إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

السلام عليكم
جميل جميل جدا
تسلم يداك على الشرح المتميز
متابعين معاك وبالتوفيق يا رب
 
السلام عليكم
جميل جميل جدا
تسلم يداك على الشرح المتميز
متابعين معاك وبالتوفيق يا رب
تسعدني متابعتك اخي
بالتوفيق للجميع
 
الفصل الخامس :
ديناميكية الادراك (التصور)
-تصحيح برنامجك العقلي
- الادراك والتعلم
- الادراك والمخاطرة
- قوة الربط (الترابط)
 
التعديل الأخير:
ديناميكية الإدراك :

أحد الأهداف الرئيسية لهذا الكتاب هو تعليمك كيف تتخلص من تهديد الألم الآتي من معلومات السوق ,
السوق لايولد أية معلومات مفرحة أو مؤلمة ,فمن وجهة نظر الأسواق إنها ببساطة مجرد معلومات ,
قد يبدو وكأن السوق هو الذي يسبب لك أن تشعر بما تشعر به في أية لحظة , ولكن تلك ليست هي الحقيقة ,
إن الإطار العقلي الخاص بك هو الذي يحدد كيف تنظر إلى المعلومات , كيف تشعر , ونتيجة لذلك يحدد هل أنت في أنسب وضع لتدخل في حالة التداول العفوية وتستغل كل مايقدمه لك السوق .
المحترفون لايتلقون أي شيء يأتيهم من الاسواق على أنه مؤلم , وبالتالي لايوجد أي تهديد لهم ,وإذا لم يكن هناك أي تهديد فلا يوجد أي شيء لتحارب ضده .
و نتيجة لذلك لايوجد أي سبب بالنسبة لآليات دفاعهم العقلية الواعية واللاوعية لرفض ما يأتيها من السوق .
لهذا السبب فالمحترفون يستطيعون أن يروا ويفعلوا أشياء تحيّر الآخرين .
إنهم بحالة العفوية لأنهم يستقبلون سيل لامتناهي من الفرص , وعندما لايكونون في هذه الحالة العفوية فإن أفضلهم يدرك هذا الواقع فيقوم بالتعويض عن ذلك إما بتقليص تداولهم أو التوقف عن التداول نهائيا .
إذا كان هدفك أن تصبح قادرا على المتاجرة كالمحترفين فيجب أن ترى السوق من وجهة نظر موضوعية , بدون تحريف .
يجب أن تصبح قادرا على التصرف بدون أي مقاومة أو تردد ,لكن مع الكمية المناسبة من ضبط النفس الإيجابي لمواجهة الآثار السلبية الناجمة عن الثقة المفرطة أو النشوة .
الخلاصة هي , هدفك هو أن تكون قادرا على خلق حالة عقلية فريدة , عقلية المتداولين ,
وعندما تنجز ذلك كل شيء آخر له علاقة بنجاحك كمتداول سوف يأخذ مكانه الصحيح .
لمساعدتك في تحقيق هذا الهدف سأعطيك طريقة لإعادة تعريف علاقتك بمعلومات السوق حتى تصبح إمكانية تلقيك أي من هذه المعلومات على أنها تهديد ضئيلة جدا أو شبه معدومة .
و ب " إعادة تعريف " أقصد تغيير منظورك والعمل إنطلاقا من إطار عقلي يبقيك مركزا على الفرص المتوفرة بدلا من تركيزك على الألم النفسي .
 
التعديل الأخير:
القسم التالي من الكتاب ليس من الاقسام المفضلة لدي فالكاتب يتحدث فيه بطريقة فلسفية
وترجمته كانت صعبة ومجهدة للوصول بالضبط الى الفكرة التي اراد ايصالها فأرجو المعذرة في حال التقصير
كما اتمنى قراءته اكثر من مرة لتترسخ فكرته
 
تصحيح برنامجك العقلي
-1-

بعبارة أخرى , نريد إزالة الفيروسات من الشيفرة البرمجية الخاصة بعقولنا وإستخدام عقلنا بشكل صحيح .
إن القيام بذلك بشكل فعال يتطلب فهما لطبيعة الطاقة العقلية وكيف يمكنك إستخدام هذه الطاقة لتغيير وجهة نظرك تلك التي تولد السلبية و الإستجابة العاطفية الغير مرغوب فيهما عن معلومات السوق .
هناك الكثير لنتعلمه ولكن أعتقد بأنك ستدهش كيف أن تغييرات طفيفة يمكن أن تحدث فرقا كبيرا في نتائج تداولك .
إن عملية التداول تبدأ بإدراك بالفرصة , فبدون إدراكها لن يكون لدينا سبب للتداول , لذلك أظن أنه من الأنسب أن نبدأ دراستنا للطاقة العقلية عن طريق إختراق عملية الإدراك .
ماهي الديناميكية الكامنة وراء الإدراك ؟ ماهي العوامل التي تحدد لنا كيف ندرك المعلومات , أو ما الذي ندركه نسبة إلى ما هو متوفر لنا ؟
كيف يتصل الإدراك بما نعيشه في أية لحظة ؟
ربما كانت أسهل طريقة لفهم ديناميكية الإدراك والإجابة على الأسئلة السابقة هي بالتفكير بكل شيء ( و أنا أعني كل شيء موجود في , و على , و حول هذا الكوكب على شكل مجموعة من القوى , قوى " توّلد " معلومات عن خصائصها و صفاتها و مزاياها التي تجعلها فريدة بما هي عليه ).
كل شيء موجود خارج أجسامنا - جميع النباتات وجميع فئات الحياة وجميع الظواهر الكوكبية كظروف جوية و زلازل وإنفجارات بركانية , جميع المواد الفيزيائية النشطة والخاملة , جميع الظواهر اللامادية كالضوء والأمواج الصوتية والموجات الدقيقة والأشعة - كل شيء منها يوّلد معلومات حول طبيعة وجوده , هذه المعلومات لديها القدرة على التأثير على إحدى حواسنا المادية الخمس .
قبل أن نمضي أبعد من ذلك , لاحظوا أنني استخدمت فعل " يوّلد " بطريقة شاملة مما يعني أن كل شيء في حالة نشطة بما في ذلك الجماد .
لتوضيح سبب قيامي بذلك لننظر إلى شيء بسيط كالصخرة مثلا , فهي عبارة عن جماد تتكون من ذرات و جزيئات , هذه الذرات و الجزيئات تعبّر عن ذاتها بشكل صخرة ,
يمكنني إستخدام الفعل النشط " تعبّر " لأن الذرات والجزيئات التي تشكل الصخرة هي في حركة مستمرة .
لذلك على الرغم من أن الصخرة لاتبدو نشطة إلا بالمعنى المجرد النظري للغاية , فإن لها صفات وخصائص لها تأثير على حواسنا , مما يجعلنا نعايش ونميز طبيعة وجودها .
على سبيل المثال الصخرة لها بنية وملمس وهذا الملمس يظهر كقوة تؤثر على حاسة اللمس لدينا إذا مررنا أصابعنا على سطحها .
للصخرة شكل ولون , واللون يبدو كقوة تؤثر على رؤيتنا , الصخرة تأخذ مساحة من الفراغ لايشغلها أي جسم آخر ,
لذلك عندما ننظر إلى الصخرة نرى صخرة ولانرى فراغا أو نرى أي جسم آخر .
والصخرة يمكن أن يكون لها رائحة أيضا تؤثر كقوة على حاسة الشم لدينا , ويمكن أن يكون لها طعم ما , على الرغم من أني لم أتذوق أي صخرة مؤخرا لأكتشف ذلك ,
عندما نواجه أي شيء في البيئة ويقوم هذا الشيء بالتعبير عن خصائصه وصفاته فإن تغيرا في الطاقة يحدث ,
الطاقة من الخارج تعبّر عن نفسها بشكل ما , وتتحول في نظامنا العصبي إلى نبضات كهربائية ثم تخزن في بيئتنا العقلية الداخلية ,
لكي نكون أكثر تحديدا فكل مانراه نسمعه نتذوقه نشمه , أو نشعر به عبر حواسنا يتحول إلى نبضات كهربائية من الطاقة وتخزن في بيئتنا العقلية كذاكرة , و قد لاتخزن ,
أعتقد أن كل هذا بديهي بالنسبة إلى أغلب الناس إلى حد ما , ولكن هناك بعض المفاهيم العميقة ليست بديهية للجميع , ولكننا نحن عادة ما نعتبرها أمر بديهي و مفروغ منه تماما .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
خلاصة المقطع التالي
الكاتب يحاول اثبات شيئين الاول ان كل ذكرياتنا ومعتقداتنا وميزاتنا هي عبارة عن طاقة داخل عقولنا وليست بشيء مادي ملموس
والثاني ان هذا الطاقة لابد ان تأخذ شكل معين كتصرف او ردة فعل يعبر عن وجودها
 
-2-

قبل كل شيء هناك علاقة بين السبب والنتيجة , هذه العلاقة موجودة بين أنفسنا وبين كل شيء آخر في البيئة الخارجية ,
, نتيجة لذلك فإن إحتكاكنا بالقوى والعوامل الخارجية يخلق ما سوف أسميه " هياكل - أو بنى الطاقة " داخل عقولنا ,
فالذكريات والميزات والمعتقدات التي نكتسبها خلال حياتنا توجد داخل عقولنا على شكل بنى من الطاقة ,
هذه الهياكل أو البنى من الطاقة هي مفهوم مجرد نظري فأنت قد تسأل نفسك كيف للطاقة ان تأخذ بنية أو شكلا ؟ قبل أن أجيبك على هذا السؤال فإن سؤالا أكثر أهمية يحتاج للإجابة ,
-وهو كيف تأخذ الذكريات والميزات والمعتقدات أساسا شكل طاقة داخل عقولنا ؟ أنا لا أعرف إذا كان قد تم إثبات ذلك علميا أو تم قبوله من المجمع العلمي ولكن إسأل نفسك بأي شكل آخر يمكن لهذه المكونات العقلية السابقة أن توجد ؟
لكن مانعرفه على وجه اليقين أن أي شيء يتكون من ذرات وجزيئات (أي شيء ليس طاقة ) يأخذ مساحة من الفراغ وبالتالي يمكن ملاحظته (رؤيته -تمييزه -مراقبته ) , فلو كانت الذكريات و الميزات والمعتقدات موجودة بشكل مادي لكنا قادرين على ملاحظتها ولكن على حد علمي لم يتم ملاحظة شيء كهذا !!
المجمع العلمي قام بتشريح أنسجة الدماغ (الحي منها و الميت) لدراستها على مستوى الذرة الفردية , وراقب مناطق مختلفة من الدماغ خلال قيامها بوظائفها ولكن حتى الآن لم يستطع أحد رؤية الذاكرة والميزات والمعتقدات بشكلها الطبيعي , وب " شكلها الطبيعي " أعني أنه بالرغم من أن العلماء تمكنوا من ملاحظة خلايا الدماغ الفردية التي تحتوي على بعض الذكريات , إلا أنهم لم يستطيعوا أن يعاينوا هذه الذكريات بحد ذاتها بشكل مباشر ,
هم فقط كانوا قادرين أن يعاينوها إذا كان الشخص صاحب هذه الذكريات حيا وعبّر عنها بطريقة ما ,
اإذا كانت الذكريات والفوارق والمعتقدات لاوجود لها كشيء مادي فعندئذ لايمكن بحال من الأحوال أن توجد إلا على شكل من اشكال الطاقة ,
-وإذا أثبتنا أنها طاقة , فهل يمكن لهذه الطاقة أن تأخذ شكلا محددا ؟
هل يمكن هيكلة هذه الطاقة بطريقة تعكس العوامل الخارجية التي سببت وجودها أصلا ؟ بالتأكيد !
هل يوجد أي شيء في البيئة مواز أو مماثل لطاقة لها شكل , أو هيكل واضح محدد ؟ نعم !
دعني أعطيك عدة أمثلة على ذلك :
الأفكار هي عبارة عن طاقة , بما أنك تفكر وتفكيرك هذا مبني على لغة ما (لغتك) فإن أفكارك هذه تتشكل بقيود و قواعد اللغة الخاصة التي تفكر بها ,
وأنت عندما تعبر عن أفكارك هذه بصوت عالي فأنت تولد أمواجا صوتية (أصوات) هذه الأصوات هي شكل من أشكال الطاقة , الأصوات التي يتم خلقها من تفاعل الحبال الصوتية واللسان تعكس مضمون رسالتك ,
الأمواج الدقيقة هي طاقة , العديد من المكالمات الهاتفية ترسل عن طريق الأمواج الدقيقة مما يعني أن طاقة الأمواج الدقيقة يجب أن تهيكل ( تأخذ شكل ) تعبر عن الرسالة التي تحملها .
أشعة الليزر هي طاقة , وإذا كنت قد شهدت يوما عرضا يشرح اشعة الليزر , أو عمل فني باستخدام الليزر , سترى طاقة نقية تأخذ شكلا معينا يعكس الرغبات الإبداعية للفنانين ,
كل ماسبق أمثلة جيدة تشرح كيف يمكن للطاقة أن تأخذ شكلا معينا أو بنية أو هيكلا ,
بالطبع هناك الكثير من الأمثلة الاخرى ولكن هناك مثال خاص يوضح الفكرة بأفضل طريقة تصويرية ,
بالمستوى الرئيسي , ماهي الأحلام ؟؟ أنا لا اسألك عن تفسير الاحلام او ماهو هدفهم , لكن أنا اسأل ماهي ؟ ماهي خصائصها ؟ على إفتراض أن الأحلام تحصل داخل حدود جماجمنا ,
فلا يمكن أن تكون مؤلفة من ذرات وجزيئات لأنه لن يكون هناك مساحة كافية (في جماجمنا) لكل الأشياء التي وجدت وحدثت في أحلامنا ,
تجربة الحلم تشعرنا بنفس النسب والأبعاد للأشياء التي نعايشها عندما نكون مستيقظين ونعيش حياتنا عبر حواسنا الخمس ,
الطريقة الوحيدة ليكون ذلك ممكنا هو أن تكون الاحلام عبارة عن شكل من هياكل أو بنى الطاقة لأن الطاقة يمكن أن تتسع في أي حجم أو بعد , ودون أن تأخذ أي مساحة ,
الآن إذا لم تصلك الفكرة بعد فهناك شيء معبّر حقا لإيصالها , إذا كانت الذكريات و الفروقات والمعتقدات التي إكتسبناها نتيجة معايشتنا للبيئة الخارجية , إذا كانت تمثل ماتعلمناه من محيطنا وكيف يعمل ,
وإذا كانت هذه الذكريات و الفروقات و المعتقدات موجودة في عقولنا كطاقة , وإذا كانت الطاقة لاتحتل أي مساحة ,فعندئذ يمكن القول أن لدينا قدرة غير محدودة للتعلم , أنا لا أظن أنه من الممكن أن نقول ذلك فقط , بل أنا أقوله فعليا ,
فإذا فكرنا في تطور الوعي البشري و ماتعلمناه بشكل جماعي , وكذلك إذا فكرنا بما يحتاج الفرد العادي لمعرفته لكي يعمل و يؤدي وظائفه بفعالية , وقمنا بمقارنة ذلك مع ما كان الوضع عليه منذ 100 عام فقط , فلن نجد إطلاقا ما يشير إلى أننا لانملك قابلية غير محدودة للتعلم .
إن الفرق بين ما نعرفه الآن و مايمكننا القيام به كنتيجة لمعرفتنا المتوسعة هذه , سوف يحيّر كل من كان يعيش قبل 100 عام .
 
التعديل الأخير:
الإدراك والتعلم :
-1-

مع ذلك يجب علينا عدم الخلط بين القدرة على التخزين في العقل وبين القدرة على التعلم , إن التعلم , ومعرفة ماهو متاح لتعمله ليس مجرد عملية تخزين معلومات ,
فلو كان الأمر كذلك فما الذي يمنعنا من معرفة كل شيء ؟ وإذا كنا نعرف كل شيء فما الذي يمنعنا من معرفة كل الإمكانيات والسمات والخصائص لكل شيء يظهر لنا في أي لحظة ؟ ما الذي يمنعنا من ذلك عندها ؟
هذه الأسئلة تتعلق بشكل جوهري بسبب وجوب فهمنا للمكونات العقلية كالذكريات والمميزات والمعتقدات والموجودة على شكل طاقة .
كل طاقة لديها القدرة على إظهار قوة تعبر بها عن شكلها , وهذا بالضبط ماتقوم به ذكرياتنا وميزاتنا ومعتقداتنا فهي تظهر قوة داخلية تؤثر بها على حواسنا لتعبر عن شكلها ومضمونها ,
وبإظهارها لهذه القوة التي تؤثر بها على حواسنا فإنها تؤثر أيضا بشكل عميق على المعلومات التي نتلقاها في أي لحظة , مما يجعل المعلومات الواردة من محيطنا والإحتمالات الكامنة داخل هذه المعلومات غير مرئية حرفيا .
ما أقوله هنا هو أنه في أية لحظة فإن محيطنا يولد كميات هائلة من المعلومات عن سماته وخصائصه وميزاته وبعض هذه المعلومات خارج النطاق المادي لحواسنا ,
وكمثال على ذلك , عيوننا لاتستطيع رؤية كل ألوان الطيف , وكذلك آذاننا لاتستطيع أن تسمع كل الترددات الصوتية في المحيط لذلك حتما هناك نطاق من المعلومات التي تتعدى قدرة حواسنا المادية (الفيزيولوجية) ,
ولكن ماذا عن بقية المعلومات التي يولدها المحيط ؟ فهل نحن نرى ونسمع ونتذوق ونشم ونشعر بكل السمات والعلامات والميزات التي نحس بها ؟؟ قطعا لا !!
فالطاقة التي بداخلنا سوف تحد بشكل قاطع وتحجب معرفتنا لكثير من هذه المعلومات , وذلك عن طريق التأثير على نفس آليات الاحساس التي تؤثر عليها العوامل الخارجية ,
الآن إذا توقفت للحظة وفكرت بالموضوع , بعض ما قلته يجب ان يكون بديهيا , وكمثال على ذلك ,
المحيط الخارجي قد يعبر لنا عن نفسه بأساليب عديدة ولكننا قد لانفهم هذه الأساليب, ببساطة لأننا لم نتعلم عنها بعد ,
من السهل توضيح ذلك , إرجع بذاكرتك إلى أول مرة نظرت فيها إلى مخطط السعر , ماذا رأيت ؟ما الذي تصورته بالضبط ؟ بدون رؤيتك له سابقا أنا واثق من أنك وكأي شخص آخر , ما رأيته هو مجموعة من الخطوط التي لامعنى لها ,
أما الآن فأنت كباقي المتداولين عندما تنظر إلى شارت السعر فأنت ترى صفات وسمات وخصائص الأنماط , هذه الأنماط التي تعبر عن السلوك الجماعي لجميع المتداولين الذين ساهموا في هذه الصفقات بالذات ,
في البداية كان المخطط البياني يمثل معلومات غير مميزة والمعلومات غير المميزة تخلق عادة نوع من الإرتباك , وهذا على الأغلب ماشعرت به عند أول مواجهة مع المخطط .
ومع ذلك فأنت تدريجيا تعلمت كيف تميز المعلومات , كالإتجاهات وخطوط الإتجاه , والإندماج والدعم والمقاومة والإرتدادات , وعلاقتها الهامة بأحجام التداول والفائدة المفتوحة وسلوك السعر , على سبيل المثال لا الحصر.
تعلمت أن هذه الإختلافات في سلوك الأسواق تمثل فرصة لتحقيق حاجة شخصيو ما , أو هدف أو رغبة .
كل إختلاف الآن صار له معنى ودرجة نسبية من الأهمية والدلالة الملازمة له ,
الآن أريد منك أن تستخدم مخيلتك وتصورك وتتخيل أني وضعت أمامك نفس مخطط السعر الذي رأيته لأول مرة , هل سيكون هناك فرق بين ما تراه الآن وبين مارأيته وقتها ؟؟
بالتأكيد , فبدل من مجموعة من الخطوط اللامميزة سترى كل ما تعلمته عن هذه الخطوط منذ ذلك الوقت وحتى الآن , بعبارة أخرى , سترى كل الفروق التي تعلمت تمييزها , كما سترى كل الفرص التي تمثلها هذه الفروق .
على الرغم من أن كل ماتراه عندما تنظر الى الشارت الآن كان موجودا سابقا وأيضا كان متاحا لك لتتلقاه , فما الإختلاف الذي حصل؟
إن هياكل الطاقة الموجودة داخلك الآن __ والتي هي المعرفة التي اكتسبتها __ تمارس قوة على عينيك لتجعلك تميز مختلف الفروق التي تعلمتها , وبما أن الطاقة لم تكن موجودة في أول مرة نظرت فيها إلى الرسم البياني ,
فإن كل الفرص التي تراها الآن كانت موجودة ولكن بنفس الوقت كانت غير مرئية لك ,
بالإضافة إلى ذلك إذا لم تتعلم أن تجعل كل حدث محتمل مبني على كل علاقة محتملة بين المتغيرات في المخطط البياني , فكل مالم تتعلمه بعد سيبقى غير مرئيا لك .
معظمنا ليس لديه فكرة عن حجم الفرص المخفية المحيطة بنا دائما والكامنة داخل المعلومات التي تأتينا .
في أغلب الأحيان نحن لانتعلم أبدا عن هذه الفرص , ونتيجة لذلك فإنها تبقى مخفية .
المشكلة حتما أنه مالم نكن في حالة جديدة وفريدة تماما , أو مالم نعمل إنطلاقا من موقف منفتح فعلا , فلن ندرك ونعرف شيء لم نتعلمه بعد ,
لنتعلم شيئا ما يجب أن نكون قادرين على تجربته بطريقة او بأخرى , وبالتالي نحن في حلقة مفرغة تمنعنا من التعلم .
(مايقوله الكاتب هنا أننا حتى نقتنع بجدوى علم ما ونتعلمه يجب أن نجربه أولا ولكن كيف نجربه إذا لم نتعلمه اساسا , أي أنه يدعو إلى أن يكون لدينا عقل منفتح لتعلم أشياء جديدة لم نجربها سابقا ثم تجربتها بعد تعلمها) .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

الحلقة المفرغة الإدراكية موجودة فينا جميعا لأنها وظيفة طبيعية من الوظائف التي تقوم بها طاقتنا العقلية لتؤثر بها على حواسنا , فجميعنا سمع بعبارة ( الناس يرون مايريدون أن يروه ) ,
سأصيغها بشكل مختلف قليلا : ( الناس يرون ماتعلموا أن يروه ) , وكل شيء آخر هو غير مرئي لهم إلى أن يتعلموا كيفية مجابهة الطاقة التي تحجب رؤيتهم عن كل مالم يتعلموه ولم يكتشفوه بعد ,
لتوضيح هذا المبدأ وجعله جليا أكثر سأعطيكم مثال آخر , مثال يبرهن كيف أن الطاقة العقلية يمكن أن تؤثر على الكيفية التي ننظر بها للبيئة ونعايشها بطريقة تعكس العلاقة بين السبب والنتيجة .
لننظر إلى طفل صغير جدا وهو في أول مواجهة له مع أحد الكلاب , بما أنها أول مقابلة له مع الكلب فعقل الطفل مازال سجلا نظيفا , لذلك إذا جاز التعبير ومع الإحترام للكلاب _فإنه لن يكون للطفل أية ذكريات أو تمييز لطبيعة الكلب , لذلك حتى هذه اللحظة لحظة أول مقابلة من وجهة نظر الطفل_ لاوجود للكلاب , ولكن بالطبع من وجهة نظر البيئة فالكلاب لها وجود ولديها القدرة على خلق قوة تؤثر في حواس الطفل لخلق تجربة ما .
بتعبير اخر , إن تصرف الكلاب على طبيعتها يمكن أن يوّلد تأثير داخل عقل الطفل , مانوع هذا التأثير الذي يمكن للكلاب أن توّلده ؟؟ حسنا الكلاب لديها مجموعة من التأثيرات , وبمجموعة من التأثيرات أقصد أن الكلاب يمكن أن تتصرف بعدة طرق تجاه البشر ,
فيمكن أن تكون ودودة محبة حامية ومرحة يمكن اللعب معها , ويمكن أن تكون عدائية لئيمة خطيرة , على سبيل المثال لا الحصر من السلوكيات القادرة عليها الكلاب .
جميع هذه الصفات يمكن ملاحظتها ومعايشتها والتعلم عنها , فعند رؤية الطفل للكلب لأول مرة فلا يوجد شيء في عقله إطلاقا يخبره ما الذي يتعامل معه .
معلومات محيطنا غير المألوفة وغير المعروفة وغير المصنفة يمكن أن تولد شعورا بالفضول __و ذلك عندما نريد معرفة المزيد عما نعايشه __ كما يمكن أن تولد حالة من الإرتباك والتي يمكن أن تتحول إلى خوف بسهولة إذا لم نستطيع وضع المعلومات في إطار أو سياق منظم ومفهوم .
في مثالنا هذا فإن إحساس الطفل بالفضول يتحرك , فيندفع نحو الكلب للحصول على المزيد من الخبرة الحسية .
لاحظ كيف أن الأطفال مجبرين حرفيا أن يلجأوا إلى أنفسهم في وضع جديد عليهم , ولكن في مثالنا هذا نفترض أن محيط الطفل لايتصرف بطريقة إيجابية مع مبادرة الطفل , فالكلب الذي آثار إهتمام الطفل لئيم بطبيعته أو يمر بيوم سيء , بغض النظر , حالما اقترب منه الطفل قام الكلب بعضه , وكان الهجوم شديدا لدرجة أنه كان لابد من جر الكلب لإبعاده عن الطفل .
هذا النوع من التجارب المؤسفة ليست نموذجا بالتأكيد ولكنها ليست نادرة أيضا , وقد اخترتها لسببين :
الأول أن معظم الناس مرتبطة بهذه التجربة بطريقة ما , إما من خلال تجربتهم الذاتية المباشرة أو من خلال تجربة شخص مقرب منهم ,
والسبب الثاني أنه من خلال تحليلنا للديناميكية الكامنة (المبدأ الكامن) وراء هذه التجربة من منظور الطاقة سوف نتعلم عن مايلي :
1)- كيفية تصميم عقولنا لتفكر .
2)-كيفية معالجة المعلومات .
3)-كيف تؤثر عملية المعالجة هذه على مانعايشه .
4)-قابليتنا للتعرف على إحتمالات جديدة .

يتبع....
 
التعديل الأخير:
-3-

أنا أعرف أن ماسبق ذكره قد يبدو فيه الكثير من بعد النظر بالإعتماد على مثال واحد فقط , ولكن هذه المبادئ تنطبق على كل الديناميكيات الكامنة خلف التعلم .
نتيجة للصدمة الجسدية والنفسية , فإن الطفل الصغير في مثالنا لديه الآن ذاكرة وتصور عن طريقة تعبير الكلاب عن نفسها ,
إذا كانت قدرة الأطفال على تذكر تجاربهم طبيعية , فإن هذا الطفل سوف يخزن هذه الحادثة بطريقة تستعرض جميع الأحاسيس التي عاشها أثناء هذه الصدمة ,
كمثال فإن هذا الهجوم سيخزن كصورة ذهنية تمثل ما رآه , وكذلك سيخزن الهجوم كأصوات ذهنية تمثل ماسمعه , وهلم جرا بالنسبة لحواسه الثلاث الأخرى الممثلة في ذاكرته ستعمل أيضا بنفس الطريقة .
ومع ذلك هذه المعطيات الحسية بحد ذاتها في ذاكرته (الصور والأصوات وباقي الأحاسيس) ليست بنفس أهمية نوع الطاقة التي تولدها هذه المعطيات .
بشكل أساسي هناك نوعان من الطاقة العقلية : طاقة إيجابية الشحنة والتي نسميها الحب ,الثقة ,السعادة ,الفرح ,الرضا ,الإثارة ,و الحماس على سبيل المثال لا الحصر من الطرق الممتعة التي يمكن أن نشعر بها .
والطاقة سلبية الشحنة والتي تمثل بالخوف ,الرعب ,عدم الرضا ,الخيانة ,الندم ,الغضب ,الإرتباك ,القلق ,التوتر, الإحباط , جميعها تمثل مايتعارف على تسميته بالألم العاطفي .
ولأن أول تجربه للطفل مع الكلب كانت مؤلمة جدا يمكننا الإفتراض أنه وبغض النظر عن ماتعرضت له حواسه , فإن جميع ذكرياته عن هذه التجربة ستبقى مؤلمة, غير سارة وسلبية الطاقة .
الآن , ماذا سيكون تأثير هذه الطاقة العقلية السلبية الشحنة على تصوره وعلى سلوكه , إذا و عندما , يقابل كلب آخر في وقت ما ؟؟ الجواب واضح إلى درجة أنه قد يبدو من السخف طرحه , ولكن الآثار الكامنة ليست واضحة , لذلك جاريني قليلا ,
من الواضح أن لحظة إحتكاكه بكلب آخر سيشعر بالخوف , ولاحظ أني استخدمت كلمة " آخر " لأصف الكلب التالي الذي قد يحتك به .
فما أريد أن أشير له أن أي كلب يمكن أن يسبب الخوف للصبي وليس فقط الكلب الذي هاجمه فعلا , ولن يشكل أي فرق إن كان الكلب الجديد الذي سيحتك معه هو أكثر كلب أليف في العالم , وكانت طبيعته مليئة بالمرح والمحبة ,
سيبقى الطفل خائفا , بل أكثر من ذلك , فخوفه قد يتحول بسرعة إلى رعب غير محدود خاصة إذا كان الكلب الثاني ( والذي كلما رأى طفل يريد أن يلعب معه ) يسعى للإقتراب منه ,
جميعنا في وقت ما قد شهد حالة كان فيها أحدهم يشعر بالخوف , ومن وجهة نظرنا حينها لم يكن هناك أدنى حد من التهديد أو الخطر ,
عندها على الرغم من أننا لم نقل ذلك علانية , فعلى الأغلب قلنا في أنفسنا بأن هذا الشخص كان غير عقلاني .
 
التعديل الأخير:
الإدراك والمخاطرة

إذا حاولنا أن نوضح لهذا الشخص اللاعقلاني أنه لايوجد هناك أي سبب يدعو للخوف فعلى الأغلب كلماتنا لن تعني له أي شيء .
ويمكن ببساطة أن نفكر بنفس الطريقة بالنسبة للطفل في مثالنا , لقد كان أيضا غير عقلاني , لأنه من الواضح من منظورنا نحن أنه يوجد إحتمالات أخرى غير التي يركز عليها عقله , ولكن هل خوفه وقت الحادثة كان مبالغا فيه أكثر من خوفك ( أو ترددك ) لأخذ صفقة جديدة بعد أن كانت آخر صفقة لك خاسرة ؟
بالإعتماد على نفس المنطق فإن التاجر المحترف سيخبرك بأن خوفك غير عقلاني لأن هذه الفرصة "وفي هذه اللحظة" لاعلاقة لها إطلاقا بآخر صفقة لك .
ببساطة كل صفقة هي مجرد إحتمال جديد , ومستقلة إحصائيا عن الصفقات الأخرى .
وإذا كنت لاتؤمن بذلك عندها أكون قد عرفت سبب خوفك , ولكني أؤكد لك أن خوفك لا أساس له أبدا .
كما ترى فإن نظرة شخص ما للخطر يمكن بسهولة أن ينظر اليها من قبل شخص آخر على أنها تفكير غير عقلاني ( غير منطقي).
الخوف شيء نسبي , ولكن بالنسبة للشخص الذي يتلقاه في تلك اللحظة فإنه يبدو حقيقيا بشكل مطلق وغير قابل للشك ,عندما قابل الطفل أول كلب له كان يغلي بالإثارة والفضول .
ما قصة (ما كيفية) الطريقة التي تفكر فيها عقولنا وتعالج فيها المعلومات , هذه الطريقة التي ستنقل الطفل بشكل تلقائي إلى حالة من الخوف في المرة القادمة التي سيقابل فيها كلبا , ولو حتى بعد مرور أشهر أو حتى أعوام ؟
إذا نظرنا إلى الخوف على أنه آليه تحذير طبيعية لنا من حالات التهديد , فماهي إذا كيفية الطريقة التي تعمل بها عقولنا والتي أخبرت الصبي بشكل تلقائي أن مقابلته التالية مع أحد الكلاب هي شيء يجب أن يخشاه ؟
ما الذي حل بإحساس الطفل الطبيعي بالفضول ؟ حتما هناك أشياء يمكن لهذا الطفل تعلمها عن طبيعة الكلاب أكثر مما علمته هذه التجربة الوحيدة , خاصة في ضوء حقيقة هي أن عقولنا لديها قدرة غير محدودة على التعلم كما يبدو , ولماذا سيكون من المستحيل تقريبا إخراج الطفل من خوفه ؟؟
 
التعديل الأخير:
قوة الربط (الترابط)
-1-

بقدر ماتبدو هذه الأسئلة معقدة للوهلة الأولى , فإن معظمها يمكن الإجابة عليه بسهولة كبيرة ,أنا واثق أن العديد منكم يعرف الأجوبة ,
عقولنا لها خصائص تصميم فطرية تجعلنا نربط أي شيء موجود في المحيط الخارجي بما هو مشابه له __ من حيث النوع والخصائص والصفات والسمات__ وموجود في محيطنا العقلي الداخلي بواسطة الذاكرة أو التمييز ,
بعبارة أخرى , في مثال الطفل الخائف من الكلب , فإن الكلب التالي أو أي كلب آخر سيقابله بعد ذلك _وليس من الضروري أن يكون نفس الكلب الذي هاجمه سيجعله يعيش تجربة الألم العاطفي .
يكفي أن يكون هناك بعض الشبه أو التشابه بالنسبة لعقله حتى يقوم بالربط بين الإثنين , هذا الميل الطبيعي لعقولنا للربط هو وظيفة عقلية لاواعية لاإرادية تحدث بشكل تلقائي , فهي ليست شيئا علينا أن نفكر به أو نقرره ,
فالوظائف العقلية اللاواعية مشابهة للوظائف الجسدية اللاإرادية , كنبضات القلب مثلا ,
فكما أنه لا يد لنا في مسألة جعل قلبنا يدق , فأيضا لا يد لنا بربط تجاربنا ببعضها البعض في عقلنا , ولا حيلة لنا بمشاعرنا تجاهها , إنها ببساطة وظيفة طبيعية لطريقة عمل عقولنا , وكما أن نبضات القلب هي وظيفة كذلك هذا الربط هو وظيفة لها أثر عميق على طريقة عيشنا لحياتنا .
أريدك أن تحاول و تتصور تدفق الطاقة في الإتجاهين المتعاكسين والتي تعكس العلاقة بين السبب والنتيجة , (يقصد الكاتب تدفق المعلومات في عقل الطفل فتأتي معلومات السبب وهو مهاجمة الكلب للطفل وتذهب معلومات النتيجة
وهي خوف الطفل من الكلب)
وهذا سوف يجعل من الصعب إذا لم يكن من المستحيل على الصبي أن يتقبل أية إحتمالات أخرى غير التي ترسخت في عقله .
لمساعدتك على التصور سأقوم بتجزيء هذه العملية وصولا إلى أصغر اجزائها , و سأشرح ماحصل خطوة بخطوة , ما أقوله قد يبدو لك نظريا قليلا ,ولكن فهم هذه العملية يلعب دورا كبيرا في تحرير إمكانياتك لتحقق نجاحا مستمرا كمتداول كبير .
أولا , دعنا نبدأ بالأساسيات ,
هناك بنى من الطاقة خارج الطفل وبنى من الطاقة داخل الطفل ,
إن الطاقة الخارجية هي ذات شحنة إيجابية على هيئة كلب ودود يريد أن يعبر عن نفسه باللعب ,
والطاقة الداخلية ذات شحنة سلبية محملة بالذاكرة على هيئة صور و أصوات ذهنية تمثل تجربة الصبي الأولى مع الكلب .
كلا الطاقتين الداخلية والخارجية لهما القدرة على جعل الطفل يحس بهما , و نتيجة لذلك فإنهما يولدان حالتين مختلفتين يعايشهما الطفل,
الطاقة الخارجية لديها القدرة على التأثير على الطفل بطريقة مفرحة جدا ,هذا الكلب بالذات يعبر عن سلوك و صفات كالمرح والصداقة وحتى الحب , ولكن تذكر أن هذه صفات لم يعايشها الطفل في الكلب بعد , لذلك من منظور الطفل فإنها ليست موجودة .
تماما كمثال مخطط السعر الذي قمت بطرحه سابقا , فالطفل لايمكن له أن يدرك مالم يتعلمه بعد , إلا إذا كان في حالة ذهنية قابلة للتعلم ,
الطاقة الداخلية أيضا لديها قدرة , وتنتظر أن تعبر عن نفسها إذا جاز التعبير , ولكنها ستتصرف بناء على عيون وآذان الطفل بطريقة تشعره بأنه مهدد , وهذا بدوره سيخلق شعورا بالألم النفسي والخوف وربما حتى الرعب .
وبهذه الصيغة سيبدو وكأن الطفل مخيّر بين الشعور بالفرح أو الخوف , ولكن الحقيقة ليست كذلك , فهو ليس مخيّر على الأقل ليس في الوقت الراهن ,من بين الإحتمالين الموجودين أمامه فإنه وبدون أدنى شك سيشعر بالألم والخوف بدلا من المرح .
هذا صحيح لعدة أسباب , أولا كما أشرت سابقا فإن عقولنا مصممة بحيث تقوم تلقائيا وبشكل فوري بربط المعلومات التي لها صفات وسمات وخصائص متشابهة .
فما يوجد في محيط الطفل الخارجي الآن هو شكل كلب يبدو من حيث الصوت والصورة مشابها لذاك الذي في عقله .
ومع ذلك فإن درجة التشابه المطلوبة ليقوم عقله بالربط بين الكلبين متغيرة وغير معروفة ,
بمعنى أنا لا أعرف الآلية العقلية التي تحدد حجم الحد الأدنى من التشابه المطلوب لتقوم عقولنا بربط مجموعتين أو اكثر من المعلومات .
بما أن عقول الجميع تعمل بطريقة متشابهة ولكنها فريدة بنفس الوقت ,
سأفترض أن هناك مدى من التفاوت (مدى من الدرجات) في تمييز التشابه والإختلاف , ولكل واحد منا مدارك فريدة تأخذ درجة معينة من ذلك المدى .
مانعرفه على وجه اليقين أنه بينما يظهر الكلب الجديد لعيني وأذني الصبي , فإنه إذا كان هناك درجة تشابه كافية _من حيث صوته وصورته_ بينه وبين ذاك الكلب المترسخ في ذاكرة الصبي , فإن عقل الصبي وبشكل تلقائي سيربط بينهما .
وهذا الربط بدوره سيطلق الطاقة السلبية الشحنة الموجودة في ذاكرته عبر جسده , فيغلب عليه إحساس بالتوجس أو الرعب .
درجة الإنزعاج أو الألم النفسي التي سيعيشها ستكون مساوية لدرجة الصدمة التي لحقت به نتيجة لقاءه الاول مع الكلب .
ومايحصل لاحقا هو مايسميه علماء النفس بالإسقاط .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

مايحصل لاحقا هو مايسميه علماء النفس بالإسقاط .
أنا سأشير إليه ببساطة على أنه ترابط فوري آخر والذي يجعل الطفل يرى الوضع الحالي من منظوره فقط على أنه حقيقة مطلقة لاشك فيها .
أصبح جسم الصبي الآن مشبعا بالطاقة ذات الشحنة السلبية .
وفي نفس الوقت هو في إتصال حسي مع الكلب , وعندها فإن عقله سيربط كل المعلومات الحسية التي تقع عليها عيناه وتسمعها أذناه بالطاقة المؤلمة التي يشعر بها داخله , فيبدو وكأن مصدر ألمه وخوفه هو الكلب الذي يراه ويسمعه في تلك اللحظة .
يطلق علماء النفس على ديناميكية ماقمت بوصفه بالإسقاط , لأن الصبي وفي إحساسه يقوم بإسقاط الألم الذي يشعر به الآن على الكلب . فتنعكس الطاقة المؤلمة عائدة إليه , فيرى الكلب على أنه تهديد و أنه مسبب للألم و أنه خطير .
هذه العملية تجعل من الكلب الثاني مطابقا في الطبع والصفات والخصائص للكلب الموجود في بنك ذاكرة الصبي , على الرغم من أن المعلومات التي يولدها الكلب الثاني عن سلوكه ليست مطابقة أو حتى مشابهة لسلوك الكلب الذي هاجمه .
بما أن الكلبان ,الأول الذي في عقل الصبي والثاني الذي هو خارج عقله , بما أنهما يبدوان متماثلين تماما ,فإنه من المستبعد جدا إن يلحظ الصبي أي فرق يوحي بأن سلوك الكلب الثاني مختلف عن الموجود في عقله , لذلك وبدلا من أن يرى أن مقابلته الجديدة مع الكلب هي فرصة لمعرفة شيء جديد عن طبيعة الكلاب ,فإنه يرى كلب مهدد وخطر .
الآن إذا فكرت في ذلك للحظة , ماذا حصل للعملية العقلية التي تخبر الصبي أن طريقة معايشته لهذه المقابلة الجديدة ليست حقيقة مطلقة لاشك فيها ؟؟
بالتأكيد الألم والخوف اللذان عاشهما في جسده كانا حقيقة مطلقة .
ولكن ماذا بشأن الإحتمالات التي أدركها , ماذا بشأن رؤيته؟ هل كانت حقيقية ؟
من وجهة نظرنا لم تكن كذلك .
ومع ذلك , من وجهة نظر الصبي , ماذا يمكن أن تكون قناعاته ورؤيته عن المواجهة الجديدة إلا الواقع والحقيقة ؟
ماهي البدائل التي يملكها ؟
أولا , لايمكنه رؤية أية إحتمالات جديدة لم يتعلم عنها من قبل .
ومن الصعب جدا تعلم أي شيء جديد إذا كنت خائفا , لأنه , وكما نعرف جيدا , فالخوف هو طاقة مضعفة جدا .
وهي تجعلنا ننسحب , نبقى على إستعداد لحماية أنفسنا , تجعلنا نهرب , وتقلل من تركيزنا ,كل ذلك يجعل من الصعب جدا علينا إذا لم يكن من المستحيل أن نكون منفتحين بما يسمح لنا بتعلم شيء جديد .
وثانيا , فيما يخص الطفل فإن الكلب سيبقى سبب ألمه , وفي داخل شعوره هذه هي الحقيقة .
إن الكلب الثاني أعاد الطفل إلى الألم الذي كان موجودا اساسا في عقله , ولكنه لم يكن السبب الأصلي لذلك الألم .
لقد كان الكلب ذا شحنة إيجابية , إتصلت بطريقة تلقائية مع طاقة الصبي ذات الشحنة السلبية ,
إن المعالجة العقلية اللاإرادية تعمل أسرع من طرفة العين ((هذه المعالجة التي لاعلم للصبي بها اطلاقا)) .
إذا فيما يخص الصبي , لماذا يخاف إذا كان مايشعر به حول الكلب ليس هو الحقيقة المطلقة ؟
كماترى فإنه لايهم كيف كان الكلب يتصرف ولايهم ماقد يقوله أي شخص خلافا لذلك ليوضح للطفل أنه يجب ألا يخاف ,
لأنه سيرى أي معطيات يولدها الكلب عن نفسه من منظور سلبي (مهما كانت ايجابية).
فهو ليس لديه أدنى فكرة أن إحساسه بالألم والخوف والرعب كان من توليده الذاتي الداخلي بشكل كامل .
الآن إذا كان من الممكن للصبي أن يوّلد ذاتيا ألمه ورعبه الخاص , وفي نفس الوقت أن يكون على قناعة راسخة أن إحساسه السلبي مصدره محيطه الخارجي ,عندها هل من الممكن أيضا للمتداولين أن يوّلدوا ذاتيا إحساسهم الخاص بالخوف والألم النفسي أثناء تفاعلهم مع معلومات السوق , وأن يكونوا على ثقة تامة بأن خوفهم وألمهم له
مايبرره بسبب الظروف الخارجية ؟


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-3-

إن الديناميكية النفسية الرئيسية تعمل بنفس الطريقة تماما , إحدى أهدافك الأساسية كمتداول هي أن تتلقى وتدرك الفرص المتاحة لا أن تدرك التهديد بالألم .
لتتعلم كيف تبقى مركزا على الفرص يجب عليك أن تعرف وتفهم وبعبارات لا لبس فيها ماهو مصدر التهديد, فهو ليس السوق .
فالسوق يوّلد معلومات حول إحتمال حركته من منظور محايد , وبنفس الوقت فإنه يزودك ( أنت المراقب ) بسيل من الفرص لتقوم بشيء فيه مصلحتك الخاصة وتستفيد منه .
إذا كان ماتدركه في أية لحظة يسبب لك الخوف فاسأل نفسك هذا السؤال : هل هذه المعلومات مهددة بطبيعتها , أم أنك ببساطة تعاني من تأثير حالتك العقلية الخاصة المنعكسة عليك ,(كما في التوضيح أعلاه) ?؟ أعرف أن هذا مفهوم من الصعب القبول به , لذا سوف أعطيك مثال آخر لتوضيح النقطة .
لنضع السيناريو التالي , بحيث كانت آخر صفقتين أو ثلاث صفقات لك خاسرة .
أنت الآن تراقب السوق والمتغيرات التي تستخدمها عادة لتدلك أن هناك فرصة ما , موجودة الآن ,
لكن بدلا من أن تنفذ صفقتك فورا تتردد , وتشعر بأن الصفقة خطيرة جدا لدرجة أنك تبدأ بالشك والتساؤل فيما إذا كانت هذه إشارة دخول حقا .
ونتيجة لذلك تبدأ بجمع معلومات لتدعم مايقول بأن هذه الصفقة ربما لن تنجح . معلومات أنت عادة لن تهتم بها أو تلتفت إليها , وهي معلومات حتما ليست جزءا من خطة تجارتك ,
وفي أثناء ذلك يتحرك السوق . ولسوء الحظ فإنه يبتعد عن نقطة دخولك الأصلية التي كان من المفترض أن تدخل عندها صفقتك لو أنك لم تتردد .
الآن أنت تعيش في تضارب لأنك لازلت ترغب في الدخول , والتفكير في فقدان صفقة رابحة هو أمر مؤلم , وفي نفس الوقت بينما يبتعد السعر عن نقطة دخولك فإن قيمة المخاطرة بالدولار ترتفع في حال دخولك الآن, والحرب داخل عقلك تشتد .
أنت لاتريد أن تفوّت الفرصة , وفي نفس الوقت لاتريد أيضا أن تخسر خسارة كبيرة , في النهاية لاتقوم بشيء لأنك مشلول بسبب هذا الصراع الداخلي ,
تقوم بالتبرير لنفسك بأن حالة الجمود التي أصابتك سببها أنه من الخطر جدا أن تقوم بمطاردة السوق , بينما تتعذب وتتحسر على كل تكة يتحركها السوق في الإتجاه الذي كان يمكن أن يكون صفقة جميلة رابحة .
إذا كان هذا السيناريو مألوفا لك أريدك ان تسأل نفسك فيما إذا كنت تتلقى وتدرك ماكان يتيحه لك السوق في تلك اللحظة التي ترددت فيها , أم كنت تتلقى وتدرك ماكان يعكسه لك عقلك ؟
السوق أعطاك إشارة لكنك لم تستقبل هذه الإشارة من منظور إيجابي أو موضوعي .
أنت لم ترها كفرصة لتعيش الشعور الإيجابي الناتج عن تحقيق الربح أو جني المال , ولكن هذا بالضبط ماوفره السوق لك .
فكر بمايلي للحظة : إذا غيرت السيناريو بحيث جعلت آخر صفقتين أو ثلاثة لك رابحين بدلا من أن يكونوا خاسرين , هل كنت ستنظر للإشارة بشكل مختلف ؟ هل كنت ستراها على أنها فرصة للربح أكثر مما فعلت في السيناريو الأول ؟ إذا كنت خارجا من ثلاث صفقات رابحة على التوالي هل كنت ستتردد في أخذ تلك الصفقة ؟ على الأغلب لا !
في الواقع إذا كنت كأغلب المتداولين فإنك على الأرجح ستضع في حسبانك أن تبالغ ( أن تأخذ عقود بحجم أكبر بكثير من حجمك المعتاد ).
في كل من الحالتين السابقتين فإن السوق قد ولّد نفس الإشارة . ولكن حالتك العقلية كانت سلبية ومليئة بالخوف في السيناريو الأول , وجعلتك تركز على إحتمالات الفشل , والتي بدورها سببت لك التردد .
أما في السيناريو الثاني فأنت بالكاد رأيت أي مخاطرة على الإطلاق .
حتى أنك ربما قد فكرت أن السوق يجعل من حلمك حقيقة . وهذا بدوره سيجعل من السهل عليك _إذا لم نقل أنه سيجبرك_ على مخالفة الإدارة المالية الخاصة بك .
إذا استطعت أن تقتنع بواقع أن السوق لايوّلد أي معلومات إيجابية أو سلبية الشحنة كصفات كامنة فيه ليعبر فيها عن نفسه , فإقتناعك هذا معناه أن السبب الوحيد لرؤيتك لأي معلومات على أنها إيجابية او سلبية الشحنة موجود في عقلك فقط .
وأن تلك الرؤية هي وظيفة من وظائف طريقة عمل عقلك .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-4-

بعبارة أخرى , ليس السوق هو ما يجعلك تركز على الفشل والألم , أو على الربح والسرور .
مايجعل المعلومات تأخذ نوعية إيجابية أو سلبية هو نفس العملية العقلية اللاشعورية التي جعلت الطفل يرى الكلب الثاني خطير و مهدد ,بينما كان كل مايعرضه الكلب هو الصداقة والمرح .
عقولنا تربط بإستمرار بين ماهو خارج عقلنا ( من المعلومات ) بما هو موجود مسبقا داخل عقولنا (مانعرفه) , فيبدو وكأن الظروف الخارجية والذاكرة والتمييزات أو المعتقدات المرتبطة بهذه الظروف تبدو وكأنها نفس الشيء .
و نتيجة لذلك فإنه في السيناريو الأول إذا كنت خارجا من صفقتين خاسرتين أو ثلاثة , فالإشارة التالية التي يعطيك إياها السوق بأن هناك فرصة متوفرة , ستبدو محفوفة بالمخاطر لدرجة كبيرة .
إن عقلك وبشكل تلقائي ولا إرادي يربط "اللحظة الحالية" بآخر عملية تداول لك .
هذا الربط ينقلك إلى ألم الخسارة , ويشعرك بحالة خوف عقلية تجعلك ترى المعلومات التي كنت تتعرض لها في تلك اللحظة من منظور سلبي ,
فيبدو وكأن السوق يعرض معلومات مهددة لك , وعندها فإن ترددك مبرر طبعا .
أما في السيناريو الثاني فإن نفس المعالجة العقلية تجعلك ترى نفس الحالة من منظور إيجابي مبالغ فيه , لأنك خارج من ثلاث صفقات رابحة على التوالي .
إن الربط بين "اللحظة الحالية" والفرحة بالصفقات الثلاث الأخيرة الرابحة تخلق حالة عقلية إيجابية ومفرحة بشكل مبالغ فيه , فيبدو وكأن السوق يوفر لك فرصة بلامخاطر .
وبالطبع هذا يبرر تقديرك المبالغ فيه لنفسك .
في الفصل 1 , قلت إن العديد من الأنماط العقلية التي تجعل المتداولين يخسرون ويرتكبون الأخطاء هي بديهية في تكوينهم و مغروسة عميقا لدرجة أنه لايمكن أن يخطر ببالنا أن تفكيرنا هو سبب عدم كوننا ناجحين باستمرار .
إن فهم مايجري أصبح ضرورة ملحة , وتعلّم كيفية التحايل والإلتفاف على ميل العقل بطبيعته للربط هو جزء كبير من إتمام هدف الإستمرارية أو الإتساق ,
إن التطوير والحفاظ على الحالة الذهنية _المسؤولة عن تلقي الفرص من السوق بدون تهديد الألم , وبدون المشاكل الناتجة عن الثقة المفرطة_ , ان يتطلب أن نسيطر بشكل واعي على عملية الربط .

نهاية الفصل 5
 
التعديل الأخير:
الفصل السادس

منظور السوق
_ مبدأ عدم اليقين
_السمات الأكثر جوهرية للسوق
 
التعديل الأخير:
منظور السوق

في أغلب الحالات , فإنه في أي وضع تداول يكون تصوّر المتداوليين النموذجيين عن المخاطرة مبني على آخر صفقتين او ثلاث صفقات لهم (بحسب الشخص ) .
أما على الجهة الأخرى فإن افضل المتداولين لايتأثرون ( لا سلبا ولا ايجابا ) بنتيجة آخر صفقة أو حتى آخر عدة صفقات لهم .
لذلك فإن تصورهم عن المخاطرة في أي وضع تداول لايتأثر بهذا المتغير النفسي الشخصي .
هناك فجوة نفسية كبيرة جدا هنا , والتي قد تدفعك للإعتقاد بأن أفضل المتداولين لديهم صفات داخلية خاصة في عقولهم هي المسؤولة عن هذه الفجوة النفسية بينهم وبين غيرهم ,
ولكني اؤكد لكم أن هذا غير صحيح .
فكل متداول عملت معه خلال ال 18 عاما الماضية كان عليه أن يدرب عقله ليبقى مركزا تماما على " سيل الفرص في اللحظة الحالية " , فهذه مشكلة عالمية مشتركة بين جميع الناس , ولها علاقة بكل من طريقة تصميم عقولنا , وبتربيتنا الإجتماعية الشائعة ( بمعنى أن مشكلة التداول هذه بالذات ليست خاصة بشخص معين دون غيره ) .
هناك عوامل أخرى تتعلق بالثقة بالنفس والتي قد تمثل أيضا عقبات على طريق كونك ناجح باستمرار , ولكن مانحن بصدد مناقشته الآن هو حجر الأساس الأهم لنجاحك كمتداول .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى