إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

نقد كتاب الطواسين

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,704
الإقامة
مصر

xm    xm

 

 

نقد كتاب الطواسين
مؤلف الكتاب كما هو معروف الحسين بن منصور الحلاج وكلمة الطواسين جمع كلمة أو حرفى طس والكتاب قائم فى معظمه على السجع واستهله بطس السراج فقال :
"طس السراج :
"سراج من نور الغيب بدا وعاد ، وجاوز السرج وساد ، قمر تجلى بين الأقمار ، كوكب برجه في فلك الأسرار ، سماه الحق " أميا " لجمع همته ، و" حرميا " لعظم نعمته ، و" مكيا " لتمكينه عند قربته "
والخطأ الأول تسمية النبى(ص) أميا لجمع همته وهو ما يخالف نسبته إلى أم القرى مكة والثانى تسميته حرميا لعظم نعمته وهو ما يخالف أنه لو سمى كذلك اكان نسبة للبلد او المسجد الحرام أو الحرم الآمن وليس بسبب النعمة والثالث تسميته مكيا لتمكينه عند قربته وهو ما يخالف أن نسبته لمكة كونه ولد فيها وبعث فيها
ونجد الخبل وهو أنه لم يبصره أى لم يعرفه سوى الصديق لموافقته له فى قوله:
"...، ما أبصره أحد على التحقيق ، سوى الصديق ، لأنه وافقه ، ثم رافقه ، لئلا يبقى بينهما فريق "
وهو ما يناقض أن من عرف وصف محمد فقد جهل معرفته فى قوله:
" ما عرفه عارف إلا جهل وصفه"
ولو حققنا الكلام فيكون الصديق جاهل لأنه عرفه فوافقه والغريب أن الكلام كله يناقض الآية التى استدل بها فقال :
" الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون "
وتحدث مبينا أن محمد(ص) وجد قبل العدم وقبل الخلق فقال:
" أنوار النبوة من نوره برزت ، وأنوارهم من نوره ظهرت ، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم في القدم سوى نور صاحب الحرم ، همته سبقت الهمم ، ووجوده سبق العدم ، وأسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم والشيم " وكرر ذلك بقوله :
"لم يزل كان مشهورا قبل الحوادث والكوائن والأكوان ، ولم يزل كان مذكورا قبل القبل وبعد البعد والجوهر والألوان"وكرره بقوله" هو الأول في الوصلة ، والأخر في النبوة"
وهو تخريف ظاهر فأول المخلوقات هو الاء الذى خلق منه كل شىء كما قال تعالى :
" وجعلنا من الماء كل شىء"
وقطعا لو صدقنا قوله فى العبارة أقدم القدم لكان مع الله قديم أى شريك وهو ما يخالف قوله تعالى :
" لا شريك له"
ويعظم النبى محمد(ص) عظمة تخالف كلام فيقول:
"ما كان في الآفاق ، ووراء الآفاق ، ودون الأفاق ، أظرف وأشرف وأعرف وأنصف وأرأف وأخوف وأعطف من صاحب هذه القضية ،وهو سيد أهل البرية ، الذي أسمه ( أحمد ) "
فمحمد(ص) ليس سوى بشر كما قال تعالى:
"قل إنما أنا بشر مثلكم"
ومكانته كمكانة كل الرسل(ص) كما قال تعالى :
"لا نفرق بين أحد من رسله"
ويأتينا المؤلف بخبل أخر عن الحسب والرفيق والصاحب فيقول:
"حسبه أبوي رفيقه ربوي ، صاحبه أموي "
والكلام غامض غير مفهوم
ونجده يقول :
"بإشارته أبصرت العيون ، وبه عرفت السرائر والضمائر"
وهى عبارة مناقضة لما ذكر فى أول السراج من أن الصديق هو الوحيد الذى أبصره فهنا العيون أبصرت ومن ضمن بصرها بصره هو
وقال :
" هو الدليل وهو المدلول "
وبالطبع الدليل غير المدلول عند كل من يفهم الحديث
وقال عن القرآن :
"هو الذي أتى بكلام قديم لا محدث ولا مقول ولا مفعول ، بالحق موصول غير مفصول ، الخارج عن المعقول"
ولو اعتبرنا الوحى قديم كما يقول لكان مع الله قديم أخر حسب تعبيرات الفلسفة ومن ثم يكون معه شريك مع أنه كما قال" لا شريك له"
والخبل ألخر هو وصف القرآن بكونه الخارج من المعقول وهو ما يعنى أنه يتهم وحى الله بالجنون ومن ثم يكون منزله وهو الله تعالى عن ذلك علوا كبير مجنون
وقال :
"هو الذي كشف الغمام هو الذي أرسل إلى الأنام والأجرام "
قطعا لم يكشف محمد 0ص) الغمام ولم يبعث إلى الأجرام وغنما بعث إلى الأنام وهم الناس من الإنس والجن كما قال تعالى :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
وكرر حكاية الغمام فقال :
"فوقه غمامة برقت ، وتحته برقة لمعت أشرقت وأمطرت وأثمرت"
وهذه آيات معجزات والله لم ينزل عليه أى آية أى معجزة رآها الناس بقوله :
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ويخرف الرجل فيقول أن محمد(ص) مصدر العلوم
العلوم كلها قطرة من بحره ، الحكم كلها غرفة من نهره ، الأزمان كلها ساعة من دهره ، الحق به وبه الحقيقة ... ما وصل إلى علمه عالم ، ولا اطلع إلى فهمه حاكم "
ولو كان كذلك ما طلب من الله أن يزيده علما فقال :
" وقل رب زدنى علما"
وهوز ما يناقض كونه لم يعلم بالأعداء الخفيين له وهم منافقى المدينة كما قال تعالى:
"ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم"
وما وصفه بأنه لا يعرف أخبار بعض الأمم كما قال تعالى :
" ما كنت تعلمها أنت ولا قومك"
وأكمل التخريف فبين أن فتق السموات والأرض والرتق به فقال:
"والصدق به ، والرفق به ، والفتق به ، والرتق به ،هو الأول في الوصلة ، والأخر في النبوه "
وهو ما يناقض أن الله هو الفاتق والراتق بالماء كما قال تعالى :
"أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى أفلا يؤمنون"
وأنهى الطس بكلامى جنونى حيث جعل محمد (ص) هو الله كما ذكر كلاما حروفيا غامضا لا أساس له فقال :
الحق ما أسلمه إلى خلقه ، لأنه هو ، وإني هو ، وهو هو ، ما خرج خارج من ميم ( محمد ) ، وما دخل في حائه أحد ، حاؤه ميم ثانية ، والدال ميم أوله ، داله دوامه ، ميمه محله ، حائه حاله ، حاله ميم ثانية "
وهذا قطعا يناقض أن محمد بشر مخلوق كما قال " قل إنما بشر مثلكم" فكيف يكون المخلوق هو الخالق؟
وفى طس الفهم يواصل الكلام الغامض وهو كلام يذكرنا بالأسلوب الكلامى للعهد الجديد ويستهل الكلام بأن العقول لا تتعلق بالحقيقة لأن الحقيقة ليست مرتبطة بالخليقة فيقول:
"طس الفهم :
أفهام الخلائق لا تتعلق بالحقيقة ، والحقيقة لا تتعلق بالخليقة "
وإذا كانت الحقيقة تتعلق بالخليقة فبمن تتعلق وهم يطلبونها أو يعلمها الله لهم كما قال " قل جاء الحق"
ويكذب الرجل الواقع المعاش فيقول:
