام 1980. وأسهمت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتجاري، إلى جانب مشتريات البنوك المركزية وتدفقات صناديق المؤشرات، في دعم هذه المكاسب.
ويأتي قرار الفائدة في لحظة غير مسبوقة للبنك المركزي الأميركي. فالحاكمة ليزا كوك تخوض معركة قضائية مع الرئيس دونالد ترمب، الذي يحاول عزلها بدعوى التورط في قضية احتيال عقاري. كما عُيِّن المستشار الاقتصادي في الإدارة الأميركية ستيفن ميران بشكل سريع لشغل منصب مؤقت في المجلس، وكان الوحيد الذي صوّت ضد القرار، مفضلاً خفضاً أعمق بمقدار نصف نقطة مئوية.
ويرى مراقبون أن التدخل السياسي في استقلالية الفيدرالي قد يدعم ارتفاع الذهب. وتوقع "غولدمان ساكس" أن ترتفع الأسعار إلى نحو 5,000 دولار للأونصة إذا تحوّل 1% فقط من حيازة الأفراد لسندات الخزانة إلى الذهب. بدوره، رفع "دويتشه بنك" توقعاته إلى 4,000 دولار للأونصة في العام المقبل.
شهد سعر الذهب ارتفاعاً طفيفاً إلى 3666.24 دولاراً للأونصة بحلول الساعة 11:43 ظهراً بتوقيت لندن، فيما لم يطرأ تغير على مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري، وبينما حققت الفضة مكاسب، وارتفع سعر البلاتين 1.3%، تراجع البلاديوم.