رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,974
- الإقامة
- مصر
حكم تارك الصلاة فى الإسلام
الصلاة كلمة تطلق على عدة معانى فى القرآن :
الأول الصلاة بمعنى الدين كما فى قوله تعالى المتكرر :
" وأقيموا الصلاة "
فقد فسرها الله بقوله تعالى :
" أن أقيموا الدين "
الثانى الصلاة بمعنى ذكر الله وهو قراءة بعض من القرآن فى مواعيد مخصوصة كما فى قوله فى صلاة يوم الجمعة :
" إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
الثالث الصلاة بمعنى الرحمة كما فى قوله تعالى :
" أولئك عليهم صلوات من ربهم "
الرابع الصلاة بمعنى الاستغفار وطلب الرحمة كما فى قوله تعالى :
" وصل عليه إن صلاتك سكن لهم "...
والصلاة المرادة هنا :
الصلاة ذات المواعيد وهى فى القرآن صلاتين فقط وهى :
صلاة النهار وهى صلاة الفجر وصلاة الليل وهى صلاة العشاء كما قال تعالى :
"ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ"
وهو نفسه ما قيل فى بعض الأحاديث مثل :
« صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِى حِينِ كَذَا وَصَلاَةَ كَذَا فِى حِينِ كَذَا فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا ».
فهنا صلاتين فقط لوجود حين وحين = اثنين
" من صلى البردين دخل الجنة "
فهنا صلاتين فقط هما البردين
قطعا اختلف القوم فى حكم تارك الصلاة تهاونا وتكاسلا إلى ثلاث أقوال :
القول الأول إنه كافر كفر أكبر مخرج من المله ويعطى فرصة للتوبة وينتظر إلى آخر وقت الصلاة فإن جاء آخر الوقت ولم يصل قتل كافراً وماله فيء للمسلمين ويدفن في مقابر الكفار.
القول الثاني من ترك الصلاة تكاسلاً ليس بكافر ولكنه فاسق عاص مرتكب كبيرة من الذنوب يستحق عليها القتل ولذلك ينتظر إلى آخر الوقت ويؤمر بالصلاة فإن لم يصل حتى خروج الوقت قتل لا لكفره ولكن لأن عقوبة تارك الصلاة القتل ولذلك فإنه يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه وماله لورثته.
القول الثالث من ترك الصلاة وهو مقر بوجوبها ليس بكافر ولكنه فاسق لا تقبل له شهادة , ويخشى عليه سوء الخاتمة.
وعليه فالموجود من أقوال الفقهاء فى حكم التارك
أولهما : أنه كافر كفر مخرج من الملة.
وثانيهما : أنه ليس بكافر وإنما هو فاسق مرتكب كبيرة من الإثم
وقد استدل كل فريق على رأيه بأدلة منها وقد لخصناها من كتاب حكم تارك الصلاة لعلى بن نايف الشحود وهى:
"أدلة القائلين بكفر تارك الصلاة :
من الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)التوبة 11 , ووجه الدلالة من الآية هي أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين , ثلاثة شروط:
الأولى : أن يتوبوا من الشرك.
الثانية : أن يقيموا الصلاة.
الثالثة : أن يؤتوا الزكاة.
فإن تابوا من الشرك , ولم يقيموا الصلاة , ولم يؤتوا الزكاة , فليسوا بإخوة لنا وإن أقاموا الصلاة , ولم يؤتوا الزكاة فليسوا بإخوة لنا "
وكان رد الفريق الأخر :
"والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية , فلا تنتفي بالفسوق , والكفر دون الكفر , ألا ترى إلى قوله تعالى (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)البقرة 178 , فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول , مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر.
ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)الحجرات9-10 , فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة , والطائفتين المقتتلتين , مع أن قتال المؤمن من الكفر كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ) , لكنه كفر لا يخرج من الملة"
والحق أن الصلاة فى القول الأول لا تعنى الصلاة ذلت المواعيد وإنما تعنى هى والزكاة الدين
والدليل الثانى عن القائلين بكفر تارك الصلاة:
" قول الله تبارك و تعالى (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)القلم35- 43.
فقد أخبر الله تعالى أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين , ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين ومن أحوالهم أنهم يدعون إلى السجود لربهم فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود مع المسلمين في دار الدنيا وهذا يدل على أنهم من الكفار والمنافقين "
وكان رد الفريق غير المكفر تماما :
" الذين قصدهم الله تبارك وتعالى في قوله (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) , هم الذين يسمعون الأذان والإقامة فيأبون , وبذلك فسرها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال أتى النبي رجل اعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله أن يرخص له فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب فلم يجعل مجيبا له بصلاته في بيته إذا سمع النداء فدل على أن الإجابة المأمور بها هي إتيان المسجد للجماعة "
والحق ان الآية لا علاقة لها بالصلاة فهى تتحدث عن السجود وليس فيها ذكر لآذان ولا إقامة والسجود هو الطاعة طاعة الله فقد كان الرسل وبقية المسلمين يدعون الناس لاتباع الإسلام وهم قادرون على الاختيار فى الحياة الدنيا
وأما الحديث فهو مناقض لاستثناء الله ذوى العاهات من العديد من الأحكام مثل الجهاد ومثل الصلاة فى المساجد فالعمى يصلى فى داره طوال الأسبوع عدا يوم الجمعة فهو واجب حيث يصطحبه صديقه أو جاره للمسجد فى ذلك اليوم
والدليل الثالث :
" ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصّلاَةَ وَاتّبَعُواْ الشّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئا)مريم59 ,60 , فقوله تعالى (إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ) دليل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات لم يكونوا مؤمنين."
والحق أن الصلاة هنا تعنى الدين ولا تعنى الصلوات ذات المواعيد لأن مقابلها الشهوات والشهوات المتبعة هى خطوات الشيطان كما قال تعالى " ولا تتبعوا خطوات الشيطان" مقابلها الوحى المنزل وهو الدين كما قال تعالى " اتبعوا ما أنزول إليكم من ربكم " وقال "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله"
الدليل الرابع:
"ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (ماسَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ)المدثر42 -47 "
وهذا الدليل صحيح فهو يعدد أسباب دخول القوم النار وهى عدم الصلاة وعدم اطعام المسكين والخوض وهو القول مع الطاعنين فى الإسلام والتكذيب بيوم الدين
الدليل الخامس :
"قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) "
والدليل لا يصلح لأن السهو عن الصلاة من المصلين يعنى صلاتهم مع السهو فيها فهى لا تنفى صلاة المنافقين وإنما تثبت ان صلاتهم الظاهرة الغرض منها ليس الصلاة وهى طاعة الله وإنما الغرض منها الكفر بالله كما قال تعالى:
"إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا"
الدليل السادس:
ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قَولَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)
هنا الدليل مع وضوجه إلا من ردوا عليه استدلوا بوجود أحاديث اخرى لا تجعله كافر كالحديث التالى :
(خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)
فعدم كفره عندهم هو أن الله قد يدخله الجنة فلو كان كافر ما دخل الجنة وتناقض الأحاديث معناه وجوب استبعادهم جميعا خاصة أن الدليل السادس خاطىء فالعهد وهو الإسلام ليس الصلة ذات المواعيد وإنما هو ألوف من الأحكام الواجب كالايمان بالوحى والإيمان بالرسل والصوم والأكل الحلال والشراب الحلال وعدم الونى وعدم القتل ..... وحديث الخمس متناقض فقد أوجب فيه لدخول الجنة عدم التضييع والاستخفاف "مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" وعليه من ضيع واستخف يدخل النار ولكنه ناقض هذا فحعل له النار او الجنة
الدليل السابع:
جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ , فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ , قَالَ : فَمَنْ رَضِيَ وَتَابِعَ , قَالُوا : أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ : لاَ , مَا صَلُّوا)
والحديث عن عدم قتال الأمراء إلا فى حالة صلاتهم يناقض قتال المصلين البغاة فى قوله تعالى :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله"
وأما الفريق الأخر فقد استدل بأدلة منها :
الدليل الأول :
" قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : قال تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ)النساء48 , وما دون الشرك يشمل ترك الصلاة , فلو كان تركها كفرا لما دخل تحت قوله تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ). "
والمعنى ليس كما ذهب إليه لأن معنى الآية إن الله لا يعفو عمن يطيع غيره ويعفو عمن تاب من عصيانه
فكل من أطاع غير الله كتارك الصلاة مشرك أى عاصى أى كافر طالما أصر على ذنبه ولم يستغفر الله أى يتب بالرجوع إلى الصلاة كما قال تعالى :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
الدليل الثانى :
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تفيد أن كل من قال " لا إله إلا الله " دخل الجنة ولم يشترط فيها الصلاة ومن هذه الأحاديث مايلي:
1- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وفيه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)البخاري ومسلم.
2- حديث عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ)البخاري ومسلم.
3- حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)صححه الألباني."
وكل الأحاديث تناقض القرآن فقد قال فرعون لا إله إلا الله ودخل النار كما قال تعالى :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
وقال فى دخوله وقومه النار :
" ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملائه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود"
الدليل الثالث :
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا)صححه الألباني.
وهذا الحديث فيه أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة"
والحديث مكذب بوحى الله فهو يقول بعدم حفظ الله للإسلام وهو الوحى وهو ما يخالف قوله تعالى :
"إنا نحن الذكر وإنا له لحافظون"
ونفس خطأ دخول الجنة بقول لا إله الله تناولها سابقا
الدليل الرابع:
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر ما جاء عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا فـ [والذي نفسي بيده!] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار . قال: يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويحجون معنا ، [ويجاهدون معنا] ، فأدخلتهم النار . قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم ، فيأتونهم ، فيعرفونهم بصورهم ، لا تأكل النار صورهم ، [لم تغش الوجه] ، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من أخذته إلى كعبيه ، [فيخرجون منها بشرا كثيرا] ، فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا . ثم [يعودون فيتكلمون ف] يقول: أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان . [فيخرجون خلقا كثيرا] "
والدليل مكذب بكتاب الله فى خروج بعض الناس من النار وهو تكذيب لقوله تعالى :
" وما هم بخارجين من النار "
وقال فى الفسقة وهى تسمية غير المكفرين لبتارك الصلاة أنهم لا يخرجون من النار فى قوله تعالى :
" وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون
الدليل الخامس :
" قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)صححه الألباني , فلو كان تارك الصلاة كافراً لما صح أن يقال فيه ( إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)"
وحديث الخمس متناقض فقد أوجبوا فيه لدخول الجنة عدم التضييع والاستخفاف وهو القول "مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" وعليه من ضيع واستخف يدخل النار ولكنه ناقض هذا فجعل له النار أو الجنة
الدليل السادس :
"قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر ما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ)ضعفه الألباني"
والخطأ وجود ثلاثة كتب أى دواوين للإنسان ويخالف هذا أن الله ينشر لكل إنسان كتابه مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "
الدليل السابع :
ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر حديث البطاقة وفيه (إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ)صححه الألباني
والخطأ هو أن الشهادة تنجى صاحبها وإن عمل ذنوبا كثيرة ويخالف هذا أن فرعون شهد الشهادة مع كثرة ذنوبه ومع هذا أدخل النار مصداق لقوله تعالى بسورة يونس "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أن لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "والخطأ الثانى وجود99 سجل للإنسان وهو يخالف أن له سجل أى كتاب واحد لقوله بسورة الإسراء "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "وهو يناقض قولهم "يخرج لأبن آدم يوم القيامة 3 دواوين البزار فهنا 3 سجلات وفى القول 99 وهو تناقض
ومما سبق يتضح :
أن تارك الصلاة عمدا كافر يدخل جهنم إلا أن يكون خائف من فتنة وهو تعذيب الكفار كما قال تعالى :
" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا"
فالقصر هنا ترك الصلاة لأنه لو صلى كما يزعمون ركعتين سيعلمون أنه مسلم وإن صلى أربعة فسيعلمون
الصلاة كلمة تطلق على عدة معانى فى القرآن :
الأول الصلاة بمعنى الدين كما فى قوله تعالى المتكرر :
" وأقيموا الصلاة "
فقد فسرها الله بقوله تعالى :
" أن أقيموا الدين "
الثانى الصلاة بمعنى ذكر الله وهو قراءة بعض من القرآن فى مواعيد مخصوصة كما فى قوله فى صلاة يوم الجمعة :
" إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله "
الثالث الصلاة بمعنى الرحمة كما فى قوله تعالى :
" أولئك عليهم صلوات من ربهم "
الرابع الصلاة بمعنى الاستغفار وطلب الرحمة كما فى قوله تعالى :
" وصل عليه إن صلاتك سكن لهم "...
والصلاة المرادة هنا :
الصلاة ذات المواعيد وهى فى القرآن صلاتين فقط وهى :
صلاة النهار وهى صلاة الفجر وصلاة الليل وهى صلاة العشاء كما قال تعالى :
"ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ"
وهو نفسه ما قيل فى بعض الأحاديث مثل :
« صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِى حِينِ كَذَا وَصَلاَةَ كَذَا فِى حِينِ كَذَا فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا ».
فهنا صلاتين فقط لوجود حين وحين = اثنين
" من صلى البردين دخل الجنة "
فهنا صلاتين فقط هما البردين
قطعا اختلف القوم فى حكم تارك الصلاة تهاونا وتكاسلا إلى ثلاث أقوال :
القول الأول إنه كافر كفر أكبر مخرج من المله ويعطى فرصة للتوبة وينتظر إلى آخر وقت الصلاة فإن جاء آخر الوقت ولم يصل قتل كافراً وماله فيء للمسلمين ويدفن في مقابر الكفار.
القول الثاني من ترك الصلاة تكاسلاً ليس بكافر ولكنه فاسق عاص مرتكب كبيرة من الذنوب يستحق عليها القتل ولذلك ينتظر إلى آخر الوقت ويؤمر بالصلاة فإن لم يصل حتى خروج الوقت قتل لا لكفره ولكن لأن عقوبة تارك الصلاة القتل ولذلك فإنه يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه وماله لورثته.
القول الثالث من ترك الصلاة وهو مقر بوجوبها ليس بكافر ولكنه فاسق لا تقبل له شهادة , ويخشى عليه سوء الخاتمة.
وعليه فالموجود من أقوال الفقهاء فى حكم التارك
أولهما : أنه كافر كفر مخرج من الملة.
وثانيهما : أنه ليس بكافر وإنما هو فاسق مرتكب كبيرة من الإثم
وقد استدل كل فريق على رأيه بأدلة منها وقد لخصناها من كتاب حكم تارك الصلاة لعلى بن نايف الشحود وهى:
"أدلة القائلين بكفر تارك الصلاة :
من الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ)التوبة 11 , ووجه الدلالة من الآية هي أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين , ثلاثة شروط:
الأولى : أن يتوبوا من الشرك.
الثانية : أن يقيموا الصلاة.
الثالثة : أن يؤتوا الزكاة.
فإن تابوا من الشرك , ولم يقيموا الصلاة , ولم يؤتوا الزكاة , فليسوا بإخوة لنا وإن أقاموا الصلاة , ولم يؤتوا الزكاة فليسوا بإخوة لنا "
وكان رد الفريق الأخر :
"والأخوة في الدين لا تنتفي إلا حيث يخرج المرء من الدين بالكلية , فلا تنتفي بالفسوق , والكفر دون الكفر , ألا ترى إلى قوله تعالى (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)البقرة 178 , فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول , مع أن القتل عمداً من أكبر الكبائر.
ثم ألا تنظر إلى قوله تعالى (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)الحجرات9-10 , فأثبت الله تعالى الأخوة بين الطائفة المصلحة , والطائفتين المقتتلتين , مع أن قتال المؤمن من الكفر كما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ) , لكنه كفر لا يخرج من الملة"
والحق أن الصلاة فى القول الأول لا تعنى الصلاة ذلت المواعيد وإنما تعنى هى والزكاة الدين
والدليل الثانى عن القائلين بكفر تارك الصلاة:
" قول الله تبارك و تعالى (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ)القلم35- 43.
فقد أخبر الله تعالى أنه لا يجعل المسلمين كالمجرمين , ثم ذكر أحوال المجرمين الذين هم ضد المسلمين ومن أحوالهم أنهم يدعون إلى السجود لربهم فيحال بينهم وبينه فلا يستطيعون السجود مع المسلمين عقوبة لهم على ترك السجود مع المسلمين في دار الدنيا وهذا يدل على أنهم من الكفار والمنافقين "
وكان رد الفريق غير المكفر تماما :
" الذين قصدهم الله تبارك وتعالى في قوله (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) , هم الذين يسمعون الأذان والإقامة فيأبون , وبذلك فسرها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال أتى النبي رجل اعمى فقال يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله أن يرخص له فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء قال نعم قال فأجب فلم يجعل مجيبا له بصلاته في بيته إذا سمع النداء فدل على أن الإجابة المأمور بها هي إتيان المسجد للجماعة "
والحق ان الآية لا علاقة لها بالصلاة فهى تتحدث عن السجود وليس فيها ذكر لآذان ولا إقامة والسجود هو الطاعة طاعة الله فقد كان الرسل وبقية المسلمين يدعون الناس لاتباع الإسلام وهم قادرون على الاختيار فى الحياة الدنيا
وأما الحديث فهو مناقض لاستثناء الله ذوى العاهات من العديد من الأحكام مثل الجهاد ومثل الصلاة فى المساجد فالعمى يصلى فى داره طوال الأسبوع عدا يوم الجمعة فهو واجب حيث يصطحبه صديقه أو جاره للمسجد فى ذلك اليوم
والدليل الثالث :
" ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواْ الصّلاَةَ وَاتّبَعُواْ الشّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئا)مريم59 ,60 , فقوله تعالى (إِلاّ مَن تَابَ وَآمَنَ) دليل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات لم يكونوا مؤمنين."
والحق أن الصلاة هنا تعنى الدين ولا تعنى الصلوات ذات المواعيد لأن مقابلها الشهوات والشهوات المتبعة هى خطوات الشيطان كما قال تعالى " ولا تتبعوا خطوات الشيطان" مقابلها الوحى المنزل وهو الدين كما قال تعالى " اتبعوا ما أنزول إليكم من ربكم " وقال "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله"
الدليل الرابع:
"ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قول الله تبارك و تعالى (ماسَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ)المدثر42 -47 "
وهذا الدليل صحيح فهو يعدد أسباب دخول القوم النار وهى عدم الصلاة وعدم اطعام المسكين والخوض وهو القول مع الطاعنين فى الإسلام والتكذيب بيوم الدين
الدليل الخامس :
"قوله تعالى (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) "
والدليل لا يصلح لأن السهو عن الصلاة من المصلين يعنى صلاتهم مع السهو فيها فهى لا تنفى صلاة المنافقين وإنما تثبت ان صلاتهم الظاهرة الغرض منها ليس الصلاة وهى طاعة الله وإنما الغرض منها الكفر بالله كما قال تعالى:
"إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا"
الدليل السادس:
ومن الأدلة على كفر تارك الصلاة قَولَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّ الْعَهْدَ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)
هنا الدليل مع وضوجه إلا من ردوا عليه استدلوا بوجود أحاديث اخرى لا تجعله كافر كالحديث التالى :
(خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)
فعدم كفره عندهم هو أن الله قد يدخله الجنة فلو كان كافر ما دخل الجنة وتناقض الأحاديث معناه وجوب استبعادهم جميعا خاصة أن الدليل السادس خاطىء فالعهد وهو الإسلام ليس الصلة ذات المواعيد وإنما هو ألوف من الأحكام الواجب كالايمان بالوحى والإيمان بالرسل والصوم والأكل الحلال والشراب الحلال وعدم الونى وعدم القتل ..... وحديث الخمس متناقض فقد أوجب فيه لدخول الجنة عدم التضييع والاستخفاف "مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" وعليه من ضيع واستخف يدخل النار ولكنه ناقض هذا فحعل له النار او الجنة
الدليل السابع:
جاء عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ , فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ , قَالَ : فَمَنْ رَضِيَ وَتَابِعَ , قَالُوا : أَفَلاَ نُقَاتِلُهُمْ قَالَ : لاَ , مَا صَلُّوا)
والحديث عن عدم قتال الأمراء إلا فى حالة صلاتهم يناقض قتال المصلين البغاة فى قوله تعالى :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله"
وأما الفريق الأخر فقد استدل بأدلة منها :
الدليل الأول :
" قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : قال تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ)النساء48 , وما دون الشرك يشمل ترك الصلاة , فلو كان تركها كفرا لما دخل تحت قوله تعالى (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ). "
والمعنى ليس كما ذهب إليه لأن معنى الآية إن الله لا يعفو عمن يطيع غيره ويعفو عمن تاب من عصيانه
فكل من أطاع غير الله كتارك الصلاة مشرك أى عاصى أى كافر طالما أصر على ذنبه ولم يستغفر الله أى يتب بالرجوع إلى الصلاة كما قال تعالى :
"والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون"
الدليل الثانى :
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : هناك أحاديث كثيرة وصحيحة تفيد أن كل من قال " لا إله إلا الله " دخل الجنة ولم يشترط فيها الصلاة ومن هذه الأحاديث مايلي:
1- حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه وفيه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (مَا مِنْ عَبْدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)البخاري ومسلم.
2- حديث عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ)البخاري ومسلم.
3- حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)صححه الألباني."
وكل الأحاديث تناقض القرآن فقد قال فرعون لا إله إلا الله ودخل النار كما قال تعالى :
"وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين"
وقال فى دخوله وقومه النار :
" ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملائه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود"
الدليل الثالث :
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ لَهُ صِلَةُ مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ ثَلَاثًا كُلَّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا)صححه الألباني.
وهذا الحديث فيه أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة"
والحديث مكذب بوحى الله فهو يقول بعدم حفظ الله للإسلام وهو الوحى وهو ما يخالف قوله تعالى :
"إنا نحن الذكر وإنا له لحافظون"
ونفس خطأ دخول الجنة بقول لا إله الله تناولها سابقا
الدليل الرابع:
قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر ما جاء عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا فـ [والذي نفسي بيده!] ما مجادلة أحدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار . قال: يقولون: ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ، ويصومون معنا ، ويحجون معنا ، [ويجاهدون معنا] ، فأدخلتهم النار . قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم ، فيأتونهم ، فيعرفونهم بصورهم ، لا تأكل النار صورهم ، [لم تغش الوجه] ، فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ، ومنهم من أخذته إلى كعبيه ، [فيخرجون منها بشرا كثيرا] ، فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا . ثم [يعودون فيتكلمون ف] يقول: أخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من الإيمان . [فيخرجون خلقا كثيرا] "
والدليل مكذب بكتاب الله فى خروج بعض الناس من النار وهو تكذيب لقوله تعالى :
" وما هم بخارجين من النار "
وقال فى الفسقة وهى تسمية غير المكفرين لبتارك الصلاة أنهم لا يخرجون من النار فى قوله تعالى :
" وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذى كنتم به تكذبون
الدليل الخامس :
" قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ لَمْ يَأْتِ بِهِنَّ فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)صححه الألباني , فلو كان تارك الصلاة كافراً لما صح أن يقال فيه ( إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ)"
وحديث الخمس متناقض فقد أوجبوا فيه لدخول الجنة عدم التضييع والاستخفاف وهو القول "مَنْ جَاءَ بِهِنَّ لَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ" وعليه من ضيع واستخف يدخل النار ولكنه ناقض هذا فجعل له النار أو الجنة
الدليل السادس :
"قال القائلون بعدم تكفير تارك الصلاة : ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر ما جاء عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ)ضعفه الألباني"
والخطأ وجود ثلاثة كتب أى دواوين للإنسان ويخالف هذا أن الله ينشر لكل إنسان كتابه مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "
الدليل السابع :
ومن الأدلة على أن تارك الصلاة ليس بكافر حديث البطاقة وفيه (إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ)صححه الألباني
والخطأ هو أن الشهادة تنجى صاحبها وإن عمل ذنوبا كثيرة ويخالف هذا أن فرعون شهد الشهادة مع كثرة ذنوبه ومع هذا أدخل النار مصداق لقوله تعالى بسورة يونس "فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أن لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "والخطأ الثانى وجود99 سجل للإنسان وهو يخالف أن له سجل أى كتاب واحد لقوله بسورة الإسراء "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا "وهو يناقض قولهم "يخرج لأبن آدم يوم القيامة 3 دواوين البزار فهنا 3 سجلات وفى القول 99 وهو تناقض
ومما سبق يتضح :
أن تارك الصلاة عمدا كافر يدخل جهنم إلا أن يكون خائف من فتنة وهو تعذيب الكفار كما قال تعالى :
" وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا"
فالقصر هنا ترك الصلاة لأنه لو صلى كما يزعمون ركعتين سيعلمون أنه مسلم وإن صلى أربعة فسيعلمون