إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

التقدم نحو "المنطقة"

عندما تقبل بشكل تام الحقائق النفسية للسوق , فإنك بالمقابل سوف تقبل مخاطر التداول . وعندما تقبل مخاطر التداول , سوف تقضي على أي إمكانية لتفسير معلومات السوق بطرق مؤلمة .
و عندما تتوقف عن تفسير معلومات السوق بطرق مؤلمة , فلن يكون هناك شيء ليقوم عقلك بتجنبه , و لاشيء ليحميك عقلك منه .
وعندما لايكون هناك شيء ليحميك عقلك منه , سوف يكون لديك إمكانية للوصول إلى كل ما تعرفه عن طبيعة حركة السوق .
لن يتم حجب أي شيء , وهذا معناه أنك ستتلقى وتدرك كل الاحتمالات التي تعلمتها سابقا (بموضوعية) , وبما أن عقلك منفتح لتبادل حقيقي للطاقة , فسوف تبدأ بشكل طبيعي باكتشاف الاحتمالات (الأفضليات) والتي لم تستطع إدراكها سابقا .
لكي يكون عقلك منفتحا لتبادل حقيقي للطاقة فممنوع عليك أن تكون بحالة من المعرفة المسبقة أو الإعتقاد بالمعرفة المسبقة لما سيحصل لاحقا . وعندما تكون في حالة سلام مع عدم معرفتك لما سيحصل لاحقا , يمكنك أن تتفاعل مع
السوق من مبدأ أن تجعل نفسك متاحا لتترك السوق يخبرك من منظوره ماهو مرجح ليحصل لاحقا .
عند تلك المرحلة , ستكون في أفضل حالة ذهنية للدخول بشكل عفوي إلى "المنطقة " , بحيث تنغمس في "سيل الفرص في اللحظة الحالية " .

نهاية الفصل الثامن
 
التعديل الأخير:
الفصل التاسع
طبيعة المعتقدات
-أصول المعتقدات
-المعتقدات و أثرها على حياتنا
-المعتقدات في مقابل الحقيقة
 
طبيعة المعتقدات

عند هذه المرحلة , إذا استطعت أن تلمس الفوائد المترتبة عن تبني الحقائق الخمس الأساسية للتداول , فمهمتك الآن هي أن تتعلم الدمج الصحيح لهذه الحقائق في نظامك العقلي , بحيث تجعل منها معتقدات جوهرية لديك لا تتضارب مع أي معتقدات أخرى تحملها .
للوهلة الأولى , قد تبدو المهمة شاقة , وفي ظروف أخرى كنت سأتفق معك في ذلك , ولكنها لن تكون كذلك لأنه في الفصل 11 سوف أعطيك تمرين تداول بسيط مصمم خصيصا لتثبيت هذه الحقائق بشكل صحيح بحيث تجعل منها معتقدات في المستوى الوظيفي لديك .
والمستوى الوظيفي هو , مستوى تجد نفسك تعمل فيه تلقائيا و انطلاقا من حالة ذهنية خالية من الضغط , وترى بوضوح ما يجب عليك القيام به , وتقوم به بدون أي تردد أو صراع داخلي .
ولكن , لدي كلمة تحذيرية للبعض منكم ممن اطلع على التمرين .
من الناحية السطحية , قد يبدو تمرين التداول هذا بسيطا للغاية بحيث قد تنوون القيام به الآن , قبل أن تفهموا جيدا الآثار المترتبة على ماتقومون به .
لذلك أنا أقترح بشدة أن تعيدوا النظر قبل أن تقوموا به الآن . فهناك بعض الديناميكيات الدقيقة ولكن العويصة , المرتبطة بتعلم كيفية تثبيت هذه المعتقدات الجديدة , وتغيير أي معتقدات قديمة متصارعة مع المعتقدات الجديدة .
ففهم تمرين التداول نفسه أمر سهل . أما فهم كيفية استخدامه لتغيير معتقداتك هو مسألة مختلفة للغاية . فإذا قمت بالتمرين الآن بدون استيعاب المفاهيم الموجودة في هذا الفصل والفصل التالي , فلن تحقق النتائج المرجوة منه .
وهناك أمر من الهام جدا أن لا تأخذه على أنه من المسلمات وهو , كمية الجهد العقلي التي عليك بذلها لتمرن عقلك لكي يتقبل مبادئ النجاح هذه تماما , فكمية الجهد العقلي هذه ضرورية بغض النظر عن مدى حسن فهمك لمبادئ النجاح تلك .
هل تذكرون بوب ؟, المستشار التجاري الذي كان يعتقد أنه فهم مبدأ الاحتمالات بشكل صحيح , ولكن لم يكن لديه القدرة على التصرف من منظور احتمالي .
فالعديد من الناس يقعون في خطأ الافتراض بأنه بمجرد فهمهم لشيء , فبصيرتهم الموجودة داخل فهمهم الجديد ستصبح تلقائيا جزء وظيفي من هويتهم .
في أغلب الحالات , فإن فهم مبدأ ما هو فقط الخطوة الأولى في عملية دمج هذا المبدأ في المستوى الوظيفي لدينا , وهذا ينطبق بشكل خاص على المبادئ التي تتعامل مع الاحتمالات .
عقولنا ليست مصممة طبيعيا لتكون "موضوعية" أو لتبقى في "اللحظة الحالية" .
وهذا معناه أنه علينا أن نمرنها بنشاط لتفكر من هذا المنظور .
إضافة إلى هذا التمرين , قد يكون هناك عدد غير معلوم من المعتقدات المتعارضة التي يجب أن نمر بها.
فالمعتقدات المتعارضة سيكون لها أثر في تخريب أفضل نواياك لأن تعمل انطلاقا من حالة ذهنية موضوعية أو لعيش "اللحظة الحالية لتدفق الفرص" .
على سبيل المثال , لنقل أنك أمضيت سنوات وأنت تتعلم كيف تقرأ السوق , أو أنك أنفقت مبالغ ضخمة من المال و أنت تطور أو تشتري أنظمة تداول تقنية , كل ذلك فقط لتعرف ما الذي سيحصل لاحقا ,
و الآن وبعد أن اقتربت من أن تفهم بأنه ليس عليك أن تعرف ما الذي سيحصل لاحقا , وأنه حتى مجرد محاولتك لمعرفة ذلك ستنقص من قدرتك على أن تكون موضوعيا أو لتبقى مركزا في اللحظة ,
فيصبح لدينا هنا صراع مباشر بين معتقدك القديم أنك يجب أن تعرف ما الذي سيحصل لاحقا لتكون ناجحا , وبين فهمك الجديد أنك لست بحاجة لأن تعرف .
الآن , هل فهمك الجديد سوف يلغي فجأة كل الوقت والمال والطاقة المبذولين لدعم معتقدك "أنا بحاجة لأن أعرف" ؟ ليت الأمر كان بهذه السهولة .
هو بهذه السهولة فقط لقلة من المحظوظين ,
إذا كنتم تذكرون في الفصل 4 عندما تحدثت عن الفجوة النفسية في علاقتها مع الشيفرة البرمجية , قلت وقتها أن بعض المتداولين يكونون أساسا قريبين جدا إلى هذه النظرة الجديدة الموضوعية بحيث أن كل ما يحتاجونه هو أن يجمعوا معا بعض الأجزاء المفقودة ليخلقوا التغيير العقلي , و يخلقوا تجربة "اها , وجدتها" .
ولكن , بحسب خبرتي في العمل مع أكثر من ألف متداول , أستطيع أن أقول أن الأكثرية ليسوا قريبين لهذه النظرة على الإطلاق .
وبالنسبة لكم أنتم البعيدين عنها , فقد يتطلب الأمر قدرا كبيرا من الجهد العقلي (أكثر قدرا من الوقت) لتدمجوا مفاهيمكم الجديدة عن التداول في عقلكم بشكل صحيح .
ولكن الخبر السار أنه , في نهاية المطاف , فإن التمرين الذي سأعرضه في الفصل 11 سيثبت الحقائق الخمسة الأساسية في عقلكم ويحل العديد من الصراعات المحتملة , ولكن فقط إذا كنتم تعرفون بالضبط ما الذي تقومون به ولماذا تقومون به . وهذا هو الهدف من هذا الفصل والفصل الذي يليه .
 
التعديل الأخير:
كما ذكرت من قبل فأرجو من الاخوة في حال وجود جملة ركيكة أن ينبهوني اليها لاعيد صياغتها باسلوب اخر
فنظرا لاني أقرأ الكتاب بالانكليزية وافهمه بالانكليزية فحين اترجمه قد اضع جملة ضعيفة دون ان انتبه لانها بنظري مفهومة فأفترض انها واضحة وهي لاتكون كذلك

قبل أن أضع المقطع التالي أريد أن أوضح بعدة سطور مفهوم (الأفضلية ) الذي ورد كثيرا في الكتاب حتى تصبح جميع الأفكار واضحة في حال كان فيها بعض الغموض
الأفضلية التي يتحدث عنها الكاتب هي دليل على أن احتمال حصول شيء ما هو أكبر من احتمال حصول شيء آخر
وهناك متغيرات يستخدمها كل متداول يحدد بها أفضليته

فمثلا متداول يتاجر باستخدام 2 موفينغ افريج وعندما يقطع الموفينغ الأحمرالموفينغ الاخر ولنقل الازرق صعودا فالمتداول هذا يدخل شراء بناء على استراتيجيته - الان نقول أن الافضلية تحققت عند حدوث هذا التقاطع
وهذا التقاطع أخبرنا عند حدوثه أن ندخل شراء لأن احتمال صعود السعر بعد التقاطع اكبر من احتمال هبوطه
هذه هي الأفضلية ويمكن أن نطلق عليها اسم ميزة لصالحنا تخبرنا بأن احتمال الشراء أكبر من احتمال البيع
أما المتغيرات التي نحدد بها هذه الأفضلية في مثالنا هذا فهي خطي الموفينغ
وكل متداول لديه متغيرات خاصة به وتابعة لاستراتيجيته ليحدد بها أفضليته

-نقطة أخرى أريد توضيحها وهي أن الكاتب استخدم كلمة (edge) وهي التي أترجمها لكلمة أفضلية
علما أن ترجمتها هي ميزة - ولكن هناك كلمات كثيرة اذا ترجمناها تعطي كلمة ميزة لذلك أنا استخدم في المقاطع المترجمة كلمة أفضلية بدلا من ميزة لأميزها بأنها شيء آخر غير كلمة ميزة العادية
فمثلا هناك كلمات مثل feature - character - quality وغيرها من الكلمات التي ترجمتها ميزة لذلك لأميز كلمة (edge) عن هذه الكلمات استخدمت كلمة أفضلية
أرجو أن تكون الصورة وضحت و أنا جاهز لأي استفسار أو اقتراح
قد أسمعت إذ ناديت حيا
 
موضوع راااااائع ومجهود تستحق الشكر عليه

اسأل الله سبحانه وتعالى لك ولنا التوفيق

برأيي ان الرجمه ممتازه وبانتظار البقيه
 
موضوع راااااائع ومجهود تستحق الشكر عليه

اسأل الله سبحانه وتعالى لك ولنا التوفيق

برأيي ان الرجمه ممتازه وبانتظار البقيه

هذا من ذوقك أخي
وأنا بإذن الله مستمر في الموضوع ويكفيني أن يستفيد منه شخص واحد
 
المقطع التالي صعب وبحاجة للتركيز ومن الضروري جدا فهمه قبل الوصول للفصل 11
أهم ما سيأتي فيه أن الكاتب يوضح الفرق بين الذاكرة والمعتقد
فالذاكرة هي عبارة عن مجرد معلومات نقية مخزنة في عقولنا , وليست مرتبطة بشيء
أما المعتقد فهو فكرتنا عن الطريقة التي يعبر فيها محيطنا عن نفسه , وهذه الفكرة تختلف من شخص لآخر
-نقطة أخرى يشرحها الكاتب , أن المعتقد يستخدم ذاكرتنا ليتشكل ,
-نقطة أخيرة , الكاتب يوضح لماذا يسمي المعتقدات ب "بنى أو هياكل أو أبنية" من الطاقة , بنى أي على مراحل فالمعتقد يتشكل كما يلي , يتم استدعاء الذاكرة ثم ربطها بشيء ثم تنشيطها بالتجارب المستمرة ليتشكل المفهوم أو المعتقد , أي بنية أو هيكل متشكل على طبقات ومراحل .
 
