ارتفاع اليورو القضية الأوروبية الشاغلة في اجتماع الايكوفين اليوم، و المجموعة العشرين نهاية الأسبوع
يسيطر الهدوء النسبي على الأسواق الأوروبية مع بداية تعاملات الأسبوعية بانتظار أحداث اقتصادية هامة على رأسها اجتماع وزراء المالية الأوروبيين اليوم و غدا، و اجتماع مجموعة العشرين بنهاية الأسبوع الجاري، و يتوقع أن تكون حرب العملات هي القضية الأساسية للنقاش في هذه الاجتماعات.
يلتقي وزراء مالية منطقة اليورو اليوم في بروكسل في اول اجتماع لهم تحت رئاسة الهولندي يروين ديسلبلوم الذي جاء خلفا لجان كلود يونكر رئيس وزراء لوكسمبورغ الذي انتهت ولايته في 31 من كانون الثاني الماضي، وهذا سيكون التميز الرئيسي للمجموعة الاوروبية التي لا يتوقع ان تخرج بأي قرار، لا بشأن مساعدة قبرص في انتظار الانتخابات الرئاسية القبرصية الاحد المقبل ولا بشأن الاتحاد المصرفي، الملف الذي ما زال موضع مفاوضات مكثفة.
يتركز الاهتمام على النية المعلنة للوزير الفرنسي بيار موسكوفيسي لفتح "نقاش" حول مستوى اليورو، إذ ستطغى "حرب العملات" التي أشعلت نيراها اليابان وبدأت تقلق اوروبا على اجتماع مجموعة اليورو، حيث تريد فرنسا طرح موضوع اليورو القوي المثير للجدل، ثم يومي الجمعة والسبت المقبلين في موسكو اثناء انعقاد قمة العشرين.
تطالب فرنسا بأن تضع منطقة اليورو "سياسة لصرف العملات" بسبب قلقها من ارتفاع قيمة العملة الاوروبية المشتركة، الأمر الذي يزيد كلفة الصادرات وقد يقضي بنظرها على جهودها الأخيرة لاستعادة القدرة التنافسية، لكن يبدو ان المانيا ثم البنك المركزي الاوروبي يريدان القضاء مسبقا على هذا النقاش مع التأكيد بأن لا مبالغة في تقدير قيمة اليورو.
فقد أبدى محافظ البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي وجهته حيال هذه القضية، إذ أكد الخميس الماضي بأن ارتفاع اليورو جاء مع عودة الثقة بمنطقة اليورو، في رسالة رأى فيها العديدين محاولة لاحتواء ارتفاع قيمة العملة الموحدة. وهي محاولة ناجحة لأن سعر صرف اليورو انحدر ليستقر في الوقت الحالي حوالي 1,33 دولار بعد ايام من تجاوزه 1,37 دولار وهو سعر قياسي منذ 14 شهرا.
يتداول زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي بتمام الساعة 09:08 بتوقيت غرينتش +2 حول مستويات 1.3387 و سجل الأعلى عند مستويات 1.3389 و الأدنى عند مستويات 1.3362 مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.3366.
يتوقع ان يتجدد النقاش حول نفس القضية في نهاية الاسبوع في موسكو، حيث سيجتمع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في مجموعة العشرين التي تضم ابرز الدول الغنية والناشئة للمرة الاولى برئاسة روسية.
ان ارتفاع اليورو لمستويات 1.37 مقابل الدولار الامريكي خلال الأسبوع الأسبق سبب نزاع بين فرنسا و ألمانيا، إذ صرح لرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: “ينبغي أن نفكر بموقع عملة اليورو في العالم، فلا يمكن أن تتغير بحسب مزاج السوق، منطقة اليورو ينبغي أن تبحث عن سياسة لسعر الصرف وإلا فستخضع لسعر صرف لا يتناسب مع وضع اقتصادها الحقيقي”، هذا ما صرح به وزير المالية الفرنسي.
لا تتفق ألمانيا مع فرنسا بخصوص ارتفاع اليورو، فقد صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية بأن قيمة اليورو ليست مرتفعة و مبالغ فيها، و الأسواق المالية قد حددت هذا السعر لليورو.
بنت ألمانيا و البنك المركزي الأوروبي الحجج على أن الارتفاع الأخير في اليورو لا يزال يعد ضمن المستويات المسيطر عليها، خاصة و أن معدلات التضخم في منطقة اليورو لا تزال حول المستويات المقبولة للبنك المركزي عند 2.0%، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي خلال الشهر الماضي مستويات 2.2%.
أخيرا، سوف يناقش وزراء مالية منطقة اليورو اليوم في بروكسل ضمن اجتماعهم الشهري أيضا عدد من القضايا منه التطور التي تحدثها اليونان ضمن خطة الإنقاذ الثانية، من المقرر أن يناقش الوزراء أيضا الخطط لتمويل المباشر للبنوك الأوروبية المتعثرة بواسطة آلية الاستقرار الأوروبي، من المقرر ان تنضم رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد إلى الوزراء الأوروبيين.