إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

-2-

وهذا توضيح شخصي :
عندما كنت طفلا صغيرا , تعملت أن أعتقد بوجود كل من بابا نويل و جنية الأسنان .
في نظامي العقلي كلاهما مثالان ممتازان على المعتقدات الخامدة والمعطلة الآن . ولكن , على الرغم من أنها خامدة , فإنها مازالت موجودة في نظامي العقلي ,
ولكن الفرق فقط أنها موجودة الآن كمفاهيم خالية من الطاقة .
إذا كنت تذكر في المقطع السابق , كنت قد عرفت المعتقدات على أنها مزيج من التجارب الحسية والكلمات والتي تشكل معا مفهوم مشحون بالطاقة .
من الممكن تفريغ المفهوم من الطاقة , ولكن المفهوم نفسه يبقى سليما و بشكله الأصلي .
ولكن بدون الطاقة لايعود لديه القدرة على العمل كقوة تؤثر على كيفية إدراكي للمعلومات أو على سلوكي .
لذا , وبينما أنا جالس هنا أقوم بالطباعة على حاسبي , إذا أتى شخص ما وقال لي بأن بابا نويل على الباب , برأيك كيف سأقوم بتفسير وترجمة هذه المعلومة ؟
سأتعامل معها على أنها غير حقيقية أو أنها مزحة بالطبع .
ولكن , لو كان عمري خمس سنوات , و أخبرتني والدتي أن بابا نويل على الباب الأمامي , فكلماتها كانت ستنقلني فورا إلى جو مليء بالطاقة إيجابية الشحنة , التي ستجبرني على القفز عاليا و الركض نحو الباب الأمامي بأقصى سرعة لدي . لن يستطيع شيء إيقافي . وكنت سأتغلب على أية عقبة في طريقي .
في مرحلة ما , قام والداي بإخباري بأن بابا نويل غير موجود . بالطبع فإن ردة فعلي الأولية كانت عدم التصديق . لم أصدقهما , ولم أرد أن أصدقهما أيضا . ولكن في النهاية أقنعاني بذلك .
ولكن عملية إقناعي تلك , لم تدمر إيماني واعتقادي بوجود بابا نويل ولم تلغي هذا الاعتقاد من الوجود , هي فقط أزالت كل الطاقة من هذا المعتقد , ليتحول هذا المعتقد إلى مفهوم خامل معطل عن الكيفية التي يسير بها العالم .
أنا لست متأكدا أين ذهبت كل تلك الطاقة , ولكنني أعلم أن بعضا منها قد تحول إلى معتقد آخر , هو أن بابا نويل غير موجود .
الآن لدي فكرتين متناقضتين حول طبيعة العالم وهما موجودتان في نظامي العقلي : الأولى هي أن بابا نويل موجود , والثانية هي أن بابا نويل غير موجود .
والفرق بينهما هو في كمية الطاقة التي يحتويها كل منهما .
فالأولى لاتحتوي على طاقة فعليا , أما الثانية فتحتوي على طاقة .
لذلك فمن منظور وظيفي ليس هناك تناقض أو صراع .
أنا أؤمن بأنه , إذا كان من الممكن جعل أحد المعتقدات خامدا , فإنه من الممكن أيضا جعل أي معتقد آخر خامدا , و ذلك على الرغم من أن كل المعتقدات تقاوم أي قوة تريد تغيير شكلها الحالي .
فالسر لتغيير معتقداتنا بشكل ناجح هو , في الفهم أولا ومن ثم في الإيمان , بأننا لا نغير معتقداتنا فعليا , و إنما ببساطة نحن نقوم بتحويل الطاقة من مفهوم إلى مفهوم جديد ,
مفهوم نجده مفيدا أكثر في مساعدتنا لتحقيق رغباتنا أو لإنجاز أهدافنا .
 
التعديل الأخير:
2- جميع المعتقدات النشطة تتطلب التعبير .

-1-

تندرج المعتقدات ضمن فئتين أساسيتين : نشطة و خاملة .
الفرق بين الاثنين بسيط . فالمعتقدات النشطة مشحونة بالطاقة , فهي تحوي طاقة كافية للتأثير على رؤيتنا للمعلومات و على سلوكنا .
أما المعتقد الخامل فهو عكس ذلك تماما , فهو و لعدد من الأسباب, لم يعد يحوي أي طاقة , أو فيه كمية قليلة جدا من الطاقة بحيث لم يعد قادرا على التأثير على كيفية رؤيتنا للمعلومات أو على كيفية تعبيرنا عن أنفسنا .
وعندما أقول أن كل المعتقدات النشطة تتطلب التعبير عنها , فأنا لا أقصد بذلك أن كل المعتقدات في عقلنا تتطلب التعبير عن ذاتها في نفس الوقت . ((أي لابد من حصول شيء يحرضها أو يوقظها لتعبر عن نفسها)).
على سبيل المثال , إذا طلبت منك أن تفكر ما هو الخطأ في هذا العالم اليوم , فإن كلمة "الخطأ" ستبعث في عقلك أفكارا حول طبيعة العالم , بحيث تعكس هذه الأفكار ما تعتقده أنت مزعج أو مضطرب .
_بالطبع إلا إذا كنت لاتجد أي شيء مزعج في حالة العالم _ .
ما أقصده هو أنه , إذا كان هناك شيء تعتقد أنه خاطئ , فليس من الضرورة أن تكون قد فكرت بهذه الأفكار قبل أن أطرح عليك هذا السؤال , ولكن في اللحظة التي سألتك فيها , فإن معتقداتك بهذه القضايا انتقلت فورا إلى مقدمة عملية التفكير الإرادية الخاصة بك .
في الواقع , فإن معتقداتك هذه أصبحت الآن تتطلب أن يتم الاستماع لها .
وأنا أقول أن المعتقدات "تتطلب" أن يتم التعبير عنها والاستماع لها لأنه , بمجرد أن يسبب شيء ما تحريك معتقداتنا , فيصبح و كأنه لا يمكننا إيقاف تدفق الطاقة التي تم تحريرها .
وهذه النقطة تصح بشكل خاص في المسائل الحساسة عاطفيا أو في المعتقدات التي نكون انفعاليين بشأنها .
قد تسأل , "لماذا قد أرغب بأن أكبح التعبير عن معتقداتي ؟" , يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب لذلك .
فكر في السيناريو التالي , بحيث يكون هناك شخص يتحدث عن موضوع أنت تخالفه الرأي فيه تماما , أو تجده سخيفا للغاية . فعندها هل ستعبر عن حقيقتك أم ستكبح نفسك ؟
هذا يتوقف على المعتقدات التي لديك عما هو لائق في هذه الحالة .
فإذا كانت معتقداتك تملي عليك أن التحدث عن ذلك سيكون تصرف غير لائق , وكانت هذه المعتقدات تحتوي طاقة أكثر من المعتقدات الموجودة أيضا لديك و التي تتعارض مع مايطرحه هذا الشخص , فأنت غالبا ستمسك نفسك ولن تجادله بصراحة .
قد تنظر إلى هذا الشخص (لنسميه الرئيس) وتومأ برأسك بالموافقة . ولكن هل عقلك موافق ؟ وبالخوض أكثر في هذه النقطة , هل عقلك صامت ؟ قطعا لا !
فموقفك من هذه القضية المطروحة يتعارض بقوة مع كل نقطة يطرحها الرئيس .
بعبارة أخرة , فمعتقداتك ماتزال تتطلب التعبير عنها , ولكن لا يتم التعبير عنها خارجيا (في البيئة) لأن هناك معتقدات أخرى تتصرف كقوة معاكسة ((المعتقدات التي تقول أنه من غير اللائق أن تجادله)).
ولكنها قريبا ما ستجد طريقة للخروج , أليس كذلك ؟ ففي اللحظة التي ستصبح فيها خارج هذا الموقف , فإنك غالبا ستجد طريقة "لتفرغ" , أو حتى "لتتقيأ" رأيك حول هذا النقاش .
و أنت غالبا ستقوم بوصف ما كان عليك تحمله لأي شخص سوف يستمع لك ويتعاطف معك .
هذا مثال على حاجة معتقداتنا لأن يتم التعبير عنها عندما تكون في حالة تعارض مع البيئة الخارجية .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