أصول المعتقدات

-1-

ما الذي يمكننا أن نتعلمه عن طبيعة المعتقدات ?
وكيف يمكننا الاستفادة من هذه المعرفة لنخلق تركيبة عقلية تدعم رغبتنا في أن نكون متداولين ناجحين باستمرارية ؟
هذان هما السؤالان اللذان سأركز على الإجابة عليهما في هذا الفصل .
أولا , دعونا نلقي نظرة على أصل معتقداتنا . كما تذكرون , فالذكريات , و الفروقات , والمعتقدات موجودة على شكل طاقة , وتحديدا بنى ((هياكل -أبنية)) من الطاقة .
في وقت سابق في الكتاب , قمت بجمع هذه العناصر العقلية الثلاث معا (الذكريات والفروقات والمعتقدات ) لأوضح مايلي :
1-إن الذكريات , والمميزات , والمعتقدات ليست موجودة كشيء مادي .
2- إن العلاقة بين السبب والنتيجة والموجودة بيننا وبين محيطنا الخارجي هي مايجلب هذه المكونات إلى حيز الوجود , و
3-كيف أن العلاقة بين السبب و النتيجة تنعكس لكي نتمكن من رؤية المحيط الخارجي بالشكل الذي تعلمناه عنه سابقا .
ولكن لكي نصل إلى أصل معتقداتنا , سيتوجب علينا أن نفرق حزمة المكونات العقلية الثلاث السابقة هذه عن بعضها , بهدف توضيح الفرق بين الذاكرة والمعتقد . .
أفضل طريقة للقيام بذلك هي أن نتخيل أنفسنا في داخل عقل طفل رضيع .
أظن أنه في بداية حياة الطفل , فإن ذكريات تجاربه سوف تكون موجودة بأنقى شكل . وأعني بذلك أن الذكريات عما رآه أو سمعه أو شمه أو لمسه أو تذوقه موجودة في ذهنه كمعلومات شعورية نقية ليست مرتبطة أو متعلقة بأي كلمات أو مفاهيم معينة .
لذلك , سأقوم بتعريف الذكريات النقية بأنها معلومات حسية مخزنة بشكلها الأصلي .
أما من جهة أخرى , فالمعتقد هو فكرة أو مفهوم عن الطريقة التي يعبر بها المحيط الخارجي عن نفسه .
فالمفهوم الذي يجمع المعلومات الحسية النقية (الذاكرة) بنظام من الرموز نسميه اللغة .
على سبيل المثال , معظم الرضع لديهم ذاكرة صافية حول كيفية شعورهم عندما تتم رعايتهم بحنان من قبل أحد الوالدين ,لكن ليس قبل أن يتعلم هذا الطفل أن يصل أو يربط كلمات معينة بالمعلومات الشعورية النقية المخزنة في ذاكرته , مما يجعله يشكل فكرة حول كيفية شعوره عندما تتم رعايته بحنان .
تعبير "الحياة رائعة" هو عبارة عن مفهوم . لكن الكلمات بحد ذاتها لا تشكل إلا مجموعة من الرموز المجردة النظرية التي لا معنى لها .
ولكن في حال تعلم هذا الطفل أو قرر أن يربط هذه الكلمات بمشاعره إيجابية الشحنة التي تظهر أثناء رعايته بحنان , فإن الحروف لاتعود مجموعة من الرموز المجردة , والكلمات لاتعود تعبير مجرد .
"الحياة رائعة" تصبح علامة مميزة واضحة حول طبيعة وجود الحياة أو حول الطريقة التي تسير بها الحياة .
وعلى نفس المنوال , إذا لم يحصل الطفل على رعاية كافية نسبة لاحتياجاته , فعندها يمكن له ببساطة أن يربط مشاعره عن الألم العاطفي مع مفهوم مثل "الحياة ليست عادلة" أو "العالم هو مكان بشع ".
في جميع الأحوال , عندما يتم ربط الطاقة الإيجابية أو السلبية _الناتجة عن ذاكرتنا أو تجاربنا _ بمجموعة من الكلمات , فإننا نسميها بالمفهوم , ويتم تنشيط هذا المفهوم , وبالنتيجة تحويله لمعتقد , معتقد حول طبيعة الواقع .
وإذا اعتبرت أن المفاهيم يتم تشكيلها ضمن إطار لغة ثم تنشيطها من خلال تجاربنا , فإنه يصبح جليا لك لماذا أشير إلى المعتقدات ب " بنى من الطاقة " .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

عندما يولد معتقد ما إلى حيز الوجود , ماذا يفعل ؟ وما هي وظيفته ؟ قد يبدو سخيفا أن نسأل هذه الأسئلة .
في النهاية , جميعنا لديه معتقدات , ونحن نعبر باستمرار عن معتقداتنا هذه سواء بالقول أو بالفعل .
بل أكثر من ذلك , نحن نتفاعل حتى مع معتقدات الناس الآخرين مهما كان الشكل الذي يعبروا به عن معتقداتهم .
ولكن . إذا سألتك , "ما الذي يقوم به المعتقد بالضبط ؟" , فاحتمال أن عقلك لن يستطيع الإجابة.
أما من جهة أخرى لو سألتك ماهي وظيفة عينيك , أذنيك , أنفك , أو أسنانك , فلن يكون لديك أي مشكلة في الإجابة على ذلك .
بما أن المعتقدات أجزاء مكونة و هامة من تركيبتنا ( من حيث تأثيرها على نوعية حياتنا ) , فحتما ستكون إحدى أعظم المفارقات في الحياة أن المعتقدات هي من أقل الأمور التي يتم التفكير فيها وفهمها .
وما أقصده ب "أقل الأمور التي يتم التفكير فيها" هو , أنه إذا كان لدينا مشكلة في أحد أجزاء جسدنا , فإننا بشكل طبيعي نركز اهتمامنا على ذلك الجزء ونفكر فيما يجب علينا فعله لمعالجة المشكلة .
ولكن , ليس من الضروري أن يخطر ببالنا أن المشاكل التي نعاني منها في نوعية حياتنا (على سبيل المثال , عدم السعادة , شعور بعدم الرضا , أو عدم النجاح في مكان ما ) هي مشاكل متجذرة في معتقداتنا .
هذا القصور في الرؤية هو ظاهرة عالمية موجودة لدى جميع الناس .
إحدى الخصائص البارزة للمعتقدات هي أنها تجعل ما نعايشه يبدو بديهيا وغير قابلا للشك . في الواقع , لو لم تكن لديك رغبة شديدة لتعيش النجاح المستمر كمتداول , لكان من المستبعد أنك كنت ستخوض في هذا الموضوع على الإطلاق .
عادة , يتطلب الأمر سنوات من الإحباط الشديد قبل أن يبدأ الناس بالنظر في معتقداتهم على أنها مصدر صعوباتهم .
ومع ذلك , بالرغم من أن المعتقدات جزء معقد من هويتنا , فليس علينا أن نأخذ عملية التحليل النفسي هذه بشكل شخصي .
ضع في حسبانك حقيقية أن لا أحد منا قد ولد ولديه أي من معتقداته . فجميعها تم اكتسابها بمزيج من الطرق .
العديد من المعتقدات والتي لها التأثير الأعمق على حياتنا لم يتم حتى اكتسابها من قبلنا بفعل إرادتنا الحرة , بل تم زرعها من قبل أناس آخرين .
وغالبا لن يتفاجأ أحد إذا قلت أن , المعتقدات التي تسبب لنا أكبر الصعوبات غالبا ماتكون هي تلك التي تم اكتسابها من الآخرين بدون موافقة شعورية من قبلنا .
وأعني بذلك المعتقدات التي اكتسبناها عندما كنا صغارا جدا وجاهلين لأن نعرف الآثار السلبية لما يتم تعليمنا إياه .
بغض النظر عن مصدر معتقداتنا , فلحظة ولادتها إلى حيز الوجود فإنها جميعها تعمل بنفس الطريقة بالشكل العام .
المعتقدات تقوم بوظائفها بطرق مميزة , ولاتختلف هذه الطرق عن طرق باقي أجزاء الجسم .
على سبيل المثال , إذا قارنا بين عيني وعينيك , أو يدي ويديك , أو خلايا دمي الحمراء بخلايا دمك الحمراء , سنرى أنها ليست نفسها تماما , ولكن لها خصائص مشتركة تجعلها تعمل بطرق متماثلة .
وعلى نفس المنوال , فمعتقد "الحياة رائعة" سيؤدي وظيفته بنفس الطريقة التي يؤديها معتقد " الحياة كريهة" .
المعتقدات بحد ذاتها مختلفة , و كذلك التأثير الناجم عن كل منها على نوعية حياة حاملها سيكون أيضا مختلفا إلى حد كبير , ولكن كلها تعمل تماما بنفس الطريقة .
 
