العلو في الإسلام

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,805
الإقامة
مصر
العلو في الإسلام
العلو في القرآن
علو فرعون فى الأرض
وضح الله أن فرعون علا فى الأرض والمراد طغى فى البلاد مصداق لقوله "إنه طغى "وهذا يعنى أنه حكم البلاد بالظلم وفى هذا قال تعالى :
"إن فرعون علا فى الأرض "
علو بعضهم على بعض :
وضح الله أنه ما اتخذ من ولد أى ما أنجب من ابن مصداق لقوله "لم يلد "وما كان معه من إله أى شريك فى الملك ووضح أنه لو كان معه من إله لذهب كل إله بما خلق والمراد
لأخذ كل رب ما أنشأ والمراد ملك كل شريك ما أنشأ من الخلق ولعلا بعضهم على بعض والمراد لقوى بعضهم على بعض وهذا يعنى أن وجود بعض الآلهة- وليس لهم وجود-معناه لو كان فيه آلهة غير الله سيحارب كل واحد الآخرين وينتصر عليهم وفى هذا قال تعالى :
" ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض "
تتبير ما علا المسلمون:
وضح الله لنا أنه إذا جاء وعد المرة الآخرة ليسؤا وجوهكم والمراد فإذا حانت نهاية المرة الثانية ليذلوا أنفسكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة والمراد وليلجوا البيت كما ولجوه أسبق مرة وهذا يعنى أنهم يصلون فى البيت الحرام كما صلوا فيه المرة السابقة ،وقال وليتبروا ما علوا تتبيرا والمراد وليدمروا ما صنعوا تدميرا وهذا يعنى أن الغزاة سوف يزيلون ما وجدوه من الفساد فى البلاد إزالة كاملة وفى هذا قال تعالى :"وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا "
علو بنو إسرائيل علوا كبيرا :
وضح الله لنا أنه قضى أى أوحى لبنى إسرائيل فى التوراة التالى :لتفسدن فى الأرض مرتين والمراد لتظلمن فى البلاد مرتين وفسر هذا بأنهم سوف يعلون علوا كبيرا أى يتكبرن تكبرا عظيما والمراد سوف يكفرون فى البلاد كفرا عظيما عندما يحكمون الأرض المقدسة وفى هذا قال تعالى :"وقضينا إلى بنى إسرائيل لتفسدن فى الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا "
لا تعلوا على الله
وضح الله لنبيه (ص)أنه فتن أى اختبر قبلهم قوم وهم شعب فرعون حيث جاءهم رسول كريم أى مبعوث أمين هو موسى (ص)فقال :أن أدوا إلى عباد الله والمراد أن اتبعون خلق الرب ،إنى لكم رسول أمين والمراد إنى لكم مبلغ مخلص للوحى وفسر طلبه بقول لا تعلوا على الله والمراد لا تتكبروا على طاعة حكم الله إنى أتيكم بسلطان مبين والمراد إنى أجيئكم بدليل صادق وهو المعجزات وفى هذا قال تعالى :"ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم أن أدوا إلى عباد الله إنى لكم رسول أمين وأن لا تعلوا على الله إنى أتيكم بسلطان مبين "
ألا تعلو على وأتونى مسلمين:
وضح الله أن الملكة تسلمت الرسالة فقالت لمن حولها يا أيها الملأ وهم الحاضرين :إنى ألقى إلى كتاب كريم والمراد إنى آتتنى رسالة عظيمة المعنى تقول:إنه من سليمان والمراد إن المكتوب من سليمان(ص)وإنه بسم الله الرحمن الرحيم والمراد بحكم الرب النافع المفيد ألا تعلو على والمراد ألا تخالفوا كلامى وأتونى مسلمين أى وأحضروا عندى مطيعين لحكم الله، وفى هذا قال تعالى : "قالت يا أيها الملأ إنى ألقى إلى كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلو على وأتونى مسلمين "
تعالى الله عما يشركون:
وضح الله لنا أن الرجل وزوجته لما أتاهما صالحا والمراد لما وهبهما الله طفلا سليما جعلا له شركاء فيما أتاهما والمراد خلقا لله أنداد فى الذى وهبهما ووضح أنه تعالى عما يشركون والمراد أنه ساد على الذى يعبدون أى يصفون وهم الآلهة وفى هذا قال تعالى : "فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما أتاهما فتعالى الله عما يشركون"
تعالى الله الملك الحق:
وضح الله أنه وهو الرب الملك أى الحاكم الحق أى العدل قد تعالى أنه ساد على الذى يعبدون وفى هذا قال تعالى :"فتعالى الله الملك الحق "
سبحانه وتعالى عما يصفون:
وضح الله لنبيه (ص)أن الكفار جعلوا لله شركاء والمراد اخترعوا لله مقاسمين فى الملك هم الجن مع أنه قد خلقهم أى قد أبدع الجن فكيف يكون المخلوق مقاسما لخالقه فى ملكه؟،وخرقوا له بنين وبنات والمراد ونسبوا لله أولاد وإناث وهذا يعنى أنهم جعلوه أبا له صبيان وإناث وكل هذا بغير علم أى بغير وحى من عند الله يقول أن الجن شركائه وأن له بنين وبنات ،سبحانه أى تعالى عما يشركون علا أى تفضل الله عن الذى يعبدون معه والمراد أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى : "وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون "
سبحانه وتعالى عما يشركون:
وضح الله أن سبحانه أى الطاعة لحكم الله قد تعالى عما يشركون أى أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى :"سبحانه وتعالى عما يشركون"
تعالى عما يشركون
وضح الله للمؤمنين أنه خلق والمراد أنشأ الكون بالحق والمراد ليسود فيه العدل ،وهو قد تعالى عما يشركون أى أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى :"خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون"
سبحانه وتعالى عما يقولون:
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لو كان معه آلهة والمراد لو كان مع الله شركاء إذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا والمراد إذا لوجدوا إلى صاحب الملك طريقا وهذا يعنى أن فى حالة تعدد الأرباب كان الحادث هو أن الأرباب ستجد طريق لقهر الرب صاحب العرش وعليه ستشاركه فى الملك أو تخلعه منه ولكن لا يوجد شىء من ذلك ،سبحانه أى التسبيح له والمراد الطاعة واجبة لحكم الله وتعالى عما يقولون أى أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى :"قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لإبتغوا إلى ذى العرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون"
عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون:
وضح الله أنه عالم الغيب والشهادة والمراد أنه عارف الخفى والظاهر وقد تعالى عما يشركون أى أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى :"عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ".
أإله مع الله تعالى عما يشركون:
سأل الله أإله مع الله أى أرب مع الله؟والغرض من الأسئلة إخبار الناس أنه هو الرب الوحيد ،تعالى عما يشركون أى أنه ساد على الذى يعبدون آلهتهم المزعومة التى يقولون بها لأنه خالق وهم مخلوقات وفى هذا قال تعالى :أإله مع الله تعالى عما يشركون "
سبحان الله وتعالى عما يشركون
وضح الله أن ربه يخلق ما يشاء والمراد أن خالقه يبدع ما يريد من الأفراد وهو يختار أى يصطفى منهم من يريد رسولا ،وسبحان أى تعالى الله عما يشركون والمراد أن طاعة الله فضلت أى علت على طاعة الذى يطيعون وهو الآلهة المزعومة فهو من يجب طاعته لكونه الإله الوحيد وفى هذا قال تعالى :"وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون "
تعالى جد ربنا
وضح الله أن الجن فقالوا :إنا سمعنا قرآنا عجبا والمراد إنا أنصتنا لكتاب عظيم يهدى إلى الرشد والمراد يرشد إلى العدل فآمنا به والمراد فصدقنا بالقرآن ولن نشرك بربنا أحدا والمراد ولن نطيع مع حكم إلهنا حكم أحدا آخر وأنه تعالى جد ربنا والمراد وأنه تنزهت ذات خالقنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا والمراد ما كان له زوجة ولا ابنا ،وهذا يعنى أن الرب تنزهت ذاته عن الزوجية والأبوية وتعالى عما يقولون وفى هذا قال تعالى :" فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولدا "
تعالوا للمباهلة:
وضح الله لرسوله (ص)أن من حاجه أى جادله أى ناقشه فى أمر عيسى(ص) بالباطل من بعد ما جاءه من العلم والمراد من بعد الذى أتاه من الوحى فى أمر عيسى(ص) فعليه أن يطلب من المجادلين التالى :تعالوا أى هلموا إلى فعل الأتى ندع والمراد نجمع كل من أبناءنا وهم أولاد المسلمين وأبناءكم وهم أولاد المجادلين ونساءنا أى وزوجات المسلمين ونساءكم وهن زوجات المجادلين وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أى ندعو الله فنجعل لعنة الله على الكاذبين والمراد فنطلب إنزال عقاب الله على الكافرين بحكم الله وفى هذا قال تعالى :"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم:
طلب الله من رسوله(ص)أن يخاطب أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق نزوله على القرآن فيقول لهم:تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم والمراد هلموا إلى أمر مشترك بيننا وبينكم هو ألا نعبد إلا الله والمراد ألا نتبع حكم سوى حكم الله وفسر الأمر بأن لا نشرك به شيئا أى ولا نتبع مع حكمه حكما أخر وفسر الأمر بأن لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله والمراد أن لا يتبع بعضنا حكم البعض الأخر باعتبارهم آلهة من غير حكم الله الإله الوحيد ومن هنا نفهم أن الألوهية ليست سوى الحكم على الخلق وفى الخلق وفى هذا قال تعالى :"قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله "
تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا
وضح الله للمؤمنين أن ما أصابهم وهو ما نزل بهم من الهزيمة يوم التقى الجمعان أى يوم تقاتلت جماعة المسلمين وجماعة الكافرين هو بإذن أى أمر الله والسبب فى الهزيمة هو أن يعلم الله المؤمنين ويعلم الذين نافقوا ووضح للمؤمنين أنهم قالوا للمنافقين:تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا والمراد هيا لتجاهدوا فى نصر دين الله أى حاربوا كان ردهم :لو نعلم قتالا لأتبعناكم والمراد لو نعرف حربا ستحدث لذهبنا معكم وهذا يعنى أنهم يعتقدون اعتقادا جازما أن الحرب لن تحدث ولذا فهم لن يذهبوا لمعرفتهم بذلك وهذا إدعاء بعلم الغيب منهم وهو ذنب أخر ووضح للمؤمنين أن المنافقين كانوا فى ذلك اليوم أقرب للكفر أى أعمل للتكذيب بحكم الله من الإيمان وهو التصديق بحكم الله وفى هذا قال تعالى :" وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا فى سبيل الله أو ادفعوا قالوا لو نعلم قتالا لأتبعناكم هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان "
تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول(ص)
وضح الله للنبى(ص) أن المنافقين إذا نصحهم المسلمون فقالوا :تعالوا إلى ما أنزل الله أى إلى الرسول (ص)والمراد هيا إلى تصديق حكم الله وطاعته أى هيا لتصديق حكم الله المنزل على النبى(ص)وطاعته يراهم يصدون عنه صدودا والمراد يعلم أنهم يبعدون عنه بعدا عظيما أى يعرضون عن تصديقه وطاعته إعراضا وفى هذا قال تعالى : "وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا"
إذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول(ص):
وضح الله للمؤمنين أنهم إذا قالوا للكفار :تعالوا إلى ما أنزل الله أى اتبعوا الذى أنزل الله والمراد أطيعوا الذى أوحى الله وفسره بأنهم يأتون للرسول أى إلى طاعة الوحى المنزل على النبى(ص)قالوا حسبنا ما وجدنا عليه أباءنا أى "بل نتبع ما وجدنا عليه أباءنا"والمراد كافينا الذى لقينا عليه أباءنا من الدين وفى هذا قال تعالى :"وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه أباءنا "
تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :تعالوا أى هلموا والمراد اجتمعوا اتل ما حرم ربكم عليكم والمراد أبلغ لكم الذى منع عليكم إلهكم ألا تشركوا به شيئا أى لا تعبدوا مع الله أحدا مصداق لقوله "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا" وفى هذا قال تعالى :"قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا "
تعالوا يستغفر لكم رسول الله(ص):
وضح الله أن المؤمنين إذا نصحوا المنافقين فقالوا :تعالوا يستغفر لكم رسول الله والمراد هلموا يطلب لكم مبعوث الله من الله ترك عقابكم على ذنوبكم كان رد فعلهم هو أنهم لووا رءوسهم أى أعرضوا بأنفسهم وفسر الله هذا للمسلم بأنه رأهم يصدون وهم مستكبرون والمراد علمهم يرفضون وهم مخالفون للنصيحة وفى هذا قال تعالى :وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون "
تعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا:
نادى الله نبيه (ص)فيطلب منه أن يقول لأزواجه وإمائه وهن نسائه إن كنتن تردن الحياة الدنيا والمراد إن كنتن تحببن متاع المعيشة الأولى أى زينتها وهو متاعها فتعالين أمتعكن أى أعطيكن من مال الدنيا نفقة طلاق وأسرحكن سراحا جميلا أى وأطلقكن طلاقا حسنا وفى هذا قال تعالى :"يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا "
قد أفلح اليوم من استعلى
وضح الله لنبيه(ص)أن السحرة قال بعضهم لبعض: وقد أفلح اليوم من استعلى والمراد وقد فاز اليوم من استكبر ،وهذا يعنى أن السحرة وحدوا عملهم وسيأتون لأرض المباراة وهم متحدين وهم يبغون الفوز بها وفى هذا قال تعالى :"وقد أفلح اليوم من استعلى "
إن فرعون لعال فى الأرض
وضح الله إن فرعون لعال فى الأرض والمراد لمفسد فى البلاد مصداق لقوله "إنه كان من المفسدين " وفسر هذا بأنه من المسرفين وهم المفرطين فى دين الله أى الكافرين وفى هذا قال تعالى :"وإن فرعون لعال فى الأرض وإنه لمن المسرفين"
فرعون كان عاليا من المسرفين
وضح الله لنبيه (ص)أنه نجى والمراد أنقذ بنى إسرائيل وهم أولاد يعقوب (ص)من العذاب المهين وهو العقاب المذل الذى قرره فرعون لهم وهو الذى كان عاليا من المسرفين أى كان عظيما من المفسدين وفى هذا قال تعالى : "ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين "
القوم العالين :
وضح الله أنه أرسل أى بعث كل من موسى (ص)وهارون (ص)أخاه إلى فرعون وملائه وهم قومه بآيات الله وهى علامات الله وفسرها بأنها سلطان مبين أى دليل عظيم أى برهان كبير فكان ردهم عليهما هو أن استكبروا أى استنكفوا تصديقهم والمراد استعظموا عليهم وفسر الله ذلك بأنهم كانوا قوما عالين أى شعبا كافرين والمراد أنهم كانوا شعبا مستكبرين وفى هذا قال تعالى :"ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملائه فاستكبروا وكانوا قوما عالين "
استكبرت أم كنت من العالين
وضح الله أنه سأل إبليس (ص)عن طريق الوحى فقال :ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى والمراد ما حملك على ألا تقر بأفضلية ما أنشأت بنفسى استكبرت أم كنت من العالين أى هل استعظمت أم كنت من الأرباب ؟والغرض من السؤال هو إخبار إبليس أن المخالف لأمره لابد أن يكون واحدا من اثنين مستكبرا أى مستعظما أى كافر بحكم الله أو من العالين وهم الآلهة ومن ثم فإبليس كافر بحكم الله لأنه ليس إلها فرد إبليس قائلا:أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين والمراد أنا أحسن منه أنشأتنى من نار وأنشأته من طين وفى هذا قال تعالى :"قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين "
عيشة راضية فى جنة عالية
وضح الله للناس أن من أوتى كتابه بيمينه والمراد فأما من تسلم صحيفة عمله فى يده اليمنى فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه والمراد هلموا اعرفوا عملى المدون فى صحيفتى إنى ظننت أنى ملاق حسابيه والمراد أنى صدقت أن آخذ ثوابى من الله ،لذا هو فى عيشة راضية أى حياة سعيدة فى جنة عالية والمراد فى حديقة عظيمة وفى هذا قال تعالى :" فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية "
نفوس راضية فى جنة عالية
وضح الله لنبيه (ص)أن فى يوم القيامة تكون وجوه ناعمة والمراد نفوس سعيدة أى ضاحكة هى لسعيها راضية والمراد بجزاء عملها فى الدنيا سعيدة وهى فى جنة عالية أى حديقة مرتفعة وفى هذا قال تعالى :"وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية فى جنة عالية "
عالى القرية سافلها:
وضح الله أن لما جاء أمر الله والمراد لما آتى عذاب الله وهو الصيحة فى الصباح وهو وقت الشروق جعلنا عاليها سافلها والمراد جعلنا أكابر القرية أذلائها وفسر هذا بأنه أمطر عليها حجارة من سجيل منضود والمراد أسقط علي أهلها صخور من طين مجهز للإهلاك وفى هذا قال تعالى :"فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل "
جعلنا عاليها سافلها
وضح الله لنا أنه قال للوط(ص)أن النتيجة أن أخذتهم الصيحة مشرقين والمراد أهلكهم المطر مصبحين ووضح الله لنا أنه جعل عاليها سافلها والمراد جعل أكابر قوم لوط(ص)أذلاء البلدة وكانت الصيحة هى أن الله أمطر الله عليهم حجارة من سجيل والمراد أسقط عليهم صخور من طين وفى هذا قال تعالى :" فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل "
عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق:
وضح الله أنه إذا رأى ثم رأى والمراد إذا شاهد وكرر المشاهدة سيشهد نعيما أى متاعا وفسره بأنه ملك كبير أى نفع عظيم منه أن عاليهم ثياب خضر واستبرق والمراد فوق أجسام الأبرار ملابس من حرير أخضر اللون وحرير براق وفى هذا قال تعالى :"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق "
العلى العظيم
وضح الله أن ملكه وسع السموات والأرض والمراد أن حكمه شمل كل من السموات والأرض،ووضح أنه لا يؤدوه حفظهما والمراد لا يتعبه إبقاء السموات والأرض صالحتين غير فاسدتين ووضح أنه العلى أى ذو الكبرياء العظيم أى الكبير والكل بمعنى واحد وهو مستحق العلو أى العظمة وحده وفى هذا قال تعالى :"وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤدوه حفظهما وهو العلى العظيم "
السموات العلى :
وضح الله لمحمد(ص)أن القرآن نزل على طه وهو محمد (ص) نفسه حتى لا يشقى والمراد أن الوحى أوحى لمحمد(ص)حتى لا يعذب فى الأخرة،ووضح له أنه ما أنزل عليه القرآن ليشقى والمراد أنه ما أوحى له الوحى حتى يعذب فالقرآن هو تذكرة لمن يخشى والمراد تفكرة لمن يخاف أى نصح لمن يخاف عذاب الله والقرآن هو تنزيل أى وحى وصاحب الوحى هو من خلق أى فطر السموات والأرض ووصف السموات بالعلى يعنى ارتفاعها فوق الأرض سبع طبقات وفى هذا قال تعالى :"طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى "
كلمة الله هى العليا:
وضح الله للمؤمنين أنه جعل كلمة الذين كفروا السفلى والمراد وجعل حكم الذين كذبوا حكم الله الذليل وهو المهزوم وجعل كلمة الله هى العليا والمراد وجعل حكم الرب هو المنتصر أى الحادث وفى هذا قال تعالى :"وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا "
الاستيقان ظلما وعلوا :
وضح الله لنبيه (ص)أن قوم فرعون جاءتهم آياتنا مبصرة والمراد أتتهم معجزات الله ظاهرة فقالوا هذا سحر مفترى وهذا يعنى أنهم جحدوا بها أى كذبوا بها وفسر الله هذا بأن أنفسهم وهى قلوبهم استيقنتها ظلما أى علوا والمراد رفضت الإيمان بها كفرا أى فسادا والمراد رغبة فى استمرار جورهم فى البلاد وفى هذا قال تعالى :"فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا "
الجنة للذين لا يريدون علوا فى الأرض
وضح الله أن الدار الآخرة وهى جنة القيامة يجعلها الله للذين لا يريدون علوا فى الأرض والمراد يسكنها الرب الذين لا يفعلون كفرا فى البلاد وفسر الله العلو بأنه الفساد وفى هذا قال تعالى :"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فسادا "
العلى الكبير
وضح الله للنبى(ص) أنه هو العلى أى الكبير وهو العظيم وحده دون سواه وفى هذا قال تعالى :" وأن الله هو العلى الكبير"
إنه على حكيم
وضح الله لنبيه (ص)أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه ،ويبين له أنه على أى عظيم أى صاحب الكبرياء وهو العلو وهو الحكيم أى القاضى بالحق وفى هذا قال تعالى :"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم"
الحكم لله العلى الكبير
وضح الله أن ذلكم وهو دخول الكفار النار سببه أنه إذا دعى الله وحده أى أنه إذا نادى المسلمين لطاعة حكم الله وحده كفروا أى عصوا النداء وإن يشرك به والمراد وإن ينادوا ليعصى حكم الله يؤمنوا أى يصدقوا أى يطيعوا حكم غير الله فالحكم وهو الأمر لله وهو العلى الكبير أى الكبير العظيم وفى هذا قال تعالى :"ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير "
إن الله كان عليا كبيرا
وضح الله أنه على أى كبير أى عظيم أى صاحب الكبرياء فى السموات والأرض كما قال "وله الكبرياء فى السموات والأرض" وفى هذا قال تعالى :"إن الله كان عليا كبيرا"
لسان صدق عليا
وضح الله أن إبراهيم (ص)لما اعتزل أى ترك أى فارق القوم وما يعبدون من دون الله أى وما يطيعون من سوى الله وهب أى أعطى الله له ابنه إسحق(ص)ومن خلف إسحق (ص)ولده يعقوب (ص)وكلا جعلنا نبيا أى وكلا اخترنا رسولا ووهب لهم الله من رحمته أى وأعطى لهم من نفعه وفسر هذا بأنه جعل أى أعطى لهم لسان صدق على والمراد كلام صدق عظيم أى وحى عادل كبير وفى هذا قال تعالى :"فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا "
إدريس(ص)رفعناه مكانا عليا:
طلب الله من نبيه(ص)أن يذكر فى الكتاب والمراد أن يقص فى القرآن قصة إدريس(ص)على الناس وهى أنه كان صديقا أى خليلا والمراد صادق القول نبيا أى رسولا إلى الناس بوحى الله ورفعناه مكانا عليا أى وأدخلناه مقاما عظيما والمراد وأسكناه موضعا حسنا هو الجنة وفى هذا قال تعالى :"واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا "
لله المثل الأعلى:
وضح الله للنبى(ص) أن لله والمراد به أتباع الله فلهم المثل الأعلى وهو الجزاء الأفضل وهو الجنة وفى هذا قال تعالى :"ولله المثل الأعلى "
لا تخف إنك أنت الأعلى:
وضح الله أنه قال لموسى (ص)لا تخف أى لا تخشى الهزيمة ،إنك أنت الأعلى أى المنتصر على السحرة وفى هذا قال تعالى :"قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى "
وله المثل الأعلى فى السموات والأرض
وضح الله للناس أنه لله المثل الأعلى والمراد ولله الحكم الحسن فى السموات والأرض مصداق لقوله "ومن أحسن من الله حكما" وفى هذا قال تعالى :"وله المثل الأعلى فى السموات والأرض "
عدم سماع الملأ الأعلى :
وضح الله أنه زين السماء الدنيا بزينة الكواكب والمراد أنه حسن السماء القريبة بنور المصابيح وهى النجوم وهى حفظ من كل شيطان مارد والمراد محمية من كل جنى مخالف لحكم الله والجن لا يسمعون إلى الملأ الأعلى والمراد والجن حقا ينصتون إلى حديث الحضور فى السماء وهم الملائكة لمعرفة الأخبار وفى هذا قال تعالى :"إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملأ الأعلى "
ما كان لى من علم بالملأ الأعلى:
بين الله على لسان نبيه أن النبى (ص) ما كان له من علم أى معرفة بالملأ الأعلى وهم الحضور الفوقى وهم الملائكة إذ يختصمون أى وقت يختلفون وهو اعتراضهم على خلق آدم (ص)، وفى هذا قال تعالى :"ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون "
الاستواء بالأفق الأعلى :
وضح الله أن القرآن وحى الله وعلى أنه لا ينطق عن الهوى أى لا يتكلم القرآن من عند نفسه وهى شهوته وإنما القرآن وحى يوحى أى إلقاء يلقى له علمه شديد القوى والمراد ألقاه له عظيم القدرات وهو ذو مرة والمراد صاحب عزة وهو قد استوى وهو بالأفق الأعلى والمراد وقد قعد أى استقر وهو فى الجهة الفوقية وهى الجو ثم دنا فتدلى والمراد وقد اقترب من محمد(ص) فهبط إلى موضع محمد(ص)فكان قاب قوسين أو أدنى والمراد فكان على قدر شبرين من محمد أى أقرب والمراد أنه اقترب منه لدرجة أن المسافة بينهما كانت قدر شبرين فقط وفى هذا قال تعالى :" إنه هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "
قول فرعون أنا ربكم الأعلى
وضح الله أن موسى (ص)أراه الآية الكبرى والمراد وأشهد فرعون البراهين العظيمة الدالة على صدقه "فكانت النتيجة هى أنه كذب أى عصى أى أبى الإسلام والمراد كفر ثم أدبر يسعى والمراد ثم ذهب يكيد وهو جمع السحرة فحشر فنادى والمراد فجمع الناس فخطب فيهم فقال أنا ربكم الأعلى والمراد أنا خالقكم العظيم والمراد أنا إلهكم الوحيد كما قال "ما علمت لكم من إله غيرى" وفى هذا قال تعالى :" فأراه الآية الكبرى فكذب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى "
سبح اسم ربك الأعلى:
طلب الله من نبيه(ص)أن يسبح اسم ربه الأعلى والمراد أن يطيع حكم خالقه العظيم مصداق لقوله "فسبح باسم ربك العظيم" وفى هذا قال تعالى :"سبح اسم ربك الأعلى "
ابتغاء وجه ربه الأعلى:
وضح الله للناس أن الأتقى وهو المطيع لحكم الله خوفا من عذابه سيجنب النار والمراد سيبعده الله عن النار والمطيع هو الذى يؤتى ماله يتزكى والمراد الذى يفعل الذى عليه فعله كى يسلم وهو الذى ليس لأحد عنده نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى والمراد الذى ليس لأحد لديه حق يعطى إلا طلب ثواب خالقه الأعظم وهذا يعنى أنه لا يعمل لأحد عمل إلا كان هذا العمل الصالح قصده منه الحصول على رحمة الله وفى هذا قال تعالى :"وسيجنبها الأتقى الذى يؤتى ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى "
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون:
طلب الله من المؤمنين ألا يهنوا أى ألا يحزنوا والمراد ألا يضعفوا فيطلبوا السلام من الكفار وهم الأعلون والمراد وهم المنتصرين على الكفار إن كانوا مؤمنين أى مصدقين لحكم الله وفى هذا قال تعالى :"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"
لا تدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون:
طلب الله من المؤمنين ألا يهنوا والمراد ألا يضعفوا عن القتال وفسر هذا بقوله لا تحزنوا أى لا تخشوا أذى الكفار وتدعوا إلى السلم والمراد وتميلوا إلى طلب عدم القتال وأنتم الأعلون أى المنتصرون وهذا يعنى حرمة طلب السلام عند النصر من المهزوم وفى هذا قال تعالى :"فلا تهنوا وتحزنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون "
الله الكبير المتعال
وضح الله أنه عالم الغيب والشهادة والمراد وهو عارف المجهول والمعلوم فى السموات والأرض وهو الكبير أى صاحب الكبرياء أى العزة مصداق لقوله "وله الكبرياء فى السموات والأرض "وهو المتعال أى العظيم القدر الذى لا يساويه أحد وفى هذا قال تعالى :"عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال"
كتاب الأبرار فى عليين :
وضح الله لنبيه (ص)أن كلا وهى الحقيقة هى أن كتاب الأبرار وهو عمل المسلمين فى الدنيا فى عليين وفى هذا قال تعالى :
"كلا إن كتاب الأبرار لفى عليين "
عليون كتاب مرقوم :
سأل الله نبيه (ص)وما أدراك ما عليين أى والله الذى أعلمك ما عليين هو كتاب مرقوم يشهده المقربون أى سجل مدون كل شىء يراه المقربون وهم المسلمون مصداق لقوله "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" وفى هذا قال تعالى :"وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون"
العلو في الفقه :
اشترط الفقهاء في الأمر الاستعلاء بمعنى أنه يصدر من صاحب المنصب الأكبر إلى الأصغر وفى الإسلام الأمر لله كله كما قال :

"لله الأمر من قبل ومن بعد "
وحكاية أن أولى الأمر أعلى من عيرهم من بقية الناس يتناقض مع قوله تعالى :
" إنما المؤمنون اخوة "
كما يتعارض مع أن كل شىء فيه خيار هو بالشورى كما قال تعالى :
" وأمرهم شورى بينهم " فلم يقل لأن الشورى ليست قاصرة على مسلم دون مسلم في الأمور التى خير الناس فيها
 
عودة
أعلى