إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

الفصل 3
تحمّل المسؤولية
_تشكيل بيئتك العقلية
_ردة الفعل على الخسارة
_الرابحون , الخاسرون , المزدهرون , و المخفقون .
 
على الرغم من أن عبارة "تحمُّل المسؤولية" تبدو بسيطة , ولكن مفهوم تحُّمل المسؤولية ليس سهل الفهم ولا سهل التطبيق في تداولك .
جميعنا سمعنا هذه العبارة و واجهنا حالات عديدة في حياتنا كان من الضروري فيها تحمل المسؤولية , بحيث أنه أصبح من السهل علينا أن نعتبر أن ما تعنيه هذه العبارة هو أمر مسلم به .
تحمّل المسؤولية في تداولك و تعلّمك المفاهيم المناسبة للنجاح هما أمران مرتبطان إرتباطا وثيقا .
يجب عليك أن تفهم , و بكل جزء من كيانك , الحالات التي تكون فيها مسؤولا أو غير مسؤول عن نجاحك كمتداول ,
وعندها فقط ستمتلك الخصائص التي ستسمح لك أن تنضم إلى المجموعة المنتقاة من المتداولين الناجحين بإستمرار و اتساق في الأسواق .
في نهاية الفصل الأول , طرحتُ فكرة التقدم نحو الإسقاط المستقبلي لنفسك .
بعبارة أخرى , المتداول الناجح باستمرار الذي تريد أن تصبح عليه ليس موجودا بعد ,
يجب عليك أن تخلق نسخة جديدة عن نفسك , تماما كما يخلق النحات منحوتة مماثلة لتصميم موجود لديه .
 
التعديل الأخير:
تشكيل بيئتك العقلية

-1-

الأدوات التي ستستخدمها لخلق هذه النسخة الجديدة عن نفسك هي إستعدادك و رغبتك في التعلم , وما يغذيك لتقوم بذلك هو ولعك و شغفك لتكون ناجحا .
إذا كانت أدواتك الأساسية هي إستعدادك و رغبتك للتعلم , فما هي أدواتك الفرعية ؟
الفنان أثناء عمله على منحوتة معينة قد يختار أن يستخدم في عمله عدة أدوات فرعية _كالطين و الرخام و المعدن على سبيل المثال_
ولكن إذا أردت أن تخلق نسخة جديدة عن شخصيتك بحيث تعبّر عن نفسها كمتداول ناجح باستمرار , فليس لديك إلا معتقداتك و مواقفك السلوكية .
فالأدوات الفرعية في مسعاك الفني ستكون بيئتك العقلية , حيث يمكنك , وبوجود رغبتك في التعلم , أن تعيد هيكلة وتثبيت المعتقدات و المواقف السلوكية الضرورية لتحقيق هدفك النهائي .
و أنا أفترض أن هدفك النهائي هو الإتساق (الإستمرارية بخطوات ثابتة) .
إذا كنتَ كغالبية المتداولين , فأنت لا تدرك الإمكانية القصوى للفرص المتاحة لك .
و لكي تدرك المزيد و المزيد من تلك الإمكانية , و لتجعلها حقيقة واقعة أكثر و أكثر في حياتك , فيجب أن يكون هدفك الرئيسي هو أن تتعلم كيف تفكر كمتداول ناجح باتساق .
تذكر , أفضل المتداولين يفكرون بعدد من الطرق الفريدة .
لقد إكتسبوا بنية عقلية تسمح لهم بالتداول دون خوف , وفي الوقت نفسه , تمنعهم من أن يصبحوا متهورين و أن يرتكبوا أخطاءا سببها الخوف .
هذه التركيبة العقلية أو نمط التفكير هذا له عدد من المكونات , ولكن خلاصة القول أن المتداولين الناجحين قد أزالوا فعليا تأثيرات الخوف و التهور من تداولهم .
هاتان الميزتان الرئيسيتان تسمحان لهم أن يحققوا نتائج متسقة .
عندما تكتسب نمط التفكير هذا , فأنت أيضا , ستصبح قادرا على التداول بدون خوف .
لن تعود عرضة بعد ذلك لأخطاء التداول العديدة و المبنية على الخوف, والتي تأتي من التبرير , و التحريف اللاشعوري للمعلومات , و التردد , و التسرّع , أو التمنّي .
و بمجرد إختفاء الخوف , فببساطة لن يكون هناك سبب لإرتكاب مثل هذه الأخطاء , ونتيجة لذلك , فهي ستختفي عمليا من تداولك .
ولكن , القضاء على الخوف ليس سوى نصف المعادلة , و النصف الآخر هو ضرورة تطوير ضبط نفس .
فالمتداولون الممتازون تعلموا أنه من الضروري والجوهري إمتلاكهم لإنضباط داخلي أو لآلية عقلية لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن النشوة أو الثقة المفرطة التي تأتي نتيجة سلسلة من الصفقات الرابحة .
بالنسبة للمتداول , يكون الربح خطيرا جدا عليه مالم يتعلم كيف يراقب و يسيطر على نفسه .
إذا انطلقنا من فرضية أنه لتحقيق الإتساق فيجب على المتداولين أن يركزوا جهودهم على تطوير نمط تفكيرهم , فعندها يكون من السهل علينا أن نرى لماذا يفشل الكثير من المتداولين .
فبدلا من أن يتعلموا أن يفكروا كمتداولين , فإنهم يفكرون كيف يمكن لهم أن يكسبوا المزيد من المال عبر التعلم عن الأسواق .
و من المستحيل تقريبا عدم الوقوع في هذا الفخ .
هناك عدد من العوامل النفسية التي تجعل من السهل جدا عليك أن تفترض أن مالا تعرفه عن الأسواق هو ما يسبب خسائرك و إفتقارك للنتائج الثابتة المتسقة .
و لكن , ليست تلك هي الحقيقة ,
فالإتساق الذي تسعى إليه هو داخل عقلك , وليس في الأسواق ,
فهو مواقفك و معتقداتك حول معنى أن تكون مخطئا , و أن تخسر المال , و ميلك للتهور عندما تشعر بشعور جيد و الذي يسبب أغلب الخسائر _فليس السبب هو التقنية أو معرفة السوق_ .
على سبيل المثال , إذا خيّروك بين أحد هذين المتداولين لإدارة أموالك , فأيهما ستختار ؟
المتداول الأول يستخدم تقنية تداول بسيطة , وحتى متوسطة القوة , ولكنه متداول يمتلك نمط تفكير ليس عرضة لتحريف معلومات السوق لاشعوريا , أو للتردد , أو التسويغ , أو التمني أو التسرع .
المتداول الثاني هو محلل إستثنائي , ولكنه مازال يعمل متأثرا بالمخاوف التقليدية التي تجعله عرضة لكل الأمراض النفسية التي تحرر منها المتداول الأول .
الإختيار الصحيح يجب أن يكون واضحا , المتداول الأول سيحقق لك نتائج أفضل بكثير .
فالموقف السلوكي يعطي نتائج إجمالية أفضل من التحليل أو التقنية .
طبعا , الوضع المثالي هو أن تحظى بالإثنين , ولكنك حقا لاتحتاج لكليهما , لأنك إذا ملكت الموقف السلوكي الصحيح _نمط التفكير الصحيح_ ,
فعندها سيصبح كل شيء آخر يتعلق بالتداول سهلا نسبيا , وبسيطا حتى , و بالتأكيد أكثر متعة بكثير .
أنا أعرف أن هذا قد يبدو صعب التصديق للبعض منكم , أو حتى مأساويا خاصة إذا كنت تصارع لسنين لتتعلم كل مايمكنك عن السوق .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

