رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,805
- الإقامة
- مصر
الحيلةٌ في الإسلام
الحيلة في كتاب الله:
بين الله للمؤمنين أن النار هى مصير الذين لا يهاجرون حفظا لإسلامهم إلا المستضعفين وهم الأذلاء أى الواهنين من الرجال وهم الذكور والنساء وهن الإناث والولدان وهم الأطفال الذين لا يستطيعون حيلة والمراد لا يقدرون على تدبير مكر يهربون به إلى أرض الأمان وفسر هذا بأنهم لا يهتدون سبيلا والمراد لا يجدون طريقا يهربون منه لأرض الأمان حفاظا على إسلامهم وهؤلاء يعفو الله عنهم أى يغفر الله لهم أى يرحمهم حيث يدخلهم الجنة ويبين لهم أنه عفو أى غفور والمراد نافع مفيد للمستضعفين بإدخالهم الجنة وفى هذا قال تعالى :
"إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"
ومن امثلة الحيلة فى الكتاب وهى الحيلة المشروعة للحفاظ على الأولاد ما طلبه يعقوب (ص) من اولاده من دخول البلد من أبواب متعدد وليس من باب واحد حتى إذا حدث مكروه لبعضهم نجا البعض الأخر
قطعا المفسرون أجمعوا على أن هذا الأمر منعا لحسدهم وهو ما يخالف أن الناس فى مصر أساسا لا يعرفون أنهم أبناء رجل واحد حتى يحسدوهم وإنما هو تفكير الحفاظ على أمن الأولاد ولذا وصف الله يعقوب(ص) بالعلم فقال :
"يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من شىء"
والمثال الثانى كانت حيلة يوسف (ص) التى بدت فى ظاهرها حيلة سوء وهى اتهام أخيه بالسرقة حيث أمر فتيانه بوضع الصواع وهو السقاية فى حقيبة بعير أخيه ولكن الغرض منها فى النهاية جمع شمل الاخوة مع تعليمهم درسا لا ينسى وهو عدم تخلى الاخوة عن بعضهم البعض وفى هذا قال تعالى :
"ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إنى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية فى رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون "
والمثال الثالث حيلة امرأة العزيز بخداع نسوة المدينة في كون إصرارها على الزنى مع الفتى أمر لا يمكن الفرار منهم وذلك بوضع الطعام مع السكاكين وخروج يوسف وهن يمسكن السكاكين وهن يأكلن وفى هذا قال تعالى :
" فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهم متكئا وأتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
وهو حيلة سوء كالمثال الرابع وهو أنها انتظرت خروج سكان البيت منه ثم أغلقت أبواب البيت وذهبت لتطلب من الفت معاشرتها وفى هذا قال تعالى :
"وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون"
وأما ما يسمونه أن الله تحايل تعالى عن ذلك علوا كبيرا في زوجة أيوب (ًص) فالله لم يتحايل وإنما الوحى كان سببه هو أن المرأة لم تكن تستحق الضرب المؤلم كما أقسم أيوب(ص) ومن ثم كان المخرج من اليمين هو جمع الأعواد الصغيرة وهى الضغث وضربها بها وبذلك هى لن تتألم من ضربة واحدة وكان المخرج لأيوب(ص) من عدم قدرته على التكفير عن يمينه بسبب جسده المنهك فهو لا يقدر على الصوم ولم يكن معه مال في ذلك الوقت
وفى هذا قال تعالى :
" وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب"
وقد عرف البعض الحيلة فقال :
" الْحذْق في تدْبير الأْمور وهو تقْليب الْفكْر حتّى يهْتدي إلى الْمقْصود، وأصْل الْياء واوٌ، وهي ما يتوصّل به إلى حالةٍ ما، في خفْيةٍ.
وأكْثر اسْتعْمالها فيما في تعاطيه خبْثٌ. وقدْ تسْتعْمل فيما فيه حكْمةٌ.
وأصْلها من الْحوْل، وهو التّحوّل منْ حالٍ إلى حالٍ بنوْع تدْبيرٍ ولطْفٍ يحيل به الشّيْء عنْ ظاهره، أوْ من الْحوْل بمعْنى الْقوّة. وتجْمع الْحيلة على الْحيل.
أمّا في الاصْطلاح فيسْتعْمل الْفقهاء الْحيلة بمعْنًى أخصّ منْ معْناها في اللّغة، فهي نوْعٌ مخْصوصٌ من الْعمل الّذي يتحوّل به فاعله منْ حالٍ إلى حالٍ، ثمّ غلب اسْتعْمالها عرْفًا في سلوك الطّرق الْخفيّة الّتي يتوصّل به إلى حصول الْغرض، بحيْث لا يتفطّن لها إلاّ بنوْعٍ من الذّكاء والْفطنة "
وتستخدم ألفاظ متعددة للتعبير عن الحيلة كالخدعة والغرور والتدبير والكيد والمكر والتورية والتعريض والذريعة
قطعا الحيلة تستخدم التفكير إذا كانت لهدف مباح وتستخدم الشهوة إذا كانت لهدف محرم ومعنى الحيلة :
استخدام خطوات متعددة للوصول لهدف محدد وهى خطوات تكون خفية على الأطراف الأخرى
وقد قسم الفقهاء الحيل لنوعين فقالوا فى الحيل المشروعة :
"تقْسيم الْحيل:
تنْقسم الْحيل باعْتبار مشْروعيّتها إلى حيلٍ مشْروعةٍ وحيلٍ محرّمةٍ.
الْحيل الْمشْروعة:
9 - وهي الْحيل الّتي تتّخذ للتّخلّص من الْمآثم للتّوصّل إلى الْحلال، أوْ إلى الْحقوق، أوْ إلى دفْع باطلٍ، وهي الْحيل الّتي لا تهْدم أصْلاً مشْروعًا ولا تناقض مصْلحةً شرْعيّةً.
وهي ثلاثة أنْواعٍ:
أ - أنْ تكون الْحيلة محرّمةً ويقْصد بها الْوصول إلى الْمشْروع، مثْل أنْ يكون له على رجلٍ حقٌّ فيجْحده ولا بيّنة له، فيقيم صاحب الْحقّ شاهديْ زورٍ يشْهدان به ولا يعْلمان ثبوت هذا الْحقّ.
ومتّخذ هذا الْقسْم من الْحيل يأْثم على الْوسيلة دون الْقصْد.
ويجيز هذا منْ يجيز مسْألة الظّفر بالْحقّ، فيجوز في بعْض الصّور دون بعْضٍ.
ب - أنْ تكون الْحيلة مشْروعةً وتفْضي إلى مشْروعٍ.
ومثالها الأْسْباب الّتي نصبها الشّارع مفْضيةً إلى مسبّباتها، كالْبيْع، والإْجارة وأنْواع الْعقود الأْخْرى، ويدْخل فيه التّحيّل على جلْب الْمنافع ودفْع الْمضارّ.
ج - أنْ تكون الْحيلة لمْ توضعْ وسيلةً إلى الْمشْروع فيتّخذها الْمتحيّل وسيلةً إلى ذلك، ومثاله الْمعاريض الْجائزة في الْكلام.
ومن الْحيل الْمشْروعة ما لا خلاف في جوازه ومنْها ما هو محل تردّدٍ وإشْكالٍ وموْضع خلافٍ."
كما سبق القول الحيل تكون خفية عن الأطراف الأخرى وحرمتها أو حلها تكون متوقفة على الهدف منها وأما خطوات تنفيذها ففى بعضها تكون في الظاهر أمر محرم كأمر يوسف(ص) فتيانه بوضع السقاية في رحل أخيه ولكن الهدف يكون مباحا
والمراجع للحيل المباحة وحتى المحرمة وحتى الآية الوحيدة التى ذكر فيها اللفظ الحيلة يجد أن أحداثها وقعت في مجتمعات كافرة وإن كان بعض سكانها مسلمين
ومن ثم المسلمون في المجتمع المسلم لا يتعاملون بالحيل في مجتمعاتهم التى تحكم بحكم الله إلا من قبيل وصول القاضى للحق وهناك حكايات متعددة في هذا وإن كان بعضها لم يحدث ومنها:
قضاء سليمان (ص)في الولد الذى اختطفته امرأى وادعت أنه ولدها كما قالت الأم أنها ابنها فل جأ إلى حيلة شق الولد نصفين لا ظهار الحقيقة وقد رفضت الأم الحقيقية ذلك وطالبته باعطاء الولد للخاطفة فعلم أنها الأم الحقيقية فأعطاها الولد
ومثل حكاية القاضى التى لم يكن يعرف سارق الدقيق وعندما جمع بعض المتهمين ومن ضمنهم السارق خدعه القاضى بالقول أن السارق على ذقنه أو رأسه ريشة أو دقيق وعند ذلك وضع اللص يده ليزيل الدقيق أو الريشة فعرفه القاضى
وأما الحيل المحرمة فالهدف منها الحصول على شىء محرم وفيها قال الفقهاء :
"الْحيل الْمحرّمة:
10 - وهي الْحيل الّتي تتّخذ للتّوصّل بها إلى محرّمٍ، أوْ إلى إبْطال الْحقوق، أوْ لتمْويه الْباطل أوْ إدْخال الشّبه فيه. وهي الْحيل الّتي تهْدم أصْلاً شرْعيًّا أوْ تناقض مصْلحةً شرْعيّةً. والْحيل الْمحرّمة منْها ما لا خلاف في تحْريمه ومنْها ما هو محل تردّدٍ وخلافٍ.
والْحيل الْمحرّمة ثلاثة أنْواعٍ وهي:
أ - أنْ تكون الْحيلة محرّمةً ويقْصد بها محرّمٌ:
ومثاله منْ طلّق زوْجته ثلاثًا وأراد التّخلّص منْ عار التّحْليل، فإنّه يحال لذلك بالْقدْح في صحّة النّكاح بفسْق الْوليّ، أو الشّهود فلا يصحّ الطّلاق في النّكاح الْفاسد.
ب - أنْ تكون الْحيلة مباحةً في نفْسها ويقْصد بها محرّمٌ كما يسافر لقطْع الطّريق، أوْ قتْل النّفْس الْمعْصومة.
ج - أنْ تكون الْحيلة لمْ توضعْ وسيلةً إلى الْمحرّم بل إلى الْمشْروع، فيتّخذها الْمحْتال وسيلةً إلى الْمحرّم.
كمنْ يريد أنْ يوصي لوارثه، فيحْتال لذلك بأنْ يقرّ له، فيتّخذ الإْقْرار وسيلةً للْوصيّة للْوارث "
قطعا الحيلة المحرمة يعرفها صاحبها من هدفه فمثلا هدف امرأة العزيز في غلق الأبواب بعد خروج سكان البيت هو الزنى والهدف في حيلتها الثانية اشاعة الفاحشة بين النساء
الحيلة في كتاب الله:
بين الله للمؤمنين أن النار هى مصير الذين لا يهاجرون حفظا لإسلامهم إلا المستضعفين وهم الأذلاء أى الواهنين من الرجال وهم الذكور والنساء وهن الإناث والولدان وهم الأطفال الذين لا يستطيعون حيلة والمراد لا يقدرون على تدبير مكر يهربون به إلى أرض الأمان وفسر هذا بأنهم لا يهتدون سبيلا والمراد لا يجدون طريقا يهربون منه لأرض الأمان حفاظا على إسلامهم وهؤلاء يعفو الله عنهم أى يغفر الله لهم أى يرحمهم حيث يدخلهم الجنة ويبين لهم أنه عفو أى غفور والمراد نافع مفيد للمستضعفين بإدخالهم الجنة وفى هذا قال تعالى :
"إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"
ومن امثلة الحيلة فى الكتاب وهى الحيلة المشروعة للحفاظ على الأولاد ما طلبه يعقوب (ص) من اولاده من دخول البلد من أبواب متعدد وليس من باب واحد حتى إذا حدث مكروه لبعضهم نجا البعض الأخر
قطعا المفسرون أجمعوا على أن هذا الأمر منعا لحسدهم وهو ما يخالف أن الناس فى مصر أساسا لا يعرفون أنهم أبناء رجل واحد حتى يحسدوهم وإنما هو تفكير الحفاظ على أمن الأولاد ولذا وصف الله يعقوب(ص) بالعلم فقال :
"يا بنى لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من شىء"
والمثال الثانى كانت حيلة يوسف (ص) التى بدت فى ظاهرها حيلة سوء وهى اتهام أخيه بالسرقة حيث أمر فتيانه بوضع الصواع وهو السقاية فى حقيبة بعير أخيه ولكن الغرض منها فى النهاية جمع شمل الاخوة مع تعليمهم درسا لا ينسى وهو عدم تخلى الاخوة عن بعضهم البعض وفى هذا قال تعالى :
"ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إنى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية فى رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون "
والمثال الثالث حيلة امرأة العزيز بخداع نسوة المدينة في كون إصرارها على الزنى مع الفتى أمر لا يمكن الفرار منهم وذلك بوضع الطعام مع السكاكين وخروج يوسف وهن يمسكن السكاكين وهن يأكلن وفى هذا قال تعالى :
" فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهم متكئا وأتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم"
وهو حيلة سوء كالمثال الرابع وهو أنها انتظرت خروج سكان البيت منه ثم أغلقت أبواب البيت وذهبت لتطلب من الفت معاشرتها وفى هذا قال تعالى :
"وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى إنه لا يفلح الظالمون"
وأما ما يسمونه أن الله تحايل تعالى عن ذلك علوا كبيرا في زوجة أيوب (ًص) فالله لم يتحايل وإنما الوحى كان سببه هو أن المرأة لم تكن تستحق الضرب المؤلم كما أقسم أيوب(ص) ومن ثم كان المخرج من اليمين هو جمع الأعواد الصغيرة وهى الضغث وضربها بها وبذلك هى لن تتألم من ضربة واحدة وكان المخرج لأيوب(ص) من عدم قدرته على التكفير عن يمينه بسبب جسده المنهك فهو لا يقدر على الصوم ولم يكن معه مال في ذلك الوقت
وفى هذا قال تعالى :
" وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب"
وقد عرف البعض الحيلة فقال :
" الْحذْق في تدْبير الأْمور وهو تقْليب الْفكْر حتّى يهْتدي إلى الْمقْصود، وأصْل الْياء واوٌ، وهي ما يتوصّل به إلى حالةٍ ما، في خفْيةٍ.
وأكْثر اسْتعْمالها فيما في تعاطيه خبْثٌ. وقدْ تسْتعْمل فيما فيه حكْمةٌ.
وأصْلها من الْحوْل، وهو التّحوّل منْ حالٍ إلى حالٍ بنوْع تدْبيرٍ ولطْفٍ يحيل به الشّيْء عنْ ظاهره، أوْ من الْحوْل بمعْنى الْقوّة. وتجْمع الْحيلة على الْحيل.
أمّا في الاصْطلاح فيسْتعْمل الْفقهاء الْحيلة بمعْنًى أخصّ منْ معْناها في اللّغة، فهي نوْعٌ مخْصوصٌ من الْعمل الّذي يتحوّل به فاعله منْ حالٍ إلى حالٍ، ثمّ غلب اسْتعْمالها عرْفًا في سلوك الطّرق الْخفيّة الّتي يتوصّل به إلى حصول الْغرض، بحيْث لا يتفطّن لها إلاّ بنوْعٍ من الذّكاء والْفطنة "
وتستخدم ألفاظ متعددة للتعبير عن الحيلة كالخدعة والغرور والتدبير والكيد والمكر والتورية والتعريض والذريعة
قطعا الحيلة تستخدم التفكير إذا كانت لهدف مباح وتستخدم الشهوة إذا كانت لهدف محرم ومعنى الحيلة :
استخدام خطوات متعددة للوصول لهدف محدد وهى خطوات تكون خفية على الأطراف الأخرى
وقد قسم الفقهاء الحيل لنوعين فقالوا فى الحيل المشروعة :
"تقْسيم الْحيل:
تنْقسم الْحيل باعْتبار مشْروعيّتها إلى حيلٍ مشْروعةٍ وحيلٍ محرّمةٍ.
الْحيل الْمشْروعة:
9 - وهي الْحيل الّتي تتّخذ للتّخلّص من الْمآثم للتّوصّل إلى الْحلال، أوْ إلى الْحقوق، أوْ إلى دفْع باطلٍ، وهي الْحيل الّتي لا تهْدم أصْلاً مشْروعًا ولا تناقض مصْلحةً شرْعيّةً.
وهي ثلاثة أنْواعٍ:
أ - أنْ تكون الْحيلة محرّمةً ويقْصد بها الْوصول إلى الْمشْروع، مثْل أنْ يكون له على رجلٍ حقٌّ فيجْحده ولا بيّنة له، فيقيم صاحب الْحقّ شاهديْ زورٍ يشْهدان به ولا يعْلمان ثبوت هذا الْحقّ.
ومتّخذ هذا الْقسْم من الْحيل يأْثم على الْوسيلة دون الْقصْد.
ويجيز هذا منْ يجيز مسْألة الظّفر بالْحقّ، فيجوز في بعْض الصّور دون بعْضٍ.
ب - أنْ تكون الْحيلة مشْروعةً وتفْضي إلى مشْروعٍ.
ومثالها الأْسْباب الّتي نصبها الشّارع مفْضيةً إلى مسبّباتها، كالْبيْع، والإْجارة وأنْواع الْعقود الأْخْرى، ويدْخل فيه التّحيّل على جلْب الْمنافع ودفْع الْمضارّ.
ج - أنْ تكون الْحيلة لمْ توضعْ وسيلةً إلى الْمشْروع فيتّخذها الْمتحيّل وسيلةً إلى ذلك، ومثاله الْمعاريض الْجائزة في الْكلام.
ومن الْحيل الْمشْروعة ما لا خلاف في جوازه ومنْها ما هو محل تردّدٍ وإشْكالٍ وموْضع خلافٍ."
كما سبق القول الحيل تكون خفية عن الأطراف الأخرى وحرمتها أو حلها تكون متوقفة على الهدف منها وأما خطوات تنفيذها ففى بعضها تكون في الظاهر أمر محرم كأمر يوسف(ص) فتيانه بوضع السقاية في رحل أخيه ولكن الهدف يكون مباحا
والمراجع للحيل المباحة وحتى المحرمة وحتى الآية الوحيدة التى ذكر فيها اللفظ الحيلة يجد أن أحداثها وقعت في مجتمعات كافرة وإن كان بعض سكانها مسلمين
ومن ثم المسلمون في المجتمع المسلم لا يتعاملون بالحيل في مجتمعاتهم التى تحكم بحكم الله إلا من قبيل وصول القاضى للحق وهناك حكايات متعددة في هذا وإن كان بعضها لم يحدث ومنها:
قضاء سليمان (ص)في الولد الذى اختطفته امرأى وادعت أنه ولدها كما قالت الأم أنها ابنها فل جأ إلى حيلة شق الولد نصفين لا ظهار الحقيقة وقد رفضت الأم الحقيقية ذلك وطالبته باعطاء الولد للخاطفة فعلم أنها الأم الحقيقية فأعطاها الولد
ومثل حكاية القاضى التى لم يكن يعرف سارق الدقيق وعندما جمع بعض المتهمين ومن ضمنهم السارق خدعه القاضى بالقول أن السارق على ذقنه أو رأسه ريشة أو دقيق وعند ذلك وضع اللص يده ليزيل الدقيق أو الريشة فعرفه القاضى
وأما الحيل المحرمة فالهدف منها الحصول على شىء محرم وفيها قال الفقهاء :
"الْحيل الْمحرّمة:
10 - وهي الْحيل الّتي تتّخذ للتّوصّل بها إلى محرّمٍ، أوْ إلى إبْطال الْحقوق، أوْ لتمْويه الْباطل أوْ إدْخال الشّبه فيه. وهي الْحيل الّتي تهْدم أصْلاً شرْعيًّا أوْ تناقض مصْلحةً شرْعيّةً. والْحيل الْمحرّمة منْها ما لا خلاف في تحْريمه ومنْها ما هو محل تردّدٍ وخلافٍ.
والْحيل الْمحرّمة ثلاثة أنْواعٍ وهي:
أ - أنْ تكون الْحيلة محرّمةً ويقْصد بها محرّمٌ:
ومثاله منْ طلّق زوْجته ثلاثًا وأراد التّخلّص منْ عار التّحْليل، فإنّه يحال لذلك بالْقدْح في صحّة النّكاح بفسْق الْوليّ، أو الشّهود فلا يصحّ الطّلاق في النّكاح الْفاسد.
ب - أنْ تكون الْحيلة مباحةً في نفْسها ويقْصد بها محرّمٌ كما يسافر لقطْع الطّريق، أوْ قتْل النّفْس الْمعْصومة.
ج - أنْ تكون الْحيلة لمْ توضعْ وسيلةً إلى الْمحرّم بل إلى الْمشْروع، فيتّخذها الْمحْتال وسيلةً إلى الْمحرّم.
كمنْ يريد أنْ يوصي لوارثه، فيحْتال لذلك بأنْ يقرّ له، فيتّخذ الإْقْرار وسيلةً للْوصيّة للْوارث "
قطعا الحيلة المحرمة يعرفها صاحبها من هدفه فمثلا هدف امرأة العزيز في غلق الأبواب بعد خروج سكان البيت هو الزنى والهدف في حيلتها الثانية اشاعة الفاحشة بين النساء