"الفراش يطير حول المصباح إلى الصباح "
فالفراش يتساقط من حول المصباح ولا يبقى إلى الصباح بل يموت قبل الصباح نتيجة احتراقه
ويعلن الرجل أن ضوء المصباح هو علم الحقيقة فيقول:
"ضوء المصباح علم الحقيقة "
والمفروض أن الضوء هو من يكشف الحقيقة وأما المصباح فهو أصل الضوء وهو الحقيقة
ويواصل الرجل الخبل عن الحلول والاتحاد فيقول:
"كأني كأني ، وكأني هو، أو هو أني ، لا توق عني إن كنت أني... يا أيها الظان ، لا تحسب أني أنا الآن ، أو يكون أو كان ، يا رب لا تظن أنني أنا ، أو أكون أو كنت ، إلا أنني العارف المتجلد ، وهذا هو حالي غير نزيه ، إن كنت له لست أنا هو "
وهذا الكلام الغامض والذى بلا معنى سوى رص ألفاظ لم يعرفه سوى النبى(ص) الأخير وهو قوله:
"إن كنت تفهم فافهم ، ما صحت هذه المعاني لأحد سوى لأحمد "
وهذا يعنى أن الرسل(ص) جهلة والملائكة الذين نقلوا الرسالة جهلة وهو كلام لا يقوله سوى جاهل
ويكرر الرجل الخبل فيدعى محمد(ص) ليس أبا أحد محرفا معنى ألاية فيقول:
ما كان محمد أبا أحد "
وهو ما يخالف قوله تعالى " ما كان محمد أبا أحد من رجالكم"
وقوله :
"قل لآزواجك وبناتك"
ويمضى الرجل بطريق الخبل مبينا أن محمد(ص) خرج عن الكونين وهذا معناه أنه أصبح مع الله تعالى عن ذلك فيقول:
"حين جاوز الكونين وغاب عن الثقلين ، وغمض العين عن الأين ؟ ، حتى لم يبقى له رين ولا بين ، فكان قاب قوسين ،
وحين وصل إلى حقيقة الحقيقة قال : أنت كما أثنيت على نفسك ؛ جحد الهوى فلحق المنى ؛ ما كذب الفؤاد ما رأى ؛ عند سدرة المنتهى ؛ما التفت يمينا إلى الحقيقة ؛ ولا شمالا إلى حقيقة الحقيقة ؛ ما زاغ البصر وما طغى "
ونجد التناقض ظاهرا فمرة وصل لحقيقة الحقيقة وهو قوله" وحين وصل إلى حقيقة الحقيقة" ومرة لم يلتفت لحقيقة الحقيقة عند الشمال وهو قوله" ما التفت يمينا إلى الحقيقة ؛ ولا شمالا إلى حقيقة الحقيقة"
كما نجد أن ذلك الخارج عن الكونين كان فى الكون عند سدرة المنتهى وهو تناقض ظاهر
وتحدث فى طس الصفاء عن الصفا والصفوية فقال :
"طس الصفاء :
فهذه مقامات أهل الصفاء والصفوية ، ولكل مقام معلوم مفهوم وغير مفهوم "
والخبل هنا هو تناقض وصفه للمقام بالمعلوم مع وصفه الأخر وغير مفهوم والمعلوم لا يمكن أن يكون غير مفهوم
وحدثنا عن موسى(ص) وتركه لأهله بسبب الحقيقة فقال :
" فلما قضى موسى الأجل " ترك الأهل حين صار للحقيقة أهلا
ومع ذلك كله رضي بالخبر دون النظر ليكون فرقا بينه وبين خير البشر"
وقطعا موسى(ص) لم يترك أهله للحقيقة وإنما تركهم كما نص الله على الذهاب للنار ليأتى بقطعة للاستدفاء بها أو يجد ناس ليأتى بخيبر من عندهم للمبيت عندهم كما قال تعالى :
وهل أتاك حديث موسى إذ رءا نارا فقال لأهله امكثوا إنى آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى" وقال مفسرا:
"إنى آنست نار لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار"
وحدثنا عن موسى(ص) والشجرة نافيا استماعه للكلام من خلالها فقال :
"من الشجرة من جانب الطور
ما سمع من الشجرة
ما سمع من بررة"
وهو ما يناقض استماع للوحى من الشجرة فى قوله :
" فلما أتاها نودى يا موسى إنى أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إننى أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى"
وقال:
" فلما أتاها نودى من شاطىء الواد الأيمن فى البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إنى أنا الله رب العالمين"
ويؤكد المخبول على كون الله هو الفرد والفرد هو الله فيقول:
"دع الخليقة لتكون أنت هو ، وهو أنت من حيث الحقيقة "
لأني واصف والوصف وصف الواصف بالحقيقة ، فكيف الموصوف ؟
فقال له الحق : أنت تهدي إلى الدليل لا إلى المدلول وأنا دليل الدليل
والدائرة ما لها باب
والنقطة التي في وسط الدائرة هي الحقيقة
ومعنى الحقيقة شيء لا تغيب عنه الظواهر ولا البواطن ولا يقبل الأشكال
وأما علم الحقيقة فإنه حرمي والدائرة حرمه
فلذلك سمي النبي صلى الله عليه وسلم حرميا
ما خرج من دائرة الحرم سواه "
وهذا الكلام الغامض فى غالبه متناقض فالنقطة شكل التى يصفها بالحقيقة وهو قوله" والنقطة التي في وسط الدائرة هي الحقيقة" يعلن أنها لا تقبل ألأشكال فيقول "ومعنى الحقيقة شيء لا تغيب عنه الظواهر ولا البواطن ولا يقبل الأشكال"
والعجيب أنه ذكر حقيقة وهى أن الوحى الإلهى محفوظ فى الحرم
والخطأ أيضا قوله" ما خرج من دائرة الحرم سواه " فهو يخالف أن إسماعيل(ص) خرج من مكة هو الأخر
وفى طس النقطة يدعى رؤية الله وأنه يتدلى فينزل المكان وهو قوله:
"طاسين النقطة:
رأيت حبي بعين قلبي
فقال من أنت ؟؟؟
قلت أنت أنت الذي جزت كل حد
لمحو أين فأين أنت ؟؟؟؟
فالآن لا أين منك أين
وليس أين بحيث أنت
وليس للوهم عنك وهم
فيعلم الوهم أين أنت
دنا طلبا فتدلى هربا
دنا داعيا فتدلى مناديا
دنا مجيبا فتدلى قريبا
دنا شاهدا فتدلى مشاهدا
" فكان قاب قوسين "
يرمي ( أين ) بسهم ( بين ) أثبت قوسين ليصحح ( أين ) أو لغيبة العين أدنا بعين العين "
وهذا الكلام عن الرؤية ينافى قوله تعالى " لن ترانى"كما أن التدلى يتعارض مع انه لا يشبه خلقه فى تدليهم وحلولهم فى المكان كما قال تعالى:
"ليس كمثله شىء"
وذكر الرجل كلاما غريبا غامضا فقال :
"ما أظن يفهم كلامنا سوى من بلغ القوس الثاني ، والقوس الثاني دون اللوح وله حرف سوى حروف العربية ، إلا حرف واحد وهو الميم يعني للاسم الآخر وهو وتر قوس الأول أي ملك قوس الثاني هو الملكوت وذلك قوس الأول والملك فعل الجبروت والقوس الثاني ملك الملكوت والملك صفة القوسين وللملك تجل خاص حيث السهم بدل على العدم ، والسهم هو القوسين "
ونلاحظ التناقض فى حكاية الملك فمرة الملك للقوس الثانى ومرة الملك للقوسين
وهذا الكلام وهو عدم فهم الناس لأٌقواله هو مخالفة صريحة لنزول الوحى على الرسل (ص)بلسان أقوامهم وهى معانى الكلمات التى يعرفونها كما قال تعالى :
"وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه "
ويحدثنا الرجل عن ان الله يخاطب الأهل وهم المجانين فقال :
"ما خاطب المولى إلا الأهل
أو من للأهل أهل أو أهل الأهل
والأهل من لا أستاذ له ولا تلميذ
ولا اختيار ولا تمييز
ولا تمويه ولا تنبيه"
وقطعا الله يخاطب الناس وليس الجهلة وهم المجانين الذين لا اختيار لهم ولا تمييز
ثم يحدثنا عن الحلول والاتحاد بالمجانين فيقول:
لا به ولا منه بل فيه ما فيه
هو فيه لا فيه
فيه تيه في تيه
النحوس صفته والناموس نعته
والشموس ميدانه
والنفوس إيوانه
والمأنوس حيوانه
والمطموس شانه
والمدروس عيانه
والعروس بستانه
والطبوس بنيانه"
وهذا الكلام تخريف ظاهر فالله ليس الكون بما فيه
وفى طه الأزل يأتينا بجنون أن الدعوى صحت لاثنين محمد(ص) وإبليس فيقول:
"طاسين الأزل والالتباس
ما صحت دعوى لأحد ، إلا لإبليس و( أحمد ) صلى الله عليه وسلم غير أن إبليس سقط عن العين و( أحمد ) صلى الله عليه وسلم كشف له عن عين العين
قيل لإبليس : أسجد ، ولأحمد : أنظر ، هذا ما سجد ، و( أحمد ) ما نظر ، ما التفت يمينا ولا شمالا : " ما زاغ البصر وما طغى "
الغريب هنا أن أحمد (ص) مماثل لإبليس فكلاهما عصى الله ما سجد وما نظر
وحدثنا عن توحيد إبليس فقال :
"وما كان في أهل السماء موحد مثل إبليس حيث إبليس تغير عليه العين ، وهجر الألحاظ في السير وعبد المعبود على التجريد ، ولعن حين وصل إلى التفريد وطلب حين طلب بالمزيد ، فقال له : اسجد ، قال : لا غير ، قال له : وإن عليك لعنتي ، قال لا غير : [ من بحر الهزج ] :
جحودي فيك تقديس وعقلي فيك تهويس
وما آدم إلاك ومن في البين إبليس
ومالي إلى غيرك سبيل وإني محب ذليل
قال له " استكبرت " ، قال : " لو كان لي معك لحظة لكان يليق بي التكبر والتجبر ، أنا الذي عرفتك في الأزل : " أنا خير منه " ؛ لأن لي قدمة في الخدمة ، وليس في الكون أعرف مني بك ، ولي فيك إرادة ، ولك في إرادة ، إرادتك في سابقة إن سجدت لغيرك ، فإن لم أسجد فلا بد لي من الرجوع إلى الأصل ، لأنك خلقتني من النار ، والنار ترجع إلى النار ، و لك التقدير والاختيار "
والرجل بهذا الكلام يزعم أنه إبليس ليس كافرا وإنما مؤمن بالله مناقضا قوله تعالى :
""وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين"
والخطأ انه دخل النار لأنه من النار وليس كفره ومن ثم فهو يتنعم لأن النار لا تؤلم النار كما يقولون وهى نفس مقولة ابن عربى فى فصوص الحكم
ثم حكى لما حكاية لم تحدث مكررا نفس الكلام عن إيمان إبليس فقال :
"التقى موسى عليه السلام وإبليس على عقبة الطور ، فقال له : يا إبليس ما منعك من السجود ؟ فقال منعني الدعوى بمعبود واحد ، ولو سجدت له لكنت مثلك ، فإنك نوديت مرة واحدة : " انظر إلى الجبل " فنظرت ، ونوديت أنا ألف مرة : أن أسجد ، فما سجدت لدعواي بمعناي
خدمتي الآن أصفا ، ووقتي أخلا ، وذكري أجلا ، لأني كنت أخدم في القدم لحظي والآن أخدمه لحظه ، ورفعنا الطمع عن المنع ، والدفع ، والضر ، والنفع ، أفردني أوجدني ، حيرني طردني ، لئلا أختلط مع المخلصين ، مانعني عن الأغيار غيرتي ، غيرني لحيرتي ، حيرني لغربتي ، حرمني لصحبتي ، قبحني لمدحتي ، أحرمني لهجرتي ، هجرني لمكاشفتي ، كشفني لوصلتي ، وصلني لقطعتي ، قطعني لمنع منتي
وحقه ما أخطأت في التدبير ، ولا رددت التقدير ، ولا باليت بتغيير التصوير ، لي على هذه المقادير تقدير ، إن عذبني بناره أبد الأبد ، ما سجدت لأحد ، ولا أذل لشخص وجسد ، ولا أعرف ضدا ولا ولدا دعواي
عوى الصادقين ، وأنا في الحب من الصادقين "
وهذا الكلام هو نفس كلام ابن عربى بالمعنى والحكاية لم تحدث لأن إبليس دخل النار من يوم طرد كما قال تعالى :
" اخرج منها مذءوما مدحورا"
فهؤلاء القوم يتعللون لإبليس حتى يرحموه ومن ثم لا يوجد مسلمين ولا كفار ولا جنة ولا نار وإن وجدا فعلى حد قولهم المسلمون فى الجنة يتنعمون والكفار فى الجنة يتنعمون
ويعلن الرجل نفسه هو الله فيقول:
"وقلت أنا : إن لم تعرفوه ، فاعرفوا آثاره ، وأنا ذلك الأثر ، وأنا الحق ؛ لأني ما زلت أبدا بالحق حقا "
وكما فى كتاب فصوص الحكم لابن عربى نجد الرجل يقول بإسلام فرعون وكونه مؤمن يدخل معارضا قوله تعالى :
"فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب"
وهو يقول أن استاذاه وصاحباه هما إبليس وفرعون فيقول:
"فصاحباي وأستاذاي لإبليس وفرعون ، وإبليس هدد بالنار وما رجع عن دعاه ، وفرعون أغرق في اليم ، وما رجع عن دعواه ولم يقر بالواسطة البتة
ولكن قال : " آمن أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل " ألم تر ا، الله قد عارض جبريل بشأنه ، وقال : لماذا ملأت فمه رملا "
وهذا الكلام يناقض قوله أن أهل الله ليس لهم أستاذ فى فقرة سابقة وهو قوله:
" والأهل من لا أستاذ له ولا تلميذ"
ونصل لقمة من قمم الخبل وهو أن الرجل يجعل إبليس منتصرا على الله فى احتجاجه والعياذ بالله فيقول:
"وإن قتلت أو صلبت أو قطعت رجلاي لما رجعت عن دعواي اشتق اسم إبليس من اسمه ، فغير عزازيل العين لعلق همته ، والزاي لازدياد الزيادة في زيادته ، والألف إزادة في ألفته ، والزاي الثنية لزهده في رتبته ، والياء حين يأوى الى سهيقته ، والآم لمجادلته في بليته ،
قال له الحق سبحانه : الاختيار لي ، لا لك ، قال الاختيارات كلها واختياري لك ، قد اخترت لي يا بديع ، وإن منعتني عن سجوده فأنت المنيع ، وإن أخطأت في المقال فلا تهجرني فأنت السميع ، وإن أردت أن أسجد له فأنا المطيع ، لا أعرف في العارفين أعرف بك مني : [ من بحر الخفيف ] "
وتحدث عن كون اسم إبليس هو عزازيل ولا ندرى من أين جاء هذا الاسم الذى يقول أن سبب تسميته به عزل إبليس فى ولايته فقال :
"يا أخي سمي عزازيل لأنه عزل ، وكان معزول في ولايته ، ما رجع من بدايته إلى نهايته ، لأنه ما خرج من نهايته ، خروجه معكوس في استقرار تأريسه ، مشتعل بنار تعريسه ، ونور ترويسه ، مراضه محيل ممصمص ، مغابصه فعيل وميض ، شراهمه برهمية ، ضواريه مخيلية ، عماياه فطهمية "
ومع كل هذا الخبل فى الدفاع عن إبليس وعن كونه مؤمن عاد الرجل فاعترف بأنه مسيىء معاقب عند الله فقال :
"وإبليس جحد السجود لمدته الطويلة على المشاهدة ، فاختلط أمره وساء ظنه فقال : " أنا خير منه " ، وبقي في الحجاب ، وتمرغ في التراب ، وألزم بالعقاب ، إلى أبد الآباد "
وفى طس المشيئة أخبرنا الرجل بأربع دوائر تخالف تثليث ابن عربى فى فصوص الحكم فقال :
"طس المشيئة :
الدائرة الأولى مشيئته ، والثانية حكمته ، والثالثة قدرته ، والرابعة معلومته وأزليته "
وهو ما يناقض قوله السابق بدائرة واحدة وهو:
"والنقطة التي في وسط الدائرة هي الحقيقة"
ويصر الرجل على الاتحاد بين الخالق والمخلوق فقال :
"إن قلت : التوحيد خلق منه ، فإنني صيرت الذات ذاتين ، والذي وجد ذات ، وعندما لا يكون الذات ذاتا ، فإنه ذات ، ولا يكون ذاتا ، اختفى عندما ظهر ، أين اختفى الذي ( أين لا يكون ) ؟ إن ( ما ) و ( ذا ) لا يتضمنان "
وينفى الرجل عن الله كونه الحق فيقول:
"طس الأسرار في التوحيد:
الحق مأوى الحق ، لا الحق ، ما قال التوحيد ؛ لأن المقال والحقيقة لا تصحان للخلق ، فكيف تصحان للحق ؟"
وهو كلام غامض
وعاد للرجل للحديث عن دائرة واحدة والنقطة معنى التوحيد وليس التوحيد وهو تناقض فقال :
"الأول مفعولات والثاني مرسومات لدوائر الكونين ، والنقطة معنى التوحيد وليس التوحيد ، ولو أن الدائرة منفصلة "
وفى طس التنزيه وينفى الرجل كون الله ذات فيقول:
"طاسين التنزيه:
وإذا أقول : يكون الله توحيد الذات ، ويكون توحيد الذات
إذا أقول سميته الذات ، فأكون سميته مخلوقا
إذا أقول : الاسم والمسمى واحد ، فماذا يكون معنى التوحيد
إذا أقول : الله الله الله ، يكون عين العين ، و " هو هو " "
وهذا الكلام عن كونه هو هو وليس غيره من المخلوقات ينافى كل ما قاله عن الحلول والاتحاد
ويعلن الرجل أن الكل جاهل بالله حتى أهل الذوق أو المجانين فقال :
"العزة لله الذي تقدس بقدمه عن سبل أهل المعارف ، وإدراك أهل الكواشف "
وهو نفى لكل أقواله عن معرفة المجانين بالله
وحدثنا عن خبل أخر وهو كلام غامض ربما يرجع لكتب السحر فقال:
"هذا مكان الطاء والسين وهذه صورتها :
النقش الأول فكر عام ، والثاني فكر خاص ، ودائرة علم الحق مدار الوسط ، لهولاء اللامات والألفات التي توجد بدائرة المحيط منزهة عن جميع الجهات ، هذان الحاءان حاملان لجوانب الأجانب ، يبغيان توحيد ما وراء هذه الحوادث "
وفى النهاية مسح الرجل كل التخريف فى الكتاب بكلام العقلاء فقال:
الله الرحمن هو المنزه عن الحدث ، هو سبحانه منزه عن كل العلل والنقائص ، قوي البرهان ، عزيز السلطان ، ذو الجلال والمجد والكبرياء واحد لا من حيث العدد ، واحد لا كواحد ، ليس له حد ، ولا عد ولا إبتداء ، ولا إنتهاء ، مبدع الكون ، منزه عن الكون ـ لا يعرفه إلا ذو الجلال والإكرام ـ والأرواح والأجسام"
وهذا الكلام يبين لى أن تلك الكتب لم يكتبها المسمين بأسماء الحلاج وابن عربى وغيرهم وإنما كتبها كفار أرادوا منها تحيير الناس فلا يوجد مؤلف يكتب كتابا يناقض فيه نفسه كثيرا وإنما أى مؤلف محترم يعمل على عدم وجود تناقض فى كتابه إلا ما يجهله ويتحدث فيه
 
عودة
أعلى