من المثير للإهتمام , أن معظم المتداولين عندما بدأوا في التداول كانوا أقرب من أي وقت مضى في كل حياتهم المهنية من الطريقة التي يجب أن يفكروا بها .
الكثير من الناس يبدأون التداول بمفهوم غير واقعي أبدا عن المخاطر الكامنة الموجودة , خصوصا إذا كانت صفقتهم الأولى رابحة , فينتقلون إلى الصفقة الثانية بخوف قليل أو معدوم ,
فإذا كانت الصفقة الثانية رابحة , فإنهم ينتقلون إلى الصفقة التي بعدها مع درجة أقل من القلق من إحتمال الخسارة المرفوض عندهم .
و كل ربح لاحق سيقنعهم بأنه لايوجد شيء ليخافوا منه , و بأن التداول هو أسهل وسيلة ممكنة لكسب المال .
إنعدام الخوف هذا يُترجم إلى حالة عقلية مريحة لا همَّ فيها , مماثلة للحالة العقلية التي يصفها الكثير من الرياضيين العظماء ب "المنطقة" .
إذا كنتَ قد حظيت بالفرصة يوما لإختبار "المنطقة" في رياضة ما , فسوف تعرف أنها حالة عقلية لايوجد فيها أي خوف على الإطلاق , بحيث تكون أفعالك و ردود أفعالك فيها غريزية .
وفيها أنت لاتضع وزنا للبدائل ولاتنظر للعواقب ولاتشكك في نفسك , تعيش اللحظة "و تعمل ببساطة" .
ومهما كان ما تقوم به يتبين أنه بالضبط ماكان يجب القيام به .
معظم الرياضيين لايبلغون هذا المستوى من اللعب , لأنهم لا يتجاوزون خوفهم من إرتكاب الاخطاء أبدا ,
أما الرياضيين _الذين يصلون إلى المرحلة الخالية من أي خوف من عواقب الإخفاق _ فعادة مايدخلون وبعفوية تامة إلى "المنطقة" .
بالمناسبة , المنطقة النفسية هي ليست حالة يمكنك إجبار نفسك وبشكل إرادي على الدخول إليها مثلما تستطيع أن تجبر نفسك إراديا على تحمل شيء لا يطاق .
إنها حالة عقلية تجد نفسك فيها وتكون إبداعية بطبيعتها , وفي العادة إذا ما بدأت بالتفكير في أفعالك على مستوى واعي أو شعوري أو إرادي فإنك تصحو خارجا منها .
على الرغم من أنك لاتستطيع أن تجبر نفسك أو أن تختار إراديا الدخول إلى المنطقة , ولكن يمكنك تجهيز نوع من الظروف الذهنية المساعِدة قدر المستطاع لإختبار "المنطقة" , من خلال تطوير موقف سلوكي إيجابي رابح .
و أنا أعرف الموقف السلوكي الإيجابي الرابح بأنه توقّع نتيجة إيجابية لجهودك المبذولة , مع قبول بأنه مهما كانت النتائج التي ستحصل عليها فما هي إلا إنعكاس كامل لمستوى تطورك ولما تحتاج لتعلمه لتصبح أفضل .
هذا ما يمتلكه الرياضيون العظماء : موقف سلوكي رابح يسمح لهم بتجاوز أخطائهم بسهولة و الإستمرار .
أما الآخرين فيغوصون في النقد الذاتي السلبي , و الندم , والشفقة على النفس .
قليل جدا من الناس من يطورون موقف سلوكي إيجابي رابح .
النقطة الغريبة والمثيرة للفضول المتعلقة بالتداول هي أنك إذا بدأت بصفقة رابحة , فسوف تختبر تلقائيا نمط التفكير المريح الخالي من الهم , الذي هو نتيجة ثانوية للموقف السلوكي الرابح , وذلك بدون أن تكون قد طورت الموقف السلوكي نفسه .
أنا أعرف أن هذا قد يبدو مربكا بعض الشيء , و لكن له بعض التأثيرات العميقة .
يمكن لعدة صفقات رابحة أن تدخلك إلى الحالة العقلية الخالية من الهم و التي هي عنصر أساسي لنجاحك , ولكن تلك الصفقات ليست مبنية على المواقف السلوكية المناسبة ,
فيصبح لديك وصفة خاطئة إلى درجة كبيرة من سوء الفهم لطبيعة التداول والتي ستؤدي حتما إلى كارثة نفسية و مالية .
تنفيذ عدة صفقات رابحة (أو أكثر) لايعني أنك أصبحت متداولا , ولكنه يمنحك ذلك الشعور , لأنه يضعك في حالة عقلية لايعايشها بصورة مستمرة إلا أكثر الأشخاص نجاحا .
فالحقيقة أنك لست بحاجة إلى أدنى قدر من المهارة لكي تنفذ صفقة رابحة , و إذا كان من الممكن تنفيذ صفقة رابحة بدون أدنى قدر من المهارة , فحتما من الممكن تنفيذ صفقة رابحة أخرى و أخرى غيرها .


يتبع ....
 
-3-

أنا أعرف العديد من الأشخاص الذين بدأوا مهنتهم في التداول بسلسلة جيدة من الصفقات الرابحة .
عندما تشعر بالثقة في نفسك و بأنك غير مكبّل بالمخاوف و بالقلق , فلن يكون صعبا عليك أن تنفّذ سلسلة من الصفقات الرابحة لأنه يكون من السهل حينها الإنسياب مع , والذي هو نوع من الإيقاع الطبيعي , حيث يبدو مايجب عليك فعله واضحا أو بديهيا ,
ويبدو الأمر كما لو أن السوق يصرخ فيك متى تشتري و متى تبيع , وأثناء ذلك ستحتاج إلى القليل جدا من تعقيدات التحليل .
وطبعا , بما أنك لاتعاني من الخوف , يمكنك تنفيذ صفقاتك بدون أي صراع أو نزاع داخلي .
النقطة التي أحاول توضيحها هي أن الفوز في أي مسعى يكون بمعظمه تابعا وظيفيا للموقف السلوكي .
العديد من الناس مدركين لهذا الأمر حتما , ولكن في الوقت نفسه , فأغلب الناس لايفهمون الدور المميز الذي يلعبه الموقف السلوكي في نتائجهم .
في معظم الألعاب الرياضية أو النشاطات التنافسية الأخرى , يجب على المشاركين أن يطوروا مهارات بدنية إضافة إلى مهارات عقلية على شكل إستراتيجيات .
فإذا تواجه خصمان غير متساويان في المهارات , فمن يملك مهارات متفوقة أكثر هو من يفوز عادة (لكن ليس دائما) .
عندما ينتصر الطرف الأضعف على خصمه المتفوق عليه بالمهارات , فما هو العامل الحاسم لذلك ؟
عندما يتواجه خصمان متساويان في المهارات , فما العامل الذي يرجّح كفة أحدهما على الآخر ؟
الجواب في كلتا الحالتين السابقتين هو الموقف السلوكي .
إن مايجعل التداول ساحرا و جذابا للغاية , وفي نفس الوقت , صعبا للتعلم هو أنك حقا لست بحاجة للكثير من المهارات , فكل ما تحتاجه هو موقف سلوكي رابح حقيقي .
فتحقيق عدة صفقات رابحة أو أكثر قد يمنحك شعورا بأنك شخص ناجح , وذلك الشعور هو ما يحافظ على سلسلة الأرباح .
و لهذا السبب من الممكن لمتداول مبتدئ أن ينفذ سلسلة من الصفقات الرابحة , في الوقت الذي يكون فيه العديد من أفضل محللي السوق في هذا المجال مستعدين لأن يتخلوا عن ذراعهم اليمنى بمقابل أن يحققوا سلسلة من الصفقات الرابحة .
فالمحللون يمتلكون المهارات , ولكنهم لايمتلكون الموقف السلوكي الرابح , فهم يعملون تحت ضغط الخوف .
أما المتداول المبتدئ فهو يعيش شعور الموقف السلوكي الرابح لأنه ليس خائفا , ولكن هذا لا يعني أنه يمتلك الموقف السلوكي الرابح , و إنما هذا يعني فقط أنه لم يختبر أي شعور بالألم جراء نشاطات تداوله لجعله يخاف .
في نهاية المطاف , لابد لهذا المتداول المبتدئ أن يواجه الخسارة و أن يكون على خطأ , بغض النظر عن حجم الشعور الإيجابي الموجود لديه .
فخسارة المرء و كونه على خطأ هما حقيقتان حتميتان و لا مفر منهما في التداول .
حتى لو توافر أكثر موقف سلوكي إيجابي يمكن تخيله , و ترافق مع أفضل المهارات التحليلية , فذلك لايمكنه أن يحمي المتداول من التعرض لصفقة خاسرة في نهاية المطاف .
فالأسواق غير منتظمة الحركة على الإطلاق و فيها عدد كبير جدا من المتغيرات التي يجب على المتداول أخذها في حسبانه لكي يكون مصيبا في كل مرة .
 
ردة الفعل على الخسارة

-1-

ما الذي يحصل عندما يخسر المتداول المبتدئ في نهاية الأمر ؟ و ماذا سيكون تأثير ذلك على حالته العقلية السعيدة الخالية من الهم ؟
الإجابات على ذلك ستعتمد على ماهية توقعاته عندما فتح صفقته وعلى كيفية تفسيره لهذه الخسارة ,
و كيفية تفسيره لهذه الخسارة هي نتاج وظيفي لمعتقداته و مواقفه السلوكية .
فماذا لو كان يعمل إنطلاقا من معتقد يقول بأنه ليس هناك إمكانية ممكنة لتجنب الخسارة , لأن الخسارة هي نتيجة طبيعية من نتائج التداول ,
و أن التعرض للخسارة هو مثل قيام صاحب مطعم بتحمّل النفقات لشراء الطعام الأولي لمطعمه ؟
علاوة على ذلك , لنفترض أنه كان أيضا متقبلا للمخاطرة بشكل تام , بمعنى أنه وضع في حسبانه و تحسّب نفسيا و ماليا لكل الإحتمالات الممكنة و الغير مقبولة في سلوك السوق .
مع هذه المعتقدات و التوقعات , من غير المحتمل أنه سيعاني من إنتكاس في موقفه السلوكي , وسيمضي ببساطة إلى الصفقة التالية .
بالمناسبة , هذا مثال على مجموعة مثالية من المعتقدات و المواقف السلوكية في التداول .
الآن , لنفترض أنه لم يكن متقبلا للمخاطر بشكل كامل .
ماذا لو أن توقعاته لم تأخذ في حسبانها أي سلوك آخر للسوق خلاف مايريد ؟ من هذا المنظور العقلي , إذا لم يقم السوق بما يرغب به هذا المتداول , فإنه سيشعر بالألم _بالألم النفسي_ .
توقعاتنا هي تخيلاتنا العقلية عن الحالة التي ستكون عليها لحظة مستقبلية ما في البيئة .
و بحسب مقدار الطاقة الموجودة وراء التوقع , فإننا قد نتعرض للأذى كثيرا إذا لم تتحقق .
من بين المنظورين المختلفين اللذان قمت بشرحهما , فأيهما أرجح أن يكون موجودا لدى متداولنا المبتدئ ؟ إنه الثاني , طبعا .
فأفضل المتداولين هم فقط من إكتسبوا المنظور الذي وصفته في السيناريو الأول .
و كما أشرت في الفصل الأول , ما لم يكن أفضل المتداولين قد ترعرعوا في عائلات ناجحة في مجال التداول أو كان لديهم متداولين إستثنائيين ليرشدوهم (حيث تُغرس فيهم المواقف السلوكية الصحيحة حول المخاطرة و الخسارة منذ المراحل الأولى في حياتهم المهنية ) , فحتما كل متداول منهم قد مر بالتجربة الشائعة لخسارة الثروة , أكثر من مرة , قبل أن يدركوا كيف يجب أن يفكروا لكي يصبحوا ناجحين بإستمرار .
فالتحّول جذري في موقفهم السلوكي هو ما كان سبب نجاحهم , وليس السبب بعض الأفكار اللامعة حول السوق كما يفترض معظم الناس بطريقة خاطئة .
هذا الإفتراض الخاطئ منتشر بين المتداولين , ببساطة لأن قلة قليلة جدا منهم تفهم حقا , وعلى أعمق مستوى لديهم , كم أن عامل الموقف السلوكي هو عامل حاسم وفاصل في تحديد نجاح الشخص .
يمكننا أن نفترض بثقة أنه بعد حصول خسارة , فمتداولنا المبتدئ سيكون في حالة ألم نفسي .
و نتيجة لذلك , سيأخذ تداوله منحى جديد كليا , فهو حتما سيفقد تلك الحالة العقلية السعيدة الخالية من الهم , ولكن الأهم من ذلك أنه سيشعر أن السوق هو من فعل به ذلك أي :
السوق هو من سبب شعور الألم الذي يعاني منه , والسوق هو من سلبه شعوره بالنصر عبر تعريضه للخسارة .


يتبع ....
 
-2-

لاحظ كيف أن متداوِلنا يلوم الأسواق على خسارته , أو على مالم يحصل عليه .
لاحظ أيضا كيف أنه من الطبيعي أن يشعر بما شعر به .
فكر في عدد المرات في حياتنا , خصوصا حين كنا أطفال , عندما كنا نقوم بعمل أشياء نستمتع بها حقا , كاللعب بدمية أو مع أصدقائنا , ثم يأتي شخص يتمتع بالقوة والسلطة علينا فيجبرنا على التوقف عما نفعله لنقوم بفعل شيء آخر لانريده .
جميعنا فقدنا أشياء , و أخذت منا أشياء , وتم حرماننا من أشياء أردناها أو إعتقدنا أننا نستحقها , و مُنعنا من مواصلة نشاط معين بينما كنا في خضمه , أو تم منعنا من ملاحقة فكرة ما كنا متحمسين لها .
ما أرمي إليه هنا هو أنه في العديد من هذه الحالات , لم يكن علينا أن نحمّل أنفسنا المسؤولية الشخصية عما حصل لنا أو عن الألم الذي عانيناه , لأننا كنا عاجزين و بلا حول ولا قوة للقيام بأي شيء حيال ذلك .
فلسنا نحن من إخترنا أن نجبر أنفسنا على الخروج من حالة الفرح و السعادة التي كنا فيها , إلى حالة الألم النفسي .
فالقرار كان خارج أيدينا , و ضد رغبتنا , و صادما لنا في الغالب .
ربما قيل لنا أننا نتحمل مسؤولية ما حدث لنا , ولكننا ربما لم نصدق ذلك أو نفهم مايعنيه , لكن الشيء الملموس الذي نفهمه بسهولة والذي نستطيع تذكره دائما هو أننا كنا نحظى بوقت ممتع , ثم أتى شيء ما أو شخص ما و أخرجنا من حالة الفرح تلك إلى حالة من الألم .
ذلك لم يكن خيارنا , فسبب ألمنا كان خارجيا , و بالتالي , كان يجب علينا إلقاء اللوم على أي قوة أثرت علينا في تلك اللحظة .
فنحن لم نتعلم فقط بأن شعورنا الجميل يمكن أن يُستبدل فورا بشعور سيء بدون أي سوء إرتكبناه , و لكننا تعلمنا أيضا عن الخيانة .
فقد شعرنا بالخيانة لأن العديد من تلك المواقف كانت مفاجِأة لنا أو غير متوقعة أبدا , بمعنى أننا كنا غير مستعدين للكيفية التي يمكن أن يتصرف بها بعض الأشخاص في حياتنا .
فإذا جعلنا تصرفهم ذلك ننقلب إلى حالة من الألم النفسي , فمن الطبيعي جدا أن نشعر بالخيانة .
كملاحظة جانبية , أشعر أنه من الهام أن أقول أن العديد من تجاربنا الماضية المؤلمة نفسيا كانت نتيجة للنية الحسنة لآباءنا و لمعلمينا ولأصدقاءنا , فالعديد منهم كانوا يقومون بما كانوا يعتقدون في ذلك الوقت أنه الأفضل لنا .
و أفضل مثال على ذلك , طفل يلعب بدمية فيها شيء من الخطورة .
خذ هذه الدمية من الطفل , فسيبكي ليعبر عن الألم العاطفي الذي يشعر به , وإذا كان هذا الطفل صغيرا جدا أو غير ناضج فالمرجح أنه لن يستمع لأي تبرير منطقي تخبره به عن سبب عدم وجوبه اللعب بهذه اللعبة .
ولكن , في الوقت نفسه , فالعديد من الاشخاص ولُدوا لأبوين غير ناضجين وغير منطقيين , أو قابلوا معلمين مضطربين نفسيا , أو مدربين , أو موظفين يلقون بمشاكلهم الشخصية بقصد أو بدون قصد على أي شخص يرون أنه أقل قوة منهم .
والأسوأ من ذلك أن الكثير من الناس الذين لديهم ميل لجعل الآخرين ضحايا لهم يكونون أذكياء بما فيه الكفاية ليقوموا بذلك بطريقة تجعل الضحايا يقتنعون أنهم هم من سبب الألم لأنفسهم .
وعلى أية حال , سواء أكانت تجاربنا المؤلمة ناتجة بدافع الحب لنا أو كانت مقصودة فهذا شيء يجب على كل فرد منا أن يكتشفه بنفسه .
خلاصة القول هي أننا عندما ندخل جو التداول كبالغين , فإننا لاندرك كم هو طبيعي جدا أن نربط التحول الفوري_ من الفرح إلى الألم والذي عايشناه كثيرا عندما كنا أطفال_ بالتحول الفوري من الفرح إلى الألم الذي يحصل عندما نتداول .
و النتيجة أننا إذا لم نتعلم قبول مخاطر التداول الكامنة و إذا لم نعرف كيف نحمي أنفسنا من القيام بهذا الربط الطبيعي بين ماضينا و حاضرنا الحالي , فسينتهي بنا الأمر بإلقاء اللوم على السوق بسبب نتائجنا بدلا من أن نتحمل المسؤولية عنها .
على الرغم من أن معظم الأشخاص الذين يتداولون يعتبرون أنفسهم ناضجين ومسؤولين عن أفعالهم , إلا أن أفضل المتداولين فقط هم من بلغوا النقطة التي يستطيعون فيها حقا أن يتحملوا المسؤولية الكاملة عن نتيجة أي صفقة ينفذونها .
أما الآخرون جميعا , فإنهم يفترضون إلى درجة ما أنهم يتحملون المسؤولية , ولكن الحقيقة أنهم يريدون من السوق أن يتحملها عنهم .
فالمتداول التقليدي يريد من السوق أن يحقق له توقعاته و آماله و أحلامه .

يتبع ....
 
-3-

المجتمع قد يعمل بهذه الطريقة أما الأسواق فحتما لا .
ففي المجتمع , يمكن أن نتوقع أن يتصرف الناس بطرق عقلانية و مسؤولة .
و عندما لايفعلون ذلك , و إذا عانينا نتيجة لذلك , فالمجتمع يوفر العلاجات لتصحيح الخلل ويجعلنا معافين مرة أخرى .
أما على الجهة المقابلة , فالسوق لايتحمل مسؤولية منحنا أي شيء , أو عمل أي شيء فيه منفعة لنا .
قد لا تتم الدعاية و الإعلان عن الأسواق بهذه الطريقة , و حتماً هم لايريدون أن يتركوا لدينا هذا الإنطباع , ولكن الحقيقة أن , كل متداول يشارك في الأسواق فإنه يقوم بذلك لمصلحته الخاصة فقط .
و الطريقة الوحيدة ليستفيد أحد المتداولين هي إذا خسر متداول آخر , سواء كانت الخسارة بدولارات فعلية كما هو الحال في تجارة العقود المستقبلية , أو كانت تضييع فرصة كما هو الحال في تجارة الأسهم .
عندما تفتح صفقة ما فإنك بذلك تتوقع كسب المال , وكل متداول آخر في العالم عندما يفتح صفقة ما فإنه يقوم بذلك لنفس السبب .
عندما تنظر إلى علاقتك بالسوق من هذا المنظور فيمكنك القول أن هدفك هو إنتزاع المال من الأسواق ,
ولكن على نفس المنوال , فالهدف الوحيد للسوق هو أن ينتزع المال أو الفرصة منك .
إذا كان السوق عبارة عن مجموعة من الناس الذين يتفاعلون لإنتزاع المال من بعضهم البعض , فما هي إذاً مسؤولية السوق تجاه المتداول الفرد ؟
ليس عليه أي مسؤولية سوا إتباع القواعد التي وضعها من أجل تسهيل هذا النشاط .
و القصد هو , إذا وجدت نفسك في أي وقت تلوم السوق أو تشعر بالخيانة , فهذا معناه أنك لم تستوعب تماما مضمون أن تلعب لعبة محصلتها صفر .
فإلقاء اللوم بأي درجة معناه أنك لم تتقبل حقيقة أن السوق لايدين لك بشيء بغض النظر عما تريده أو تفكر به أو مقدار الجهد الذي بذلته في تداولك .
في السوق , القيم الإجتماعية التقليدية لامكان لها , و إذا لم تفهم ذلك ولم تجد طريقة لتسوية الإختلافات بين المعايير الإجتماعية التي تربيت عليها وبين الطريقة التي يعمل بها السوق ,
فإنك ستستمر بإسقاط آمالك و أحلامك و رغباتك على السوق و أنت تعتقد بأنه سيقوم بشيء من أجلك ,
وعندما لايفعل السوق ذلك , فإنك تشعر بالغضب , و الإحباط , و الإضطراب العاطفي , و الخيانة .
تحمّل المسؤولية يعني الإعتراف و القبول , وعلى أعمق مستوى في كيانك , بأنك أنت _وليس السوق_ المسؤول بالكامل عن نجاحك أو فشلك كمتداول .
المتفق عليه , أن هدف السوق هو أن يأخذ أموالك , ولكن أثناء قيامه بذلك , فإنه يزودك أيضا بسيل لا نهائي من الفرص لكي تأخذ الأموال منه .
عندما يتحرك السعر , فتلك الحركة تمثّل الأفعال الجماعية لجميع المشاركين فيه في تلك اللحظة .
كما يولّد السوق أيضا معلومات عن نفسه , ويجعل من السهل جدا الدخول و الخروج من الصفقات (طبعا بحسب عدد الأشخاص المشاركين) .
من منظور الأفراد فإن حركة السعر , والمعلومات , و الإمكانية للدخول والخروج من الصفقات , يمثلون فرصا لرؤية شيء ما و للتصرف بناء على مايرونه .
في كل لحظة تكون فيها الأسواق مفتوحة يكون لديك فرصة للدخول في صفقة ما , أو لإغلاق جزء من الصفقة , أو لإضافة صفقة , أو للخروج من الصفقة .
كل هذه فرص لك لتصبح ثريا عبر أخذ الأرباح , أو على الأقل عبر قطع الخسائر .
إسمح لي أن أطرح عليك سؤالا , هل تشعر بأنك مسؤول عن تحقيق توقعات و آمال و أحلام و رغبات بعض المتداولين الآخرين ؟
بالطبع لا , حتى أنه يبدو من السخف أن نطرح هذا السؤال ,
و لكنك , إذا وجدت نفسك في أي وقت تلوم السوق و تشعر بالخيانة , فهذا معناه أنك تقوم بما رأيتَ أنه أمر سخيف .
فأنت بلومك للسوق تتوقع أن الأفعال الجماعية لكل المشاركين في السوق يجب أن تجعل السوق يتحرك لأجلك بطريقة تعطيك ماتريد .
يجب أن تتعلم بنفسك كيف تنتزع ما تريده من السوق , والخطوة الرئيسية الأولى في عملية التعلم هذه هي تحمّل المسؤولية الكاملة و المطلقة .
تحمُّل المسؤولية تعني الإيمان بأن جميع نتائجك هي من فعلك أنت , و أن نتائجك مبنية على طريقة تفسيرك لمعلومات السوق , و مبينة على القرارات التي تتخذها و الأفعال التي تقوم بها بناء على ذلك .
و أي شيء آخر عدا تحملك كامل المسؤولية يضع في وجهك عقبتين نفسيتين رئيسيتين تقفان في وجه نجاحك .
العقبة الأولى , أنك ستنشأ علاقة عدائية مع السوق و التي ستخرجك من التدفق المستمر للفرص .
أما العقبة الثانية , فهي أنك سوف تضلل نفسك بالإعتقاد بأن مشاكل تداولك و عدم نجاحك يمكن معالجتهم عن طريق تحليل السوق .


يتبع ....
 
-4-

دعونا ننظر للعقبة الأولى , عندما تلقي أي درجة من المسؤولية على السوق ليمنحك المال أو ليوقف خسائرك , فيمكن للسوق وبكل سهولة أن يأخذ شكل خصم أو عدو .
فالخسارة (في الوقت الذي تتوقع فيه من السوق أن يفعل شيئا مختلفا عما فعله) ستشعرك بنفس المشاعر الطفولية من الألم , والغضب , و الإستياء , والعجز التي شعرنا بها جميعنا عندما أخذ شخص ما شيئا منا , أو لم يعطنا ما نريده , أو لم يدعنا نفعل ما نرغب به .
لا أحد يحب أن يشعر بالرفض , خاصة إذا كنا نعتقد أن حصولنا على ما نريده سيجعلنا سعداء .
في كل من هذه المواقف , كان هناك شيء ما أو شخص ما منعنا من التعبير عن أنفسنا بطريقة معينة .
بعبارة أخرى , كان هناك قوة خارجية تعمل ضد القوة الداخلية لرغباتنا و توقعاتنا .
ونتيجة لذلك , من الطبيعي أن نعتبر أن السوق هو القوة الخارجية و التي إما أن تعطي أو تحرم .
لكن ضع في حسبانك حقيقة أن السوق يعرض معلوماته من منظور محايد , وهذا يعني أن السوق لا يعرف ماذا تريد أو ماذا تتوقع , ولايهتم حتى بذلك ,
طبعا إلا إذا كنت تتداول بصفقات من النوع الكبير جدا و التي يمكن أن يكون لها تأثير رئيسي على الأسعار .
أما ماعدا ذلك , فكل لحظة , وكل طلب, وكل عرض , يعطيك الفرصة لعمل شيء ما , فبإمكانك أن تفتح صفقة , أو تجني ربحا , أو تغلق صفقة خاسرة .
و هذا الكلام ينطبق أيضا على أولئك منكم الذين هم متداولون مباشرون من داخل قاعات التداول , و الذين يكونون معروفين شخصيا لباقي المتداولين المباشرين الذين بإمكانهم أن يعرفوا أماكن صفقاتكم و مراكزكم , فيقومون عمدا بإستغلال معرفتهم تلك بهدف إلحاق الضرر بكم .
وهذا يعني فقط أنه يجب عليكم أن تكونوا أسرع و أكثر تركيزا , و أن تضعوا في حسبانكم أسوأ الحالات ثم تتداولوا بناء عليها .
من منظور السوق , كل لحظة هي محايدة , و بالنسبة لك أنت كمراقب , فكل لحظة و كل تغير في السعر قد يكون له معنى ,
و لكن أين توجد هذه المعاني ؟
إن هذه المعاني تستند على ما كنت قد تعلمته , و توجد داخل عقلك , وليس في السوق .
فالسوق لا يُرفق و لا يُقرن معاني ولا يفسر المعلومات التي يولدها عن نفسه (على الرغم من أن هناك دائما أفراد يقدمون تفسيرات إذا كنت مستعدا للإستماع لهم) .
علاوة على ذلك , فالسوق لا يعلم ماهو تعريفك للفرصة أو الخسارة ,
السوق لا يعلم فيما إذا كنت تراه كجدول لانهائي من الفرص للدخول و الخروج من الصفقات لتحقيق الأرباح أو تكبد الخسائر في كل لحظة ,
أو كنت تراه كوحش جشع جاهز و مستعد لإلتهام أموالك في أية لحظة .
فإذا أدركت و فهمت الجدول اللانهائي من الفرص للدخول و الخروج من الصفقات بدون نقد ذاتي و بدون ندم , فسوف تكون في أفضل حالة ذهنية لتتصرف وفق مصلحتك القصوى و ستتعلم من تجاربك .
أما على الجهة المقابلة , إذا كان ما أدركته في معلومات السوق مؤلما لك بطريقة ما , فسوف تحاول بشكل طبيعي أن تتفادى ذلك الألم عبر حجب تلك المعلومات عن وعيك شعوريا أو لاشعوريا .
و في أثناء عملية حجب تلك المعلومات ستفصل نفسك وبطريقة منهجية عن الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تستغلها لتصبح ثريا .
و بعبارة أخرى , فإنك ستفصل نفسك عن سيل الفرص .
علاوة على ذلك , ستشعر بأن السوق ضدك إذا و فقط إذا توقعت منه أن يقوم بعمل شيء من أجلك , أو إذا إعتقدت أنه يدين لك بشيء .
إذا كان هناك شيء ما أو شخص ما ضدك و قد سبب لك ألما , فما هي ردة فعلك المحتملة ؟
ستشعر بأنك مجبر على القتال , ولكن ما الذي تقاتله بالضبط ؟
فحتما السوق لا يقاتلك , نعم صحيح أن السوق يريد أموالك , ولكنه يزودك أيضا بالفرص لتأخذ ما تستطيعه من الأموال .
على الرغم من أنك تشعر بأنك تحارب السوق , أو أنه يحاربك , و لكن الحقيقة أنك ببساطة تحارب العواقب السلبية لعدم قبولك التام بأن السوق لا يدين لك بأي شيء ,
و أنه يجب عليك و بنفسك أن تستغل الفرص التي يقدمها لك السوق , و يجب أن تستغلها بنسبة100 بالمائة و ليس أقل من ذلك درجة .
إن الوسيلة لتحقيق الإستفادة القصوى من حالة ما _يُقدم لك فيها فرص لا نهائية لكي تفعل شيئا في مصلحتك_ هي بأن تسير وتنساب مع التيار .
فالسوق له تيار وتدفّق , و غالبا ما يكون غير منتظم , خاصة في الأطر الزمنية الصغيرة , ولكنه يُظهر أنماطا متماثلة تكرر نفسها مرارا و تكرارا .
من الواضح أنه تناقض أن تنساب مع شيء أنت ضده .
لذلك إذا أردت أن تبدأ بالإنسياب مع تدفق السوق , فيجب أن يكون عقلك خاليا نسبيا من الخوف و الغضب و الندم و الخيانة و اليأس و خيبة الأمل .


يتبع ....
 
-5-

ولن يكون هناك سبب لتعيش هذه المشاعر السلبية عندما تتحمل كامل المسؤولية .
قلتُ سابقا أنك عندما لاتتحمل المسؤولية , فإن إحدى العقبات النفسية الرئيسية التي يمكن أن تقف في وجه نجاحك هي , أنك ستضلل نفسك بالإعتقاد بأن مشاكل تداولك و إنعدام الإستمرارية لديك يمكن معالجتهم عن طريق تحليل السوق .
و لتوضيح هذه النقطة , لنعد إلى متداولنا المبتدئ الذي بدأ تداوله بحالة عقلية سعيدة لا مبالية إلى أن تعرض لخسارته الأولى .
فبعد أن ربح بسهولة بالغة و بدون أي جهد يذكر , كان تحوله المفاجئ إلى الألم نفسي أمرا صادما له للغاية _ و لكنه ليس صادما بما فيه الكفاية ليعتزل التداول _
إضافة إلى ذلك , ففي عقله لم يكن ما حدث خطأه بأية حال , و إنما السوق هو من فعل به ذلك .
و بدلا من الإعتزال , فالشعور الرائع الذي عاشه عندما كان يربح ما يزال طازجا في عقله , و سيلهمه بنوع من التصميم ليواصل التداول .
إلا أنه سيصبح الآن أكثر ذكاء في هذا المجال , و سيبذل بعض الجهد فيه , و سيتعلم كل ما يستطيعه عن الأسواق .
فمن المنطقي تماما أن يفكر بأنه مادام قد ربح سابقا بدون معرفة أي شيء , فإنه سوف يكون قادرا على تحقيق ربح ضخم بعد أن تعلم بعض الأشياء .
و لكن يوجد مشكلة كبيرة هنا , و قلة قليلة من المتداولين إن وجدوا يعلمون بها وذلك بعد تضررهم بفترة طويلة .
وهي , أن التعلّم عن الأسواق هو أمر جيد و لايسبب مشكلة بحد ذاته , إنما السبب الكامن وراء تعلمنا عن الأسواق هو ما سيتبين في نهاية المطاف أنه سبب الخراب .
كما قلت قبل قليل , التحوّل المفاجئ من الفرح إلى الألم عادة ما يخلق صدمة نفسية كبيرة , و قلة من الناس يتعلمون كيف يتصالحون مع هذا النوع من التجارب بطريقة صحية .
فالتقنيات لتحقيق ذلك متوفرة , و لكنها غير معروفة على نطاق واسع .
فالإستجابة التقليدية لمعظم الناس , وخاصة بالنسبة للمنجذبين للتداول , الإستجابة هي الإنتقام .
بالنسبة للمتداولين , فالطريقة الوحيدة لتحقيق الإنتقام هي بالإستيلاء على السوق , و الطريقة الوحيدة للإستيلاء على السوق هي عبر معرفة السوق , أو هكذا يعتقدون .
بعبارة أخرى , فالسبب الكامن وراء تعلم المبتدئ عن السوق هو هزيمة السوق , ليثبت شيئا ما للسوق و لنفسه , و الأهم من ذلك , ليمنع السوق من إيذائه مرة أخرى .
فهو لا يقوم بدراسة السوق ليجعل من دراسته هذه مجرد وسيلة تمنحه طريقة منهجية للربح , بل ليجعلها وسيلة إما لتجنب الألم , أو ليثبت شيئا لاعلاقة له إطلاقا بمسألة النظر إلى السوق بنظرة موضوعية .
هو لا يدرك ذلك , و لكنه بمجرد أن يفترض أن معرفة شيء ما عن السوق قد تحميه من الشعور بالألم , أو قد تساعده على إرضاء رغبته في الإنتقام , أو في إثبات شيء ما , بمجرد إفتراضه ذلك يكون قد حكم على نفسه بالخسارة .

في الواقع فما قام به هو خلق معضلة معقدة ,
فهو يتعلم كيف يميز و يفهم أنماط السلوك الجماعية للسوق , و هذا شيء جيد , و يمنح شعورا جميلا حتى .
وهو يشعر بالإلهام لأنه يفترض أنه يتعلم عن الأسواق لكي يصبح رابحا .
ونتيجة لذلك , فإنه إجمالا سيمضي في بحث معرفي , فيتعلم عن خطوط الإتجاه , نماذج الرسم البياني , الدعم و المقاومة , الشموع , ملامح السوق , الرسم البياني للنقطة و الخط , موجات إليوت , تصحيحات فايبوناتشي , مؤشرات التذبذب , القوة النسبية , الستوكاستيك , و غيرها الكثير من الأدوات الفنية التي لا يتسع المجال لذكرها .
لكن الغريب , أنه على الرغم من أن معرفته قد زادت , فإنه يجد نفسه يواجه مشاكلا جديدة أثناء تنفيذه لصفقاته .
فهو يتردد , و يشكك في نفسه , أو يمتنع عن تنفيذ أي صفقة , على الرغم من ظهور الكثير من الإشارات الواضحة التي تخبره أن يقوم بتنفيذها .
فيشعر بالإحباط الشديد , و حتى الجنون , لأن ما يحصل غير منطقي أبدا .
فقد فعل ما يتوجب عليه فعله _لقد تعلم_ ليجد أنه كلما تعلم أكثر , كلما قلت إستفادته مما تعلمه .
لن يصدق أبدا أنه قام بعمل خاطئ عندما كرّس نفسه للتعلم , و لكنه ببساطة تعلّم للأسباب الخاطئة .
و لن يكون قادرا على التداول بفعالية أبدا إذا كان يحاول أن يثبت أي شيء فيما يتعلق بهذا الأمر .
فإذا شعر أنه يجب أن يربح , أو يجب أن يكون على صواب , أو شعر أنه لا يجب أن يخسر أو لا يجب أن يكون على خطأ , فسوف يدرك و يفهم و ينظر إلى فئات معلومات السوق على أنها مؤلمة له .
بعبارة أخرى , أنت سوف تنظر لأي معلومات يولدها السوق و تتعارض سعادتك , على أنها معلومات مؤلمة .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-6-

المعضلة أن عقولنا مصممة بحيث تتفادى الألم الجسدي و النفسي , و التعلم عن الأسواق لن يعوّض عن الآثار السلبية التي تتركها آليات تجنيبنا الألم على تداولنا .
الجميع يفهم كيفية تجنب الألم الجسدي , فإذا وضعت يدك بدون قصد على موقد ساخن , فإن يدك ستبتعد عن الحرارة تلقائيا , إنها ردة فعل غريزية .
و لكن , عندما يتعلق الأمر بتجنب الألم النفسي و العواقب السلبية التي يخلقها , خاصة للمتداولين , فالقليل من الناس يفهمون الديناميكية وراء ذلك .
من الهام جدا لتقدمك في تداولك أن تفهم هذه الآثار السلبية , و أن تتعلم كيف تتحكم بنفسك شعوريا و إراديا بطريقة تساعدك على تحقيق أهدافك .
عقولنا لديها عدة أساليب لحمايتنا من المعلومات التي تعلمنا أن ندركها و نفهمها على أنها معلومات مؤلمة لنا .
على سبيل المثال , على مستوى شعوري واعي لدينا , يمكننا أن نبرر , أو نسوغ , أو نخلق سببا لنبقى في صفقة خاسرة .
بعض الطرق التقليدية الأخرى لكي نقوم بذلك هي بأن نتصل بأصدقائنا المتداولين , أو نكلّم سمسارنا , أو ننظر إلى مؤشرات لم نستخدمها سابقا , كل ذلك لغرض صريح و هو جمع معلومات غير مؤلمة من أجل إنكار صحة المعلومات المؤلمة .
أما على المستوى اللا شعوري أو اللا واعي , فإن عقولنا تلقائيا ستغيّر , أو تحرّف , أو تستبعد معلومات من إدراكنا الواعي الشعوري .
بعبارة أخرى , نحن لا نعرف في مستوى الوعي الشعوري لدينا بأن آليات تجنيبنا الألم تقوم باستبعاد أو تغيير أو تحريف المعلومات التي يقدمها لنا السوق .
فكّر في حالة تكون فيها في صفقة خاسرة , حيث يقوم السوق بثبات بتشكيل قمم متصاعدة و قيعان متصاعدة , أو قمم هابطة و قيعان هابطة وذلك بعكس إتجاه صفقتك ,
بينما ترفض الإعتراف بأنك في صفقة خاسرة لأنك ركزت كل إنتباهك على تكات السعر التي تتحرك في مصلحتك ,
و لنقل أنه وسطيا , فإن تكة سعرية واحدة فقط تكون في مصلحتك من بين كل أربع أو خمس تكات سعرية ,
لكن ذلك غير مهم بالنسبة لك لأنه في كل مرة تحصل على تكة في صالحك , فإنك تقتنع بأن السوق قد عكس إتجاهه و بدأ يعود في إتجاه صفقتك .
ولكن بدلا من ذلك فالسوق يتابع حركته معاكسا لصفقتك ,
في مرحلة ما , تصبح قيمة خسارتك بالدولار ضخمة جدا إلى درجة أنه لايمكنك إنكارها فتقوم بإغلاق الصفقة أخيرا .
و تكون ردة الفعل الأولى للمتداولين عامة عندما يراجعون صفقة كهذه هي "لماذا لم أقم ببساطة بإقفال صفقتي على خسارة ثم أعكس الصفقة ؟" .
إن الفرصة لفتح صفقة في الإتجاه المعاكس كانت سهلة التمييز لو لم يكن هناك شيء على المحك .
لكننا كنا عميانا عن هذه الفرصة عندما كنا داخل الصفقة , لأنه في ذلك الوقت فالمعلومات التي كانت تشير لوجود الفرصة تم تعريفها على أنها معلومات مؤلمة , فقمنا بحجبها عن وعينا .
عندما بدأ متداولنا الإفتراضي تداوله بادئ الأمر , كان مستمتعا , و كان في حالة عقلية مريحة و لامبالية , لم يكن لديه خطة شخصية و لاشيء ليثبته .
طالما كان يربح كان ينفذ صفقاته من منظور "دعونا نرى ما سيحصل" , و كلما ربح أكثر , كلما قل في نظره إحتمال خسارته .
و عندما يتعرض للخسارة في نهاية الأمر , يكون حينها في حالة عقلية أبعد ما تكون عن توقع الخسارة .
و بدلا من أن يفترض أن سبب ألمه كان توقعه الخاطئ حول ماكان يجب على السوق أن يفعله أو لايفعله , فإنه يلقي باللوم على السوق , و يرى أن إصلاح ذلك يتم بإكتساب المعرفة عن السوق , و بذلك يمكنه أن يمنع مثل هذه التجارب من أن تتكرر .
بعبارة أخرى , لقد قام بتحول دراماتيكي مفاجئ في منظوره , تحول من اللا مبالاة إلى منع الألم من خلال تجنب الخسائر .
المشكلة أن منع الألم عبر تجنب الخسائر هو أمر لا يمكن تحقيقه .
فالسوق يولد أنماط سلوكية و هذه الأنماط تكرر نفسها , و لكن ليس كل مرة .
لذلك أكرر , لا يوجد طريقة ممكنة لنتفادى الخسارة أو لنتفادى أن نكون مخطئين .
و متداولنا لن يستشعر حقائق التداول هذه , لأن هناك قوتين قسريتين تدفعانه إلى الأمام و هما :
(1) أنه يرغب بشدة أن يستعيد ذلك الشعور بالربح .
(2) أنه متحمس للغاية لكل معارف السوق التي يكتسبها .
لكن ما لا يدركه أنه على الرغم من حماسته هذه , فإنه عندما ينتقل من الحالة العقلية المريحة اللا مبالية إلى حالة من التفكير بالمنع و التفادي و التجنب , فإنه بذلك ينتقل من الموقف السلوكي الإيجابي إلى السلبي .
فهو لم يعد يصب تركيزه على الربح فحسب , و إنما على كيفية تفاديه الألم عن طريق منع السوق من إيذائه مرة أخرى .
هذا النوع من المنظور السلبي لا يختلف أبدا عن حالة لاعب تنس أو لاعب غولف يصب تركيزه على محاولة عدم إرتكاب خطأ ما , فكلما حاول أكثر , كلما إرتكب أخطاء أكثر .
ولكن , هذا النمط من التفكير يمكن تمييزه بشكل أسهل بكثير في الألعاب الرياضية , لأنه في الألعاب الرياضية هناك علاقة أوضح بين تركيز المرء و بين نتائجه .
أما في التداول فهذه العلاقة يمكن أن تُحجب و يكون من الأصعب ملاحظتها نتيجة للمشاعر الإيجابية التي تتولد من إكتشاف معلومات جديدة في بيانات و سلوك السوق ,
أي بما أنه يشعر بشعور جيد , فليس هناك من سبب يدعوه لأن يشتبه بوجود خطأ ما ,
إلا أنه إلى نفس الدرجة _التي يركز فيها على تجنب الألم_ فإلى تلك الدرجة سيخلق نفس التجارب التي كان يحاول تجنبها .
بعبارة أخرى , كلما شعر أكثر أنه يجب عليه أن يربح و أن لا يخسر , كلما قلّ تحمله لأية معلومة تشير إلى أنه لا يحصل على مايريده ,
و كلما زادت المعلومات التي يمكنه حجبها , كلما قلت قدرته على رؤية الفرص ليستغلها في مصلحته بأفضل شكل .
فالتعلم أكثر و أكثر عن الأسواق فقط من أجل تفادي الألم سوف يفاقم مشاكله , لأنه كلما تعلم أكثر , كلما زادت و بشكل طبيعي توقعاته من الأسواق ,
مما يزيد من ألمه عندما لاتقوم الأسواق بدورها كما يراه هو .
لقد خلق و من دون قصد حلقة مفرغة , حيث كلما تعلم أكثر , كلما ضعف و وهن أكثر , و كلما ضعف أكثر , كلما شعر أنه مجبر على أن يتعلم أكثر .
و ستستمر هذه الحلقة المفرغة إلى أن يعتزل التداول بإشمئزاز , أو أن يعترف بأن السبب الجذري لمشاكله في التداول هو منظوره , وليس قلة علمه و معرفته بالسوق .
 
الرابحون , الخاسرون , المزدهرون , و المخفقون .

-1-

يستغرق الأمر بعضا من الوقت قبل أن يستسلم معظم المتداولين أو يكتشفوا المصدر الحقيقي لنجاحهم .
و في أثناء ذلك , يتمكن بعض المتداولين من تحقيق بعض النجاح في تداولهم , بما يكفي ليدخلوا إلى ما يسمى عموما ب "دورة الإزدهار و الإخفاق" .
و على العكس مما إستنتجه بعضكم من مثال المتداول المبتدئ , فليس جميع المتداولين يكون لديهم موقف سلوكي سلبي ضمني ليكون محكوما عليهم بالخسارة المستمرة ,
نعم , صحيح أن بعض المتداولين يخسرون بإستمرار , و غالبا حتى يخسروا كل شيء أو يعتزلوا التداول لأنهم لا يستطيعون أن يتحملوا الألم النفسي أكثر من ذلك .
و مع ذلك , فهناك أيضا العديد من المتداولين الذين يكونون طلابا عنيدين و لديهم موقف سلوكي رابح بما يكفي عند دخولهم السوق , بحيث أنهم على الرغم من الصعوبات الكثيرة , فإنهم يتعلمون في نهاية المطاف كيف يكسبون المال ,
و لكن , و أنا أريد أن أؤكد على هذه النقطة , لقد تعلم هؤلاء كيف يكسبون المال بصورة مؤقتة فقط , فهم لم يتعلموا بعد كيف يواجهون الآثار السلبية للغبطة (الفرح الشديد) ,
و لم يتعلموا كيف يتصالحون مع إمكانية الأذى الذاتي .
فالغبطة و أذى الذات هما قوتان نفسيتان عنيفتان سيكون لهما تأثير سلبي للغاية على محصلتك النهائية , و لكن لا يجب أن تشغل بالك بهما إلى أن تبدأ بالربح , أو تبدأ بالربح بشكل مستمر , و تلك مشكلة كبيرة .
فعندما تربح , فالمرجح أنك لن تشغل بالك بأي شيء قد يمثل مشكلة محتملة فيما بعد , خاصة إذا كان هذا الشيء يمنحك شعورا جميلا كالغبطة , أي أنك لن تشغل بالك بأن الغبطة قد تكون مشكلة .
إحدى الميزات الأساسية للغبطة أنها تخلق لديك شعورا بالثقة المطلقة بالنفس , حيث يكون إحتمال حدوث أي خطأ بنظرك هو إحتمال محال .
و على النقيض من ذلك , فالأخطاء التي تنتج عن الأذى الذاتي يكون لها جذور و أصول في الصراعات الداخلية التي يعاني منها المتداولين حول إستحقاقهم للمال أو إستحقاقهم للفوز .
فعندما تربح تكون أكثر عرضة لإرتكاب الأخطاء , كالتداول أكثر من اللازم , و فتح صفقات بأحجام كبيرة جدا , و إنتهاك القواعد الخاصة بك ,
أو بشكل عام التداول و كأنك لست بحاجة لضوابط حكيمة تضبط سلوكك .
حتى أنك قد تبالغ في التفكير إلى درجة أن تعتبر نفسك السوق بحد ذاته .
و لكن , نادرا ما يوافقك السوق في ذلك , و عندما يخالفك , سوف تتأذى , لأن الخسارة و الألم النفسي أمران مؤثران جدا .
سوف تعيش الإزدهار , ثم يليه إخفاق أو كساد لا مفر منه .
إذا كان عليّ أن أصنف المتداولين بناء على نتائجهم التي يحققونها , فسوف أضعهم في ثلاث فئات رئيسية .
المجموعة الأصغر , ربما أقل من 10 بالمئة من المتداولين النشطين , هي مجموعة الرابحين بإستمرارية (بثبات -بتجانس-بإتساق) ,
هؤلاء لديهم منحنى بياني لرصيدهم صاعد بثبات مع إنحدارات بسيطة نسبيا .
هذه الإنحدارات (التراجعات) التي يمرون بها هي نوع من الخسائر الطبيعية التي يتعرض لها أي نظام أو منهجية تداول .
و هؤلاء لم يتعلموا كيف يكسبون المال فحسب , و لكنهم أيضا لم يعودوا عرضة للقوى النفسية التي تتسبب بدورة الإزدهار و الإخفاق .
المجموعة الثانية , و التي تحوي ما بين 30 إلى 40 بالمئة من المتداولين النشطين , هي مجموعة الخاسرين بإستمرارية .
المنحنى البياني لرصيد هؤلاء يكون صورة طبق الأصل عن منحنى الرابحين بإستمرارية و لكن في الإتجاه المعاكس _أي الكثير من الصفقات الخاسرة التي يتخللها بعض الصفقات الرابحة كل حين_ .
و بغض النظر عن طول فترة تداول هؤلاء , فهناك الكثير من الأمور المتعلقة بالتداول لم يتعلموها .
فهم إما يعانون من أوهام حول طبيعة التداول , أو أنهم مدمنين على التداول بشكل يجعل من المستحيل عليهم عمليا أن يكونوا رابحين .


يتبع ....
 
-2-

المجموعة الأكبر , وهي ال 40 إلى 50 بالمئة الباقية من المتداولين النشطين , هم "المزدهرون و المخفقون" .
لقد تعلموا كيف يكسبون المال , ولكنهم لم يتعلموا أن هناك جسدا متكاملا من مهارات التداول التي يجب إتقانها لكي يحافظوا على المال الذي يكسبونه .
و نتيجة لذلك , فالمنحنيات البيانية لرصيدهم تبدو كجولات قطار الملاهي , حيث يكون هناك إنحناءة بسيطة معتدلة و منها إلى هبوط حاد , ثم إنحناءة بسيطة معتدلة أخرى و منها إلى هبوط حاد آخر , و دورة قطار الأفعوانية هذه تستمر إلى ما لانهاية .
لقد عملت مع العديد من المتداولين المحترفين الذين حققوا سلاسل لاتصدق من الصفقات الرابحة , و أحيانا كانت تمضي شهور دون أن يمروا بيوم واحد خاسر ,
و تحقيقهم لخمسة عشر صفقة أو حتى عشرين صفقة رابحة متتالية ليس أمر غريبا بالنسبة لهم .
و لكن بالنسبة للمزدهرين و المخفقين , فهذه السلاسل الرابحة تنتهي دائما بنفس الطريقة _تنتهي بخسائر فادحة تكون نتيجة إما للغبطة أو للتخريب الذاتي_
إذا كانت الخسائر نتيجة للغبطة , فلا يهم حقا ما هو شكل السلسلة _سواء كانت عدد من الصفقات الرابحة المتتالية ,و صعود ثابت في الرصيد , أو كانت حتى صفقة رابحة واحدة _
يبدو أن كل شخص لديه عتبة مختلفة عن الآخر تبدأ عندها الثقة المفرطة أو الغبطة بالسيطرة على عملية تفكيره .
و بكل الأحوال , بمجرد أن تسيطر الغبطة , يصبح المتداول في ورطة كبيرة .
في حالة الغبطة أو الثقة المفرطة , لا يمكنك تصوّر أو إدراك أي خطر لأن الغبطة تجعلك تعتقد أنه لا يمكن حدوث أي خطأ على الإطلاق , و إذا كان من غير الممكن حدوث أي خطأ ,
فليس هناك حاجة لأي قواعد أو ضوابط لتضبط سلوكك ,
و بالتالي فزيادة حجم الصفقة أكثر من المعتاد ليس أمرا مغريا فحسب , و إنما مُلِح أيضا .
و على أية حال , حالما تفتح الصفقة الأكبر من المعتاد , تصبح في خطر , فكلما زاد حجم الصفقة , كلما عظم الأثر المالي للتقلبات الصغيرة في السعر على رصيدك .
إذا دمجت الأثر المالي (الأكبر من المعتاد) الناجم عن حركة السعر في إتجاه مخالف لصفقتك , مع الإعتقاد الجازم لديك بأن السوق سيقوم بالضبط بما تتوقعه , فستصبح في وضع بحيث أن كل تكة سعرية في إتجاه معاكس لصفقتك تجعلك في حالة من "تجمّد العقل" و تصبح مشلولا .
عندما تسحب نفسك من الصفقة في نهاية الأمر , ستكون مذهولا و مصابا بالدوار , و مخذولا , و تشعر بالخيانة , و سوف تتساءل كيف لأمر مثل هذا أن يحصل .
في الحقيقة , لقد تمت خيانتك من قبل عواطفك الخاصة بك .
و على أية حال , إذا كنت لاتعرف أو لا تفهم الديناميكية الضمنية التي وصفتُها للتو , فلن يكون لديك خيار آخر سوى إلقاء اللوم على السوق .
و إذا آمنت أن السوق هو من فعل بك ذلك , ستشعر بأنك مجبر أن تتعلم أكثر عن السوق من أجل أن تحمي نفسك ,
و كلما تعلمت أكثر , كلما زادت و بشكل طبيعي ثقتك في قدرتك على الربح .
و بينما تزداد ثقتك من المرجح أنك عند مرحلة معينة ستتجاوز العتبة فتسيطر عليك الغبطة من جديد و تبدأ الدورة من جديد و هكذا .
الخسائر التي تنجم عن تخريب الذات يمكنها أن تسبب نفس الضرر السابق , و لكنها عادة ما تكون أكثر مكرا بطبيعتها .
إن إرتكابك أخطاء كالقيام بالبيع بدلا من الشراء أو بالعكس , أو إنغماسك في نشاط مشتِت لك في أكثر الأوقات الغير ملائمة لذلك هي أمثلة تقليدية عن كيف يحرص بعض المتداولين على أن لا يربحوا .
لماذا قد لا يريد شخص ما أن يربح ؟
صدقا إنه ليس سؤال عما يريده شخص ما , لأني أؤمن بأن جميع المتداولين يريدون أن يربحوا ,
و مع ذلك , فكثيرا ما يكون هناك صراعات بشأن الربح , و أحيانا تكون هذه الصراعات قوية جدا إلى درجة أننا نجد سلوكنا في صراع مباشر مع ما نريده .
هذه الصراعات قد تنبع من التربية الدينية , أو من أخلاقيات العمل أو من أنواع معينة من الصدمات في الطفولة ,
و إذا وُجِدت هذه الصراعات , فهذا معناه أن بيئتك العقلية لا تتماشى كليا مع أهدافك .


يتبع ....
 
-3-

بعبارة أخرى , ليست جميع أجزائك تهدف إلى تحقيق نفس الغرض .
لذلك , لايمكنك الإفتراض بأنه لديك القدرة على أن تعطي نفسك كمية غير محدودة من الأموال لمجرد أنك تعلمت كيف تتدوال , و أن المال موجود هناك بإنتظارك لتأخذه .
أحد سماسرة العقود الآجلة في إحدى كبرى شركات الوساطة علّق ذات مرة أنه عندما يتعلق الأمر بزبائنه , فإنه يعيش وفقا للشعار الذي يقول بأن كل متداولي السلع هم على وشك ترك التداول , و أن وظيفته هي إبقائهم سعداء إلى حين مغادرتهم .
لقد قال ذلك مازحا , و لكن هناك الكثير من الحقيقة في عبارته هذه .
من الواضح أنه , إذا كنت تخسر مالا أكثر مما تجني , فلا يمكنك النجاة , و لكن الأمر الأقل وضوحا , و أحد أسرار النجاح , هو أنك إذا ربحتَ , ستبقى رغم ذلك على وشك الإعتزال ,
حيث أنك إذا ربحت بدون أن تتعلم كيف تخلق توازنا سليما بين الثقة و ضبط النفس , أو لم تتعلم كيف تميز و تعالج أي إمكانية موجودة لديك لتدمير ذاتك , فعندها ستخسر عاجلا أو آجلا .
إذا كنتَ ممن يعيشون دورة الإزدهار و الإخفاق , ففكر فيما يلي :
إذا أتيح لك أن تعيد تنفيذ كل صفقة خاسرة كانت ناتجة عن الخطأ أو التهور , فكم من المال كنت ستملك الآن ؟
و بناء على هذه النتائج المعاد حسابها , كيف كان سيبدو المنحنى البياني لرصيدك ؟
أنا واثق أن الكثير منكم كان سيندرج في فئة الرابحين بإستمرار .
الآن فكر , كيف كانت ردة فعلك على خسائرك عندما حصلت , هل تحملت كامل المسؤولية عنها ؟
هل حاولت أن تفكر كيف يمكنك تغيير منظورك , موقفك , تصرفاتك ؟ أم أنك نظرت إلى السوق و تساءلت ما الذي يمكنك تعلمه عنه أكثر لكي تمنع حدوث شيء كهذا ثانية ؟
من الواضح أن السوق ليس له علاقة بقابليتك للتهور , و ليس له أي علاقة أيضا بالأخطاء التي ترتكبها نتيجة لصراعاتك الداخلية حول ما إذا كنت تستحق المال أم لا .
ربما أحد أصعب المفاهيم على المتداولين ليستوعبوها بنجاح , أن السوق ليس هو من يخلق طباعك و مواقفك السلوكية ولا حالتك العقلية , فالسوق ببساطة يعمل كمرآة تعكس ما بداخلك .
فإذا كنت تشعر بالثقة فليس السبب في ذلك أن السوق هو من يمنحك ذلك الشعور , و إنما السبب أن معتقداتك و مواقفك السلوكية مصطفة مع بعضها البعض بطريقة تتيح لك أن تتقدم لتخوض تجربة ما , و لتتحمل المسؤولية عن نتائجك , و تستخرج الحكمة و البصيرة المتاحة ,
وأنت تحافظ على حالتك العقلية المليئة بالثقة لأنك تتعلم بإستمرار .
و على النقيض من ذلك , إذا كنت غاضبا و خائفا , فالسبب في ذلك أنك تعتقد و لدرجة ما بأن السوق هو من يصنع نتائجك , وليس العكس .
و في النهاية , إن أسوأ العواقب الناجمة عن عدم تحملك للمسؤولية هي أن ذلك يبقيك في دائرة من الألم و الإستياء , كيف يتم ذلك ,
فكر في الأمر للحظة , إذا لم تكن مسؤولا عن نتائجك ,
- إذاً بإمكانك أن تفترض أنه ليس عليك أن تتعلم أي شيء , و أنه يمكنك أن تبقى كما أنت تماما ,
لن تتطور و لن تتغير , و نتيجة لذلك ستتلقى جميع الأحداث بنفس الطريقة , و بالتالي ستكون ردة فعلك عليهم بنفس الطريقة أيضا , و ستحصل على نفس النتائج المخيبة و الغير مرضية .
-أو , يمكنك أن تفترض أن الحل لمشاكلك يكمن بأن تكتسب المزيد من معارف وعلوم السوق .
لطالما كان التعلم خُلقا و فضيلة , و لكن في هذه الحالة إذا لم تتحمل المسؤولية عن مواقفك و عن منظورك , فإنك بذلك تتعلم شيئا قيما و لكن للسبب الخاطئ , مما يجعلك تستخدم ما تعلمته بطرق غير مناسبة ,
و بدون أن تدرك , ستستخدم معرفتك هذه لتتجنب تحمّل المسؤولية عن المخاطر , وفي أثناء هذه العملية , سوف ينتهي بك الأمر بخلق نفس الأشياء التي كنت تحاول تفاديها أساسا ,
مما يبقيك في دائرة الألم و الإستياء .
و مع ذلك , هناك فائدة واحدة ملموسة يمكن إكتسابها من لومك للسوق _على ماكنت تريده و لم تحصل عليه_ ,
وهي أنه يمكنك أن تحمي نفسك مؤقتا فقط من النقد الذاتي القاسي , و أنا أقول "مؤقتا فقط" لأنك عندما تنقل المسؤولية من عاتقك إلى عاتق السوق فإنك _و بنفس وقت حمايتك لنفس من النقد الذاتي_ تقوم أيضا بعزل نفسك عن كل ما يجب عليك تعلمه من هذه التجربة ((لتحمي نفسك دائما من النقد الذاتي القاسي)) .


يتبع ....
 
-4-

تذكّر تعريفنا للموقف السلوكي الرابح : هو توقع إيجابي لجهودك , مع قبولك بـأنه مهما كانت النتائج التي ستحققها فهي إنعكاس حقيقي لمستوى تطورك و ماتحتاج أن تتعلمه لتصبح أفضل .
إذا قمت بنقل اللوم أو المسؤولية من عاتقك إلى عاتق السوق من أجل أن تحجب المشاعر المؤلمة الناتجة عن تأنيبك و لومك لنفسك , فسيكون كل ما قمت به هو وضع ضمادة طبية ملوثة على الجرح ,
قد تظن أنك عالجت المشكلة , و لكن المشكلة ستطفو على السطح لاحقا , وبشكل أسوأ من ذي قبل .
لابد للمشكلة من أن تظهر ثانية , لأنك ببساطة لم تتعلم أي شيء يمهد الطريق للتفسيرات الجديدة التي ستؤدي إلى تجربة مُرضية أكثر .
هل تساءلت يوما لماذا يكون عدم جنيك لأرباح متحققة أمرا مؤلما أكثر من تعرضك للخسارة ؟
عندما نخسر , يكون هناك عدد من الأساليب التي نستطيع بواستطها أن ننقل اللوم من على عاتقنا إلى عاتق السوق فلانتحمل المسؤولية عما حصل ,
و لكن عندما نترك أرباح متحققة دون أن نجنيها , فلايمكننا حينها أن نلوم السوق , فالسوق لم يفعل أي شيء سوى أنه أعطانا ما نريده بالضبط , و لكن لسبب ما , كنا غير قادرين على التصرف بناء على الفرصة بالشكل الملائم .
بعبارة أخرى , ليس هناك مبرر منطقي يجعل ألمنا يزول .
أنت لست مسؤولا عم يفعله أو لا يفعله السوق , و لكنك مسؤول عن كل شيء آخر ينتج عن أنشطة تداولك .
فأنت مسؤول عما تعلمته , و كذلك عن كل ما لم تتعلمه بعد , و ينتظر أن يتم إكتشافه من قبلك .
إن الوسيلة الأكثر فعالية لتكتشف ما تحتاجه لكي تكون متداولا ناجحا هي بتطوير موقف سلوكي رابح , لأن الموقف الرابح هو عبارة عن نظرة إبداعية كامنة ,
و الموقف السلوكي الرابح لا يخبرك بمايجب عليك أن تتعلمه فحسب , و لكنه يُنتج أيضا نمط التفكير الأكثر مساعدة لك في إكتشاف شيء لم يكتشفه أحد غيرك .
إن تطوير الموقف السلوكي الرابح هو مفتاح نجاحك .
و المشكلة بالنسبة للكثير من المتداولين أنهم إما يعتقدون أنهم يمتلكون واحدا أساسا , لكنهم في الحقيقة لا يمتلكونه ,
أو أنهم يتوقعون من السوق أن يقوم بتطوير هذا الموقف لهم من خلال منحهم صفقات رابحة .
أنت بنفسك المسؤول عن تطوير موقفك السلوكي الرابح , فالسوق لن يقوم بذلك نيابة عنك ,
و أنا أريد أن أشدد قدر الإمكان على نقطة أنه , لا يمكن لتحليل السوق مهما كان مقداره , أن يعوّض عن تطويرك لموقف سلوكي رابح , إذا كنت تفتقد إليه .
إن فهم الأسواق سوف يمنحك الأفضلية التي تحتاجها لتحقق بعض الصفقات الرابحة , و لكن هذه الأفضلية لن تجعلك رابح مستمر إذا لم تمتلك موقف سلوكي رابح .
بالتأكيد سيقول البعض بأن بعض صفقاتهم تخسر لأنهم لا يعرفون مافيه الكفاية عن الأسواق فيختارون الصفقة الخاطئة ,
بقدر ما تبدو هذه الفكرة منطقية و مقبولة , فقد علمتني تجاربي أن المتداولين ذوي الموقف السلوكي الخاسر يختارون الصفقات الخاطئة أيضا مهما بلغت معرفتهم عن الأسواق .
و في الحالتين فالنتيجة هي نفسها _أنهم يخسرون_ .
أما على الجهة المقابلة , فالمتداولون أصحاب الموقف السلوكي الرابح الذين لايعرفون أي شيء فعليا عن الأسواق يمكنهم إختيار الصفقات الرابحة , وإذا كانوا يعرفون الكثير عن الأسواق , فيمكنهم إختيار صفقات رابحة أكثر .
إذا أردتَ تغيير طريقة معايشتك للأسواق من الخوف إلى الثقة , و إذا أردت تغيير نتائجك من منحنى بياني غير منتظم للرصيد إلى منحنى بياني صاعد بثبات , فالخطوة الأولى لذلك هي تبني المسؤولية , و التوقف عن توقع أن الأسواق ستمنحك أي شيء أو ستقوم بأي شيء من أجلك ,
فإذا عالجت هذه النقطة و تقدمت بحيث تقوم بكل ذلك بنفسك أنت , فلن يستطيع السوق أن يكون خصمك بعد ذلك .
إذا توقفت عن محاربة السوق , و هذا يعني عمليا أن تتوقف عن محاربة نفسك , فسوف تذهل للسرعة التي ستكتشف فيها ما يجب عليك تعلمه بالضبط , و للسرعة التي ستتعلمه فيها .
فتحمّل المسؤولية هو حجر الزاوية في الموقف السلوكي الرابح .


نهاية الفصل الثالث
 
التعديل الأخير:
رد: كتاب ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب فوركس

السلام عليكم
موضوع جميل جدا ومميز
وبالتوفيق يا رب
 
رد: كتاب ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب فوركس

السلام عليكم
الاخوة الاعزاء
اريد رايكم في هذا الامر
قمت بترجمة كتاب قيم ومفيد للغاية في مجال الفوركس، يشتمل على مفاهيم جديدة تماماً، وأفضل طريقة لبناء طريقة ناجحة للتداول من خلال سلوك الأسعار نفسها
وعرضته على احدى دور النشر ووافقوا على الفور على طباعته واقتسام الارباح فيما بيننا
علما بأن هذا الكتاب حديث الطباعة (2011) ، وراسلت المؤلف عبر الانترنت واخذت موافقته على ترجمة الكتاب ونشره باللغة العربية
هل هناك اية مسئوليات قانونية اخرى في هذه الحالة؟
وهل تفضلون الاقبال على هذه الخطوة؟
شكرا جزيلا
 
رد: كتاب ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب فوركس

السلام عليكم
الاخوة الاعزاء
اريد رايكم في هذا الامر
قمت بترجمة كتاب قيم ومفيد للغاية في مجال الفوركس، يشتمل على مفاهيم جديدة تماماً، وأفضل طريقة لبناء طريقة ناجحة للتداول من خلال سلوك الأسعار نفسها
وعرضته على احدى دور النشر ووافقوا على الفور على طباعته واقتسام الارباح فيما بيننا
علما بأن هذا الكتاب حديث الطباعة (2011) ، وراسلت المؤلف عبر الانترنت واخذت موافقته على ترجمة الكتاب ونشره باللغة العربية
هل هناك اية مسئوليات قانونية اخرى في هذه الحالة؟
وهل تفضلون الاقبال على هذه الخطوة؟
شكرا جزيلا

اهلا بك اخي بما انك اخذت كل الموافقات لا مسؤوليه عليك ويمكنك نشر الكتاب طبعا
 
عودة
أعلى