التعديل الأخير:
المعتقدات وتأثيرها على حياتنا

-1-

بالمغزى العام , إن المعتقدات تحدد شكل الطريقة التي نعيش فيها حياتنا .
كما قلت سابقا , نحن لم نولد مع أي من معتقداتنا , بل تم اكتسابها , وبينما تتراكم هذه المعتقدات , فإننا نعيش حياتنا بطريقة تعكس ما تعلمناه من معتقدات .
تخيل كم كانت ستكون حياتك مختلفة لو أنك ولدت في جو ثقافي , ديني , سياسي , مختلف كثيرا عن الجو الذي ولدت فيه فعلا . قد يكون من الصعب عليك تخيل ذلك ,
ولكن ما تعلمت أن تعتقد به في تلك الحالة التي افترضناها -حول حقيقة الحياة وكيف يسير العالم - في الغالب لن يشبه أبدا ما تعتقد به حاليا .
ولكن على الرغم من ذلك كنت ستتمسك بمعتقداتك الافتراضية تلك بنفس الدرجة من الحتمية التي تتمسك بها بمعتقداتك الحالية .
كيف تحدد المعتقدات شكل حياتنا :
1- إنها تتحكم بطريقة رؤيتنا وتفسيرنا لمعلومات محيطنا بطريقة تناسب ما نعتقد به ((نؤمن به)) .
2- هي من تنتج توقعاتنا . لاتنسى أن التوقع هو عبارة عن اعتقاد نلبسه للحظة ما في المستقبل .
وبما أنه لا يمكننا توقع شيء لا نعرفه , فيمكننا أن نقول أيضا أن التوقع هو عبارة عن مانعرفه مطبق على لحظة ما في المستقبل .
3-أي شيء نقرر القيام به , و أي تعبير وسلوك خارجي سيكون متناسبا مع ما نعتقد به .
4-أخيرا , معتقداتنا تفرض علينا كيف نشعر إزاء نتائج أفعالنا .
فلايوجد إلا جزء بسيط من الطريقة التي نؤدي فيها وظائفنا لاتلعب فيه المعتقدات دورا رئيسيا .
لذلك ما سأقوم به الآن هو إعطائكم مثالا استخدمته في كتابي الأول -المتداول المنضبط -
وذلك لأوضح الوظائف المختلفة للمعتقد .
في ربيع عام 1987 , كنت أشاهد برنامج تلفزيوني من إنتاج محلي يدعى "أمسكتك شيكاغو" , كان البرنامج عن بعض المشاهير المحليين الذين يقومون بعمل دعابات مع بعضهم البعض .
في أحد أجزاء البرنامج , قامت المحطة التلفزيونية باستئجار رجل ليقف على رصيف شارع ميشيغان ويحمل لافتة كتب عليها "مال مجاني . لليوم فقط" (و لمن لا يعرف شيكاغو , فشارع ميشيغن هو موطن للكثير من محلات ومتاجر الأزياء ) .
المحطة التلفزيونية أعطت الرجل كمية كبيرة من المال النقدي , مع تعليمات بإعطاء هذا المال لأي شخص يطلبه .
الآن , ضع في حسبانك أن شارع ميشيغان هو من أكثر المناطق ازدحاما في المدينة , و إذا افترضنا أن معظم الناس الذين مروا بالرجل كانوا قادرين على قراءة اللافتة , فكم تعتقد عدد الأشخاص الذين قبلوا عرضه وطلبوا منه المال ؟
من بين جميع الأشخاص الذين مروا بالرجل وقرأوا اللافتة , فقط شخص واحد توقف , وقال , "رائع ! هل يمكنني الحصول على ربع دولار لأشتري بطاقة للحافلة ؟"
أما غير هذا الشخص , لم يقترب أحد من الرجل .
في نهاية المطاف, أصيب الرجل بالإحباط لأن الناس لم يتجاوبوا بالطريقة التي كان يتوقعها .
فبدأ يصرخ ويقول " هل تريدون المال ؟ أرجوكم خذوا مالي , لا أستطيع أن أوزعه بالسرعة التي أريد " .
الجميع استمر بالمرور من حوله كما لو أنه غير موجود , في الواقع , لاحظت أن عدة أشخاص قاموا بتغيير طريقهم ليتجنبوه .
وأثناء ذلك كان رجل يرتدي بذلة ويحمل حقيبة جلدية يقترب , فتوجه رجل المحطة التلفزيونية نحوه مباشرة وقال , "هل تريد بعض المال ؟" , فأجاب الرجل , "ليس اليوم" , فأنا محبط حقا الآن ,
فحاول معه مرة أخرى قائلا , "كم مرة يمكن أن يحصل معك هذا الأمر ؟ هلا أخذت هذا رجاء ؟" كان يقول هذا وهو يحاول أن يسلم الرجل بعض النقود في يده .
فأجاب الرجل باقتضاب "لا" وتابع سيره .
ما الذي كان يحصل هنا ؟ لماذا لم يقم أي شخص بطلب المال ؟ (عدا الشخص الذي كان بحاجة لتذكرة الحافلة) ,
إذا افترضنا بأن معظم أو كل المارين كان باستطاعتهم قراءة اللافتة , لكن على الرغم من ذلك لم يحاولوا أن يأخذوا المال , لذا فالتفسير المحتمل لسلوكهم هذا هو أنهم ببساطة لايهتمون بالمال .
وهذا غير وارد على الإطلاق , على اعتبار أننا نكرس حياتنا ونحن نسعى وراء المال .
إذا اتفقنا على أن الناس استطاعوا أن يقرأوا اللافتة واتفقنا أيضا على أن المال هام جدا لمعظمنا , فما الذي يمكن أن يكون قد منع هؤلاء الناس عن مساعدة أنفسهم ؟


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

البيئة كانت تتيح للناس تجربة يتمنى معظمهم أن يمر بها : شخص ما يعطيهم المال بدون شروط .
ولكن على الرغم من ذلك فالجميع مر به مرور الكرام , غافلين عما كان ينتظرهم .
حتما لم يكونوا قادرين على تصور ما كان متاح لهم .
ولكن من الصعب تخيل ذلك لأن اللافتة أشارت بوضوح "مال مجاني , لليوم فقط" .
أما إذا فكرنا بأن معظم الناس لديهم معتقد (مفهوم تم تنشيطه حول كيفية سير العالم ) بأن "المال المجاني غير موجود " , عندها لايصبح من الصعب علينا أن نتخيل ذلك .
إذا كان المال المجاني لاوجود له حقا , فعندها كيف يمكن لشخص ما أن يحقق التوافق لهذا التناقض الواضح , بين الاعتقاد بأن "المال المجاني غير موجود " وبين اللافتة التي تقول أنه موجود ؟
الأمر سهل , فقط فكر ببساطة بأن الرجل الذي يحمل اللافتة مجنون , فما الذي يمكن أن يخطر ببالنا غير ذلك لنفسر هذا السلوك الغريب مادام المال المجاني غير موجود في الواقع ؟
إن العملية المنطقية التي يمكن أن تعوض عن هذا التناقض يمكن أن تعمل من قبيل الطريقة التالية : "الجميع يعلم أن الحصول على المال من دون شروط نادرا مايحدث , وخاصة ليس من قبل شخص غريب في أحد أكثر الشوارع ازدحاما في المدينة , وفي الواقع لو كان الرجل يهب المال فعلا , لكان الناس قد تسابقوا عليه , وهو حتى قد يعرض حياته بذلك للخطر , فلا بد من أنه مجنون , لذا من الأفضل أن أسير مبتعدا عنه , فمن يعلم ماذا يمكن أن يفعل؟ " .
لاحظ أن كل عنصر من عناصر عملية التفكير التي وصفتها , منسجم مع الاعتقاد بأن المال المجاني غير موجود ,
1-فعبارة "مال مجاني" في اللافتة لم يتم تلقيها ولا ترجمتها بشكلها الصحبح الحقيقي الذي يعرضه محيطنا .
2-البت بأن الشخص الذي يحمل اللافتة مجنون خلق توقعات بالخطر , أو على الأقل خلق تصور بأن الحذر مبرر .
3-تغيير المسار عن قصد لتجنب الشخص الذي يحمل اللافتة , هو فعل ينسجم مع التوقع بالخطر .
4-كيف يشعر كل شخص حول النتيجة ؟ هذا من الصعب معرفته بدون معرفة كل شخص على حدة , ولكن التعميم الجيد سيكون بأنهم شعروا بالارتياح لأنهم تجنبوا بنجاح المواجهة مع شخص مجنون .
إن الشعور بالارتياح الذي تتج عن تجنب المواجهة هو حالة ذهنية .
تذكّر بأن كيفية شعورنا (درجة شحنات الطاقة السلبية أو الإيجابية المتدفقة عبر أجسامنا وعقولنا ) هي دائما الحقيقة المطلقة ((بنظرنا)) .
ولكن المعتقدات التي تيقظ أي حالة ذهنية لدينا قد لاتكون هي الحقيقة , مقارنة بالاحتمالات الممكنة التي توفرها البيئة .
الارتياح من المواجهة لم تكن النتيجة الوحيدة الممكنة لهذه الحادثة .
تخيل كم كانت ستكون التجربة مختلفة لو كان الناس يؤمنون بأن "المال المجاني موجود" .
إن العملية التي شرحناها أعلاه ستكون نفسها , فيما عدا أنها ستجعل معتقد " المال المجاني موجود " يبدو بديهيا وغير قابل للشك .
وأفضل مثال على ذلك سيكون ذلك الشخص الذي قال "رائع , هل يمكنني الحصول على ربع دولار لأشتري بطاقة للحافلة " .
(((عندما رأيت هذا , هنا شيء ناقص في الكتاب .)))
المتسول هو شخص يؤمن بشكل أكيد بوجود المال المجاني , لذلك , كان تلقيه و تفسيره للافتة مطابق لما أريد منها من قبل المحطة التلفزيونية .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
ملاحظة :
في المقطع الماضي في نسخة البي دي اف من الكتاب يبدو أن هناك سطرا محذوفا بالخطأ , قمت بالبحث في جميع نسخ البي دي اف الموجودة على الانترنت ولكنها جميعها متطابقة .
لذلك ارجو اذا كان هناك من لديه الكتاب الأصلي أن يضع لنا صورة عن الفصل 9 , فقرة المعتقدات وتأثيرها على حياتنا.
المهم : ما أظن أنه خلاصة السطر المحذوف يجعل المقطع كما يلي :



وأفضل مثال على ذلك سيكون ذلك الشخص الذي قال "رائع , هل يمكنني الحصول على ربع دولار لأشتري بطاقة للحافلة " .
-عندما رأيت هذا قلت في نفسي أن هذا الشخص الذي يطلب ربع دولار هو متسول , وهو يمكن أن يطلب من أي شخص أن يعطيه ربع دولار . -
فالمتسول هو شخص يؤمن بشكل أكيد بوجود المال المجاني , لذلك , كان تصوره و تفسيره للافتة مطابق لما أريد منها من قبل المحطة التلفزيونية .
 
ملاحظة :
في المقطع الماضي في نسخة البي دي اف من الكتاب يبدو أن هناك سطرا محذوفا بالخطأ , قمت بالبحث في جميع نسخ البي دي اف الموجودة على الانترنت ولكنها جميعها متطابقة .
لذلك ارجو اذا كان هناك من لديه الكتاب الأصلي أن يضع لنا صورة عن الفصل 9 , فقرة المعتقدات وتأثيرها على حياتنا.
المهم : ما أظن أنه خلاصة السطر المحذوف يجعل المقطع كما يلي :



وأفضل مثال على ذلك سيكون ذلك الشخص الذي قال "رائع , هل يمكنني الحصول على ربع دولار لأشتري بطاقة للحافلة " .
-عندما رأيت هذا قلت في نفسي أن هذا الشخص الذي يطلب ربع دولار هو متسول , وهو يمكن أن يطلب من أي شخص أن يعطيه ربع دولار . -
فالمتسول هو شخص يؤمن بشكل أكيد بوجود المال المجاني , لذلك , كان تصوره و تفسيره للافتة مطابق لما أريد منها من قبل المحطة التلفزيونية .




السلام عليكم أستاذنا الفاضل وسام.
أود أولاً أن أتوجه إليك بالشكر والإمتنان على ما تقوم به من مجهود أقل ما يقال فيه وفي حقك أنه رائع ومبدع ونسأله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتك. ورغم قلة كتابتي إلا أنني متابع لك ولكتابتك بحمد الله تعالى. والله يوفق الجميع لما فيه الخير.
بالنسبة لما طلبت فإن لدي نسخة من الكتاب أتمنى من الله أن تؤدي الغرض المطلوب إن شاء الله . وإن كان خلاف ذلك فأرجوا المعذرة فهذه النسخة اليتيمة التي لدي.
تفضل نسخة الكتاب:
 

المرفقات

  • Trading in the Zone.pdf
    1.5 MB · المشاهدات: 34
السلام عليكم أستاذنا الفاضل وسام.
أود أولاً أن أتوجه إليك بالشكر والإمتنان على ما تقوم به من مجهود أقل ما يقال فيه وفي حقك أنه رائع ومبدع ونسأله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتك. ورغم قلة كتابتي إلا أنني متابع لك ولكتابتك بحمد الله تعالى. والله يوفق الجميع لما فيه الخير.
بالنسبة لما طلبت فإن لدي نسخة من الكتاب أتمنى من الله أن تؤدي الغرض المطلوب إن شاء الله . وإن كان خلاف ذلك فأرجوا المعذرة فهذه النسخة اليتيمة التي لدي.
تفضل نسخة الكتاب:

شكرا جزيلا لك أخي علي على كلامك الطيب وتشرفني متابعتك
بالنسبة للنسخة الموجودة لديك هي مطابقة للنسخة الموجودة عندي ولجميع النسخ الالكترونية المتوفرة
ولكنها مختلفة في ترتيب الكتاب فقط
فالسطر أيضا عندك غير موجود , و أنا كان سؤالي في حال كان لدى أحد الأخوة الكتاب الأصلي وليس الالكتروني .
بكل حال أظن أن مضمون السطر كما ذكرته تقريبا وذلك استنتجته من أول كلمتين وآخر كلمتين من هذا السطر .
هذه ليست المرة الأولى التي أصادف فيها كلمات محذوفة ولكن عادة تكون الكلمة مشوهة أو ناقص منها عدة أحرف ولكن في النهاية أصل إلى الكلمة بشكل أكيد , أما هذه المرة فالسطر أغلبه ناقص .
شكرا لك ثانية و أتمنى أن أكون عند حسن الظن .
 
-3-

هذا المتسول كانت توقعاته و سلوكه منسجمين مع اعتقاده بأن المال المجاني موجود .
إذا كيف سيشعر إزاء النتائج ؟
لقد حصل على ربع الدولار الذي طلبه , لذا سأفترض أنه شعر بالرضا .
بالطبع , مالم يعرفه أنه كان بإمكانه أن يحصل على أكثر بكثير من ربع دولار .
و أيضا هناك نتيجة اخرى ممكنة لهذا السيناريو .
لنلقي نظرة على مثال افتراضي لشخص يعتقد بأن "المال المجاني موجود " , ولكنه شخص يتخذ موقف من قبيل " ماذا إذا اقتربت من الحدث"
بتعبير آخر , بعض الناس قد يكونون متحمسين و فضوليين إزاء الإمكانيات بحيث يقررون وبشكل مؤقت أن يعلقوا اعتقادهم بأن "المال المجاني غير موجود " .
هذا التعليق المؤقت يسمح لهم بأن يتصرفوا خارج الحدود المرسومة من قبل المعتقد , من أجل أن يروا ما الذي سيحصل .
لذلك فبدلا من تجاهل الرجل الذي يحمل اللافتة _علما أن تجاهله ستكون الرغبة الأولية لشخصنا الافتراضي _ فإنه سيمشي باتجاهه ويقول "أعطني 10 دولارات ".
الرجل يسحب فورا 10 دولارات من جيبه ويعطيه إياها .
ما الذي سيحصل الآن ؟ كيف سيشعر , وقد جرب شيئا غير متوقع و يتعارض مع معتقده تماما ؟
بالنسبة لأغلب الناس , فإن معتقد "المال المجاني غير موجود " قد تم اكتسابه خلال ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير سارة .
وأكثر طريقة شائعة مر بها الناس هو أنه قد تم إخبارهم بأنه لايمكنهم الحصول على شيء ما لأنه غالي جدا .
كم مرة سمع الطفل العادي عبارة " من تظن نفسك ؟ أنت تعرف أن المال لا ينمو على الأشجار " .
بعبارة أخرى , إنه في الغالب معتقد سلبي الشحنة .
لذلك فتجربة تسليمه المال بيده من دون شروط وبدون أي تعليقات سلبية سيخلق له على الأرجح حالة ذهنية من السعادة الصرفة .
في الواقع , معظم الناس سيكونون سعيدين للغاية لدرجة أنهم سيشعرون أنهم مجبرين على مشاركة هذه السعادة وهذا الاكتشاف الجديد مع كل شخص يعرفونه .
يمكنني أن أتخيله يعود إلى مكتبه أو بيته , وفور مقابلته لشخص يعرفه , فالكلمات الأولى التي ستخرج من فمه ستكون "لن تصدق ماذا حصل معي اليوم " ,
وعلى الرغم من أنه يريد باستماتة من الأشخاص الذين يقابلهم أن يصدقوا قصته , فقد لا يصدقوه , لماذا ؟
لأن اعتقادهم بأن المال المجاني غير موجود سيجعلهم يفسرون قصته بطريقة أخرى تنفي حقيقتها.
للمضي بهذا المثال أكثر قليلا , تخيل ماذا كان سيحصل للحالة الذهنية لهذا الشخص لو خطر بباله أن بإمكانه أن يطلب مالا أكثر ,
هو يعيش حالة من السعادة الخالصة , ولكن مع ذلك , في اللحظة التي تلمع تلك الفكرة في عقله , أو يقوم شخص ما قريب منه و سمع قصته بطرح فكرة أن بإمكانه طلب مال أكثر بكثير , فإن حالته الذهنية ستتحول فورا إلى حالة سلبية الشحنة من الندم واليأس . لماذا ؟
لأنه أصبح في معتقد سلبي , جعله يشعر بمعنى أن يفوت شيئا ما أو أن لايحصل على مافيه الكفاية .
و نتيجة لذلك , بدلا من أن يكون سعيدا بما حصل عليه , سيصبح في حالة من الرثاء على ماكان يمكن أن يحصل عليه .
 