ولكن ماذا يحصل عندما يكون معتقد أو أكثر من معتقداتنا في حالة تعارض مع نوايانا , اهدافنا , أحلامنا , إرادتنا , أو رغباتنا , ((بدلا من أن يكون في حالة تعارض مع البيئة الخارجية)) ؟
إن الإثار المترتبة عن هذا التعارض يمكن أن يكون لها تأثير عميق على تداولنا .
كما تعلمنا سابقا , فالمعتقدات تخلق فروقات في الكيفية التي تستطيع فيها البيئة الخارجية أن تعبر عن ذاتها , والفروقات بالتعريف تعني حدود .
من ناحية أخرى , فالوعي البشري يبدو بأنه "أقوى من" مجموع كل شيء تعلمنا أن نؤمن ونعتقد به .
وهذه النوعية من الوعي البشري "الأقوى من .." تعطينا القدرة على التفكير في أي اتجاه نختاره , سواء داخل أو خارج الحدود المرسومة من قبل معتقداتنا .
فالتفكير خارج هذه الحدود يشار إليه عموما بالتفكير الإبداعي .
فعندما نختار عن قصد أن نشكك في معتقد ما (نشكك فيما نعرفه) , ونرغب بصدق في الحصول على جواب, فنحن بذلك نجعل من عقولنا قابلة لاستقبال "فكرة لامعة" أو "إلهام" أو "حل" للقضية المطروحة .
فالإبداع بالتعريف , هو إخراج شيء ما (لم نكن لنخرجه بشكل تلقائي) , و تلقي أفكار أو آراء من خارج كل ماهو موجود سابقا في عقلنا المنطقي كمعتقد أو ذاكرة .
بحسب علمي , فليس هناك إجماع بين الفنانين والمخترعين , أو بين المجتمعات الدينية والعلمية , على المكان الدقيق الذي تأتي منه المعلومات الإبداعية المولّدة .
ولكن , ما أعرفه هو أن الإبداع ليس له حدود ولا نهايات .
فلو كان هناك أي حدود للطرق التي نستطيع أن نفكر فيها , فالأكيد أننا لم نصل لهذه الحدود بعد .
فكر في السرعة المذهلة التي تطورت فيها التكنولوجيا في السنوات 50 الأخيرة فقط . فكل اختراع أو تقدم تم عبر التطور البشري قد ولِد في عقول الأشخاص الذين كانوا قادرين على التفكير خارج الحدود التي أمليت عليهم من قبل معتقداتهم .
ولو كان لدينا جميعا القدرة الكامنة على التفكير بإبداع (و أنا أؤمن بأننا نملك هذه القدرة) , فهذا يعني أن هناك احتمال وارد لأن يختبر كل منا ما أسميه "التجربة الإبداعية" .
فأنا أعرّف التجربة الإبداعية بأنها تجربة أي شيء جديد أو خارج الحدود المفروضة علينا من قبل معتقداتنا .
فمن الممكن أن تكون هذه التجربة رؤية جديدة - شيء لم نره قبلا -, ولكنه لطالما كان موجودا في السابق من منظور البيئة .
أو يمكننا أن نختبر صوت جديد أو رائحة أو طعم أو ملمس .
و التجارب الإبداعية مثلها مثل الأفكار الإبداعية أو الإلهام أو الحدس أو الأفكار اللامعة , قد تحدث كمفاجئة , و قد تكون نتيجة لتفكيرنا المقصود الإرادي في اتجاه ما .
ولكن في كلتا الحالتين عندما نختبرهم فإننا قد نواجه معضلة نفسية كبيرة . فالأحداث الإبداعية سواء كانت على شكل أفكار أو تجارب يمكن أن تجعلنا ننجذب أو نرغب في شيء هو في تعارض مباشر مع معتقد أو أكثر من معتقداتنا .
ولتوضيح هذه النقطة , لنعد إلى مثال الطفل والكلب . تذكروا أن الطفل قد عايش عدة تجارب مؤلمة مع الكلاب , فتجربته الأولى كانت حقيقية وصحيحة بمنظور البيئة ((تجربته الأولى أنه تمت مهاجمته من قبل الكلب )).
أما بقية التجارب فكانت نتيجة لطريقة معالجة المعلومات في عقله (بناء على عملية الربط و آليات تجنيب الألم) ((بقية التجارب أي خوفه من الكلاب بمجرد رؤيتهم دون أن تتم مهاجمته)) .
فكانت النتيجة النهائية هي أنه شعر بالخوف في كل مرة واجه فيها كلبا .
دعونا نفترض أن الطفل كان صغيرا جدا عندما عاش تجربته السلبية الأولى . عندما بدأ يكبر و أخذ يربط كلمات ومفاهيم معينة مع ذاكرته , بدأ يشكل معتقدا عن طبيعة الكلاب , ومن المنطقي أن نفترض أنه سيتبنى معتقدا من قبيل "كل الكلاب خطيرة" .
وباستخدام كلمة "كل" سيكون معتقد الطفل هذا مبني بطريقة تضمن أنه سيتجنب كل الكلاب . فلن يكون لديه أي سبب ليشكك في معتقده , لأن كل تجربة عايشها قد أكدت و دعمت صلاحية اعتقاده هذا .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-3-

ولكن , هذا الطفل (وكل شخص آخر على هذه الكوكب ) عرضة لتجربة إبداعية ما .
في الأحوال العادية , سيقوم الطفل بكل مايمكنه ليضمن عدم مواجهته لأي كلب . ولكن ماذا لو حدث شيء غير متوقع وغير مقصود ؟
لنفترض أن الطفل كان يمشي مع والديه , فهو بحكم ذلك يشعر بالأمان و الحماية .
الآن , لنفترض أنه و والداه قد وصلا إلى ملتقى شارعين بحيث لم يكونوا قادرين على رؤية ماذا يوجد على الطرف الآخر .
فواجهوا مشهدا كان فيه مجموعة من الأطفال بنفس عمر الصبي تقريبا يلعبون مع بعض الكلاب , بل أكثر من ذلك , كان من الواضح على الأطفال أنهم مستمتعين جدا بوقتهم .
هذه تجربة إبداعية أو خلاقة .
الآن الصبي يواجه معلومة غير قابلة للجدل وهي أن ما يؤمن به حول طبيعة الكلاب ليس صحيحا , فما الذي سيحصل الآن ؟
أولا , هذه التجربة لم تكن متماشية مع توجه الطفل الواعي الإرادي المقصود , فهو لم يقرر طوعا أن يعرض نفسه لمعلومة تنعارض ما يؤمن به على أنه حقيقة .
يمكننا أن نطلق على هذه التجربة اسم تجربة إبداعية غير مقصودة , لأن البيئة الخارجية أجبرته على مواجهة احتمالات أخرى لم يعتقد بوجودها .
ثانيا , إن تجربة رؤية أطفال آخرين يلعبون مع الكلاب ولا يتعرضون للأذى سوف تضع عقله في حالة من الإرباك .
بعد أن يزول هذا الإرتباك , أي عندما يبدأ بالقبول بإمكانية أن الكلاب ليست جميعها خطيرة , فهناك عدة سيناريوهات من المحتمل أن تحصل .
رؤية أطفال آخرين قريبين من عمره يحظون بهذا الوقت الرائع أثناء اللعب مع الكلاب , قد تجعل الصبي يقرر بأنه يرغب أن يكون مثل باقي الأطفال و أن يلعب مع الكلاب أيضا .
فإذا حصل ذلك , فهذه المقابلة الإبداعية الغير مقصودة جعلته منجذبا لأن يعبر عن نفسه بطريقة كان يعتقد سابقا بأنها غير ممكنة (التفاعل مع الكلاب ) .
في الواقع , فالفكرة كانت مستحيلة إلى درجة أنها لم تكن لتخطر على باله قط .
أما الآن , فالفكرة لم تخطر على باله فحسب , بل رغب بها أيضا . فهل سيكون قادرا على أن يعبر عن نفسه بطريقة منسجمة مع رغبته هذه ؟
الإجابة عن هذا السؤال هي مسألة تتعلق بديناميكة الطاقة .
فهناك قوتان داخل الطفل وهما في اتجاهين معاكسين لبعضهما البعض , وتتنافسان للتعبير :
الأولى هي اعتقاده بأن "كل الكلاب خطيرة" , والثانية هي رغبته للعب و لأن يكون مثل باقي الأطفال .
أما ما هو الشيء الذي سيقوم به عند مواجهته التالية مع كلب ما , فسوف يتحدد بحسب أي من القوتين السابقتين تملك طاقة أكثر : اعتقاده أم رغبته .
نظرا لكثافة الطاقة في اعتقاده بأن "كل الكلاب خطيرة " , فيمكننا أن نفترض منطقيا بأن اعتقاده سيحتوي على كمية أكبر بكثير من الطاقة التي تحتويها رغبته باللعب .
و إذا كان الأمر كذلك , فهو سيجد أن مواجهته التالية مع الكلب محبطة للغاية .
فعلى الرغم من أنه قد يرغب بلمس الكلب أو التربيت عليه , إلا أنه سيجد نفسه غير قادر على التفاعل معه بأية طريقة .
فكلمة "كل" الموجودة في معتقده ستعمل كقوة تشله , وتمنعه عن تحقيق رغبته .
قد يكون الطفل على دراية جيدة بأن الكلب الذي يريد التربيت عليه ليس خطيرا ولن يؤذيه , ولكنه لن يكون قادرا على أن يربت عليه إلى أن تميل كفة ميزان الطاقة لصالح رغبته .
إذا أراد الطفل بصدق أن يتفاعل مع الكلاب , فيجب عليه أن يتغلب على خوفه , وهذا يعني أنه يجب عليه أن يقوم بإخماد معتقده بأن كل الكلاب خطيرة , لكي يتمكن بنجاح من تثبيت معتقد جديد حول الكلاب , معتقد يكون أكثر انسجاما مع رغبته السابقة باللعب .
نحن نعلم أنه يمكن للكلاب أن تعبر عن نفسها بعدد كبير من الطرق , فقد تكون محبة و لطيفة وقد تكون لئيمة و شريرة , ولكن , عدد قليل جدا من الكلاب كنسبة مئوية يمكن أن يكون شريرا و سيئ الطباع .
فعندها سيكون المعتقد الجيد الذي سيتبناه الصبي هو من قبيل "معظم الكلاب ودودة , ولكن بعضها يمكن أن يكون لئيما وشريرا " .
هذا المعتقد سيسمح له بأن يتعلم أن يميز بين صفات و أنماط السلوك التي ستخبره أيا من الكلاب يمكنه اللعب معها و أيها يجب تجنبه .
ولكن , القضية الأهم هي , كيف يمكن للصبي أن يخمد كلمة "كل" في معتقد "كل الكلاب خطيرة" لكي يتمكن من التغلب على خوفه ؟
تذكر أن كل المعتقدات بطبيعتها تقاوم أي قوة قد تغير من شكلها الحالي , ولكن كما أشرت أعلاه فالطريقة المناسبة ليست هي محاولة تغيير المعتقد , بل الأحرى سحب الطاقة منه وجر تلك الطاقة إلى معتقد آخر مناسب أكثر لهدفنا .
لإخماد المفهوم الذي تمثله كلمة "كل" , يجب على الصبي أن يخلق تجربة إيجابية الشحنة مع الكلب .
في مرحلة معينة , سيكون عليه أن يتخطى خوفه ويلمس أحد الكلاب . و القيام بذلك يتطلب جهدا كبيرا يقع على عاتق الصبي كما يتطلب أيضا فترة لا بأس بها من الزمن .
في بداية هذه العملية العقلية التي نتحدث عنها , فالانطباع الجديد الإيجابي لهذا الصبي عن الكلاب يكون قويا بما يكفي فقط ليتواجد هذا الصبي في حضور أحد الكلاب وعلى بعد مسافة منه , دون أن يهرب .
ولكن مع كل مواجهة جديدة مع الكلب حتى لو كانت على بعد مسافة منه ,(هذه المواجهة التي لا تسبب نتيجة سلبية ), فإنها سوف تسحب أكثر و أكثر من الطاقة السلبية من معتقد "كل الكلاب خطيرة" .
و في نهاية الأمر , فكل تجربة إيجابية جديدة مع الكلب ستجعله يغلق الفجوة أكثر بينه وبين الكلاب , وهكذا شيئا فشيئا , حتى يصل إلى المرحلة التي يستطيع فيها فعليا أن يلمس أحد الكلاب .
من منظور ديناميكية الطاقة , سيكون قادرا على أن يلمس كلبا عندما تصبح رغبته لفعل ذلك أكبر بدرجة واحدة على الأقل _من حيث الشدة _من اعتقاده أن كل الكلاب خطيرة .
واللحظة التي يلمس فيها كلبا فعليا , سيكون لها التأثير في سحب أغلب الطاقة السلبية المتبقية في مفهوم "كل" , لتنتقل هذه الطاقة إلى معتقد جديد يعكس تجربته الجديدة .
على الرغم من أن الأمر قد لايكون شائعا جدا , إلا أنه هناك بعض الناس , و لأسباب كثيرة , يكون لديهم دافع داخلي ليضعوا أنفسهم عن قصد في العملية التي شرحتها أعلاه .
ولكنهم قد لايكونون على علم بالديناميكية التي يتم فيها ذلك .
الأشخاص الذي يعيشون حياتهم وهم يعانون من خوف بهذا الحجم وناجم عن طفولتهم يقومون بالعملية السابقة بشكل غير مقصود عبر عدة سنوات , دون أن يعرفوا على وجه اليقين كيف قاموا بذلك (مالم يبحثوا ويحصلوا على مساعدة مختصة احترافية) ,
وبعد وقت طويل عندما يصبحون كبارا , إذا تم سؤالهم أو إذا حدث و واجهوا حالة تذكرهم بماضيهم (على سبيل المثال الطفل الذي يخاف من الكلاب ) فإنهم عادة سيصفون العملية التي مروا بها وصفا من قبيل "أنا أتذكر عندما كنت أخاف من الكلاب , ولكنني تجاوزت هذا الأمر" .
النتيجة النهائية للسيناريو الأول أن الصبي عمل عبر خوفه وقام بإخماد معتقده المحدود عن طبيعة الكلاب .
وهذا سمح له أن يعبر عن نفسه بطريقة وجد فيها المتعة , وكل ماهو خلاف ذلك كان سيكون مستحيل .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-4-

السيناريو الثاني الذي يمكن أن ينتج عن التجربة الإبداعية غير المقصودة للطفل مع الكلاب , هو أن الطفل لا ينجذب لكي يلعب مع كلب ما .
بعبارة أخرى , فهو لا يهتم على الإطلاق بأن يكون مثل الأطفال الآخرين أو أن يتفاعل مع الكلاب .
في هذه الحالة , فاعتقاده بأن كل الكلاب خطيرة , و إدراكه الجديد بأن الكلاب ليست جميعها خطيرة , سيوجدان داخل عقله كمفهومان متضاربان .
هذا مثال على ما أسميه التناقض النشط , أي عندما يكون هناك معتقدان نشطان في صراع مباشر مع بعضهما البعض , وكليهما يتطلبان التعبير عنهما .
في هذا المثال , فالمعتقد الأول موجود على مستوى جوهري في عقل الطفل , ويحتوي على كمية كبيرة من الطاقة سلبية الشحنة .
أما المعتقد الثاني فهو موجود على مستوى سطحي أكثر , ويحتوي على كمية قليلة جدا من الطاقة إيجابية الشحنة .
إن ديناميكية هذا الوضع مثيرة للاهتمام , ومهمة للغاية .
لقد شرحنا أن المعتقدات تسيطر على تصورنا للمعلومات .
في ظل الظروف العادية , فإن الطفل سيكون بحالة من العمى الإدراكي عن إمكانية التفاعل مع الكلاب , لكن تجربة رؤية أطفال آخرين يلعبون مع الكلاب خلقت مفهوم إيجابي الشحنة في عقله , مفهوم مفاده أن الكلاب ليست جميعها خطيرة , فبعضها قد يكون ودودا .
و مع ذلك فالطفل لم يقم بشيء لإخماد "كل" في معتقده "كل الكلاب خطيرة" ,
وبحسب علمي , فالمعتقدات ليس لديها القدرة على إخماد نفسها ونتيجة لذلك , فالمعتقدات توجد في بيئتنا العقلية من لحظة مولدها , إلى لحظة موتتا , مالم نتخذ خطوات إرادية لإخمادها .
مع ذلك , في هذا السيناريو , فالصبي ليس لديه رغبة وبالتالي ليس لديه دافع ليتخطى خوفه . لذلك , فالصبي بقي في حالة تناقض نشط , بحيث أن معتقده الذي يحتوي على حد أدنى من الطاقة بأن "ليست كل الكلاب خطيرة" يعطيه القدرة على تصور إمكانية اللعب معهم , ولكن اعتقاده المليء بالطاقة بأن "كل الكلاب خطيرة" مازال يسبب له أن يعيش درجة معينة من الخوف في كل مرة يواجه فيها كلبا (ولكن قد لايكون خوفا كافيا لجعله يهرب مرتعدا , لأن بعضا من ذلك الخوف تمت إزاحته بواسطة معتقد آخر , ولكن بالتأكيد سيبقى لديه خوف بما يكفي ليجعله متضايقا جدا ) .
_إن قدرتنا على "رؤية" و بالتالي معرفة أن وضع ما ليس خطيرا , ولكن في نفس الوقت أن نجد أنفسنا مشلولين خوفا_ , يمكن أن يكون محيرا جدا إذا لم نفهم أن :
ما اكتشفناه كنتيجة لتفكيرنا المقصود الإبداعي , أو ما عرفناه عن طريق تجربة إبداعية غير مقصودة , ليس بالضرورة أن يحوي طاقة كافية ليصبح قوة مسيطرة في عقلنا .
بعبارة أخرى , فاكتشافنا أو معرفتنا الجديدين يمكن أن يحتويا على طاقة كافية لتكون قوة معتبرة تؤثر على رؤيتنا للمعلومات , بما يجعلنا نرى الإمكانيات التي كانت ستكون غير مرئية لولا تلك الطاقة ;
ولكن قد لايحتويان على طاقة كافية لتكون قوة معتبرة تؤثر على سلوكنا . ((أي أن اكتشافنا الجديد قد يحوي طاقة كافية لتؤثر على إدراكنا للمعلومات ولكنها غير كافية لتؤثر على سلوكنا)).
و بصياغتي للعبارة السابقة , فأنا انطلق من افتراض أنه : لكي نتصرف أو نعبر فإننا بحاجة إلى طاقة أكثر من الطاقة اللازمة لكي نراقب أو نلاحظ شيء ما ,
من ناحية أخرى , فالإكتشاف و المعرفة الجديدين يصبحان فورا قوى مسيطرة بدون بذل أي جهد , في حال لم يكن هناك شيء ما بداخلنا متصارع معهم .
أما إذا كان هناك معتقدات متصارعة معهم ولم يكن بإمكاننا إخماد هذه المعتقدات المعارضة لهم (عن طريق بذل بعض الجهد) , خصوصا إذا كانت هذه القوى المعارضة سلبية الشحنة ,
فعندها سيكون التصرف بناء على ما اكتشفناه وعرفناه هو عبارة عن صراع على أقل تقدير , حتى أنه ربما يكون التصرف بناء على ما اكتشفناه وعرفناه مستحيلا .
ما وصفته للتو هي المعضلة النفسية التي يجب على كل متداول حلها فعليا .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
كلام جميل جدا لو اغلب المتداولين اقتنعوا بهذا الكلام لا نجد نسبة خسارة الا قليلا
مشكوراخي وسام
 
قراءة الكتب وفهمه ومن ثم استيعابه يحتاج لوقت ومجهود (انا لازلت في الفصل الثاني:notworthy:)

الله يجزيك خير استاذ وسام

بالفعل أخي الكتاب بحاجة لأن يتم استيعابه ولاتنسى أن لكل مجتهد نصيب
اتمنى لك التوفيق
 
كلام جميل جدا لو اغلب المتداولين اقتنعوا بهذا الكلام لا نجد نسبة خسارة الا قليلا
مشكوراخي وسام

نعم اخ محمد فالكاتب يضع يده على الجرح لدينا كمتداولين
ومازال هناك كلام مهم جدا في الفصل الأخير الذي اقتربنا من الوصول إليه
شكرا لمرورك
 
-5-

لنقل أنه لديك فهما راسخا لطبيعة الاحتمالات , ونتيجة لذلك فأنت "تعرف" أن صفقتك التالية هي مجرد صفقة بين سلسلة من الصفقات التي لها نتيجة احتمالية .
ومع ذلك فأنت مازلت تجد نفسك خائفا من أخذ هذه الصفقة الجديدة , أو مازلت عرضة لعدد من الأخطاء الناجمة عن الخوف من التداول والتي ناقشناها في فصول سابقة .
تذكر أن السبب الكامن وراء الخوف هو إمكانية تفسير معلومات السوق على أنها تهديد .
فماهو المصدر الكامن وراء تفسيرنا لمعلومات السوق على أنها تهديد ؟ المصدر هو توقعاتنا !!
فعندما يولد السوق معلومات لاتتطابق مع ما توقعناه , فعندها ستبدو لنا تكات السعر الصاعدة والهابطة على أنها من النوع المهدد لنا (تصبح سلبية الشحنة) .
و بالتالي فإننا نعيش الخوف , والضغط , والقلق .
ما هو المصدر الكامن وراء توقعاتنا ؟ المصدر هو معتقداتنا .
في ضوء ما أصبحت فاهما له الآن حول طبيعة المعتقدات , إذا كنت ماتزال تعيش حالة عقلية سلبية عندما تتداول , فيمكنك أن تفترض ان هناك صراع بين ما "تعرفه" حول النتائج الاحتمالية , وبين عدد من المعتقدات الأخرى الموجودة في عقلك والتي تجادلك برأيها المغاير (تطالب بالتعبير) .
لاتنسى أن كل المعتقدات النشطة تتطلب التعبير عنها , حتى لو لم نردها أن تفعل ذلك .
لكي تفكر بالاحتمالات , يجب عليك أن تعتقد وتؤمن بأن كل لحظة في السوق هي فريدة من نوعها , ولأكون أكثر تحديدا , يجب عليك أن تؤمن وتعتقد أن كل أفضلية تظهر سيكون لها نتيجة فريدة من نوعها (بمعنى أن هذا المعتقد يجب أن يكون معتقدا مسيطرا لديك بدون وجود أي معتقدات أخرى تجادل برأي مغاير ) , وعندها ستعايش حالة عقلية خالية من الخوف , أو التوتر , أو القلق عندما تتداول .
فعلا لا يمكن أن يسير الأمر إلا بهذه الطريقة .
النتيجة الفريدة من نوعها هي شيء لم نختبره سابقا , لذلك فهي شيء لايمكن لنا معرفته مسبقا . فلو كانت شيئا معلوما فلا يمكن تصنيفه على أنه فريد من نوعه .
عندما تؤمن بأنك لاتعرف ما الذي سيحصل لاحقا , فما الذي تتوقعه بالضبط من السوق ؟ إذا قلت "لا أعرف" فأنت محق تماما .
إذا كنت تؤمن بأن شيئا ما سيحصل و بأنك لست بحاجة لأن تعرف ماهو هذا الشيء لكي تكسب المال , فعندها , أين إمكانية تفسير و ترجمة معلومات السوق على أنها تشكل تهديدا و ألما لك ؟ إذا قلت "هذه الإمكانية غير موجودة " فأنت محق تماما للمرة الثانية .
وهذا مثال آخر يشرح كيف أن المعتقدات تتطلب التعبير عنها .
دعونا نفترض حالة تكون فيها أول مواجهة للطفل مع أحد الكلاب هي تجربة إيجابية للغاية , ونتيجة لذلك فلن يكون لديه أي مشكلة في التفاعل مع الكلاب على الإطلاق (لايهم أي كلب), وذلك لأنه لم يواجه كلبا عدائيا ,
ولذلك فالطفل لايوجد لديه مفهوم (معتقد نشط) بأنه يمكن لأي كلب أن يلحق الأذى به أو أن يسبب له ألما .
وبينما يتعلم هذا الطفل أن يربط كلمات مع ذكرياته , فهو غالبا سيكتسب معتقد على غرار "كل الكلاب ودودة ومسلية" . ولذلك في كل مرة يلفت كلب انتباهه فإن معتقده هذا سيتطلب التعبير عنه .
من منظور شخص عانى سابقا من تجربة سلبية مع الكلاب , سيبدو أن هذا الطفل متهور الطباع .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-6-

وإذا حاولت إقناع الطفل بأنه سيتعرض للعض يوما ما إذا لم يتوخى الحذر , فإن معتقده سيجعله إما أن يتجاهل نصيحتك أو أن يستخف بها تماما .
وستكون ردة فعله من قبيل "محال !" أو "لا يمكن لهذا أن يحدث لي" .
لنقل أن الطفل في مرحلة ما من حياته اقترب من كلب غريب لايريد أن يقترب منه أحد , فأخذ الكلب بالعواء , ولكن تحذيره هذا لم يتم الاستجابة له فقام بمهاجمة الصبي .
من منظور نظام المعتقدات لدى الصبي , فهو مر بتجربة إبداعية .
ما هو التأثير الذي ستتركه هذه التجربة على معتقد الطفل "كل الكلاب ودودة" ؟ , وهل سيكون الآن خائفا من كل الكلاب كما كان الطفل في المثال الأول ؟ .
للأسف فالإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة وواضحة وبديهية , لأنه قد يكون لدى الطفل معتقدات أخرى تتطلب التعبير عنها , ولا علاقة لها بالكلاب , ولكن لها دور تلعبه في مثل هذه الحالة .
على سبيل المثال , ماذا لو أن الطفل لديه اعتقاد مترسخ بالخيانة (أي أنه كان يعتقد أنه تعرض للخيانة من قبل أشخاص مهمين جدا له في مواقف بالغة الأهمية مما جعله يعاني من ألم عاطفي شديد ) .
فإذا قام بربط هذا الهجوم الذي تعرض له من قبل هذا الكلب على أنه "خيانة" بجميع الكلاب عامة (وفي جوهره خيانة لاعتقاده بالكلاب) فعندها يمكن ببساطة أن يجد نفسه خائفا من جميع الكلاب .
وكل الطاقة الإيجابية الموجودة في معتقده الأصلي يمكن أن تتحول فورا إلى طاقة سلبية الشحنة .
ويمكن للصبي أن يبرر هذا التحول بتفسير من قبيل "إذا خانني أحد الكلاب , فيمكن أن يخونني أي كلب آخر" .
ومع ذلك , فأنا أظن أن هذه حالة مستبعدة و نادرة للغاية . والأكثر احتمالا منها أن كلمة "كل" في معتقده الأصلي سيتم إخمادها , و ستنتقل الطاقة إلى معتقد جديد يعكس طبيعة الكلاب بشكل أفضل .
هذه التجربة الجديدة سببت تحولا في الطاقة , أجبره أن يتعلم شيئا عن طبيعة الكلاب لم يكن يظن سابقا أنه ممكن .
اعتقاده بأن الكلاب ودودة مازال سليما , وهو سيظل يلعب مع الكلاب , ولكنه الآن سيلتزم بعض الحذر عبر البحث بوعي عن إشارات الود أو العدائية .
أنا أعتقد بأن إحدى الحقائق الأساسية حول طبيعة وجودنا هي أن , كل لحظة في السوق وكذلك كل لحظة في حياتنا اليومية , مكونة من عناصر مما نعرفه (التشابهات) ومن عناصر مما لا نعرفه أو لايمكننا معرفته لأننا لم نختبره بعد .
وإلى أن ندرب عقولنا بنشاط على تقبل النتيجة الفريدة من نوعها , سنواصل عيش ما نعرفه فقط , وكل شيء آخر ( المعلومات و الاحتمالات الأخرى التي لا تتفق مع ما نعرفه ونتوقعه ) سيأخذنا إلى حالة من اللاإدراك و الحذف و التشويه و الإنكار التام والهجوم على المعلومات التي لا تتفق مع ما نتوقعه .
عندما تؤمن و تعتقد حقا بأنك لست بحاجة لأن تعرف ستفكر عندها بالاحتمالات (ستفكر من منظور السوق) و لن يكون لديك سبب لتحجب أو تمحي أو تشوه أو تنكر أو تهاجم أي شيء يعرضه السوق حول نيته للتحرك في أي اتجاه .
إذا لم تكن تعيش هذه النوعية من الحرية العقلية المشروحة في العبارة السابقة , وكنت ترغب في عيشها , فيجب عليك أن تلعب دورا فعالا في تدريب عقلك على الإيمان بفرادة كل لحظة , كما يجب عليك ان تقوم بإخماد وتعطيل أي معتقد آخر له رأي مخالف لذلك .
وهذه العملية ليست مختلفة أبدا عن العملية التي مر بها الطفل في السيناريو الأول , كما أنها لن تحصل من تلقاء نفسها .
أراد الطفل أن يتفاعل مع الكلاب بدون خوف , ولكن لكي يقوم بذلك كان عليه أن يخلق معتقدا جديدا و أن يخمد تلك المعتقدات المعارضة لذلك .
هذا هو السر لتحقيق النجاح المستمر كمتداول .
 
التعديل الأخير:
3-المعتقدات تستمر بالعمل بغض النظر عما إذا كنا على علم بوجودها في عقلنا أم لا .

بعبارة أخرى , نحن لسنا بحاجة لأن نتذكر بشكل فعال , أو أن يكون لدينا القدرة على العبور الإرادي إلى أي معتقد لدينا , لكي يعمل ذلك المعتقد كقوة تؤثر على إدراكنا للمعلومات أو على سلوكنا .
أنا أعرف أنه من الصعب علينا أن " نصدق " أن شيئا لانستطيع حتى تذكره يمكن أن يكون له أثرا على حياتنا .
ولكن عندما تفكر في الموضوع , ستجد أن الكثير مما تعلمناه خلال حياتنا يكون مخزنا على مستوى العقل الباطن أو مستوى مادون الوعي لدينا ,
فإذا طلبت منك أن تتذكر كل مهارة كان عليك تعلمها لكي تستطيع قيادة السيارة بثقة , فالغالب أنك لن تتذكر كل الأشياء التي كان عليك أن تركز عليها عندما كنت في مرحلة التعلم .
في أول مرة سنحت لي الفرصة لتعليم مراهق كيف يقود السيارة , كنت مذهولا جدا لعدد الأمور التي كان يجب تعليمها , فكم من الأمور اعتبرتها من المسلمات و لم أعد أفكر فيها على مستوى واعي لدي .
وقد يكون أفضل مثال لتوضيح هذه الخاصية هو الأشخاص الذين يقودون تحت تاثير الكحول .
ففي كل يوم أو ليلة , هناك غالبا آلاف الأشخاص الذين شربوا كثيرا من الكحول بحيث أنهم لا يملكون أدنى فكرة بأنه ليس لديهم علم عن كيفية قيامهم بقيادة سياراتهم من النقطة أ إلى النقطة ب .
من الصعب أن نتصور كيف يمكن لهذا الأمر أن يحصل , مالم نفكر في أن مهارات القيادة و اعتقاد الشخص بقدرته على القيادة يعملان بشكل تلقائي على مستوى أعمق بكثير من المستوى الذي نكون عليه عندما نكون واعين و صاحين .
حتما , فنسبة من هؤلاء السائقين الثمالى يتعرضون لحوادث , ولكن إذا قارنا معدل الحوادث بالعدد التقريبي للأشخاص الذين يقودون تحت تأثير الكحول , فمن الملفت للنظر عدم حدوث عدد أكبر بكثير من الحوادث .
وفي الواقع , فالسائق الثمل يكون أكثر عرضة للحادث عندما يغلبه النعاس و ينام أو عندما يحدث شيء يتطلب منه قرارا واعيا ورد فعل سريع .
بعبارة أخرى , فشروط القيادة التي تعتمد على مهارات الشخص اللاواعية تكون غير كافية .
 
التعديل الأخير:
أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الكريم علي الحجبي على المساعدة التي قدمها لي
فقد وجدت أن إحدى الجمل محذوفة من النسخة الالكترونية للكتاب فقام مشكورا بإرسال مقطع صوتي من الكتاب يتضمن الجملة الناقصة ,
بارك الله فيك أخ علي ولك مني كل الامتنان .
 
تقدير الذات و التداول

إن الكيفية التي تنطبق فيها الخاصية السابقة على التداول هي أيضا عميقة للغاية ((الخاصية 3 )).
بيئة التداول تتيح لنا ميدانا من الفرص غير المحدودة لنجمع ثروة , ولكن لمجرد أن المال متاح و أن بإمكاننا تصور إمكانية الحصول عليه , فهذا لا يعني بالضرورة أننا (كأفراد) نملك إحساس غير محدود بتقدير الذات .
بعبارة أخرى , قد يكون هناك فجوة ضخمة بين حجم الأموال التي نرغب بالحصول عليها أي الحجم الذي نراه متاحا , وبين حجم الأموال الذي نعتقد فعلا أننا نستحقه .
كل شخص لديه إحساس بتقدير الذات , وأسهل طريقة لوصف هذا الإحساس هي بوضع قائمة بكل معتقد نشط لدينا , كل معتقد سواء كان شعوري أو لا شعوري , كل معتقد لديه القدرة على أن يجادل سواء مع أو ضد إنجازنا لمستويات أكبر و أكبر من النجاح و الازدهار , وبعد ذلك نقوم بمقارنة الطاقة الموجودة في المعتقدات الإيجابية الشحنة في مقابل الطاقة الموجودة في المعتقدات السلبية الشحنة .
فإذا كانت الطاقة الإيجابية الموجودة لديك والتي تدعم النجاح و الازدهار , أكبر من طاقتك السلبية التي تقف وتجادل ضدهما , فهذا معناه أنه لديك إحساس إيجابي بتقدير الذات .
أما ماعدا ذلك فمعناه أنه لديك إحساس سلبي بتقديرك لذاتك .
إن الديناميكية التي تتفاعل فيها هذه المعتقدات مع بعضها البعض ليست تقريبا بالسهولة التي أجعلها تبدو عليها . في الواقع , من الممكن أن تكون معقدة إلى درجة أن الأمر قد يستغرق سنوات من العمل العقلي المتمرس لفرزها وترتيبها .
ما تحتاج إلى معرفته هو أنه من المستحيل تقريبا أن تكبر في أي بيئة إجتماعية بدون أن تكتسب بعض المعتقدات السلبية التي ستعمل ضد النجاح وضد تراكم مبالغ طائلة من المال لديك .
معظم هذه المعتقدات المسؤولة عن الأذى الذاتي قد تم نسيانها منذ مدة طويلة و أصبحت تعمل على مستوى العقل الباطني , فحقيقة أننا قد نسيناها لا يعني أنه قد تم إخمادها .
كيف نكتسب معتقدات الأذى أو التخريب الذاتي ؟ , لسوء الحظ فذلك سهل للغاية . وغالبا فالطريقة الأكثر شيوعا هي عندما يشارك الطفل في نشاط معين , بدون رغبة أحد أبويه أو معلمته فيقوم بإيذاء نفسه بطريق الخطأ .
الكثير من الأهالي ولكي يوصلوا وجهة نظرهم إلى طفلهم , تكون ردة فعلهم على موقف كهذا بالقول (و مهما كان الألم الذي يعانيه طفلهم) : "لم يكن هذا ليحصل لك لو لم تكن تستحقه" أو " لقد عصيتني فانظر ماذا حصل , لقد عاقبك الله " .
المشكلة في سماع عبارات مثل هذه , هي أن هناك إمكانية أن يقوم الطفل بربط كل أذى مستقبلي يتعرض له بهذه العبارات نفسها , وبالتالي , يشكل معتقدا بأنه يجب أن يكون شخصا غير جدير و لا يستحق النجاح , السعادة , أو الحب .
أي شيء نشعر بالذنب بشأنه يمكن أن يكون له تأثير سلبي على شعورنا الذاتي بأننا جديرون .
عادة ما يتم ربط الشعور بالذنب بكون الإنسان شخصا سيئا , ومعظم الناس يؤمنون بأن الأشخاص السيئين يجب معاقبتهم طبعا و ليس مكافأتهم .
بعض الأديان تعلم الأطفال بأن الحصول على الكثير من المال ليس أمرا ربانيا أو روحانيا .
وبعض الناس يؤمنون أن كسب المال بطرق معينة هو أمر خاطئ , على الرغم من أن هذه الطرق قد تكون قانونية و أخلاقية تماما من منظور المجتمع .
و مرة أخرى , قد لا تتذكر بشكل دقيق أنك قد تعلمت شيئا ما يقاوم النجاح الذي تراه ممكنا , ولكن هذا لا يعني أن ما تعلمته لم يعد له تأثير .
إن معتقدات الأذى الذاتي اللاشعورية تظهر نفسها في تدوالنا عادة على شكل هفوات في التركيز , مسببة عدد كبيرا من الأخطاء , كوضع أمر شراء بدلا من البيع أو بالعكس , أو أن تترك نفسك تستسلم للأفكار المشتتة التي تجبرك
على ترك الشاشة , لتجد نفسك عندما ترجع قد فوّتّ الصفقة الأهم في اليوم .
لقد عملت مع العديد من المتداولين الذين حققوا مستويات مختلفة من النجاح المستمر , ولكني اكتشفت أنهم غير قادرين على تخطي عتبات معينة في الرصيد .
لقد اكتشفوا جدارا غير مرئي و لكنه حقيقي جدا وهو على غرار نظرية السقف الزجاجي حيث أن العديد من النساء عملوا كمدراء تنفيذيين في عالم الشركات .
((الكاتب يقصد بنظرية السقف الزجاجي نظرية كانت تقول أن هناك وظائف معينة مخصصة لأناس معينين بحسب جنسهم ذكر أم أنثى وبحسب عرقهم ...الخ , فسميت باسم السقف الزجاجي في إشارة إلى سقف وهمي لا يمكن
تجاوزه نفسيا ولكنه موجود داخل البعض , فكان يعتقد مثلا أنه لايمكن للنساء العمل كمدراء تنفيذيين , وهذا السقف الزجاجي يشبه الجدار المخفي الوهمي الذي أوجده بعض المتداولين لأنفسهم )) .
وفي كل مرة يصطدم هؤلاء المتداولون بهذا الجدار , فإنهم يعانون من انحدار كبير في أدائهم , بغض النظر عن ظروف السوق .
ومع ذلك , حين تسألهم ما الذي حصل , فإنهم وبشكل نموذجي يلومون حظهم السيء أو يلومون تقلبات السوق .
ومن الملفت للنظر , أنهم بشكل نموذجي يشكلون منحنى رصيد صاعد باطراد , و أحيانا يتم ذلك على مدى عدة أشهر , وذلك الانحدار الكبير دائما ما يحصل عند نفس النقطة في منحنى رصيدهم .
أنا أصف هذه الظاهرة النفسية بأنها تعني أننا في "المنطقة السلبية" .
وبنفس الطريقة السحرية التي تتدفق فيها الأموال إلى حساب المتداول عندما يكون "في المنطقة" , فيمكن بنفس السهولة أن تتدفق خارجه إذا كان في المنطقة السلبية , بحيث أن قضايا تقييم الذات الغير محلولة تؤثر بطريقة غامضة
على تصوره للمعلومات وعلى سلوكه .
أنا لا ألمح هنا إلى أنك يجب أن تخمد كل معتقد يعمل ضد إحساسك الإيجابي المتمدد بتقديرك لذاتك , لأنه ليس عليك أن تفعل ذلك .
ولكن يجب عليك أن تكون على علم بوجود مثل هذه المعتقدات , و أن تتخذ خطوات معينة في نظام تداولك لكي تقوم بالتعويض عندما تبدأ هذه المعتقدات بالتعبير عن نفسها .


نهاية الفصل العاشر
 
التعديل الأخير:
أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الكريم علي الحجبي على المساعدة التي قدمها لي
فقد وجدت أن إحدى الجمل محذوفة من النسخة الالكترونية للكتاب فقام مشكورا بإرسال مقطع صوتي من الكتاب يتضمن الجملة الناقصة ,
بارك الله فيك أخ علي ولك مني كل الامتنان .




لا نملك مع أصحاب الهمم والأكارم إلا أن يزيدونا خجلاً بجميل فعالهم وكلامهم.
الفضل كل الفضل لمن ساهم في خدمة الإخوان بهذه الترجمة وهذا العمل الذي هو أقل ما يقال في حقه إنه الإبداع بعينه بلا مجاملة أو مواربة ، وليت الأخوة يقدروا معي الجهد المبذول في عملية الترجمة فهو والله جهد ليس بالهين أو البسيط.
أتمنى لأخي وأستاذي وسام وكل الإخوة القائمين على المنتدى دوام الصحة والعافية وأن يوفقهم ويسدد خطاهم نحو الأفضل ويجعل عملهم الدؤوب في ميزان حسناتهم بمنه وكرمه لا إله إلا هو.

بورك فيك أستاذنا وسام وإلى الأفضل والأحسن إن شاء الله والله الموفق.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:



لا نملك مع أصحاب الهمم والأكارم إلا أن يزيدونا خجلاً بجميل فعالهم وكلامهم.
الفضل كل الفضل لمن ساهم في خدمة الإخوان بهذه الترجمة وهذا العمل الذي هو أقل ما يقال في حقه إنه الإبداع بعينه بلا مجاملة أو مواربة ، وليت الأخوة يقدروا معي الجهد المبذول في عملية الترجمة فهو والله جهد ليس بالهين أو البسيط.
أتمنى لأخي وأستاذي وسام وكل الإخوة القائمين على المنتدى دوام الصحة والعافية وأن يوفقهم ويسدد خطاهم نحو الأفضل ويجعل عملهم الدؤوب في ميزان حسناتهم بمنه وكرمه لا إله إلا هو.

بورك فيك أستاذنا وسام وإلى الأفضل والأحسن إن شاء الله والله الموفق.

أخجلتني أخي علي بكلامك الطيب الذي يدل على طيب أصلك و معدنك , و أتمنى من قلبي أن تستفيد و أن يكون لما أقوم به أثر إيجابيا على تداولك , و اسمحلي مرة أخرى أن أبدي إعجابي ببلاغتك ,
و أي خدمة نحن تحت أمرك
 



لا نملك مع أصحاب الهمم والأكارم إلا أن يزيدونا خجلاً بجميل فعالهم وكلامهم.
الفضل كل الفضل لمن ساهم في خدمة الإخوان بهذه الترجمة وهذا العمل الذي هو أقل ما يقال في حقه إنه الإبداع بعينه بلا مجاملة أو مواربة ، وليت الأخوة يقدروا معي الجهد المبذول في عملية الترجمة فهو والله جهد ليس بالهين أو البسيط.
أتمنى لأخي وأستاذي وسام وكل الإخوة القائمين على المنتدى دوام الصحة والعافية وأن يوفقهم ويسدد خطاهم نحو الأفضل ويجعل عملهم الدؤوب في ميزان حسناتهم بمنه وكرمه لا إله إلا هو.

بورك فيك أستاذنا وسام وإلى الأفضل والأحسن إن شاء الله والله الموفق.

اهلا بك الاخ الفاضل علي
شرفنا مرورك العطر
وكلامك هذا نابع من طيبتكم نحن متواجدون هنا لخدمتكم دائما ونسأل المولى عز وجل ان يكون العام الجديد عام خير على المسلمين جميعا في كل بقاع الارض
دمتم بخير
 
اهلا بك الاخ الفاضل علي
شرفنا مرورك العطر
وكلامك هذا نابع من طيبتكم نحن متواجدون هنا لخدمتكم دائما ونسأل المولى عز وجل ان يكون العام الجديد عام خير على المسلمين جميعا في كل بقاع الارض
دمتم بخير



بارك الله فيكم من أخوة أفاضل وزادكم من فضله فأنتم أهل السبق.
وكل عام وأنتم بألف خير وعافية.



 
في المشاركة التالية سأضع ترجمة المقطع الأول من الفصل الحادي عشر و الأخير
ولكن أرجو أن لاتتم قراءة هذا الفصل قبل قراءة متعمقة و فهم جيد للفصلين 9 -10 كما نبه الكاتب ,
علما أني قمت بعمل تنقيح لهذين الفصلين و أعدت صياغة بعض الجمل بطريقة أوضح ليسهل فهمها .
 
الفصل الحادي عشر
التفكير كمتداول
-المرحلة الميكانيكية
-دور الانضباط الذاتي
-خلق اعتقاد بالاتساق (بالاستمرارية)
-تمرين : تعلم كيفية التداول واعتماد أفضلية مثل الكازينو
-ملاحظة أخيرة
 
عودة
أعلى