رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
قراءة فى كتاب أرجوك لا تطلق
المؤلف عصام بن عبد العزيز العويد والكتاب عبارة عن حكايات عايشها المؤلف من خلال عمله فى المحاكم كمصلح اجتماعى وفى مقدمته بين أن الطلاق بغيض إلى الله فقال:
"...وأشهد أن لا إله إلا الله، أذل الشيطان وأبغض الطلاق والفراق، وأحب الاجتماع والألفة، وأحب الشيطان الفراق والشتات، ولإذلال الله عز وجل الشيطان أحببت تبيين هذه الكلمات لكل من نزغه عدوه بتطليق، أو تلفظ بطلقة أو طلقتين، وكانت في عدة رجعية "
وبين الرجل أنه سيذكر بعض الحكايات فى الطلاق والتى مرت به خلال عمله فقال :
"فإنه من خلال عملي الذي فرغت من أجله للإصلاح والتوجيه للزوجين قبل الطلاق، واقتصار العمل على ذلك وعدم الانشغال بشيء غيره، مرت علي عدة قضايا فيها مخالفات لهدي الرسول (ص)وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1 - لما أتى عدة رجال يريدون الطلاق؛ فأحدهم يسب ويشتم بنفخ الشيطان له حتى يطلق زوجته ويقول:
انظروا إلى أفعال زوجتي فأراني رقبته قد جعل فيها شيئا من اللزق الطبي - وهو يقول: لم أتزوج امرأة تزوجت قط خدشت رقبتي وقلت له: تريث، اتق الله واصبر، لا تستعجل فقال: لا، ولن أرجعها وشتم ولعنها والعياذ بالله قلنا: إننا نؤدي فيك الأمانة، فاتق الله، ولا تستعجل أبدا قال: أبدا ثم أتى من غد، وهمس في أذني بقوله: سأرجعها إن شاء الله تعالى، لقد أتت عند رجلي تتأسف وتعتذر وقيل له: أنسيت ما ذكرت به بالأمس؟قال: الشيطان، الشيطان لعنه الله، وتأسفت بعد ذلك وقد طلق ثلاثا فقلت له: هذا من اختصاص المفتي العام "
هذه الحكاية ومعظم حكايات الطلاق فى الكتاب وغيره ليست طلاقا حسب آيات الله فليس قول الرجل لزوجته أنت طالق طلاقا فلابد أن يمر الطلاق بالمراحل التى شرعها فى كتابه وهى :
الأول الحل الداخلى وهو وعظ الزوج لها ثم هجره لها ثم ضربه لها كما قال تعالى :
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
الثانى الحل الخارجى وهو تحكيم الحكمين واحد من أهله وواحد من أهلها كما قال تعالى :
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"
ومن ثم لو قال لها ألف مرة أنت طالق قبل ذلك فليس هذا بطلاق ولا يقع كما أن الطلاق فى وحى الله لابد أن يحضر الرجل شاهدين من العدول ويقول لها أنت طالق بعد المرحلتين ولا يوجد طلاق فى عصرنا يحدث بهذا الشكل الذى شرعه الله إلا نادرا جدا كما قال تعالى:
"فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم"
ومن ثم فكل طلاقات العصر وما قبله طلاقات غير شرعية ومن يفتوون لا يطبقون نصوص الوحى
ثم حكى الرجل الحكاية التالية:
2 - وآخر بعد محاولات شتى أن يطلق زوجته فما يزال مصرا: فقيل له مشددا عليه مبالغا فيه: إن رأيناك تريد رجعة ستجلد بالعصى قال: أبدا، ولن تروا وجهي فذهب ثم رجع مطأطأ الرأس يقول: أريد إرجاعها قيل له: حسبنا الله ونعم الوكيل
3 - وبعضهم نسأل الله العافية يطلق في غير شرع فيجدها حاملا، ولا يجوز أن ترجع له بعد طلقات ثلاث متفرقات فيبكي، فكم هي في حسرة تلو حسرة "
ثم حكى حكايات أخرى فقال :
"هذه بعض قضايا من أهم ما مر بي من خلال الإصلاح بين الأزواج وزوجاتهم:
كل بما كسب
1 - رجل ظاهره الغضب والصخب يضع ورقة طلب الطلاق، فيقال له: لعلك تجلس مع فلان يناصحك وتترك الطلاق
قال: لا، ولا أحد يتحدث معي عن الطلاق ولا تحاولوا فقيل له: لعلك تنتظر في صالة الانتظار حتى يأتي دورك فلما أتى دوره سئل: هل رأيت من زوجتك شيئا قال: اتضح أن والديها أصحاب فواحش أعيد عليه السؤال: هل رأيت من زوجتك شيئا؟ قال: لا فقيل له: ألا تتقي الله عز وجل؟ ألا ترجع إليها ما ذنب هذه الزوجة؟!وهل بعد أن أنقذها الله منهما بك، تكون سببا لهلاكها وفسادها بعد تطليقك لها، وذهابك بها إليهما؟!ثم ترك فترة، ثم رجع إليه، وإذا به يقول: سأمسكها بشرط! وذلك بعد أن أنزل العقال من رأسه، ثم قال الشرط: هو أنها لا تزور أهلها؟ فقيل له: أما هذه المسألة فأسأل عنها أهل العلم ثم أعطيك الخبر فسألت عنها في فجر أحد الأيام صاحب السماحة عبد العزيز بن باز: فقال: يجوز له أن يمنعها من أهلها سنة أو سنتين،وليست هذه قطيعة رحم حتى يهتدي أهلها، فأخبرته ففرح بهذا، فأصبحت أمه هو أما لها ترحمها ونفاسها عندها، وبعد أسابيع يأتي مقبلا رؤوس الذين كانوا سببا في إقناعه بعد هداية الله له، فقيل له: ماذا بك؟قال أنقذني الله بفضله ثم بكم من حين وقفت عن طلاق زوجتي
الحمد لله الذي أنقذه بترك ما يبغضه من الفرقة والاختلاف، وفعل ما يحب الله عز وجل من الائتلاف والاجتماع، ولو كان طلاقا لفسدت الزوجة بسبب والديها وتغير الحال من حال إلى حال، ولكن الله على كل شيء شهيد "
بالقطع ليس سوء أهل الزوجة سببا شرعيا لطلاقها ومن أفتاه بمنع زوجته من زيارة أبيها أصحاب الفواحش مخطىء تماما فى فتواه لأن القول أنهم اصحاب فواحش رمى لهم بالزنى كما هو المفهوم العام فإما ان يثبت كلامه بأربعة شهود وإلا اعتبر شاهد زور يجلد ثمانين جلدة
وبعد ذلك لا يجوز منع أحد من زيارة أهله حتى ولو كانوا كفارا لقوله تعالى :
"وبالوالدين إحسانا" فلم يحدد الله كونهما كفارا أو مسلمين
ودين الله لا يقدم بالخداع حتى ولو كان ثمنه طلاقا ثم قال :
2 - وهي أعظم من سابقتها وقد حصلت عند صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :
حيث كان أحدهم يقول للشيخ، قد جامعت زوجتي الساعة الثانية عشرة ليلا ثم نمت، فقفلت زوجتي علي الباب وأخذت تغازل في الهاتف حتى الثانية والنصف ليلا ولما ضربتها قالت: الشيطان وإني تائبة وكان السائل يقول: عرفت اسم المغازل ورقمه فما رأيكم فيه، فقال الشيخ: اتركه، اتركه وأريد رأي سماحة الشيخ في طلاق زوجتي، وأنا شديد الشهوة ولا مال عندي لأتزوج الثانية قال الشيخ ابن باز: هل رأيت منها شيئا آخر؟ - ولعله يقصد الفاحشة ثم قال الشيخ يا بني يقول (ص)«من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه يوم القيامة» الحديث يا بني استر عليها ولا تطلقها، وإن رأيت مرة أخرى عليها شيئا فأنت مخير تطلق أو تمسك، وإياك والوسوسة فجاءه من غد وقال: يا شيخ! أنا فلان، عرفتني؟ فابتسم الشيخ ، وقال: أما قلت لك لا توسوس؟!قال: أبشر يا شيخ، ولكن قلت أستشيرك في إخبار والديها فقط، أخشى أنها تفعل شيئا وهما لا يدريان فسكت الشيخ طويلا كعادته، ثم قال: لا بأس، ولا تخبر أحدا آخر، بل استمر في الستر فأخذت أتأمل سنتين: ما دليل فتوى الشيخ؟
فوجدت في فجر أحد الأيام صاحب السماحة يقرأ عليه في صحيح البخاري قصة الإفك وحادثته وهو يبكي، وأوقف القارئ ثم قال معلقا، وإن من عظيم بلائها أن كان عمرها آنذاك خمسة عشر سنة
وأن مما كان في القصة قوله (ص)لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «يا عائشة إن كنت قد فعلت شيئا فتوبي إلى الله فإن الله غفور رحيم» ولم يطلق (ص)ثم أنزل الله براءتها وأصبحت رمزا للأمة، أن إذا وقع لهم من نسائهم شيء من غزل، أو خطأ أو غيره أن يعينوا نساءهم على التوبة إلى الله عز وجل قبل التفكير في طلاق وغيره، كما كان (ص)يعين على التوبة إلى الله عز وجل أم المؤمنين عائشة أن تتوب إلى الله عز وجل إن كانت فعلت شيئا فكيف وأم المؤمنين لم تفعل شيئا؟!
ثم الدليل الثاني: الحديث الذي تكلم في سنده وربما ارتفع إلى درجة الحسن لكثرة الطرق، عندما سأل رجل رسول الله (ص)عن زوجته التي لا ترد يد لامس فقال: «طلقها» فقال يا رسول الله: أخاف أن تتبعها نفسي؟ فقال (ص)«استمتع بها» الحديث، ذكر في بلوغ المرام، وقد قال الشيخ على هذا الحديث أن البعض من أهل العلم يضعفه والبعض الآخر يحسنه، وإن صح فهو محمول على أنها جريئة على الكلام مع الرجال أو تصافحهم "
هذه الأحاديث لا تصح فطبقا للقرآن قصة الإفك لم تكن فى عائشة ولا فى مارية ولا فى غيرهن من زوجات النبى(ص) وإنما كانت اتهام لبعض المؤمنين والمؤمنات بممارسة الزنى الجماعى الذى يسمونه حاليا تبادل الزوجات والأزواج والدليل قوله تعالى :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
والدليل الثانى حديث الله عن إشاعة الفاحشة وحادثة واحدة كالحكاية الكاذبة عن زنى عائشة ليست إشاعة للفاحشة وفى هذا قال:
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
وأما حكاية لا ترد يد لامس فهى فى حالة فجر علنى ولو كان الرسول(ص) فعلا لحكم حكما أخر غير الابقاء عليها وهو التحقق من أمرها وجلدها كزانية هى ومن يفعل بها إن ثبت الأمر والحديث يعارض حديث دخول الديوث النار فهنا الرجل يعلم أن زوجته تزنى ومع هذا أبقاها
ثم قال :
3 - سئل صاحب السماحة في فجر أحد الأيام عن المرأة إذا وجد عليها زوجها فاحشة هل يطلق أم يلاعن أم يخالع؟فقال: بل يعين على التوبة إلى الله عز وجل، فإن تابت فإن الله غفور رحيم، وإن لم تتب يطلقها، ويستر عليها لعل الله أن يخلف عليها بخير منها "
فتوى صريحة تخالف كتاب الله فالمرأة التى ثبتت عليها الفاحشة تطرد وهو طلاق بلا حقوق كما قال تعالى :
"ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة"
ثم قال كلاما يدل على أن المسئولين يريدون بالفعل إشاعة الفاحشة فى المجتمع :
4 - بعض كبار المسئولين منهم يقولون: أما المغازلات فلكثرة وسائل الإعلام فيصلح فيها بين الزوجين، وأما الشعوذة والسحر فيشدد في أمرهم ولا يصلح بينهم، وقال بعض رؤساء الهيئات: كم من زوج تخطئ زوجته فلا يعينها على التوبة، بل يطلق ثم تنتقل من قليل إلى الكثير، من الغزل إلى الفواحش، خاصة إن لم يكن عندها دين يوقفها عند حدها ويردعها، ويوقفها عند حدود الله عز وجل، قال الله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}"
والمغازلات التى يتحدث البعض عنها وكأنها شىء هين فى بعضها زنى صريح فعندما تخلع المرأة ملابسها وتكشف كل جسمها أمام شاشة الجوال للأخر ويكشف كل جسمه ويقبلان ويدعكان ...ويستمنيان بسبب ذلك فهذا زنى يستحق الطلاق بلا حقوق حيث الطرد من بيت الزوجية
وأما الكلام فقط ليس زنى إن لم يرافقه عمل ولكنه خيانة من نوع أخر
ثم قال :
5 - رجل لا يريد المناقشة ولا الإصلاح:
وقيل له: اقرأ على نفسك القرآن ما دام أنك تقول بلا أي سبب وأنه من نفسك، مما صار مانعا بينك وبين زوجتك؛ فكتب له لأحد القراء فشفاه الله فهداه الله عز وجل وترك الطلاق "
هذا من ضمن الخبل الشائع فى المجتمع عن أن السحر يضر وهو كما قال تعالى:
"ولا يفلح الساحر حيث أتى"
فالمعتقد فى شىء هو من يضر نفسه ثم قال :
6 - رجل انتحرت زوجتاه فأتى لأجل طلاقهما، فقال أريد تثبيت الطلاق:
فقيل له: كم لك من الأبناء؟ قال: من كل واحدة اثنان
قيل: وكيف كان عيشكم؟ قال: كنت أجمعهما بعد العصر في مكان واحد ثم قيل له: كان (ص)يدور بعد العصر على كل واحدة في غرفتها، مع الفقر الذي كان فيه (ص) فقيل له: كيف كان انتحارهما؟ فقال: انتحرت الأولى بأخذ مجموعة حبوب، فأنقذتها ضرتها - ثم مال على من في المستشفى - ثم قال: فأتت الأخرى وانتحرت بأخذ حبوب من ضرتها - ومال إلى الثانية - فأنقذتا بفضل الله ثم طلق كل واحدة منهما في يوم واحد، ثم أراد استخراج صكي طلاق في اليوم الذي أتى فيه للمحكمة، فقيل له: اتق الله عز وجل، من كل واحدة طفلان والنبي (ص)لماذا قال: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» وهو حديث حسن لغيره
ألا اخترت ما يحبه عز وجل واجتماع الزوجين والأطفال بينهما، وتركت ما يبغضه من الفرقة والشتات بين الزوجين وضياع الأطفال بينهما، وهذا ما يحبه الشيطان ويقرب لأجله الذين يكونون سببا في طلاق الزوج من زوجته، كما هو في حديثه (ص)عن الشياطين الذين جالوا وصالوا بعباد الله الذين خلقهم تعالى حنفاء - على الفطرة - فاجتالتهم الشياطين وعندما يجعل الشيطان عرشه على الماء ثم يرى ماذا عمل حزبه من الأعمال التي فطرهم الله عليها من إغواء وغيره؟ فإذا قال أحدهم: ما زلت بفلان حتى فرقت بينه وبين زوجه، قال الشيطان له: أنت أنت ويقربه إليه إذا هو فرحة للشيطان وقربة له، وما ذاك إلا لما يحصل به من شتات الأبناء وضياعهم غالبا، ثم ما يحدث من جرائه من إجرام، سواء الوالدين المفترقين أو الأبناء الذين تفرق والداهم بهذا الطلاق
ومثال ذلك: في أحد المجالس دخل شاب ساكن جدا كثير الحياء وذاك في محاولة مناقشة قضية افتراق زوج من زوجها بعد عشرة أربعين سنة، ثم يخرج هذا الشاب، ويقال: هذا من جراء طلاق أمه من أبيه المناقش في أمرهما (فقد كان سكران) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكذا ما يحصل من كثير من الأزواج، وخاصة الذين تعلقت بهم زوجاتهم حبا وألفة ومودة ورحمة ثم يطلقونهن، فيحصل لبعضهن جنون كما قال بعض من طلق من تحبه، والبعض الآخر عن الفاحشة بل البغي - نسأل الله السلامة والعافية -فأمسك عليك زوجك واتق الله عز وجل، وأنذر كل واحدة بزواجك الثالثة وأبشر بالخير العظيم، وهذا من قوله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات و كانت كل واحدة تطلب منه بيتا بـ (45 ألف ريال) في مكان كذا وكذا وسائقا وخادمة فلما هددتا - نسأل الله العافية والسلامة - فلما هددتا رجعت واحدة حسب قوله بعد ذلك ثم أتى يقول بعد فترة: جزاكم الله خيرا رجعت واحدة لكن بقيت الثانية، قال أبوها ما دامت هذه الورقة - ورقة الطلاق - لئن خرجت روحي من جسدي لا ترجع لك المرأة، قلت، ماذا تريد؟ قال: أن تأتوا معي تقنعوه قال: كم ناصحتك ووجهتك، ولم تقبل!! فتوكل على الله، ابحث عمن يصلحك خارج المحكمة، عمن لهم شأن في هذا، أما أنا فقد رأيت فيك الأمانة، وخارج المحكمة لا أستطيع فتح باب - هداك الله - فقال: اللهم اجزهم خيرا أريد الالتزام، أريد الدين، لكن فكوني من جهل أبي زوجتي، وزوجتي تقول: أريدك لكن أبي رافض ثم يسر الله أمره، وذهب لبعض أهل العلم، هذا من جهل وتعجل كثير من المطلقين وطلبهم ورقة الطلاق التي تعتبر ضربة قوية على المرأة وعلى أهلها كذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل "
الحكاية الأولى عن الانتحار ليست انتحار وإنما محاولة انتحار لكونهما عاشتا وأما الحكاية الثانية فالمفروض أنهما جريمة يعاقب عليها مانع عودة الزوجة لزوجها طالما هى راضية لقوله تعالى :
"فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
ثم قال :
7 - أحد الوجهاء أراد طلاق زوجته التي تزوجها بغير علم والديه،ثم قال: أنا من يدكم اليمنى ليدكم اليسرى، ماذا أفعل؟ امرأتي صالحة، ولكن أمي عندها القلب، ومطلقة من والدي، وأخشى أن يضرها الخبر، كذلك أبي له علاقة كبيرة مع كبار المسؤولين، وأخشى لو علم أن يضر زوجتي وأهلها كذلك فقيل له بعد خلوة بالله وطلب العون من الله عز وجل والتبري من الحول والقوة واللجوء إلى صاحب الحول والقوة عز وجل، ثم قلت له: أنت إذا طلبت من أهلك شيئا ألا ينفذونه، قال: بلى قيل له: من باب المواراة، قل: أريد يا أمي الزواج بفلانة، لأني أخشى الوقوع في الزنا، وأنا لا أستطيع الصبر، وهذا من باب الإصلاح بينه وبين والديه وبين زوجته الدينة فأتى بعد فترة برجال معه، وعلى وجه التبشير لمن ناصحه، قال: لقد وافقت والدتي، وإني سأطلقها طلقة ثم آتي بعاقد، حتى إذا عقد لي يكون من باب رجعة ومواراة الوالدة والوالد، وإن تبين لهم شيء تكون ورقة الطلاق معي، حتى لا تضيق صدورهم ويتشكر بعد شكر الله عز وجل، على تيسير الله عز وجل، وموافقة والديه ورجوع زوجته له، وقد كان يدعى له من قبل أناس كثيرين وذلك لما ظهر من صلاحه ومعرفتنا جده ، نحسبه من الأتقياء، ولا نزكي على الله أحدا "
هذه الحكاية تدل على فساد المجتمع وكونه يعصى الله من أجل عادات الكفر ثم قال :
8 - رجل تاجر أرسل عنه أحد موظفيه لأخذ موعد للطلاق،فطلب منه أن يأتي بمن وكله في الطلاق شخصيا، فلما جاء أخبر بهديه (ص)وصبره على زوجاته، ومن ذلك غيرتهن (رضي الله عنهن وأرضاهن)، لأنه قال هذه هي الزوجة الثالثة، وقد هربت الأولى وهي أم لثمان أبناء لي، بعد أن علمت أن زوجها سيتزوج الثانية، ويقول إنها مصيبة كبرى، زوجها سيتزوج الثانية، ويقول إنها مصيبة كبرى،حيث إن زوجتي لم ترجع إلا بهدية عظيمة جدا، حيث إن أم أبنائي لم ترجع إلا بعد أن أعطيتها مبلغا لإرضائها ومقداره مليونا ريال ونصف المليون، فأخشى أن يحصل علي من المرأة الأولى، ما حصل إذا تزوجت الثانية، فأريد طلاقها، فقيل له: هل تذكرت ما ذكره البخاري تعالى في صحيحه من عظيم غيرة بعض أمهات المؤمنين من بعض، فقد كانت تقول: - ما غرت على أحد من نساء النبي (ص)كغيرتي على خديجة ، وكانت خديجة قد ماتت قبل أن يتزوج رسول الله (ص)بعائشة، وكانت من غيرتها تذكر خديجة بعد موتها، فلم يغضب (ص)أو يطلق، لشدة فعل عائشة حيث تغار ممن في قبرها بل قال (ص)خديجة آوتني لما تركني الناس - أي بالمال والدفاع عنه (ص)والمؤزارة - خديجة رزقني الله منها الولد، ولم يرزقني منك شيء، حيث كان (ص)يقول لعائشة، بعد أن رأته يذبح الشاة ويأمر بتوزيع اللحم لصديقات خديجة ، أو كما قال (ص)وفيه من الفوائد الإحسان إلى أهل الزوجة، حيث أحسن (ص)لصديقاتها، فأهل الزوجة من أم، وأب، من باب أولى وفي ذات يوم كذلك، قال (ص)لعائشة: «كنت لك يا عائشة كأبي زرع، لأم زرع ولكن أبو زرع طلق وأنا لا أطلق» ، وهذا من باب كمال إيمانه (ص)ورجولته (ص)وخيره العظيم، حيث أن الأمة إذا ابتليت بزوجات فيهن ما فيهن من البلاء، أن يصبر الزوج على زوجته، ولا يعجل، كما صبر أولوا العزم من الرسل
وأوصى الله نبيه (ص)وأمته كذلك (ص)قال تعالى: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} فتنة ليس لأجل الطلاق أبدا ولكن لأجل الصبر والاحتساب
وكذا قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} فكم من زوج كره من زوجته أشياء فجعل الله عز وجل في زوجته الخير الكثير، كما هو ملاحظ مما مضى في هديه (ص)حيث جعل الله تعالى الخير الكثير
ذلك من هذه السنة عن طريق أم المؤمنين عائشة وحيث إن النبي (ص)يبين لعائشة كيف كان معها في الدلال والخدمة حيث كان (ص)قد جعل خادما يخدمها، وكان يقطع معها اللحم (ص)ويكنس البيت، ولما سئلت عن أكثر شغل النبي (ص)في بيته وأكثر عمله فيه، فكانت تقول: (في شغل أهله (ص))
مع هذه الدلائل والتواضع العظيم منه (ص)ثم يبتلى بقذف أم المؤمنين عائشة ثم لا يطلق (ص)حتى إذا ابتلي الرجال بزوجاتهم لا يطلقون، وإنما يصبرون كما صبر من خير الهدي هداه، وخير الطريقة والمنهج والمعاملة معاملته ومنهجه (ص)قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} وليس لكل أحد
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} وقوله (ص)في حجة الوداع: «لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي» الحديث، ولم يحصل الضلال من الأمة وكثرت مشاكلهم، إلا لابتعادهم عن هذين النورين العظيمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فاصبر أيها الزوج، واتق الله عز وجل، وأبشر بالخير، فقال: والله إن هذا الكلام نحن بحاجة وأمثالنا إليه ثم أخذ يتعتع في كلامه ويحرك عقاله استحياء، بل سقط عقاله تعجبا من كلام الله وسنة رسوله (ص)ثم ترك الطلاق بفضل الله وحده "
كلام الحكاية يدل على الفساد فى المجتمع فالقوم يعاملون الزوجات بالنقود وحتى النساء همهن المال ثم قال :
9 - كثير من كبار السن تطلب منه زوجته الطلاق أو أنه يضيق صدره منها،فيأتي لأجل الطلاق (لأجل كبر السن) فيذكرون بالحديث إن صح في طلاقه (ص)لحفصه بنت عمر ، عندما طلقها (ص)فأتاه جبريل - عليه السلام - يقول له: أطلقت زوجتك حفصة،وهي امرأة صالحة، قائمة الليل، صائمة النهار؟! إنها زوجتك في الجنة، وإن الله يأمرك بمراجعتها، فراجعها (ص)مشترطا عليها، أن لا ليلة لها فوافقت أن تكون في ذمته (ص)وليلتها لغيرها من أمهات المؤمنين؛ واستدل سماحة الشيخ بها الحديث على جواز زواج تنازل بعض الحقوق بموافقة الطرفين، أو ما يسمى بزواج المسيار، وأنه شرعي يعلن، ولكن الفرق بينه وبين الزواج المعروف هو التنازل عن بعض الحقوق فكم للزوج، من أفضال على الزوجة، وكم للزوجة من أفضال على الزوج والله ثم والله إنها لآيات وعظات وعبر في الكتاب الكريم، وفي السنة المطهرة، ومن ذلك ما يؤمر به كثير من الأزواج الذين أصروا على الطلاق، أن يمتعوا زوجاتهم جبرا للخاطر، وكسر القلب، وهو من باب الوجوب، وهو رأي سماحة الشيخ ابن باز ، قال الله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين} والآية الثانية: {حقا على المتقين} فقد طلق الحسن زوجتين في يوم، وأعطى كل واحدة متاعا، فقالت الأولى، بعدما طلق يهدي، والثاني قالت: هدية طيبة من حبيب مفارق فراجعها لما قالت من كلام طيب "
والكلام عن رضا حفصة بعدم وجود ليلة بعد طلاقها هو ضرب من الخبل فما الزواج إلا جماع فى بدايته فغن كان زواج شرطه لا جماع فهو ليس بزواج لأنه الزواج يرد عن الزنى وهذا الشرط دعوة للمرأة كى تزنى والرسول(ص) لا يمكن أن يقول هذا أو يفعله ثم قال :
10 - قال تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن ياتين بفاحشة مبينة} الآية إلى قوله تعالى: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
فكم من زوج طبق شرع الله عز وجل، ولم يخرج زوجته من بيتها إلى بيت أهلها، حيث أن إخراجها إلى بيت أهلها وقت العدة الرجعية بدون ظهور فاحشة من زنا أو تعد بلسان منها لا يجوز، فالمفترض إن الصكوك تخرج مبينة فيها عدم جواز خروج الزوجة من بيت زوجها التي طلقت فيه حتى يتعلم الناس شرع الله عز وجل، الذي أكد تبارك وتعالى فيه بتأكيدات (لا تخرجوهن)، (لا يخرجن)
وكم من امرأة راجعها زوجها وأصلح الله حالها بسبب تطبيق شرع الله عز وجل في هذه الآية، فنسأل الله عز وجل أن يوفق المسؤولين من القضاة وغيرهم، لإثبات الرجعة في صكوك الطلاق الرجعي
11 - امرأة يريد زوجها طلاقها لأجل أن سمعها تقول لزميلة لها أريد شريط كذا كذا،وهو شريط خبيث فيه ما فيه من الفاحشة فقيل له: كيف هي معك؟ ما هو دينها؟ فقال: إنها معي كالخاتم في يدي أي شيء أريده تنفذه ولا تمانع أبدا، بل إنها تحبني حبا شديدا فقيل: كم بينكم من سنة؟ فقال: بضع أشهر فقيل له: هل رأيت عليها فاحشة أو غزلا، قال: أعوذ بالله هي بعيدة عن ذلك، ولكن مكالمتها مع صديقتها هي المؤثرة في قلبي، ثم قول أبيها الدكتور: بنتي لا تفعل هذا!! كيف تفعل هذا وأبوها دكتور؟؟ قيل: هل أحسنت الظن بها ولو لمرة؟ سألت رؤية محرمة، والسؤال والكلام عن الفيلم الخبيث حرام، ولكن هل تريثت، وأحسنت بها الظن؟ إنها تريد أن تتعلم كيف ترضيك بالحلال، وخاصة أنكما في بداية حياتكما، فتصرفت تصرفا خطأ، فاتجهت إلى صديقة سوء سألتها عن رؤية محرم، وزنا نظر، هلا أعنتها على التوبة إلى الله عز وجل وقطع الحديث مع زميلاتها وجعلتها في حضنك بالحلال، خير من أن تطلق، ثم تذهب إلى غزل أو طريق خطأ، وخاصة أنها تحبك حبا جما؟ هلا تواضعت وتركت كلام والدها؟ وأخذت كلام رسول الله (ص)في سنته، وكلام الله عز وجل، وكنت ممن إذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، فشرح الله صدره وترك الطلاق، هداهم الله وإيانا وثبتنا وإياهم "
وقطعا حكاية الشريط والفرجة عليه لا تفرق عن مشاهدة الرجل لراقصة فى فيلم فكلاهما ذنب يجب التوبة منه ولكن القوم بعضهم يطبق الشرع على زوجته ,أما على نفسه فلا ثم قال ناصحا من يعملون فى المحاكم :
12 - كثير من الذين جاؤوا لأجل الرغبة في الطلاق، لا تسمع قضاياهم،
بل يذكرون بتقوى الله في النساء، وبآيات الصبر والاحتساب، ويذكرون بأن الفرج واليسرين بعد العسر الواحد، ويذكرون بقوله (ص)كما روى مسلم في صحيحه من قوله (ص)«انظروا إلى من هو دونكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة ربكم عليكم» الحديث وبعض قصص من كانوا مبتلين أشد ابتلاءات سمعت في المحكمة الفترات الماضية فتجد أن كثيرا منهم يقول بعد أن ينفجر بالبكاء، ثم يقوم ويدعو ثم يذهب وهو يقول والله إن أبغض اللحظات أن آتي لأجل الطلاق، والله لا أريد الطلاق فيذهب بحول الله وقوته ويترك الطلاق ولا نعلم ما هي قضيته وخاصة إذا دعا الله عز وجل قبل البدء ولو فعل أسباب الإصلاح مع كثير منهم بقوله (اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي وألجأ إلى حولك وقوتك) ثم يدعى له في ظهر الغيب لعل الله أن يهديهم، بل وكنت أوصي أمي العظيمة وبعض أحبتي في الله بالدعاء لهم
13 - كم من زوج قيل له:
هل تستطيع أن تتزوج أخرى، بعد طلاقك لهذه؟ ألا تطبقن في زوجتك قول الرسول (ص)عندما رأى امرأة، ثم دخل وأتى أهله ثم خرج، وقال (ص)«إن المرأة تقبل وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله» "
الحديث لا يصح فالمرأة المسلمة ليست شيطانا وإنما الشيطان من عصى الله ذكرا أو أنثى ثم قال بقية النصح::
14 - ثم يذكر أن هذا أول الدلائل على حقارة الدنيا ونهايتها،وأنها ليست الحياة الحقيقة وإنما الحياة الحقيقة، جنة عرضها السموات والأرض، الأعمال الصالحات في الدنيا مهرها، ثم قوله تعالى: (وأزواج مطهرة) عن نساء الجنة، أي: من الحيض والنفاس، وطول اللسان، والحزن والخلاف والأذى، إذن لا بد من صبر على نساء أهل الدنيا، حتى تحصل نساء الدنيا والآخرة
ويذكر بلحظات المودة والرحمة، فتجده (سبحان الله العظيم) يترك الطلاق ويذهب
قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وكذلك ذكر هديه (ص)بالقبلة قبل الخروج من المنزل وقبل الخروج إلى الصلاة، وقبل الجماع، وأثناء الجماع، - والله الهادي - تجده يترك طلب الطلاق والذي تجده قد تعصب هوى، فيجتهد في تأجيله في فترة التأجيل، قد ترك الطلاق، كما ذكر بعضهم هذا، والبعض لا يرى أبدا، كما ذكر عن عمر إن صح: ادفعوا المتخاصمين حتى يصطلحا
ومثال ذلك: رجل سوداني، - في زحمة الحجاج - يريد السلام علي وفوق رأسه حمل، يشكر ويدعو، ولا أعرفه: فقال: جزاك الله خيرا، والله أخرجتني من المحكمة، وإني ضائق صدري لما أجلتني، فنزلت السودان أريد الطلاق، فأتت زوجتي تعتذر مني فأرجعتها، فعرفت لماذا أمرتني بتأخير موعد الطلاق، فجزاك الله خيرا، تركت الطلاق ورجعت إلى زوجتي "
العويد وعمله هنا مخالف لكتاب الله فلابد أن يكون الصلاح داخليا أولا ثم خارجيا من خلال حكم من اهله وحكم من أهلها فتعيين اخصائى نفسى أو اجتماعى أو غير هذا فى المحاكم للاصلاح بين الأزواج ليس فى كتاب الله
المؤلف عصام بن عبد العزيز العويد والكتاب عبارة عن حكايات عايشها المؤلف من خلال عمله فى المحاكم كمصلح اجتماعى وفى مقدمته بين أن الطلاق بغيض إلى الله فقال:
"...وأشهد أن لا إله إلا الله، أذل الشيطان وأبغض الطلاق والفراق، وأحب الاجتماع والألفة، وأحب الشيطان الفراق والشتات، ولإذلال الله عز وجل الشيطان أحببت تبيين هذه الكلمات لكل من نزغه عدوه بتطليق، أو تلفظ بطلقة أو طلقتين، وكانت في عدة رجعية "
وبين الرجل أنه سيذكر بعض الحكايات فى الطلاق والتى مرت به خلال عمله فقال :
"فإنه من خلال عملي الذي فرغت من أجله للإصلاح والتوجيه للزوجين قبل الطلاق، واقتصار العمل على ذلك وعدم الانشغال بشيء غيره، مرت علي عدة قضايا فيها مخالفات لهدي الرسول (ص)وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1 - لما أتى عدة رجال يريدون الطلاق؛ فأحدهم يسب ويشتم بنفخ الشيطان له حتى يطلق زوجته ويقول:
انظروا إلى أفعال زوجتي فأراني رقبته قد جعل فيها شيئا من اللزق الطبي - وهو يقول: لم أتزوج امرأة تزوجت قط خدشت رقبتي وقلت له: تريث، اتق الله واصبر، لا تستعجل فقال: لا، ولن أرجعها وشتم ولعنها والعياذ بالله قلنا: إننا نؤدي فيك الأمانة، فاتق الله، ولا تستعجل أبدا قال: أبدا ثم أتى من غد، وهمس في أذني بقوله: سأرجعها إن شاء الله تعالى، لقد أتت عند رجلي تتأسف وتعتذر وقيل له: أنسيت ما ذكرت به بالأمس؟قال: الشيطان، الشيطان لعنه الله، وتأسفت بعد ذلك وقد طلق ثلاثا فقلت له: هذا من اختصاص المفتي العام "
هذه الحكاية ومعظم حكايات الطلاق فى الكتاب وغيره ليست طلاقا حسب آيات الله فليس قول الرجل لزوجته أنت طالق طلاقا فلابد أن يمر الطلاق بالمراحل التى شرعها فى كتابه وهى :
الأول الحل الداخلى وهو وعظ الزوج لها ثم هجره لها ثم ضربه لها كما قال تعالى :
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا"
الثانى الحل الخارجى وهو تحكيم الحكمين واحد من أهله وواحد من أهلها كما قال تعالى :
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"
ومن ثم لو قال لها ألف مرة أنت طالق قبل ذلك فليس هذا بطلاق ولا يقع كما أن الطلاق فى وحى الله لابد أن يحضر الرجل شاهدين من العدول ويقول لها أنت طالق بعد المرحلتين ولا يوجد طلاق فى عصرنا يحدث بهذا الشكل الذى شرعه الله إلا نادرا جدا كما قال تعالى:
"فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوى عدل منكم"
ومن ثم فكل طلاقات العصر وما قبله طلاقات غير شرعية ومن يفتوون لا يطبقون نصوص الوحى
ثم حكى الرجل الحكاية التالية:
2 - وآخر بعد محاولات شتى أن يطلق زوجته فما يزال مصرا: فقيل له مشددا عليه مبالغا فيه: إن رأيناك تريد رجعة ستجلد بالعصى قال: أبدا، ولن تروا وجهي فذهب ثم رجع مطأطأ الرأس يقول: أريد إرجاعها قيل له: حسبنا الله ونعم الوكيل
3 - وبعضهم نسأل الله العافية يطلق في غير شرع فيجدها حاملا، ولا يجوز أن ترجع له بعد طلقات ثلاث متفرقات فيبكي، فكم هي في حسرة تلو حسرة "
ثم حكى حكايات أخرى فقال :
"هذه بعض قضايا من أهم ما مر بي من خلال الإصلاح بين الأزواج وزوجاتهم:
كل بما كسب
1 - رجل ظاهره الغضب والصخب يضع ورقة طلب الطلاق، فيقال له: لعلك تجلس مع فلان يناصحك وتترك الطلاق
قال: لا، ولا أحد يتحدث معي عن الطلاق ولا تحاولوا فقيل له: لعلك تنتظر في صالة الانتظار حتى يأتي دورك فلما أتى دوره سئل: هل رأيت من زوجتك شيئا قال: اتضح أن والديها أصحاب فواحش أعيد عليه السؤال: هل رأيت من زوجتك شيئا؟ قال: لا فقيل له: ألا تتقي الله عز وجل؟ ألا ترجع إليها ما ذنب هذه الزوجة؟!وهل بعد أن أنقذها الله منهما بك، تكون سببا لهلاكها وفسادها بعد تطليقك لها، وذهابك بها إليهما؟!ثم ترك فترة، ثم رجع إليه، وإذا به يقول: سأمسكها بشرط! وذلك بعد أن أنزل العقال من رأسه، ثم قال الشرط: هو أنها لا تزور أهلها؟ فقيل له: أما هذه المسألة فأسأل عنها أهل العلم ثم أعطيك الخبر فسألت عنها في فجر أحد الأيام صاحب السماحة عبد العزيز بن باز: فقال: يجوز له أن يمنعها من أهلها سنة أو سنتين،وليست هذه قطيعة رحم حتى يهتدي أهلها، فأخبرته ففرح بهذا، فأصبحت أمه هو أما لها ترحمها ونفاسها عندها، وبعد أسابيع يأتي مقبلا رؤوس الذين كانوا سببا في إقناعه بعد هداية الله له، فقيل له: ماذا بك؟قال أنقذني الله بفضله ثم بكم من حين وقفت عن طلاق زوجتي
الحمد لله الذي أنقذه بترك ما يبغضه من الفرقة والاختلاف، وفعل ما يحب الله عز وجل من الائتلاف والاجتماع، ولو كان طلاقا لفسدت الزوجة بسبب والديها وتغير الحال من حال إلى حال، ولكن الله على كل شيء شهيد "
بالقطع ليس سوء أهل الزوجة سببا شرعيا لطلاقها ومن أفتاه بمنع زوجته من زيارة أبيها أصحاب الفواحش مخطىء تماما فى فتواه لأن القول أنهم اصحاب فواحش رمى لهم بالزنى كما هو المفهوم العام فإما ان يثبت كلامه بأربعة شهود وإلا اعتبر شاهد زور يجلد ثمانين جلدة
وبعد ذلك لا يجوز منع أحد من زيارة أهله حتى ولو كانوا كفارا لقوله تعالى :
"وبالوالدين إحسانا" فلم يحدد الله كونهما كفارا أو مسلمين
ودين الله لا يقدم بالخداع حتى ولو كان ثمنه طلاقا ثم قال :
2 - وهي أعظم من سابقتها وقد حصلت عند صاحب السماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :
حيث كان أحدهم يقول للشيخ، قد جامعت زوجتي الساعة الثانية عشرة ليلا ثم نمت، فقفلت زوجتي علي الباب وأخذت تغازل في الهاتف حتى الثانية والنصف ليلا ولما ضربتها قالت: الشيطان وإني تائبة وكان السائل يقول: عرفت اسم المغازل ورقمه فما رأيكم فيه، فقال الشيخ: اتركه، اتركه وأريد رأي سماحة الشيخ في طلاق زوجتي، وأنا شديد الشهوة ولا مال عندي لأتزوج الثانية قال الشيخ ابن باز: هل رأيت منها شيئا آخر؟ - ولعله يقصد الفاحشة ثم قال الشيخ يا بني يقول (ص)«من ستر على مسلم في الدنيا ستر الله عليه يوم القيامة» الحديث يا بني استر عليها ولا تطلقها، وإن رأيت مرة أخرى عليها شيئا فأنت مخير تطلق أو تمسك، وإياك والوسوسة فجاءه من غد وقال: يا شيخ! أنا فلان، عرفتني؟ فابتسم الشيخ ، وقال: أما قلت لك لا توسوس؟!قال: أبشر يا شيخ، ولكن قلت أستشيرك في إخبار والديها فقط، أخشى أنها تفعل شيئا وهما لا يدريان فسكت الشيخ طويلا كعادته، ثم قال: لا بأس، ولا تخبر أحدا آخر، بل استمر في الستر فأخذت أتأمل سنتين: ما دليل فتوى الشيخ؟
فوجدت في فجر أحد الأيام صاحب السماحة يقرأ عليه في صحيح البخاري قصة الإفك وحادثته وهو يبكي، وأوقف القارئ ثم قال معلقا، وإن من عظيم بلائها أن كان عمرها آنذاك خمسة عشر سنة
وأن مما كان في القصة قوله (ص)لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «يا عائشة إن كنت قد فعلت شيئا فتوبي إلى الله فإن الله غفور رحيم» ولم يطلق (ص)ثم أنزل الله براءتها وأصبحت رمزا للأمة، أن إذا وقع لهم من نسائهم شيء من غزل، أو خطأ أو غيره أن يعينوا نساءهم على التوبة إلى الله عز وجل قبل التفكير في طلاق وغيره، كما كان (ص)يعين على التوبة إلى الله عز وجل أم المؤمنين عائشة أن تتوب إلى الله عز وجل إن كانت فعلت شيئا فكيف وأم المؤمنين لم تفعل شيئا؟!
ثم الدليل الثاني: الحديث الذي تكلم في سنده وربما ارتفع إلى درجة الحسن لكثرة الطرق، عندما سأل رجل رسول الله (ص)عن زوجته التي لا ترد يد لامس فقال: «طلقها» فقال يا رسول الله: أخاف أن تتبعها نفسي؟ فقال (ص)«استمتع بها» الحديث، ذكر في بلوغ المرام، وقد قال الشيخ على هذا الحديث أن البعض من أهل العلم يضعفه والبعض الآخر يحسنه، وإن صح فهو محمول على أنها جريئة على الكلام مع الرجال أو تصافحهم "
هذه الأحاديث لا تصح فطبقا للقرآن قصة الإفك لم تكن فى عائشة ولا فى مارية ولا فى غيرهن من زوجات النبى(ص) وإنما كانت اتهام لبعض المؤمنين والمؤمنات بممارسة الزنى الجماعى الذى يسمونه حاليا تبادل الزوجات والأزواج والدليل قوله تعالى :
"لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين"
والدليل الثانى حديث الله عن إشاعة الفاحشة وحادثة واحدة كالحكاية الكاذبة عن زنى عائشة ليست إشاعة للفاحشة وفى هذا قال:
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة"
وأما حكاية لا ترد يد لامس فهى فى حالة فجر علنى ولو كان الرسول(ص) فعلا لحكم حكما أخر غير الابقاء عليها وهو التحقق من أمرها وجلدها كزانية هى ومن يفعل بها إن ثبت الأمر والحديث يعارض حديث دخول الديوث النار فهنا الرجل يعلم أن زوجته تزنى ومع هذا أبقاها
ثم قال :
3 - سئل صاحب السماحة في فجر أحد الأيام عن المرأة إذا وجد عليها زوجها فاحشة هل يطلق أم يلاعن أم يخالع؟فقال: بل يعين على التوبة إلى الله عز وجل، فإن تابت فإن الله غفور رحيم، وإن لم تتب يطلقها، ويستر عليها لعل الله أن يخلف عليها بخير منها "
فتوى صريحة تخالف كتاب الله فالمرأة التى ثبتت عليها الفاحشة تطرد وهو طلاق بلا حقوق كما قال تعالى :
"ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة"
ثم قال كلاما يدل على أن المسئولين يريدون بالفعل إشاعة الفاحشة فى المجتمع :
4 - بعض كبار المسئولين منهم يقولون: أما المغازلات فلكثرة وسائل الإعلام فيصلح فيها بين الزوجين، وأما الشعوذة والسحر فيشدد في أمرهم ولا يصلح بينهم، وقال بعض رؤساء الهيئات: كم من زوج تخطئ زوجته فلا يعينها على التوبة، بل يطلق ثم تنتقل من قليل إلى الكثير، من الغزل إلى الفواحش، خاصة إن لم يكن عندها دين يوقفها عند حدها ويردعها، ويوقفها عند حدود الله عز وجل، قال الله تعالى: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه}"
والمغازلات التى يتحدث البعض عنها وكأنها شىء هين فى بعضها زنى صريح فعندما تخلع المرأة ملابسها وتكشف كل جسمها أمام شاشة الجوال للأخر ويكشف كل جسمه ويقبلان ويدعكان ...ويستمنيان بسبب ذلك فهذا زنى يستحق الطلاق بلا حقوق حيث الطرد من بيت الزوجية
وأما الكلام فقط ليس زنى إن لم يرافقه عمل ولكنه خيانة من نوع أخر
ثم قال :
5 - رجل لا يريد المناقشة ولا الإصلاح:
وقيل له: اقرأ على نفسك القرآن ما دام أنك تقول بلا أي سبب وأنه من نفسك، مما صار مانعا بينك وبين زوجتك؛ فكتب له لأحد القراء فشفاه الله فهداه الله عز وجل وترك الطلاق "
هذا من ضمن الخبل الشائع فى المجتمع عن أن السحر يضر وهو كما قال تعالى:
"ولا يفلح الساحر حيث أتى"
فالمعتقد فى شىء هو من يضر نفسه ثم قال :
6 - رجل انتحرت زوجتاه فأتى لأجل طلاقهما، فقال أريد تثبيت الطلاق:
فقيل له: كم لك من الأبناء؟ قال: من كل واحدة اثنان
قيل: وكيف كان عيشكم؟ قال: كنت أجمعهما بعد العصر في مكان واحد ثم قيل له: كان (ص)يدور بعد العصر على كل واحدة في غرفتها، مع الفقر الذي كان فيه (ص) فقيل له: كيف كان انتحارهما؟ فقال: انتحرت الأولى بأخذ مجموعة حبوب، فأنقذتها ضرتها - ثم مال على من في المستشفى - ثم قال: فأتت الأخرى وانتحرت بأخذ حبوب من ضرتها - ومال إلى الثانية - فأنقذتا بفضل الله ثم طلق كل واحدة منهما في يوم واحد، ثم أراد استخراج صكي طلاق في اليوم الذي أتى فيه للمحكمة، فقيل له: اتق الله عز وجل، من كل واحدة طفلان والنبي (ص)لماذا قال: «أبغض الحلال إلى الله الطلاق» وهو حديث حسن لغيره
ألا اخترت ما يحبه عز وجل واجتماع الزوجين والأطفال بينهما، وتركت ما يبغضه من الفرقة والشتات بين الزوجين وضياع الأطفال بينهما، وهذا ما يحبه الشيطان ويقرب لأجله الذين يكونون سببا في طلاق الزوج من زوجته، كما هو في حديثه (ص)عن الشياطين الذين جالوا وصالوا بعباد الله الذين خلقهم تعالى حنفاء - على الفطرة - فاجتالتهم الشياطين وعندما يجعل الشيطان عرشه على الماء ثم يرى ماذا عمل حزبه من الأعمال التي فطرهم الله عليها من إغواء وغيره؟ فإذا قال أحدهم: ما زلت بفلان حتى فرقت بينه وبين زوجه، قال الشيطان له: أنت أنت ويقربه إليه إذا هو فرحة للشيطان وقربة له، وما ذاك إلا لما يحصل به من شتات الأبناء وضياعهم غالبا، ثم ما يحدث من جرائه من إجرام، سواء الوالدين المفترقين أو الأبناء الذين تفرق والداهم بهذا الطلاق
ومثال ذلك: في أحد المجالس دخل شاب ساكن جدا كثير الحياء وذاك في محاولة مناقشة قضية افتراق زوج من زوجها بعد عشرة أربعين سنة، ثم يخرج هذا الشاب، ويقال: هذا من جراء طلاق أمه من أبيه المناقش في أمرهما (فقد كان سكران) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
وكذا ما يحصل من كثير من الأزواج، وخاصة الذين تعلقت بهم زوجاتهم حبا وألفة ومودة ورحمة ثم يطلقونهن، فيحصل لبعضهن جنون كما قال بعض من طلق من تحبه، والبعض الآخر عن الفاحشة بل البغي - نسأل الله السلامة والعافية -فأمسك عليك زوجك واتق الله عز وجل، وأنذر كل واحدة بزواجك الثالثة وأبشر بالخير العظيم، وهذا من قوله تعالى {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات و كانت كل واحدة تطلب منه بيتا بـ (45 ألف ريال) في مكان كذا وكذا وسائقا وخادمة فلما هددتا - نسأل الله العافية والسلامة - فلما هددتا رجعت واحدة حسب قوله بعد ذلك ثم أتى يقول بعد فترة: جزاكم الله خيرا رجعت واحدة لكن بقيت الثانية، قال أبوها ما دامت هذه الورقة - ورقة الطلاق - لئن خرجت روحي من جسدي لا ترجع لك المرأة، قلت، ماذا تريد؟ قال: أن تأتوا معي تقنعوه قال: كم ناصحتك ووجهتك، ولم تقبل!! فتوكل على الله، ابحث عمن يصلحك خارج المحكمة، عمن لهم شأن في هذا، أما أنا فقد رأيت فيك الأمانة، وخارج المحكمة لا أستطيع فتح باب - هداك الله - فقال: اللهم اجزهم خيرا أريد الالتزام، أريد الدين، لكن فكوني من جهل أبي زوجتي، وزوجتي تقول: أريدك لكن أبي رافض ثم يسر الله أمره، وذهب لبعض أهل العلم، هذا من جهل وتعجل كثير من المطلقين وطلبهم ورقة الطلاق التي تعتبر ضربة قوية على المرأة وعلى أهلها كذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل "
الحكاية الأولى عن الانتحار ليست انتحار وإنما محاولة انتحار لكونهما عاشتا وأما الحكاية الثانية فالمفروض أنهما جريمة يعاقب عليها مانع عودة الزوجة لزوجها طالما هى راضية لقوله تعالى :
"فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف"
ثم قال :
7 - أحد الوجهاء أراد طلاق زوجته التي تزوجها بغير علم والديه،ثم قال: أنا من يدكم اليمنى ليدكم اليسرى، ماذا أفعل؟ امرأتي صالحة، ولكن أمي عندها القلب، ومطلقة من والدي، وأخشى أن يضرها الخبر، كذلك أبي له علاقة كبيرة مع كبار المسؤولين، وأخشى لو علم أن يضر زوجتي وأهلها كذلك فقيل له بعد خلوة بالله وطلب العون من الله عز وجل والتبري من الحول والقوة واللجوء إلى صاحب الحول والقوة عز وجل، ثم قلت له: أنت إذا طلبت من أهلك شيئا ألا ينفذونه، قال: بلى قيل له: من باب المواراة، قل: أريد يا أمي الزواج بفلانة، لأني أخشى الوقوع في الزنا، وأنا لا أستطيع الصبر، وهذا من باب الإصلاح بينه وبين والديه وبين زوجته الدينة فأتى بعد فترة برجال معه، وعلى وجه التبشير لمن ناصحه، قال: لقد وافقت والدتي، وإني سأطلقها طلقة ثم آتي بعاقد، حتى إذا عقد لي يكون من باب رجعة ومواراة الوالدة والوالد، وإن تبين لهم شيء تكون ورقة الطلاق معي، حتى لا تضيق صدورهم ويتشكر بعد شكر الله عز وجل، على تيسير الله عز وجل، وموافقة والديه ورجوع زوجته له، وقد كان يدعى له من قبل أناس كثيرين وذلك لما ظهر من صلاحه ومعرفتنا جده ، نحسبه من الأتقياء، ولا نزكي على الله أحدا "
هذه الحكاية تدل على فساد المجتمع وكونه يعصى الله من أجل عادات الكفر ثم قال :
8 - رجل تاجر أرسل عنه أحد موظفيه لأخذ موعد للطلاق،فطلب منه أن يأتي بمن وكله في الطلاق شخصيا، فلما جاء أخبر بهديه (ص)وصبره على زوجاته، ومن ذلك غيرتهن (رضي الله عنهن وأرضاهن)، لأنه قال هذه هي الزوجة الثالثة، وقد هربت الأولى وهي أم لثمان أبناء لي، بعد أن علمت أن زوجها سيتزوج الثانية، ويقول إنها مصيبة كبرى، زوجها سيتزوج الثانية، ويقول إنها مصيبة كبرى،حيث إن زوجتي لم ترجع إلا بهدية عظيمة جدا، حيث إن أم أبنائي لم ترجع إلا بعد أن أعطيتها مبلغا لإرضائها ومقداره مليونا ريال ونصف المليون، فأخشى أن يحصل علي من المرأة الأولى، ما حصل إذا تزوجت الثانية، فأريد طلاقها، فقيل له: هل تذكرت ما ذكره البخاري تعالى في صحيحه من عظيم غيرة بعض أمهات المؤمنين من بعض، فقد كانت تقول: - ما غرت على أحد من نساء النبي (ص)كغيرتي على خديجة ، وكانت خديجة قد ماتت قبل أن يتزوج رسول الله (ص)بعائشة، وكانت من غيرتها تذكر خديجة بعد موتها، فلم يغضب (ص)أو يطلق، لشدة فعل عائشة حيث تغار ممن في قبرها بل قال (ص)خديجة آوتني لما تركني الناس - أي بالمال والدفاع عنه (ص)والمؤزارة - خديجة رزقني الله منها الولد، ولم يرزقني منك شيء، حيث كان (ص)يقول لعائشة، بعد أن رأته يذبح الشاة ويأمر بتوزيع اللحم لصديقات خديجة ، أو كما قال (ص)وفيه من الفوائد الإحسان إلى أهل الزوجة، حيث أحسن (ص)لصديقاتها، فأهل الزوجة من أم، وأب، من باب أولى وفي ذات يوم كذلك، قال (ص)لعائشة: «كنت لك يا عائشة كأبي زرع، لأم زرع ولكن أبو زرع طلق وأنا لا أطلق» ، وهذا من باب كمال إيمانه (ص)ورجولته (ص)وخيره العظيم، حيث أن الأمة إذا ابتليت بزوجات فيهن ما فيهن من البلاء، أن يصبر الزوج على زوجته، ولا يعجل، كما صبر أولوا العزم من الرسل
وأوصى الله نبيه (ص)وأمته كذلك (ص)قال تعالى: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} فتنة ليس لأجل الطلاق أبدا ولكن لأجل الصبر والاحتساب
وكذا قوله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} فكم من زوج كره من زوجته أشياء فجعل الله عز وجل في زوجته الخير الكثير، كما هو ملاحظ مما مضى في هديه (ص)حيث جعل الله تعالى الخير الكثير
ذلك من هذه السنة عن طريق أم المؤمنين عائشة وحيث إن النبي (ص)يبين لعائشة كيف كان معها في الدلال والخدمة حيث كان (ص)قد جعل خادما يخدمها، وكان يقطع معها اللحم (ص)ويكنس البيت، ولما سئلت عن أكثر شغل النبي (ص)في بيته وأكثر عمله فيه، فكانت تقول: (في شغل أهله (ص))
مع هذه الدلائل والتواضع العظيم منه (ص)ثم يبتلى بقذف أم المؤمنين عائشة ثم لا يطلق (ص)حتى إذا ابتلي الرجال بزوجاتهم لا يطلقون، وإنما يصبرون كما صبر من خير الهدي هداه، وخير الطريقة والمنهج والمعاملة معاملته ومنهجه (ص)قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} وليس لكل أحد
وقوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} وقوله (ص)في حجة الوداع: «لقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي» الحديث، ولم يحصل الضلال من الأمة وكثرت مشاكلهم، إلا لابتعادهم عن هذين النورين العظيمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فاصبر أيها الزوج، واتق الله عز وجل، وأبشر بالخير، فقال: والله إن هذا الكلام نحن بحاجة وأمثالنا إليه ثم أخذ يتعتع في كلامه ويحرك عقاله استحياء، بل سقط عقاله تعجبا من كلام الله وسنة رسوله (ص)ثم ترك الطلاق بفضل الله وحده "
كلام الحكاية يدل على الفساد فى المجتمع فالقوم يعاملون الزوجات بالنقود وحتى النساء همهن المال ثم قال :
9 - كثير من كبار السن تطلب منه زوجته الطلاق أو أنه يضيق صدره منها،فيأتي لأجل الطلاق (لأجل كبر السن) فيذكرون بالحديث إن صح في طلاقه (ص)لحفصه بنت عمر ، عندما طلقها (ص)فأتاه جبريل - عليه السلام - يقول له: أطلقت زوجتك حفصة،وهي امرأة صالحة، قائمة الليل، صائمة النهار؟! إنها زوجتك في الجنة، وإن الله يأمرك بمراجعتها، فراجعها (ص)مشترطا عليها، أن لا ليلة لها فوافقت أن تكون في ذمته (ص)وليلتها لغيرها من أمهات المؤمنين؛ واستدل سماحة الشيخ بها الحديث على جواز زواج تنازل بعض الحقوق بموافقة الطرفين، أو ما يسمى بزواج المسيار، وأنه شرعي يعلن، ولكن الفرق بينه وبين الزواج المعروف هو التنازل عن بعض الحقوق فكم للزوج، من أفضال على الزوجة، وكم للزوجة من أفضال على الزوج والله ثم والله إنها لآيات وعظات وعبر في الكتاب الكريم، وفي السنة المطهرة، ومن ذلك ما يؤمر به كثير من الأزواج الذين أصروا على الطلاق، أن يمتعوا زوجاتهم جبرا للخاطر، وكسر القلب، وهو من باب الوجوب، وهو رأي سماحة الشيخ ابن باز ، قال الله تعالى: {وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين} والآية الثانية: {حقا على المتقين} فقد طلق الحسن زوجتين في يوم، وأعطى كل واحدة متاعا، فقالت الأولى، بعدما طلق يهدي، والثاني قالت: هدية طيبة من حبيب مفارق فراجعها لما قالت من كلام طيب "
والكلام عن رضا حفصة بعدم وجود ليلة بعد طلاقها هو ضرب من الخبل فما الزواج إلا جماع فى بدايته فغن كان زواج شرطه لا جماع فهو ليس بزواج لأنه الزواج يرد عن الزنى وهذا الشرط دعوة للمرأة كى تزنى والرسول(ص) لا يمكن أن يقول هذا أو يفعله ثم قال :
10 - قال تعالى: {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن ياتين بفاحشة مبينة} الآية إلى قوله تعالى: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
فكم من زوج طبق شرع الله عز وجل، ولم يخرج زوجته من بيتها إلى بيت أهلها، حيث أن إخراجها إلى بيت أهلها وقت العدة الرجعية بدون ظهور فاحشة من زنا أو تعد بلسان منها لا يجوز، فالمفترض إن الصكوك تخرج مبينة فيها عدم جواز خروج الزوجة من بيت زوجها التي طلقت فيه حتى يتعلم الناس شرع الله عز وجل، الذي أكد تبارك وتعالى فيه بتأكيدات (لا تخرجوهن)، (لا يخرجن)
وكم من امرأة راجعها زوجها وأصلح الله حالها بسبب تطبيق شرع الله عز وجل في هذه الآية، فنسأل الله عز وجل أن يوفق المسؤولين من القضاة وغيرهم، لإثبات الرجعة في صكوك الطلاق الرجعي
11 - امرأة يريد زوجها طلاقها لأجل أن سمعها تقول لزميلة لها أريد شريط كذا كذا،وهو شريط خبيث فيه ما فيه من الفاحشة فقيل له: كيف هي معك؟ ما هو دينها؟ فقال: إنها معي كالخاتم في يدي أي شيء أريده تنفذه ولا تمانع أبدا، بل إنها تحبني حبا شديدا فقيل: كم بينكم من سنة؟ فقال: بضع أشهر فقيل له: هل رأيت عليها فاحشة أو غزلا، قال: أعوذ بالله هي بعيدة عن ذلك، ولكن مكالمتها مع صديقتها هي المؤثرة في قلبي، ثم قول أبيها الدكتور: بنتي لا تفعل هذا!! كيف تفعل هذا وأبوها دكتور؟؟ قيل: هل أحسنت الظن بها ولو لمرة؟ سألت رؤية محرمة، والسؤال والكلام عن الفيلم الخبيث حرام، ولكن هل تريثت، وأحسنت بها الظن؟ إنها تريد أن تتعلم كيف ترضيك بالحلال، وخاصة أنكما في بداية حياتكما، فتصرفت تصرفا خطأ، فاتجهت إلى صديقة سوء سألتها عن رؤية محرم، وزنا نظر، هلا أعنتها على التوبة إلى الله عز وجل وقطع الحديث مع زميلاتها وجعلتها في حضنك بالحلال، خير من أن تطلق، ثم تذهب إلى غزل أو طريق خطأ، وخاصة أنها تحبك حبا جما؟ هلا تواضعت وتركت كلام والدها؟ وأخذت كلام رسول الله (ص)في سنته، وكلام الله عز وجل، وكنت ممن إذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، فشرح الله صدره وترك الطلاق، هداهم الله وإيانا وثبتنا وإياهم "
وقطعا حكاية الشريط والفرجة عليه لا تفرق عن مشاهدة الرجل لراقصة فى فيلم فكلاهما ذنب يجب التوبة منه ولكن القوم بعضهم يطبق الشرع على زوجته ,أما على نفسه فلا ثم قال ناصحا من يعملون فى المحاكم :
12 - كثير من الذين جاؤوا لأجل الرغبة في الطلاق، لا تسمع قضاياهم،
بل يذكرون بتقوى الله في النساء، وبآيات الصبر والاحتساب، ويذكرون بأن الفرج واليسرين بعد العسر الواحد، ويذكرون بقوله (ص)كما روى مسلم في صحيحه من قوله (ص)«انظروا إلى من هو دونكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة ربكم عليكم» الحديث وبعض قصص من كانوا مبتلين أشد ابتلاءات سمعت في المحكمة الفترات الماضية فتجد أن كثيرا منهم يقول بعد أن ينفجر بالبكاء، ثم يقوم ويدعو ثم يذهب وهو يقول والله إن أبغض اللحظات أن آتي لأجل الطلاق، والله لا أريد الطلاق فيذهب بحول الله وقوته ويترك الطلاق ولا نعلم ما هي قضيته وخاصة إذا دعا الله عز وجل قبل البدء ولو فعل أسباب الإصلاح مع كثير منهم بقوله (اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي وألجأ إلى حولك وقوتك) ثم يدعى له في ظهر الغيب لعل الله أن يهديهم، بل وكنت أوصي أمي العظيمة وبعض أحبتي في الله بالدعاء لهم
13 - كم من زوج قيل له:
هل تستطيع أن تتزوج أخرى، بعد طلاقك لهذه؟ ألا تطبقن في زوجتك قول الرسول (ص)عندما رأى امرأة، ثم دخل وأتى أهله ثم خرج، وقال (ص)«إن المرأة تقبل وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله» "
الحديث لا يصح فالمرأة المسلمة ليست شيطانا وإنما الشيطان من عصى الله ذكرا أو أنثى ثم قال بقية النصح::
14 - ثم يذكر أن هذا أول الدلائل على حقارة الدنيا ونهايتها،وأنها ليست الحياة الحقيقة وإنما الحياة الحقيقة، جنة عرضها السموات والأرض، الأعمال الصالحات في الدنيا مهرها، ثم قوله تعالى: (وأزواج مطهرة) عن نساء الجنة، أي: من الحيض والنفاس، وطول اللسان، والحزن والخلاف والأذى، إذن لا بد من صبر على نساء أهل الدنيا، حتى تحصل نساء الدنيا والآخرة
ويذكر بلحظات المودة والرحمة، فتجده (سبحان الله العظيم) يترك الطلاق ويذهب
قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة} وكذلك ذكر هديه (ص)بالقبلة قبل الخروج من المنزل وقبل الخروج إلى الصلاة، وقبل الجماع، وأثناء الجماع، - والله الهادي - تجده يترك طلب الطلاق والذي تجده قد تعصب هوى، فيجتهد في تأجيله في فترة التأجيل، قد ترك الطلاق، كما ذكر بعضهم هذا، والبعض لا يرى أبدا، كما ذكر عن عمر إن صح: ادفعوا المتخاصمين حتى يصطلحا
ومثال ذلك: رجل سوداني، - في زحمة الحجاج - يريد السلام علي وفوق رأسه حمل، يشكر ويدعو، ولا أعرفه: فقال: جزاك الله خيرا، والله أخرجتني من المحكمة، وإني ضائق صدري لما أجلتني، فنزلت السودان أريد الطلاق، فأتت زوجتي تعتذر مني فأرجعتها، فعرفت لماذا أمرتني بتأخير موعد الطلاق، فجزاك الله خيرا، تركت الطلاق ورجعت إلى زوجتي "
العويد وعمله هنا مخالف لكتاب الله فلابد أن يكون الصلاح داخليا أولا ثم خارجيا من خلال حكم من اهله وحكم من أهلها فتعيين اخصائى نفسى أو اجتماعى أو غير هذا فى المحاكم للاصلاح بين الأزواج ليس فى كتاب الله