التعديل الأخير:
المعتقدات في مواجهة الحقيقة

في الأمثلة الثلاثة السابقة (بما فيها المثال الافتراضي) , كل شخص عايش نسخته الفريدة الخاصة به من الحدث .
وإذا سألت أيا منهم , فإنه سيصف ما اختبره أو ما اختبرته من منظوره أو منظورها الخاص , كما لو أن هذا الوصف هو النسخة الحقيقية و الصحيحة لواقع الأمر .
التناقضات بين نسخ الحقيقة الثلاث هذه توحي إلي أن هناك قضية فلسفية أكبر يجب حلها .
إذا كانت المعتقدات تقلص من إدراكنا للمعلومات المولدة من البيئة الحسية , بحيث يصبح ما نراه منسجما مع مانعتقد به أيا كان , فإذا كيف لنا أن نعرف ماهي الحقيقة ؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نراعي أربعة أفكار :
1- يمكن للبيئة المحيطة أن تعبر عن نفسها بتركيبة لامتناهية من الطرق , فعندما تمزج كل قوى الطبيعة التي تتفاعل مع كل ما أوجده البشر , ثم أضف إلى ذلك كل القوى المولدة من كل الطرق الممكنة التي يستطيع البشر من خلالها أن يعبروا عن أنفسهم , فإن النتيجة ستكون عدد كبير من النسخ المحتملة للحقيقة , هذا العدد الكبير من النسخ عن الحقيقة سيصعب تصورها حتى من قبل أصحاب أكثر العقول إنفتاحا .
2- مالم نكتسب القدرة على تصور كل الطرق الممكنة التي يمكن للبيئة أن تعبر من خلالها عن ذاتها , فإن معتقداتنا ستبقى تمثل نسخة محدودة عما هو ممكن من قبل البيئة , وهذا بالتالي يجعل معتقداتنا عبارة عن صورة عن الحقيقة , ولكن ليس بالضرورة أن تكون الصورة الصحيحة للحقيقة .
3-إذا وجدت نفسك مستثنا من البيان الثاني ((أي إذا كنت مقتنعا أن معتقداتك هي الصورة الصحيحة للحقيقة)) , فضع في إعتبارك أنه إذا كانت معتقداتنا صحيحة , أي إذا كانت انعكاس دقيق وصحيح و حقيقي للواقع الملموس , فلابد عندها أن تكون توقعاتنا محققة أيضا ,
وإذا تحققت توقعاتنا دائما سنكون في حالة أبدية من الرضا .
فلماذا إذاً لانشعر بالسعادة و الفرح و البهجة و بإحساس كامل من السرور مادامت الحقيقة الملموسة تظهر دوما كما نتوقعها ؟
4- إذا قبلت بالبيان الثالث على أنه صحيح , فإن النتيجة المباشرة له صحيحة أيضا , أي إذا لم نكن نحظى بالرضا فلا بد من أننا نعمل انطلاقا من معتقد أو معتقدات لا تتماشى بشكل جيد مع الظروف البيئية .
بأخذ هذه الاعتبارات الأربعة في حسباننا , يمكنني الآن الإجابة على السؤال , "ماهي الحقيقة ؟"
الجواب , الحقيقة هي أي شيء يؤدي مفعوله و ينجح معنا و يحقق الفائدة لنا , مهما كان هذا الشيء .
إذا كانت المعتقدات تفرض قيودا على ما يمكن أن نتلقاه من معلومات , وإذا كان يمكن للبيئة أن تعبر عن ذاتها بتركيبة لانهائية من الطرق , فهذا معناه أن المعتقدات يمكن أن تكون حقيقة فقط بالنسبة إلى ما نحن بصدد إنجازه في أية لحظة .
و بعبارة أخرى , درجة القرب إلى الحقيقة داخل معتقداتنا يمكن قياسها من حيث مدى فائدتها لنا .
كل فرد منا لديه قوى مولدة داخليا (الفضول , الحاجة , الإرادة , الرغبة , الأهداف , الإلهام) والتي تجبرنا وتحفزنا على التفاعل مع البيئة الحسية .
ومجموعة الخطوات المعينة التي نتخذها لنحقق الغرض من فضولنا , حاجتنا , إرادتنا , رغبتنا , أهدافنا , أو إلهامنا , هي في الواقع الوظيفة أو الأداء لما نعتقد به على أنه هو الحقيقة في كل الظروف أو الحالات .
و تلك الحقيقة مهما كانت , ستحدد لنا مايلي :
1- ستحدد ماهي الإحتمالات التي سنتلقاها بالنسبة لما هو متاح من البيئة .
2- ستحدد لنا كيف نفسر ما نتلقاه و ندركه .
3-ستحدد القرارات التي سنتخذها.
4-ستحدد توقعاتنا للنتيجة .
5-ستحدد الأفعال التي نقوم بها , و
6-ستحدد كيف سنشعر إزاء نتائج جهودنا .
في أي لحظة , إذا وجدنا أنفسنا في حالة من الرضا , السعادة أو الإرتياح حيال ما ننوي إنجازه , يمكننا القول أن الحقيقة الخاصة بنا ( التي معناها كل المعتقدات التي نعمل انطلاقا منها) هي مفيدة أو نافعة لأنه كما أشرت أعلاه فالعملية نحجت .
فما تلقيناه من معلومات عند ذلك لم يكن مناسبا لهدفنا فحسب , بل كان منسجما أيضا مع ما كان متاحا فعلا من قبل البيئة .
إن تفسيرنا للمعلومات التي تلقيناها قد أدى إلى قرار , وتوقع , و فعل والتي كانت جميعها في إنسجام مع حالة و ظروف بيئتنا .
لم يكن هناك أي مقاومة أو قوى مضادة من قبل البيئة (أو في عقلنا الخاص) يمكن لها أن تقلل أو تصغّر من النتيجة التي كما نحاول تحقيقها و الحصول عليها .
ونتيجة لذلك , نجد أنفسنا في حالة من الرضا , والسعادة , و الراحة .
من ناحية أخرى , إذا وجدنا أنفسنا في حالة من عدم الرضا , وخيبة الأمل , و الإحباط , الضياع , اليأس , الندم , أو فقدان الأمل , فيمكننا القول أنه بالنسبة إلى حالة و ظروف البيئة , فالمعتقدات التي نعمل إنطلاقا منها لاتعمل بشكل جيد أو حتى لاتعمل على الإطلاق , ولذلك السبب فهي ليست مفيدة أو نافعة ((أي ليست هي الحقيقة)) .
وبكل بساطة , فالحقيقة هي أي شيء ينجح معنا , أثناء محاولتنا إنجاز شيء ما في لحظة ما .


نهاية الفصل 9
 
التعديل الأخير:
الفصل العاشر
أثر المعتقدات على التداول
-الصفات الأساسية للمعتقد
-تقدير الذات والتداول
 
التعديل الأخير:
تأثير المعتقدات على التدوال

إذا كانت البيئة الخارجية تستطيع أن تعبر عن ذاتها بتركيبة لانهائية من الطرق , فهذا معناه أنه لايوجد فعلا حدود لأعداد و أنواع المعتقدات المتوفرة والتي يمكننا اكتسابها عن طبيعة وجودنا .
هذه طريقة مفصلة للقول أن هناك الكثير حولنا لتعلمه , ولكن إذا قمنا بمراقبة طبيعة البشر بشكل عام , سأقول حتما أننا لانعيش حياتنا بطريقة تتفق مع العبارة السابقة .
إذا كان صحيحا أنه من الممكن أن نؤمن ونعتقد بأي شيء فلماذا دائما نتجادل ونتقاتل مع بعضنا البعض ؟
لماذا لايكون من الممكن لنا جميعا أن نعيش حياتنا بطريقة تعكس ماتعلمناه جميعنا من معتقدات ؟ فلابد أن يكون هناك سبب ما وراء محاولتنا العنيدة لإقناع الآخرين بصحة معتقداتنا و وراء إنكارنا لصحة معتقداتهم .
إعلم أن كل الصراعات من أصغرها إلى اكبرها ومن أقلها إلى أكثرها أهمية , سواء كانت بين الأفراد أو الثقافات أو المجتمعات أو الأمم هي دائما نتيجة خلاف في المعتقدات .
ماهي الخصائص الموجودة في معتقداتنا والتي تجعلنا غير متسامحين مع الفروق بين معتقداتنا ومعتقدات غيرنا ؟
في بعض الحالات نكون متعصبين لدرجة أننا مستعدون لأن يقتل أحدنا الآخر بهدف إيصال وجهة نظره .
نظريتي الخاصة هي أن المعتقدات ليست بنى طاقة فحسب , بل هي أيضا طاقة واعية على مايبدو , على الأقل طاقة لها درجة من الوعي .
وإلا كيف نفسر قدرتنا على التعرف على ما يوجد في الداخل من خلال الخارج ؟
وكيف لنا أن نعرف أن توقعاتنا تتحقق ؟ وكيف لنا أن نعرف أنها لا تتحقق ؟ وكيف لنا أن نعرف أننا نواجه معلومات أو ظروف متعارضة مع معتقداتنا ؟
التفسير الوحيد الذي لدي هو أن كل معتقد بذاته لابد أن يكون له نوع ما من الوعي أو الوعي الذاتي , والذي يجعله يعمل بالطريقة التي يعمل بها .
فكرة أن الطاقة لديها درجة من الوعي , قد تكون صعبة القبول للعديد منكم . ولكن هناك العديد من الملاحظات التي يمكننا أن نبديها بشأن طبيعتنا الفردية والجماعية والتي تدعم هذه الفكرة .
أولا , كل شخص يريد أن يتم تصديقه ((الاقتناع بفكرته وباعتقاده)) . مهما كان اعتقاده هذا , فتجربة أن يتم الاقتناع باعتقادك تعطي شعورا جيدا , وأظن أن هذا الشعور الإيجابي هو شعور عام ,أي ينطبق على جميع الناس .
وبالعكس , فلا أحد يحب أن لا يتم تصديقه , فهذا لايعطي شعورا جيدا .
فإذا قلت لك "أنا لا أصدقك" , فالشعور السلبي الذي سيمر عبر جسدك و عقلك سيكون شعورا عاما بين جميع الناس أيضا .
وعلى نفس المنوال , فلا أحد منا يحب أن يتم تحدي معتقداته , فالتحدي يعطينا شعورا بأنه يتم مهاجمتنا .
الجميع وبغض النظر عن المعتقد , يستجيبون بنفس الطريقة : فالاستجابة المعتادة هي أن نجادل و ندافع عن أنفسنا (عن معتقداتنا) , و بحسب الحالة , نرد الهجوم .
عندما نعبر عن أنفسنا فنحن نحب أن يتم الاستماع لنا , وإذا شعرنا أن جمهورنا لايبدي انتباها , فكيف سنشعر ؟ سنشعر بشعور ليس بجيد ! ومرة أخرى أظن أن ردة الفعل هذه مشتركة بين جميع الناس .
وبالعكس , لماذا من الصعب جدا علينا أن نكون مستمعين جيدين ؟ لأنه لكي نكون كذلك , فيجب علينا أن نستمع فعليا , بدون أن نفكر كيف سنقوم بالتعبير عن رأينا في اللحظة التي نستطيع فيها أن نقاطع الشخص الذي يتكلم , سواء
قاطعناه بأدب أو بوقاحة .
فماهي القوة القصرية الكامنة وراء عدم قدرتنا على الاستماع بدون أن نستطيع الإنتظار لأن نقاطع المتكلم ؟
ألا نحب أن نكون مع الأشخاص الذين لديهم نفس معتقداتنا , لأن ذلك يشعرنا بالراحة والأمان ؟
ألا نقوم بتجنب الأشخاص ذوي المعتقدات المختلفة والمتضاربة مع معتقداتنا , لأن ذلك يشعرنا بعدم الراحة بل و بالتهديد حتى ؟
خلاصة القول هي أنه , لحظة اكتسابنا لمعتقد ما فإن هذا المعتقد يتخذ حياة خاصة به , مما يجعلنا نتعرف وننجذب لأشباهه , ونبتعد عن أي شيء معاكس أو مناقض له .
بالنظر إلى العدد الهائل من المعتقدات المتباينة الموجودة , إذا كانت مشاعر كالانجذاب أو الارتياح لمعتقد ما ومشاعر كالرفض والتهديد لمعتقد ما هي مشاعر عامة وموجودة لدى جميع الناس , فهذا معناه أنه لابد أن يكون كل معتقد واعي لوجوده بطريقة أو بأخرى ,
وهذه البنى من الطاقة الواعية ((المعتقدات)) لا بد أنها تعمل بطرق خاصة مشتركة بيننا جميعا .
 
التعديل الأخير:
الصفات الأساسية للمعتقد

هناك ثلاث صفات أساسية عليك أن تفهمها , حتى تتمكن بنجاح من تثبيت الحقائق الخمسة الأساسية للتداول على مستوى وظيفي في بيئتك العقلية :
1-يبدو أن المعتقدات تتخذ حياة خاصة بها , ولذلك فهي تقاوم أية قوة تعمل على تغيير شكلها الحالي .
2-كل المعتقدات النشطة أو الفعالة تتطلب التعبير عنها .
3-المعتقدات تستمر بالعمل بغض النظر عما إذا كنا مدركين أم غير مدركين لوجودها في بيئتنا العقلية .
 
التعديل الأخير:
1-المعتقدات تقاوم أية قوة تعمل على تغيير شكلها الحالي .

-1-

قد لانفهم الديناميكية الكامنة وراء الكيفية التي تحافظ فيها المعتقدات على سلامة هيكلها , ولكن يمكننا ملاحظة أنها تحافظ عليها , حتى في مواجهة ضغط أو قوة هائلة .
في تاريخ البشرية , هناك العديد من الأمثلة على أناس كان إيمانهم أو اعتقادهم بمسألة أو قضية ما قويا للغاية لدرجة أنهم تحملوا المذلة , والتعذيب , والموت , لكي لا يعبروا عن ذواتهم بطريقة تناقض معتقداتهم .
هذا بالتأكيد برهان يدل إلى أي درجة يمكن للمعتقدات أن تكون قوية , و إلى أي درجة يمكن أن تقاوم أي محاولة لتغييرها أو مناقضتها بأدنى وسيلة .
تبدو المعتقدات بأنها مزيج من عدة أنواع من الطاقة أو مزيج من عدة أنواع من القوى , والتي بطبيعتها تقاوم أي قوى أخرى تحاول تشكيلها بغير شكلها الحالي .
هل هذا يعني أنه لايمكن تغيير هذه المعتقدات ؟ بالتأكيد لا يعني ذلك !! و إنما هذا يعني أنه علينا فقط أن نفهم كيف نتعامل معهم .
فالمعتقدات يمكن تغييرها , ولكن ليس بالطريقة التي يعتقدها معظم الناس .
فأنا أؤمن بأنه فور تشكل المعتقد , فلا يمكن تدميره .
بعبارة أخرى , لايمكننا فعل شيء من شأنه أن يمحي معتقد أو أكثر من الوجود , أو يجعله يتبخر و كأنه لم يكن موجود على الإطلاق .
وهذا الافتراض مبني على أحد قوانين الفيزياء الأساسية .
فبحسب ألبرت أينشتاين و آخرون في المجتمع العلمي , فالطاقة لا تفنى و لاتخلق من العدم , بل يمكن فقط تحويلها .
وإذا كانت المعتقدات عبارة عن طاقة __ بنى من الطاقة الواعية والمدركة لوجودها __ فإن مبدأ الفيزياء السابق نفسه ينطبق على المعتقدات , بمعنى ,
أنه إذا حاولنا القضاء على المعتقدات , فإن ذلك لن ينجح .
إذا علمت أن شيئا أو شخصا ما يحاول تدميرك , فكيف ستكون استجابتك ؟ ستدافع عن نفسك , وتقاوم , ومن الممكن حتى أن تصبح أقوى مما كنت عليه قبل أن تعلم بالتهديد .
كل معتقد لوحده هو عنصر مما نعتبره هويتنا . لذلك أليس من المنطقي أن نتوقع أنه في حال تم تهديد أي معتقد فإنه سيستجيب هو و باقي الأعضاء الأخرى بشكل جماعي وبطريقة متناغمة ؟ و نفس المبدأ لو تم تجاهل معتقد يزعجنا وحاولنا اعتباره غير موجود .
إذا استيقظت يوما ما و قام كل الأشخاص الذين تعرفهم بتجاهلك , وتصرفوا كما لو أنك غير موجود , فكيف ستكون ردة فعلك ؟ غالبا لن يمضي وقت طويل قبل أن تمسك بشخص منهم وتقف مقابل وجهه مباشرة و تحاول إجباره على أن يتعرف عليك .
ومرة أخرى , إذا تم تجاهل معتقد ما عن قصد , فإنه سيتصرف بنفس الأسلوب . سيجد طريقة قصرية للظهور في سلوكنا أو في عملية تفكيرنا الشعورية .
الطريقة الأسهل و الأكثر فعالية للتعامل مع معتقداتنا هي أن نعطلها بلطف ونجعلها خامدة و ذلك بتفريغها من الطاقة .
أنا أسمي هذه العملية بالإخماد . وبعد هذا الإخماد فالهيكل الأصلي للمعتقد يبقى سليما , لذلك من الناحية التقنية فهذا الهيكل لم يتغير .
الفرق أن المعتقد لم يعد يحتوي أي طاقة , وبدون الطاقة لا يعود لديه القدرة على التصرف كقوة تؤثر على سلوكنا أو على كيفية رؤيتنا للمعلومات .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى