إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

جزاك الله خير وبارك فى عمرك وعملك ومالك

احسنت عملا

انت خير خلف للاستاذ حاتم صلاح حيث اكملت ماتوقف عنده وقد حاول الاح الاخ عبدالملك ان يكمل ولكن ضروفه لم تسمح له فتوف فى بداية الترجمة
 
بارك الله لك في مالك وصحتك على هذا المجهود
متابعين معاك
والله ولي التوفيق

:15:

جزاك الله خير وبارك فى عمرك وعملك ومالك

احسنت عملا

انت خير خلف للاستاذ حاتم صلاح حيث اكملت ماتوقف عنده وقد حاول الاح الاخ عبدالملك ان يكمل ولكن ضروفه لم تسمح له فتوف فى بداية الترجمة

شكرا جزيلاا فالمجهود كبير والعبء ثقيل

وفقك الله وسدد خطاك

شكرا جزيلا على دعواتكم
وان شاء الله أكون عند حسن الظن
 
-2-

ولتوضيح هذه الظاهرة , فخير مثال على ذلك هو مثال شرحته لكم سابقا :
عندما نكون في صفقة ما والسوق يتحرك باتجاه معاكس لصفقتنا , أو بالأحرى السوق شكل ترند في الاتجاه المعاكس لما نريد أو مانتوقع ,
ففي الأحوال العادية لايكون لدينا مشكلة في تحديد أو رؤية هذا النمط , إلا أنه يتحرك الآن في اتجاه معاكس لصفقتنا .
ولكن هذا النمط يفقد أهميته (يصبح غير مرئيا) لأننا نجد أنه مؤلم جدا أن نعترف به . ولتجنب هذا الألم نضيق من دائرة تركيزنا وإهتمامنا على معلومات تبقينا بعيدين عن الألم , مهما كانت هذه المعلومات تافهة وصغيرة . وفي نفس الوقت فالمعلومات التي تشير بوضوح إلى وجود هذا الترند ووجود فرصة للتداول في إتجاه هذا الترند تصبح غير مرئية بالنسبة لنا .
هذا الترند لايختفي من الوجود المادي , ولكن قدرتنا على رؤيته هي التي تختفي . فآليات تجنيبنا الألم تحجب قدرتنا على تحديد وتفسير مايقوم به السوق عندما يكون في حالة ترند . وهذا الترند سيبقى غير مرئي لنا وذلك إلى أن : إما أن يعكس السوق إتجاهه لصالحنا , أو أن نجبر على الخروج من الصفقة لأن الضغط الناتج عن خسارة الكثير من المال أصبح لايحتمل . أي أن الترند غير مرئي إلى أن نصبح في مأمن من الخطر الواضح الذي شكله هذا الترند أو إلى أن نخرج من الصفقة . وكذلك الأمر بالنسبة للفرص التي تتوفر لكسب المال من التداول في إتجاه الترند فإنها تصبح غير مرئية .
جميع العلامات والإشارات والتي عادة يمكن رؤيتها , جميعها تكون واضحة تماما , عندما لايوجد شيء لتحمينا عقولنا منه .
جميعنا لديه القابلية على الإنخراط في عملية الحماية الذاتية والتي تنفذها آليات تجنيبنا الألم , لأن عملية الحماية الذاتية هي وظيفة طبيعية من وظائف عمل عقولنا .
قد تكون هناك أوقات نحمي فيها أنفسنا من معلومات تجلب لنا جروح عاطفية متجذرة عميقا لدينا , أو من صدمة نحن غير مستعدين لمواجهتها , أو ليس لدينا المهارة أو القدرة اللازمة للتعامل معها , في هذه الحالات فإن آلياتنا الطبيعية تخدمنا بشكل جيد لهدف جيد , ولكن في أغلب الحالات فآليات تجنيبنا الألم تحمينا فقط من معلومات تبين أن توقعاتنا لاتتطابق مع مايوفره المحيط , في هذه الحالة فإن اليات تجنيبنا الألم تقدم لنا خدمة سيئة خصوصا كمتداولين .
ولفهم هذا المبدأ , اسأل نفسك , ماهو بالضبط التهديد الذي يمكن أن تشكله معلومات السوق , هل التهديد هو لأن السوق عبارة عن معلومات سلبية الشحنة فعلا , وهذه المعلومات السلبية صفة أساسية لوجوده ؟
قد يبدو الأمر على هذا الشكل , ولكن على المستوى الأساسي , مايقدمه لنا السوق لنراه هو عبارة عن تكات سعرية لأعلى وتكات سعرية لأسفل ((صعود نقطة في السعروهبوط نقطة في السعر )),أو أعمدة صاعدة و أعمدة هابطة .
هذه التكات صعودا وهبوطا تشكل أنماط , وهذه الأنماط تمثل لنا أفضليات وميزات .
الآن , هل أي من هذه التكات أو الأنماط التي تتشكل تحمل شحنة سلبية ؟ أكرر , بالتأكيد قد تبدو كذلك , ولكن بمنظور السوق هذه معلومات حيادية .
كل تكة لأعلى أو تكة لأسفل أو نمط هي مجرد معلومة , تخبرنا عن وضع السوق . فلو كانت السمة الأساسية لجوهر هذه المعلومات أنها سلبية الشحنة , أليس من الفروض عندها أن يتعرض كل شخص يرى هذه المعلومات لألم نفسي ؟
على سبيل المثال إذا تعرضنا أنا و أنت لضربة على الرأس بأداة صلبة , فعلى الأغلب لن يكون هناك فرق بين شعوري وشعورك , فكلانا سيشعر بالألم , فإذا اصطدم أي جزء من جسدنا بجسم صلب مع درجة قوة معينة , فإن ذلك سيسبب لأي شخص جهازه العصبي طبيعي , أن يشعر بالألم .
جميعنا نشعر بنفس الألم لأن أجسادنا مبنية بالأساس بنفس الطريقة .والألم هو ردة فعل تلقائية فيزيولوجية عند الإصطدام بجسم مادي ملموس .
المعلومات التي تكون على شكل كلمات أو ايماءات والتي تأتينا من محيطنا , والتكات صعودا وهبوطا و التي تأتينا من السوق , يمكن أن تكون مؤلمة تماما مثل التعرض للضرب بجسم صلب , إلا أنه هناك فرق بين المعلومات وبين هذه الأجسام , فالمعلومات ليست ملموسة , لاتتكون من ذرات وجزيئات .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-3-

لمعايشة الآثار المحتملة للمعلومات , سواء كانت آثار إيجابية أم سلبية , فإننا نحتاج إلى تفسيرها و تأويلها .
والتفسيرات التي نتخذها هي من وظائف عقلنا الفريد من نوعه . فالإطار العقلي لكل شخص هو إطار فريد من نوعه لسببين أساسيين .
السبب الأول , جميعنا ولدنا ولدينا سلوك وصفات شخصية مختلفة في الشيفرة الوراثية الجينية عما لدى غيرنا , مما يجعل لكل شخص منا إحتياجات مختلفة عن الآخر .
و درجة استجابة البيئة الخارجية لإحتياجاتنا هذه ونوع الاستجابة سواء ايجابية أم سلبية , يخلق تجربة فريدة لكل شخص منا .
السبب الثاني , كلنا يتعرض لمجموعة متنوعة من القوى البيئية , بعض هذه القوى تكون متماثلة بين شخص و آخر , ولكنها ليست متطابقة تماما.
فإذا أخذت في اعتبارك عدد التوليفات الممكنة من الخصائص الشخصية المشفرة وراثيا التي يمكن أن تولد معنا , وعلاقتها بالقوى المحيطة التي لاحصر لها التي يمكن أن نواجهها خلال حياتنا , والتي تساهم جميعها في بناء إطارنا العقلي , فعندها لن يكون من الصعب أن نفهم لماذا لايوجد إطار عقلي عام مشترك لدى الجميع .
فعلى عكس أجسامنا والتي لها نفس البنية الجزيئية المشتركة والمتطابقة بيننا جميعا والتي تشعر بالألم المادي الجسدي , فليس هناك تركيبة عقلية عامة مشتركة للجميع تؤكد لنا أننا سوف نتشارك الشعور بالآثار الايجابية أو السلبية المحتملة للمعلومات بنفس الطريقة .
على سبيل المثال , إذا وجه شخص ما لك الإهانات , وهو ينوي بذلك أن يسبب لك ألم نفسي , فبالمنظور العام لأغلب الناس , هذه الشتائم هي معلومات سلبية الشحنة . ولكن هل ستشعر أنت بالتأثيرات السلبية التي يقصدها ؟ ليس بالضرورة !
فيجب عليك أن تأوّل هذه المعلومات على أنها سلبية لكي تعيش سلبيتها . فماذا لو أن هذا الشخص كان يهينك بلغة أنت لاتفهمها , أو كان يستخدم كلمات لاتعرف معناها ؟
هل ستشعر عندها بالألم الذي يقصد أن يسببه لك ؟ لن تشعر بذلك حتى تقوم ببناء إطار عقلي يفسر ويفهم هذه الكلمات بطريقة مهينة.
وحتى عند ذلك , لايمكننا أن نفترض أن الشعور الذي ستشعر به منسجم مع النية المقصودة وراء الإهانة .
ومن الممكن أن يكون لديك الإطار العقلي الذي يدرك نيته السلبية , ولكن مع ذلك بدلا من الشعور بالألم قد تشعر بنوع من المتعة الشاذة .
لقد صادفت العديد من الأشخاص الذين و لمجرد تسليتهم الخاصة , يحبون أن يشعروا الناس بمشاعر سلبية .
وإذا تمت إهانتهم أثناء قيامهم بذلك , فإنهم يشعرون بالمتعة لأنهم عندها يعرفون كم كانوا ناجحين فيما يقومون به .
الشخص الذي يعيش حب صادق يولد معلومات بشحنة إيجابية في محيطه .
دعنا نقول أن القصد وراء التعبير عن هذه المشاعر الإيجابية , هو نقل المحبة والمودة و الصداقة . هل هناك أي ضمانات أن الشخص أو الأشخاص الذين توجه إليهم هذه المعلومات الإيجابية سيقومون بترجمتها ومعايشتها على أنها كذلك ؟ ((أي هل سيرونها معلومات إيجابية ؟)).
كلا لايوجد أية ضمانات ,
فشخص ليس لديه أدنى احترام لنفسه , أو شخص عاش قدرا كبيرا من الأذى وخيبة الأمل في العلاقات , غالبا ما سوف يسيء تفسير أي تعبير عن الحب الحقيقي , ويفسره على أنه شيء آخر .
ففي حالة شخص لاثقة له بنفسه, إذا كان لايؤمن أنه يستحق أن يكون محبوبا بهذه الطريقة , سيجد أنه من الصعب إذا لم يكن من المستحيل أن يفسر مايعرض عليه على أنه صادق وحقيقي .
وفي الحالة الثانية , حالة الشخص الذي عانى من تراكم كبير من الأذى وخيبة الأمل في علاقاته , من السهل عليه أن يقتنع أن التعبير الصادق عن الحب نادر للغاية , إن لم يكن غير موجود إطلاقا , وعلى الأغلب سيفسر الوضع على أنه شيء من اثنين , إما أن الشخص الآخر يريد شيئا ما منه , أو أنه يحاول استغلاله بطريقة ما .
أنا متأكد أني لست بحاجة أن أسوق المزيد والمزيد من الأمثلة عن كل الطرق التي من الممكن أن نسيء بها تفسير ما يحاول أحد الأشخاص إيصاله إلينا , أو كيف يمكن أن يساء فهم مانحاول التعبير عنه لشخص ما بطريقة لم نكن نقصدها .
النقطة التي أحاول توضيحها هي أن كل فرد سوف يحدد ويفسر ويعيش أي معلومات تواجهه بطريقته الخاصة الفريدة .
فليس هناك طريقة معيارية موحدة لنعايش بها مايقدمه المحيط الخارجي لنا , - سواء كان مايعرضه معلومات إيجابية أو محايدة أو سلبية - ببساطة لأنه لايوجد إطار عقلي معياري موحد نستطيع من خلاله إدراك المعلومات .
وبناء على ذلك , كمتداولين , السوق يعرض لنا شيء ما لنقوم برؤيته في كل لحظة , بمعنى أنه , يمكن القول أن السوق يتواصل معنا .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-4-

إذا بدأنا بفرضية أن السوق لايولد معلومات سلبية الشحنة , كغاية أساسية من وجوده , يمكننا عندها أن نسأل ونجيب على السؤال , "ما الذي يجعل المعلومات تأخذ نوعية سلبية؟" , بتعبير آخر , من أين يأتي بالضبط التهديد بالألم ؟ إذا لم يكن يأتي من السوق كما افترضنا بداية , إذا لابد من أنه يأتي من الطريقة التي نحدد ونفسر فيها المعلومات الموجودة . فتحديدنا وتفسيرنا للمعلومات مبني على مانعرفه ونعتقده ونؤمن به على أنه هو الحقيقة .
إذا كان مانعرفه أو نؤمن به هو الحقيقة فعلا _ونحن مقتنعين أننا لن نؤمن به لو لم يكن هو الحقيقة _فعندها حين نخرج معتقداتنا على شكل توقع ما على لحظة ما في المستقبل , فإننا بذلك نتوقع بديهيا أن نكون على صواب . وعندما نتوقع أن نكون على صواب ,فأي معلومات تأتي ولاتدعم نسختنا عن الحقيقة تتحول بشكل تلقائي إلى تهديد . وأي من المعلومات التي من المحتمل أن تتحول إلى تهديد من المحتمل أيضا أن يتم حجبها , تحريفها , أو تقليل أهميتها من قبل آليات تجنب الألم لدينا .
إن هذه المميزات الخاصة للطريقة التي تعمل بها عقولنا يمكن أن تقدم لنا خدمة سيئة .
وكمتداولين , لايمكننا أن نسمح لآليات تجنيبنا الألم أن تعزلنا عما يحاول السوق إيصاله لنا حول ما هو متوفر , لكي ندخل في الفرصة التالية , أو نخرج منها , أو نضيف إليها , أو ننسحب من الصفقة , لايمكننا أن نسمح لآلياتنا أن تعزلنا عن السوق فقط لأنه يقوم بشيء لانريده أو لانتوقعه .
على سبيل المثال , عندما تراقب سوق ما (سوق تتداول فيه نادرا أو لاتتداول فيه مطلقا) مع نيتك بأن لاتفعل شيئا بل تراقب فقط , هل تسبب لك أي تكة سعرية صعودا أو هبوطا أي شعور بالغضب , خيبة الأمل , الإحباط , تثبيط العزيمة , أو الخيانة بأي شكل من الأشكال ؟
كلا ! والسبب أنه لايوجد أي شيء على المحك . فأنت ببساطة تراقب المعلومات التي تخبرك عن مكان السوق في تلك اللحظة .
هذه التكات السعرية الصاعدة والهابطة لو شكلت نمط سلوكي معين كنت قد تعلمت سابقا أن تميزه , ألا يمكنك عندها أن تعرف وتميز هذا النمط ؟ نعم يمكنك ذلك , ولنفس السبب : أنه ليس هناك شيء على المحك .
لايوجد شيء على المحك لأنه ليس هناك أي توقع , فأنت لم تتصور أن ما تؤمن به وتفترضه و تظن أنك تعرفه عن السوق سيحدث في لحظة مستقبلية .
ونتيجة لذلك , لايوجد شيء لتكون مصيبا أو مخطئا فيه , لذلك فالمعلومات لن يكون لديها القدرة على أن تشكل تهديدا أو أن تكون ذات نوعية سلبية الشحنة .
فبدون توقع محدد أنت لاتضع أي حدود لكيفية تعبير السوق عن نفسه . وبدون أي حدود عقلية , ستجعل من نفسك جاهزا لرؤية كل الطرق التي يتحرك فيها السوق والتي تعلمتها سابقا .
لن يكون هناك أي شيء لتقوم آليات تجنيبنا الألم باستبعاده , وتحريفه , أو أن تقلل من انتباهك إليه بهدف حمايتك .
في ورشات العمل الخاصة بي , أنا دائما أطلب من المشاركين أن يحلوا تناقضات التداول الأساسية التالية : ماهي الطريقة التي يجب أن يتعلم فيها المتداول كيف يكون صارم ومرن في نفس الوقت ؟
الجواب هو : يجب أن نكون صارمين في قواعدنا ومرنين في توقعاتنا .
نحتاج أن نكون صارمين لكي نكتسب شعورا بالثقة بالنفس والذي يمكن أن يحمينا دائما في بيئة فيها كم قليل من الحدود والضوابط إن لم تكن معدومة .
ونحن نحتاج أن نكون مرنين في توقعاتنا حتى نتمكن من إدراك _وبأكبر قدر من الوضوح والموضوعية_ مايقوم السوق بإيصاله لنا من منظوره .
وفي هذه المرحلة من الشرح , ربما غني عن القول أن التاجر العادي يقوم بعكس ذلك تماما : فهو مرن في قواعده وصارم في توقعاته . ومن المثير للإهتمام أنه كلما كانت توقعاته أكثر جمودا وصرامة , كلما كان عليه أن ينحني أكثر , وينتهك ويكسر قواعده أكثر من أجل أن تتلاءم مع عدم رغبته في التخلي عما يريده لصالح مايقدمه السوق .
 
التعديل الأخير:
كلام من ذهب لو كل المتداولين يلتزمو ا بهذا الكلام كنا لم نجد نسبة خسارة في هذا السوق
مشكور اخي وسام على المجهود الرائع
 
كلام من ذهب لو كل المتداولين يلتزمو ا بهذا الكلام كنا لم نجد نسبة خسارة في هذا السوق
مشكور اخي وسام على المجهود الرائع

بالفعل أخ محمد والمقطع السابق من أهم المقاطع في الكتاب
 
القضاء على الخطر النفسي

-1-

لإزالة الخطر النفسي للتداول , عليك أن تقوم بتحييد توقعاتك حول ما سيفعله أو ما لن يفعله السوق في أية لحظة وفي أية حالة . ويمكنك أن تقوم بذلك بأن تكون على استعداد لأن تفكر من وجهة نظر السوق .
تذكر أن السوق يتواصل دائما عن طريق مبدأ الاحتمالات .
فعلى المستوى الكلي , الميزة أو الأفضلية قد تبدو كاملة بكل المقاييس , ولكن على المستوى الفردي , فكل متداول يمتلك قوة قادرة أن تؤثر على حركة السعر يمكن أن يلغي النتيجة الإيجابية لأفضليتك تلك .
لكي تفكر في الإحتمالات , عليك أن تخلق إطار عقلي أو تركيبة عقلية تنسجم مع المبادئ الأساسية للبيئة الاحتمالية .
فالتركيبة العقلية الاحتمالية للتداول , تتألف من خمس حقائق أساسية .
1- أي شيء يمكن أن يحدث .
2-أنت لست بحاجة لمعرفة ما الذي سيحصل لاحقا لكي تكسب المال .
3- هناك توزيع عشوائي بين صفقاتك الرابحة والخاسرة , أيا كانت مجموعة المتغيرات التي تستخدمها لتحدد أفضليتك وميزتك .
4- الميزة أو الأفضلية ليست أكثر من مجرد مؤشر يدل على أن احتمال شيء ما أكبر من احتمال شيء آخر .
5- كل لحظة في السوق هي فريدة من نوعها .
ضع في حسبانك أن إمكانية معايشتك للألم النفسي تأتي من الطريقة التي تفسر فيها المعلومات التي تتعرض لها .
عندما تتبنى هذه الحقائق الخمس , فإن توقعاتك ستكون دائما موازية وقريبة للحقائق النفسية الموجودة في بيئة السوق . ((أي أن توقعاتك ستكون منطقية وواقعية)) .
مع التوقعات المناسبة , سوف تقضي على إمكانية تفسير معلومات السوق على أنها مسببة للألم أو أنها تشكل تهديد لك , وبالتالي يمكنك وبشكل فعال أن تحيّد الخطر العاطفي للتداول .
فالفكرة هي خلق حالة عقلية من اللامبالاة , حالة عقلية خالية من الهم , حالة عقلية تقبل تماما واقع أنه يوجد دائما قوى مجهولة تعمل في السوق .
عندما تجعل من هذه الحقائق جزء وظيفي أساسي من نظام معتقداتك , فإن الجزء المنطقي من عقلك سيدافع عن هذه الحقائق بنفس الطريقة التي يدافع فيها عن أي معتقد أو إيمان آخر موجود لديك حول طبيعة التداول .
وهذا يعني أنه , على الأقل على المستوى المنطقي العقلاني فإن عقلك سيدافع بشكل تلقائي ضد فكرة أو فرضية أنه يمكنك أن تعرف على وجه اليقين ما الذي سيحدث تاليا .
فمن التناقض أن _ تعتقد بأن كل صفقة هي حدث فريد من نوعه ولها نتيجة غير مؤكدة ولاعلاقة لها بأي صفقة نفذتها في الماضي , وبنفس الوقت تعتقد بأنك تعرف على وجه اليقين ما الذي سيحدث لاحقا وتتوقع أن تكون محقا _, إذا كنت مؤمنا حقا بالنتيجة الغير مؤكدة , فعليك أن تتوقع أيضا أن أي شيء يمكن أن يحصل فعليا .
أما غير ذلك , فإنه في اللحظة التي تترك فيها عقلك يتمسك بفكرة أنك تعرف , في هذه اللحظة أنت تتوقف عن أخذ المتغيرات المجهولة في اعتبارك . فعقلك لن يسمح لك أن تحتفظ بالفكرتين معا .
إذا كنت تعتقد أنك تعرف شيئا ما , فلاتعود اللحظة فريدة من نوعها , وإذا كانت اللحظة ليست فريدة من نوعها فهذا معناه أن كل شيء عنها معروف أو يمكن معرفته , أي أنه لايوجد شيء لا يمكن معرفته.
ومع ذلك , في اللحظة التي تتعامل فيها فيما لاتعرفه أو لاتستطيع أن تعرفه عن الوضع , فعندها بدلا من أن تكون جاهزا لرؤية مايوفره السوق , أنت تجعل من نفسك عرضة لجميع أخطاء المتداول العادي .
فعلى سبيل المثال , إذا كنت فعلا مؤمنا بالنتيجة الغير مؤكدة , فهل ستفكر يوما بأخذ أي صفقة بدون أن تحدد مخاطرتك مسبقا ؟ هل ستتردد في إيقاف خسارتك إذا كنت تؤمن فعلا بأنك لاتعرف ؟ ماذا عن أخطاء التداول كالتسرع مثلا؟ فكيف يمكنك أن تستبق ظهور إشارة لم تنجلي بعد في السوق , لو لم تكن مقتنعا أنك ستفوتها ؟
وكيف لك أن تسمح في أي وقت لصفقة رابحة أن تتحول لخاسرة , أو أن لايكون لديك طريقة منهجية لجني الأرباح , لو لم تكن مقتنعا أن السوق سيسير في طريق صفقتك إلى أجل غير مسمى ؟
لماذا قد تتردد بين أن تأخذ صفقة ما أو لا تأخذها أبدا , ما لم تكن مقتنعا أنها صفقة خاسرة منذ اللحظة الأولى التي كان فيها السوق عند نقطة دخولك الأصلية ؟
لماذا قد تخرق قواعد الإدارة المالية الخاصة بك , عبر التداول بحجم كبير جدا بالنسبة لرصيدك أو بالنسبة لقدرتك النفسية على تحمل الخسارة , ما لم تكن مقتنعا بأنك على يقين ؟
وأخيرا , إذا كنت تؤمن حقا بالتوزيع العشوائي بين الصفقات الرابحة والخاسرة فهل من الممكن أن تشعر يوما بالخيانة من قبل السوق ؟ فعندما تقوم بقذف قطعة نقدية وتخمن نتيجتها بشكل صحيح فأنت لن تتوقع بالضرورة أن تكون مصيبا في الرمية التالية لمجرد أنك كنت مصيبا في الرمية السابقة .
ولن تتوقع أيضا أن تكون مخطئا في الرمية التالية لمجرد أنك كنت مخطئا في الرمية التي سبقتها .
فلأنك تؤمن بالتوزيع العشوائي لتسلسل ظهور الوجه أو الذيل للقطعة النقدية ستكون توقعاتك متماشية تماما مع الحالة التي أنت فيها .
أنت بالتأكيد تحب أن تكون مصيبا , وإذا أصبت سيكون أمرا رائعا , ولكن إذا كنت مخطئا فلن تشعر بالخيانة من الرمية التي رميتها للقطعة النقدية , لأنك تعرف وعلى قناعة بأن هناك متغيرات مجهولة تعمل و تؤثر على النتيجة .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
أرجو من الأخوة في حال وجود أي مقطع أو جملة غير مفهومة أو تعطي فكرة غير واضحة , الإشارة إليها
حتى أحاول صياغتها بطريقة آخرى .
وأتمنى ممن يتابع الموضوع أن يقرأ كل مقطع مرتين حتى تترسخ الفكرة التي يحاول الكاتب إيصالها .
 
-2-

أنت بالتأكيد تحب أن تكون مصيبا , وإذا أصبت سيكون أمرا رائعا , ولكن إذا كنت مخطئا فلن تشعر بالخيانة من الرمية التي رميتها للقطعة النقدية , لأنك تعرف وعلى قناعة بأن هناك متغيرات مجهولة تعمل و تؤثر على النتيجة .
و مجهولة تعني " شيء لايمكن أخذه بالحسبان مسبقا بواسطة عملية تفكيرك المنطقية وقبل أن ترمي القطعة النقدية " .
فيما عدا قبولك التام بأنك لاتعرف , يكون هناك القليل إن وجد , من إمكانية الشعور بالألم النفسي , ذاك النوع من الألم النفسي الذي تشعر به عندما تشعر بالخيانة .
كمتداول , عندما تتوقع نتيجة عشوائية فستكون دائما متفاجئا قليلا على الأقل من كل ما يفعله السوق - حتى لو كان مايفعله السوق متطابق للأفضلية التي حددتها وانتهى بك الأمر بصفقة رابحة .
مع ذلك فتوقع نتيجة عشوائية لايعني أنه لايمكنك استخدام كل قدراتك التحليلية والمنطقية الكاملة لتتنبأ بالنتيجة , بل يمكنك ذلك .
علاوة على ذلك , يمكنك أن تكون محقا بكل حالة , ولكن فقط ممنوع عليك أن تتوقع أن تكون على صواب , وإذا كنت مصيبا , ممنوع عليك أن تتوقع أنه مهما فعلت ونجح في المرة الماضية سينجح أيضا في المرة القادمة , حتى ولو بدا الوضع مماثلا للوضع السابق من جميع النواحي . فأي شيء تتلقاه وتدركه "الآن" في السوق لن يكون مثله مثل تجربة ماضية عشتها وهي موجودة في عقلك .
ولكن هذا لايعني أن عقلك (كصفة طبيعية لطريقة عمله) لن يحاول أن يجعل من الوضعين متطابقين . سوف يكون هناك تشابهات بين "اللحظة الحالية" وبين شيء تعرفه من الماضي , ولكن هذه التشابهات تمنحك فقط شيئا لتعتمد عليه لجعل الاحتمالات في صالحك .
إذا نظرت إلى التداول من منظور أنك لاتعرف ما الذي سيحصل لاحقا , فسوف تتحايل على رغبة عقلك الطبيعية التي تريد أن تجعل من "اللحظة الحالية" مطابقة لتجربة سابقة .
قد يبدو أمرا غير طبيعيا أن تقوم به ولكن ممنوع عليك أن تسمح لأي تجارب سابقة (سواء سلبية أو إيجابية للغاية ) أن تملي على عقلك مايفعله .
فإذا سمحت لها فسيكون من الصعب جدا إذا لم يكن مستحيلا , أن ترى ما الذي يحاول السوق إيصاله لك من منظوره .
عندما آخذ صفقة ما , كل ما أتوقعه هو أن شيء ما سيحصل فقط . بغض النظر عن اعتقادي وجودة أفضليتي , كل ما أتوقعه أن السوق سيتحرك أو سيعبر عن نفسه بطريقة ما , هذا ما أتوقعه فقط لاغير . ولكن , هناك بعض الأمور التي أعرفها على وجه اليقين .
أنا أعرف أنه بناء على سلوك السوق في الماضي , فإن احتمالات تحركه في اتجاه صفقتي هي جيدة أو مقبولة , على الأقل بالنسبة لما أنا مستعد أن أدفعه لأكتشف هل هي فعلا جيدة أو مقبولة .
كما أني أعرف أيضا قبل أن أدخل الصفقة كم أنا مستعد أن أدع السوق يمشي عكس اتجاه صفقتي . دائما هناك نقطة معينة والتي عندها تتضاءل احتمالات النجاح إلى حد كبير فيما يتعلق بإمكانية الربح . عند تلك النقطة فالأمر لايستحق إنفاق المزيد من المال لأكتشف فيما إذا كانت الصفقة ستنجح أم لا. فإذا وصل السوق إلى تلك النقطة , فأنا أعرف بدون أدنى شك , أو تردد , أو صراع داخلي بأنني سأغلق الصفقة . والخسارة لا تخلق لي أي ضرر نفسي , لأنني لا أفسر التجربة بشكل سلبي .
بالنسبة لي , الخسائر ببساطة هي عبارة عن تكلفة القيام بالأعمال التجارية , أو هي كمية المال التي يجب علي إنفاقها لأجعل من نفسي متاحا للصفقات الرابحة .
من ناحية آخرى , إذا ربحت الصفقة , ففي أغلب الحالات أنا أعلم على وجه اليقين عند أي نقطة بالذات سأقوم بجني أرباحي . (إذا لم يكن على وجه اليقين فبالتأكيد لدي فكرة جيدة جدا عن مكان جنيها ) .
أفضل التجار يعيشون " اللحظة الحالية " لأنه ليس هناك أي ضغوط , ولايوجد أي ضغوط لأنه لايوجد أي شيء في خطر عدا كمية المال الذين هم أساسا مستعدين لإنفاقه على الصفقة . هم لايحاولون أن يكونوا على صواب ولا يحاولون أن يتجنبوا أن يكونوا على خطأ , ولا يحاولون أن يثبتوا أي شيء .
أفضل التجار - فيما وعندما- يخبرهم السوق أن أفضليتهم لم تنجح أو أنه حان الوقت لجني أرباحهم , فإن عقولهم لاتقوم بشيء لحجب هذه المعلومة .
هم متقبلين تماما لما يقدمه السوق لهم , وهم بانتظار الأفضلية التالية .


نهاية الفصل السابع .
 
التعديل الأخير:
الفصل الثامن

العمل مع معتقداتك
-تحديد المشكلة
-تحديد الشروط
-الكيفية التي ترتبط بها الحقائق الأساسية بالمهارات
-التحرك باتجاه "المنطقة"
 
العمل مع معتقداتك

المهمة التي تقع على عاتقك الآن هي الدمج الصحيح للحقائق الخمسة الأساسية (الواردة في الفصل 7 ) في عقلك وعلى المستوى الوظيفي منه .
ولمساعدتك على القيام بذلك , سوف نلقي نظرة متعمقة على المعتقدات , في طبيعتها وخصائصها وصفاتها .
ولكن قبل أن نقوم بذلك سأستعرض و أنظم المفاهيم الرئيسية التي عرضتها لك حتى الآن في إطار أكثر وضوحا و أكثر عملية .
ما سوف تتعلمه من هذا الفصل ومن الفصلين التاليين سيشكل الأساس لفهم كل ما عليك القيام به لتحقق أهدافك كمتداول .
 
التعديل الأخير:
تحديد المشكلة

بالمستوى الرئيسي السوق هو ببساطة عبارة عن مجموعة من التكات الصاعدة والهابطة والتي تشكل أنماطا .
التحليل الفني هو الذي يقوم بتحديد هذه الأنماط على أنها أفضليات أو ميزات , فأي نمط معين يتم تحديده على أنه أفضلية يشير ببساطة إلى أن احتمال تحرك السوق في أحد الاتجاهين أكبر من احتمال تحركه في الاتجاه الآخر .
ولكن , هناك تناقض عقلي كبير هنا في هذه النقطة , لأن النمط يلمح إلى أن هناك اتساق أو إستمرارية , أو , على الأقل يلمح إلى أن هناك نتيجة متسقة ,
ولكن في الواقع أن كل نمط هو حدث فريد من نوعه . فقد تبدو الأنماط (أو تقاس) على أنها نفسها تماما من واحد لآخر , ولكن في الحقيقة فأوجه التشابه موجودة من الناحية السطحية فقط .
فالقوى الكامنة وراء كل نمط هي التجار , والتجار الذين يشاركون في تشكيل أحد الأنماط مختلفين دائما عن التجار الذين يشاركون في تشكيل النمط التالي , لذلك فنتيجة كل نمط هي عشوائية مقارنة بالنمط الآخر .
عقولنا مصممة بخاصية داخلية (هي آلية الربط) والتي يمكن أن تجعل من التناقض المذكور سابقا صعبا في التعامل معه .
الآن هذه الأفضليات أو الميزات أو الأنماط التي تمثلها , تظهر كل مدة , مما يجعل السوق سيل لا ينتهي من الفرص التي من الممكن الدخول فيها , أو الخروج منها (إنهاء صفقة) , أو جني الأرباح , أو إيقاف الخسائر , أو إضافة أو تقليل جزء من الصفقة .
بعبارة أخرى , من منظور السوق , كل ثانية تمثل فرصة لكل فرد منا نحن المتداولون لنقوم بشيء ما يخدم مصلحتنا الشخصية .
 
التعديل الأخير:
تحديد الشروط

-1-

إن مايمنعنا من رؤية كل "لحظة حالية" على أنها فرصة لكي نقوم بشيء يخدم مصلحتنا و نقوم بهذا الشيء بالشكل الصحيح , مايمنعنا هي مخاوفنا ! ماهو مصدر مخاوفنا ؟ فنحن نعرف أن السوق ليس هو مصدرها , لأنه من منظور السوق , فالتكات الصاعدة والهابطة والنماذج التي تتشكل ليست سلبية ولا إيجابية الشحنة .
وكنتيجة لذلك فالتكات الصاعدة والهابطة نفسها ليس لديها القدرة على أن تدخلنا في أي حالة عقلية معينة (سلبية أو إيجابية) , ولا أن تفقدنا موضوعيتنا , ولا تجعلنا نرتكب الأخطاء , ولا تخرجنا من الحالة العفوية .
إذا لم يكن السوق هو ما يسبب لنا أن نعيش بحالة عقلية سلبية الشحنة , فما الذي يسبب ذلك ؟
السبب هو الطريقة التي نفسر و نترجم فيها المعلومات التي نتلقاها.
إذا كان الأمر كذلك , فما الذي يحدد ماذا نتلقى , وكيف يجب أن نفسر المعلومات التي نتلقاها ؟
بماذا نؤمن وما الذي يمكن أن نعتبره حقيقة ؟
إن معتقداتنا (( ما نؤمن به )) تعمل جنبا إلى جنب مع عملية الربط ((تم شرحها سابقا )) , و آليات تجنيبنا الألم تعمل كقوة مؤثرة على حواسنا الخمس , مما يجعلنا ندرك , ونحدد , و نفسر معلومات السوق بطريقة تتماشى مع ما نتوقعه .
ما نتوقعه معناه ما نفترض أنه حقيقة . فالتوقعات هي عبارة عن معتقدات نتصورها على لحظة ما في المستقبل .
كل لحظة من منظور السوق فريدة من نوعها , لكن إذا كانت المعلومات التي تتولد من قبل السوق مشابهة من حيث
النوعية والخصائص أو الصفات لشيء معين موجود في عقولنا أساسا , فعندها فالمجموعتين من المعلومات (الداخلية والخارجية) تصبحان متصلتين تلقائيا أي ترتبطان .
عندما يحصل هذا الاتصال , فإنه يولد حالة عقلية ( ثقة , نشوة , خوف , رعب , خيبة , أمل , ندم , خيانة , الخ ..) , أي أن هذه الحالة تختلف بحسب المعتقد أو الافتراض أو الذاكرة الداخلية التي اتصلت بها المعلومات الخارجية ,
مما يجعل هذه المعلومة الخارجية تبدو و كأنها تماما نفس ماهو موجود داخليا لدينا .
إن حالتنا العقلية هي التي تجعل ما نتلقاه من خارجنا (من السوق) يبدو و كأن لا جدل فيه وغير قابل للشك ,
حالتنا العقلية هي دائما الحقيقة المطلقة ((بنظرنا)). فإذا شعرت بالثقة , فأنا واثق , و إذا شعرت بالخوف , فأنا خائف .
فلا نستطيع أن نبدي رأينا في نوع الطاقة التي تتدفق عبر عقلنا و جسمنا في أي لحظة .
و لأنني أعرف بشكل لاشك فيه كيف أشعر , فيمكنك القول أنني أعرف أيضا حقيقة ما أتلقاه من الخارج في نفس اللحظة .
المشكلة أن ما نشعر به هو دائما الحقيقة المطلقة (( بنظرنا طبعا )) , و لكن المعتقدات التي تولد حالتنا العقلية أو تولد شعورنا قد تكون حقيقة وقد لاتكون كذلك مقارنة بالاحتمالات الموجودة في السوق في أي لحظة .
إرجع بذاكرتك إلى مثال الطفل والكلب .
الطفل "عرف" وبحقيقة مطلقة ((في نظره فقط )) بأن كل كلب سيقابله سيشكل له تهديد , وذلك بعد أول كلب واجهه و بسبب ما شعر به عندما أثر هذا الكلب على وعيه .
فالكلاب الأخرى لم تكن هي من سبب الخوف له , إنما ذاكرته سلبية الشحنة عملت جنبا إلى جنب مع عملية الربط ثم قامت آليات تجنيبه الألم بتسبيب الخوف له .
لقد عايش نسخته الخاصة عن الحقيقة على الرغم أن معايشته تلك لا تتماشى مع الاحتمالات الأخرى الموجودة في المحيط .
إن اعتقاده حول طبيعة الكلاب كان محدودا مقارنة بالخصائص والصفات والسمات التي يمكن للكلاب أن تظهرها , ولكن على الرغم من ذلك فالحالة العقلية التي عايشها في كل مرة قابل فيها كلبا بعد ذلك جعلته يعتقد بأنه "يعرف" بالضبط ما الذي يتوقعه منها .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

فالعملية العقلية التي يقوم بها الطفل هي نفس العملية العقلية التي تجعلنا مؤمنين بأننا "نعرف" تماما ماذا نتوقع من السوق , بينما في الواقع هناك دائما قوى غير معلومة تعمل في كل لحظة .
المشكلة أنه , في اللحظة التي نظن فيها أننا نعرف ماذا نتوقع , فإننا بنفس اللحظة نتوقف عن أخذ كل القوى المجهولة والاحتمالات المختلفة المولدة من هذه القوى نتوقف عن أخذها في حسباننا .
فالقوى المجهولة هي المتداولون الآخرون الذين ينتظرون للدخول أو الخروج من صفقاتهم بحسب نظرتهم للمستقبل .
بعبارة أخرى , نحن حقا لا يمكننا أن نعرف بالضبط ماذا نتوقع من السوق مالم نقدر أن نقرأ عقول كل المتداولين الذين لديهم القدرة على التأثير على حركة السعر , وهذا احتمال غير وارد .
كمتداولين ممنوع علينا أن نغمس أنفسنا في أي شكل من أشكال "أنا أعرف ما الذي أتوقعه من السوق " .
يمكننا أن "نعرف" بالضبط صفات الأفضلية التي نبحث عنها , ويمكننا أن "نعرف" بالضبط ماحجم المخاطرة التي نحتاجها لنكتشف فيما إذا كانت أفضليتنا ستنجح , ويمكننا أن "نعرف" بأنه لدينا خطة محددة لكيفية جني الأرباح في حال نجحت صفقتنا , ولكن هذا كل شيء !
فإذا بدأ "ما نظن أننا نعرفه" بالتوسع إلى حالة "ما سيقوم به السوق هو ...." , فعندها سنقع في ورطة , وهذا سيضعنا في حالة سلبية الشحنة ,
" أنا أعرف ماذا أتوقع من السوق " هي حالة عقلية تجعل من أي اعتقاد أو ذاكرة أو سلوك لدينا يفسر التكات الصاعدة والهابطة وكل معلومات السوق على أنها أي شيء إلا فرصة نستغلها في صالحنا ((أي تجعلها أي شيء ما عدا حقيقتها )) .
ماهي الأهداف ؟ في نهاية المطاف , هدف كل شخص بالتأكيد هو كسب المال , ولكن لو كان التداول يتعلق فقط بكسب المال فقراءة هذا الكتاب لن تكون ضرورية .
فتنفيذ صفقة رابحة أو حتى عدة صفقات رابحة لا يتطلب أي مهارة على الإطلاق .
أما من ناحية أخرى , فتحقيق نتائج متسقة مستمرة والقدرة على الحفاظ على ما حققناه هي ما يتطلب مهارة .
فكسب المال باستمرار هو محصلة ثانوية لاكتساب وإتقان مهارات عقلية معينة .
فبقدر ما تفهم هذه النقطة بقدر ما ستتوقف عن التركيز على المال وتركز بدلا من ذلك على كيفية استخدام تداولك كأداة لإتقان هذه المهارات .
ماهي هذه المهارات ؟ الإستمرارية هي نتيجة لحالة ذهنية موضوعية و خالية من الهم , حالة نجعل من أنفسنا عندها متاحين للرؤية والتصرف بناء على ما يعرضه السوق لنا (من منظوره) في أي "لحظة حالية" .
ماهي الحالة الذهنية الخالية من الهم ؟ خالية من الهم معناها الثقة , وليس البهجة .
فعندما تكون في حالة عقلية خالية من الهم , لن تشعر بأي خوف , تردد , أو بأنك مجبر على القيام بأي شيء , لأنك قد قضيت وبشكل فعال على احتمال تفسير وترجمة معلومات السوق على أنها تهديد .
لإزالة الشعور بالتهديد , يجب عليك أن تقبل المخاطرة بشكل كامل .
وعندما تقبل المخاطرة , سوف تكون في حالة سلام مع أي نتيجة تحققها . ولتكون في حالة سلام مع أي نتيجة , عليك أن تتصالح مع أي شيء في عقلك يتعارض مع الحقائق الخمس الأساسية حول السوق .
بل أكثر من ذلك , يجب عليك أن تدمج هذه الحقائق الخمسة في نظامك العقلي على أنها إيمان جوهري .
ماهي الموضوعية ؟ الموضوعية هي حالة ذهنية بحيث يكون لديك القدرة على الوصول بشكل واعي شعوري إرادي إلى كل شيء تعلمته حول طبيعة حركة السوق .
بعبارة أخرى , لاشيء محجوب عنك أو مزوّر من قبل الآليات التي تجنبك الألم الموجودة في عقلك .
ماذا يعني أن تجعل نفسك متاحا (( متوفرا جاهزا)) ؟ جعل نفسك متاحا تعني أن تتداول من منظور هو أنه لايوجد شيء تريد أن تبرهنه , فانت لاتحاول أن تربح ولا تحاول أن تتجنب الخسارة , أنت لاتحاول أن تستعيد أموالك أو أن تنتقم من السوق .
بعبارة أخرى , أنت أتيت إلى السوق بدون أي جدول أعمال عدا أنك تريد أن تترك السوق يتكشف بأي طريقة يختارها و أن تكون في أفضل حالة عقلية لتميز وتستغل الفرص التي يوفرها لك .
ماذا تعني "اللحظة الحالية " ؟ التداول في "اللحظة الحالية" يعني أنه لا يوجد هناك أي إمكانية لربط -الفرصة التي تريد أن تدخلها , تخرج منها , تضيفها إلى صفقة ما , أو تنقصها من صفقة ما - لايوجد إمكانية لربطها بتجربة ماضية موجودة سابقا في عقلك .
 
التعديل الأخير:
الكيفية التي ترتبط بها الحقائق الأساسية بالمهارات

-1-

1_ أي شيء يمكن أن يحصل . لماذا ؟ لأنه هناك دائما عوامل مجهولة تعمل في كل سوق وفي كل لحظة , فالأمر يتطلب متداول واحد فقط في مكان ما في العالم ليلغي النتيجة الإيجابية المتوقعة لأفضليتك (( سأعيد شرح مايقصد الكاتب بالأفضلية أو الميزة هي مجموعة شروط أو هي استراتيجيتك التي تجعل من احتمال ربحك أكبر من احتمال خسارتك)) . هذا كل ما يتطلبه الأمر : متداول واحد فقط .
بغض النظر عن كمية الوقت و الجهد والمال الذي استثمرته في تحليلك , فمن منظور السوق لايوجد أي استثناء أو أهمية لذلك , فأي استثناء قد يوجد في عقلك سيكون مصدرا للصراع ومحتمل أن يجعلك ترى معلومات السوق على أنها تهديد .
2_ أنت لست بحاجة لأن تعرف ما الذي سيحدث لاحقا حتى تكسب المال . لماذا ؟ لأن هناك توزيع عشوائي بين الصفقات الرابحة والخاسرة , مهما كانت مجموعة المتغيرات التي تستخدمها لتحدد بواسطتها أفضليتك ( انظر رقم 3_) , وبعبارة أخرى , إستنادا لأداء أفضليتك في الماضي , يمكنك أن تعرف أنه من بين ال 20 صفقة المقبلة , فإن 12 ستكون رابحة , و 8 ستكون خاسرة .
ولكن ما لاتعرفه , هو التسلسل بين الصفقات الرابحة والخاسرة , أو كمية المال التي سيوفرها السوق في الصفقات الرابحة .
هذه الحقيقة تجعل من التداول عبارة عن إحتمال أو لعبة أرقام .
عندما تؤمن حقا أن التداول هو مجرد لعبة إحتمالات فعندها مفاهيم كالصح والخطأ , أو الربح والخسارة لن يعود لها نفس الأهمية .
و نتيجة لذلك , فإن توقعاتك ستكون متناغمة مع الاحتمالات .
ضع في اعتبارك أنه لايوجد شيء لديه القدرة على أن يسبب لنا أذى عاطفي بقدر ماتسببه لنا توقعاتنا التي لا تتحقق .
الألم العاطفي هو الاستجابة المشتركة بين جميع الناس عندما يعبر المحيط الخارجي عن نفسه بطريقة لاتعكس ماتوقعناه أو ما آمنا به على أنه هو الحقيقة .
و نتيجة لذلك , فأي معلومات تأتي من السوق ولاتعزز توقعاتنا يتم تفسيرها وتعريفها تلقائيا على أنها تهديد .
وهذا التفسير يجعلنا نتخذ حالة عقلية دفاعية سلبية , مما يجعلنا بنهاية المطاف نخلق نفس التجربة التي نحاول تجنبها . معلومات السوق تشكل تهديد فقط إذا كنت تتوقع من السوق أن يقوم بشيء من أجلك .
فيما عدا ذلك ,
إذا كنت لاتتوقع من السوق أن يثبت أنك على صواب , فلن يكون لديك سبب لتكون خائفا من أن تكون على خطأ .
إذا كنت لاتتوقع من السوق أن يجعلك رابحا , فلن يكون لديك سبب لتخاف من الخسارة .
إذا كنت لاتتوقع من السوق أن يمشي في اتجاه صفقتك إلى ما لا نهاية , فلن يكون لديك سبب لتترك ربحك دون أن تجنيه .
وأخيرا ,
إذا كنت لاتتوقع أن تربح كل فرصة لمجرد أنك اكتشفتها وأظهرت نفسها , فلن يكون لديك سبب لتخاف من تفويتها .
من ناحية أخرى , -- إذا آمنت بأن كل ما تحتاج لمعرفته هو التالي :
1).أن الاحتمالات هي لصالحك قبل أن تفتح صفقة ما .
2). كم سيكلف إكتشاف فيما إذا كانت الصفقة ستنجح أم لا.
3). أنت لست بحاجة لأن تعرف ما الذي سيحصل لاحقا لتكسب المال من تلك الصفقة , و ,
4). أي شيء يمكن أن يحدث .
-- فكيف يمكن للسوق أن يجعلك مخطأا ؟ ماهي المعلومات التي يمكن للسوق أن يولدها عن نفسه , والتي يمكنها أن تجعل آليات تجنيبك الألم ترفض هذه المعلومات وتصرفها عن انتباهك ؟ أنا لاأجد أي منها .
إذا كنت تؤمن بأن أي شيء يمكن أن يحدث وبأنك لست بحاجة لأن تعرف ما الذي سيحصل لاحقا لتكسب المال , فسوف تكون مصيبا دائما .
توقعاتك ستكون متناغمة دوما مع الشروط التي يوجدها السوق من منظوره , مما يحيّد وبشكل فعال إمكانية معايشتك لألم عاطفي .
وعلى نفس المنوال , كيف يمكن لصفقة خاسرة أو حتى لسلسلة من الصفقات الخاسرة أن يكون لها التأثير السلبي النموذجي المعتاد إذا كنت تؤمن حقا بأن التداول هو مجرد احتمال أو لعبة أرقام ؟ عندما تقوم أفضليتك بوضع الاحتمالات في صالحك فعندها كل خسارة ستجعلك أقرب إلى الربح .
عندما تؤمن بهذا فعلا , فإن استجابتك لصفقة خاسرة لن تأخذ بعد الآن أي مشاعر سلبية النوع .
3_ هناك توزيع عشوائي بين الصفقات الرابحة والخاسرة مهما كانت مجموعة المتغيرات التي نستخدمها لتحديد الأفضلية .
إذا كانت كل خسارة تجعلك أقرب إلى الربح فأنت سوف تتطلع إلى تحقق شروط أفضليتك القادمة , ستكون جاهزا وتنتظر لتنقض بدون أدنى تحفظ أو تردد .
أما من جهة أخرى , إذا كنت لاتزال تعتقد أن التداول يتعلق بالتحليل أو بكونك على صواب , فعندها بعد حصول خسارة ستستبق تحقق شروط أفضليتك القادمة بالشعور بحالة من الذعر والتساؤل فيما إذا كانت الصفقة ستنجح أم لا .
وهذا بدوره , سيجعلك تبدأ بجمع الأدلة التي تؤيد إتجاه صفقتك أو الأدلة التي تخالف إتجاه صفقتك .
ستجمع أدلة تدعم إتجاه صفقتك إذا كان خوفك من تفويتها أكبر من خوفك من الخسارة , وستجمع أدلة تخالف إتجاه صفقتك إذا كان خوفك من الخسارة أكبر من خوفك من تفويتها ,
في كلتا الحالتين , لن تكون بحالة عقلية ملائمة لتحقيق نتائج متسقة .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
كما ذكرت من قبل فأرجو من الاخوة في حال وجود جملة ركيكة أن ينبهوني اليها لاعيد صياغتها باسلوب اخر
فنظرا لاني أقرأ الكتاب بالانكليزية وافهمه بالانكليزية فحين اترجمه قد اضع جملة ضعيفة دون ان انتبه لانها بنظري مفهومة فأفترض انها واضحة وهي لاتكون كذلك
 
قبل أن أضع المقطع التالي أريد أن أوضح بعدة سطور مفهوم (الأفضلية ) الذي ورد كثيرا في الكتاب حتى تصبح جميع الأفكار واضحة في حال كان فيها بعض الغموض
الأفضلية التي يتحدث عنها الكاتب هي دليل على أن احتمال حصول شيء ما هو أكبر من احتمال حصول شيء آخر
وهناك متغيرات يستخدمها كل متداول يحدد بها أفضليته

فمثلا متداول يتاجر باستخدام 2 موفينغ افريج وعندما يقطع الموفينغ الأحمرالموفينغ الاخر ولنقل الازرق صعودا فالمتداول هذا يدخل شراء بناء على استراتيجيته - الان نقول أن الافضلية تحققت عند حدوث هذا التقاطع
وهذا التقاطع أخبرنا عند حدوثه أن ندخل شراء لأن احتمال صعود السعر بعد التقاطع اكبر من احتمال هبوطه
هذه هي الأفضلية ويمكن أن نطلق عليها اسم ميزة لصالحنا تخبرنا بأن احتمال الشراء أكبر من احتمال البيع
أما المتغيرات التي نحدد بها هذه الأفضلية في مثالنا هذا فهي خطي الموفينغ
وكل متداول لديه متغيرات خاصة به وتابعة لاستراتيجيته ليحدد بها أفضليته

-نقطة أخرى أريد توضيحها وهي أن الكاتب استخدم كلمة (edge) وهي التي أترجمها لكلمة أفضلية
علما أن ترجمتها هي ميزة - ولكن هناك كلمات كثيرة اذا ترجمناها تعطي كلمة ميزة لذلك أنا استخدم في المقاطع المترجمة كلمة أفضلية بدلا من ميزة لأميزها بأنها شيء آخر غير كلمة ميزة العادية
فمثلا هناك كلمات مثل feature - character - quality وغيرها من الكلمات التي ترجمتها ميزة لذلك لأميز كلمة (edge) عن هذه الكلمات استخدمت كلمة أفضلية
أرجو أن تكون الصورة وضحت و أنا جاهز لأي استفسار أو اقتراح
 
-2-

4_ الأفضلية ليست أكثر من مجرد مؤشر على أن إحتمال شيء ما هو أكبر من إحتمال شيء آخر .
إن خلق الإستمرارية يتطلب أن تقبل تماما بأن التداول لايتعلق بالأمل , أو التساؤل , أو جمع الأدلة بطريقة أو بأخرى لتحدد فيما إذا كانت الصفقة القادمة ستنجح أم لا .
فالدليل الوحيد الذي تحتاجه هو , هل المتغيرات التي تستخدمها لتحديد أفضليتك موجودة في لحظة ما أم لا .
عندما تستخدم معلومات أخرى خارج نطاق المعيار الذي تحدد به أفضليتك لتقرر فيما إذا كنت ستأخذ الصفقة , فأنت بذلك تضيف متغيرات عشوائية لنظام تداولك .
وإضافة متغيرات عشوائية سيجعل من الصعب جدا عليك إن لم يكن من المستحيل , أن تحدد ما الذي سيصلح وما الذي لن يصلح .
فإذا لم تكن متأكدا من جدوى أفضليتك فلن تشعر بالثقة بها . وبقدر ما تفتقر إلى هذه الثقة , بقدر ما ستشعر بالخوف .
المفارقة هي أنك , ستكون خائفا من العشوائية , ومن النتائج الغير متسقة , بدون أن تدرك أن أسلوب عملك العشوائي والغير متسق هو الذي يخلق بالضبط ماتخاف منه .
أما من ناحية أخرى , إذا آمنت بأن الأفضلية تعني ببساطة أن احتمال شيء ما أكبر من احتمال شيء آخر , وأن هناك توزيع عشوائي بين صفقاتك الرابحة والخاسرة مهما كانت مجموعة المتغيرات التي تعتمد عليها في تحديد أفضليتك ,
فلماذا قد تجمع أدلة "أخرى" مع أو ضد صفقتك ؟ بالنسبة لمتداول يعمل انطلاقا من هذين المعتقدين السابقين , فإن جمع أدلة "أخرى" لن يكون له أي معنى .
أو سأصيغها بهذه الطريقة : جمع أدلة "أخرى" هو تقريبا مثل محاولتنا لمعرفة فيما إذا كانت رمية القطعة النقدية التالية ستكون وجه , بعد أن كانت نتيجة آخر 10 رميات هي ذيل ,
فبغض النظر عن الأدلة التي ستجدها والتي تدعم ظهور الوجه في الرمية التالية , سيبقى الاحتمال هو 50 % بأن الرمية التالية ستأتي ذيل .
وعلى نفس المنوال , فإنه بغض النظر عن حجم الأدلة التي تجمعها والتي تدعم تدخلك أو عدم تدخلك في الصفقة , فإن الأمر مازال يتطلب متداولا واحدا فقط في مكان ما في العالم ليلغي بعض من أدلتك هذه , إن لم يكن كلها .
الفكرة هي لماذا تتعب نفسك ؟! فإذا قدم السوق لك أفضلية منطقية , حدد مخاطرتك و ادخل الصفقة .
5_ كل لحظة في السوق فريدة من نوعها .
توقف للحظة وفكر بمفهوم الفرادة ((أو التفرد)) . "فريد" تعني أنه لايوجد شيء مماثل له ولم يوجد يوما . و بقدر ما يقل فهمنا لمبدأ الفرادة بقدر ماتعمل عقولنا بشكل سيء على المستوى العملي .
كما ناقشنا سابقا , عقولنا مصممة بحيث تقوم بالربط بشكل تلقائي (بدون وعي شعوري إرادي) , تقوم بربط أي شيء في المحيط الخارجي بما هو مشابه له وموجود داخلنا على شكل ذاكرة أو معتقد أو سلوك .
وهذا يخلق تضارب داخلي بين , الطريقة الطبيعية التي نفكر فيها في العالم , وبين طريقة وجود هذا العالم .
لايمكن لأي لحظتين في المحيط الخارجي أن تتكررا بنفس الشكل تماما , فلكي تتكررا يجب أن تكون كل ذرة وجزيئة في نفس الوضعية التي كانت فيها تماما في اللحظة السابقة . وهذا احتمال غير وارد .
ومع ذلك , بحسب طريقة تصميم عقولنا لتعالج المعلومات , سوف نعيش "اللحظة الحالية" في محيطنا على أنها نفس لحظة سابقة موجودة في عقولنا .
إذا كانت كل لحظة لا تشبه أي لحظة أخرى , فعندها لا يوجد شيء على مستوى تجاربك العقلانية يمكن أن يخبرك على وجه اليقين بأنك "تعرف" ما الذي سيحصل لاحقا .
لذلك سأقول مرة أخرى , لماذا تتعب نفسك و أنت تحاول أن تعرف ؟! فعندما تحاول أن تعرف فأنت ضمنيا تحاول أن تكون على صواب .
أنا لا ألمح هنا أنك لا تستطيع أن تتنبأ ماذا سيفعل السوق لاحقا و يكون تنبؤك صحيحا , لأنه بالتأكيد يمكنك ذلك .
ولكن ما أقوله هو أنه عند محاولتك تلك فعندها تقع في كل المشاكل .
فعندما تؤمن أنك تنبأت بالسوق بشكل صحيح لمرة , فإنك بشكل طبيعي ستحاول فعلها مرة ثانية .
و نتيجة لذلك , سيبدأ عقلك بشكل تلقائي بفحص السوق باحثا عن نفس النمط , أو الظروف , أو الحالة , التي كانت قائمة في المرة السابقة التي تنبأت فيها بالحركة بشكل صحيح .
وعندما تعثر على هذا النمط سيقوم عقلك بجعل الحالة مشابهة للحالة السابقة من كل النواحي . ولكن المشكلة أنه من منظور السوق فالحالة هي ليست نفسها .
وبالنتيجة , فأنت تحضّر نفسك لخيبة أمل .
ما يميز أفضل المتداولين عن البقية , أنهم دربوا عقولهم على أن يؤمنوا بالفرادة لكل لحظة (على الرغم من أن هذا التدريب عادة ما يأخذ شكل خسارة ثروات قبل أن يؤمنوا "فعلا" بمفهوم الفرادة ) .
هذا الإيمان بالفرادة , يعمل كقوة معطلة ومحيّدة لآليات الربط التلقائية .
فعندما تؤمن حقا بأن كل لحظة فريدة من نوعها , فعندها بحكم تعريف الفرادة لايوجد أي شيء في عقلك لتقوم آليات الربط بالاتصال به في تلك اللحظة .
و هذا الإيمان بالفرادة يعمل كقوة داخلية مسببا لك فصل "اللحظة الحالية" في السوق عن أي لحظة سابقة موجودة في عقلك .
بقدر ما يكون إيمانك قويا بفرادة كل لحظة , بقدر ما تكون إمكانية الربط منخفضة , وبقدر ما تنخفض إمكانية الربط , بقدر ما يكون عقلك منفتحا ليتلقى ما يعرضه السوق عليك من منظوره .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى