أسعار النفط قرب أدنى مستوى منذ 2009 في طريقها لتسجيل أطول سلسلة خسائر أسبوعية في ثلاث عقود
استقرت أسعار النفط العالمية يوم الجمعة قرب أدنى مستوياتها منذ عام 2009 في طريقها نحو تكبد ثامن خسارة أسبوعية على التوالي ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية في الثلاث عقود الأخيرة ،وتأثرت الأسعار الفترة الأخير بارتفاع فائض المعروض العالمي واستمرار الصراع بين كبار منتجي النفط على الحصص السوقية في الوقت الذي تزداد فيه علامات ضعف الطلب على النفط.
وبحلول الساعة 12:20 بتوقيت جرينتش يتداول النفط الخام الأمريكي حول مستوي 40.95 دولار للبرميل من مستوي الافتتاح 41.02 دولار وسجل أعلى مستوي 41.26 دولار وأدنى مستوي 40.64 دولار.
ويتداول خام برنت حول 46.05 دولار للبرميل من مستوي الافتتاح 46.24 دولار وسجل أعلى مستوي 46.49 دولار وأدنى مستوي 45.99 دولار الأدنى منذ آذار مارس 2009.
انخفضت بالأمس عقود الخام الأمريكي "تسليم أكتوبر " إلي أدنى مستوى منذ آذار مارس 2009 مستوي 40.49 دولارا للبرميل بعد الارتفاع الغير المتوقع لمخزونات النفط في الولايات المتحدة ،ونزلت عقود برنت بنسبة 1.5 بالمئة في سادس خسارة يومية على التوالي بفعل استمرار مخاوف وفرة المعروض العالمي بعد زيادة الصادرات السعودية.
نزل النفط الخام الأمريكي هذا الأسبوع بنحو 4 بالمئة ،وانخفض خام برنت بنسبة 5.5 بالمئة ،في ثامن خسارة أسبوعية على التوالي لأسعار النفط العالمية ضمن أطول سلسلة خسائر أسبوعية منذ عام 1986.
معروض النفط
في الولايات المتحدة زادت مخزونات النفط الأسبوع المنتهي 14 آب أغسطس بمقدار 2.6 مليون برميل في أول زيادة أسبوعية منذ منتصف الشهر الماضي ،في علامة إيجابية لتسارع عمليات إنتاج النفط الصخري في البلاد بعد سلسلة زيادات أسبوعية لمنصات الحفر والتنقيب أمددت الأسبوع الماضي إلي أربعة أسابيع متتالية هي الأطول منذ كانون الأول ديسمبر عام 2014.
وأعلنت أوبك الأسبوع الماضي ارتفاع إنتاج النفط الخام بنحو 100.7 ألف برميل يوميا إلي 31.5 مليون برميل يوميا في تموز يوليو بأعلى مستوى للإنتاج منذ عام 2012 ،ويعاذ ذلك إلي ارتفاع إنتاج السعودية والعراق إلي مستويات قياسية.
وأظهرت بيانات هذا الأسبوع ارتفاع صادرات النفط الخام من المملكة العربية السعودية "أكبر مصدر للنفط بالعالم " إلي 7.3 مليون برميل في حزيران يونيو الماضي مقابل 6.9 مليون برميل في أيار مايو.
الطلب العالمي
زادت علامات ضعف الطلب العالمي على النفط مؤخرا في ظل تراجع نمو الاقتصاد في الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط بالعالم ودخول الاقتصاد الياباني ثالث أكبر مستهلك للنفط بالعالم في الركود من جديد خلال الربع الثاني منذ هذا العام.
في أحدث بيانات دالة على تراجع نمو الاقتصاد الصيني أظهرت بيانات صادرة اليوم في بكين تراجع أداء قطاع الصناعات التحويلية خلال الشهر الجاري لأدنى مستوى في ست سنوات ونصف ،وسجلت القراءة الأولية لمؤشر كاسين لمديري المشتريات الصناعي في الصين 47.1 نقطة في آب أغسطس من 47.8 نقطة في تموز يوليو ،أقل من التوقعات 48.1 نقطة ،في أسوأ قراءة للمؤشر منذ آذار مارس 2009.
وكان بنك الشعب الصيني قد خفض قيمة اليوان الأسبوع الماضي بأكبر تدخل للبنك منذ عام 1993 لإنعاش قطاع الصادرات ودعم تعافي النمو الاقتصادي ،لكنه سوف يؤثر بالسلب على الواردات إلي البلاد وعلى رأسها واردات النفط.
وأظهرت بيانات رسمية في طوكيو هذا الأسبوع دخول الاقتصاد الياباني في الركود من جديد بعدما سجلت القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي انكماش بمعدل 1.6 بالمئة على أساس سنوي من نمو بمعدل 4.5 بالمئة خلال الربع الأول ،وهو ما يظهر ركود الاقتصاد بعد نموه خلال الربعين السابقين ،الأمر الذي أثار المخاوف بشأن مستويات الطلب على النفط في اليابان.