إفتح حسابك مع HFM
إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس

كتاب التداول في المنطقة ( Trading in the zone ) مترجم حصري لعرب اف اكس

التفكير كمتداول

إذا طلبت مني أن ألخص لك التداول بأبسط شكل , سأقول بأنه لعبة أرقام و اكتشاف الأنماط .
فنحن نستخدم تحليل السوق للتعرف على الأنماط , ولتحديد المخاطرة , ولتحديد وقت جني الأرباح .
الصفقة قد تنجح و قد تفشل , ولكن في كلتا الحالتين فإننا ننتقل إلى الصفقة التالية . الأمر بهذه البساطة .
ولكن في نفس الوقت فهو ليس سهلا جدا . في الواقع , فقد يكون التداول أصعب شيء قررت أن تكون ناجحا فيه قط .
ليس لأنه يتطلب ذكاء , بل على العكس تماما ! فكلما اعتقدت أنك تعرف أكثر كلما قل نجاحك .
التداول صعب لأنه عليك أن تعمل انطلاقا من حالة أنك لست بحاجة لأن تعرف , على الرغم من أن تحليلك قد يكون في بعض الأحيان صحيحا "تماما" .
لكي تعمل انطلاقا من حالة عدم المعرفة , فعليك أن تدير توقعاتك بشكل صحيح .
ولكي تدير توقعاتك بشكل صحيح فيجب عليك إعادة تنظيم الجو العقلي الخاص بك بحيث تؤمن بدون أدنى شك بالحقائق الخمسة الأساسية .
في هذا الفصل , سأعطيك تمرين تداول سيدمج الحقائق الأساسية الخمسة للسوق على مستوى وظيفي في عقلك .
وفي هذه العملية , سآخذك عبر المراحل الثلاثة لتطوير المتداول .
المرحلة الأولى هي المرحلة الميكانيكية , في هذه المرحلة فإنك ستقوم ب :
1-بناء الثقة بالنفس الضرورية للعمل في بيئة غير محدودة .
2-ستتعلم إنجاز نظام تداول خال من العيوب .
3-ستدرب عقلك على التفكير في الاحتمالات (الحقائق الخمس الأساسية) .
4-ستنشئ معتقد قوي وراسخ بأنك متداول متسق .
فور إنتهائك من المرحلة الأولى يمكنك التقدم إلى المرحلة الشخصية أو المرحلة الذاتية للتداول .
في هذه المرحلة , تقوم باستخدام كل ما تعلمته حول طبيعة حركة السوق للقيام بكل ما تريد القيام به .
فهناك الكثير من الحرية في هذه المرحلة , لذلك فعليك أن تتعلم كيف تراقب قابليتك لإرتكاب أخطاء التداول , والناتجة عن كل مشاكل تقييم الذات الغير محلولة , والتي أشرت إليها في الفصل السابق .
المرحلة الثالثة هي مرحلة الحدس , فالتداول اعتمادا على الحدس هو أكثر المراحل المتقدمة الناتجة عن تطوير المتداول , فهذه المرحلة في التداول تكافئ مرحلة الفوز بالحزام الأسود في الفنون القتالية .
الفرق أنه ليس عليك أن تحاول أن تعمل بشكل حدسي , لأن الحدس مبني على العفوية , وهو لا ينتج مما نعرفه على المستوى المنطقي لدينا .
فالمستوى العقلاني المنطقي من عقلنا يكون بطبيعته شكاكا بالمعلومات التي يستقبلها من مصدر لايفهمه .
فالإحساس بأن شيء ما على وشك الحدوث هو أحد أشكل المعرفة والذي يختلف اختلافا كبيرا عن معرفة شيء بمنطقية .
لقد عملت مع العديد من المتداولين الذين كانوا مرات كثيرة يشعرون بحدس بديهي قوي جدا عما سيحدث لاحقا , ليجدوا أن جزئهم العقلاني يواجههم باستمرار , ويجادلهم ليتخذوا أفعالا في اتجاه مغاير لحدسهم .
طبعا , لو كانوا قد اتبعوا حدسهم لكانوا شهدوا نتائج مرضية للغاية .
ولكن بدلا من ذلك , فما وصلوا إليه كان نتيجة غير مرضية أبدا , خاصة عندما تتم مقارنتها بما رآوه ممكن التحقيق لو اتبعوا حدسهم .
الطريقة الوحيدة التي أعرفها والتي تستطيع من خلالها أن تكون حدسيا , هي أن تعمل على تشكيل الحالة العقلية الأكثر ملائمة لاستقبال نبضات حدسك و التصرف بناء عليها .
 
التعديل الأخير:
المرحلة الميكانيكية

المرحلة الميكانيكية من التداول مصممة خصيصا لتبني مهارات التداول من نوع (الثقة , الإيمان , والتفكير في الاحتمالات) التي ستجبرك على تحقيق نتائج متسقة فعليا .
أنا أعرّف النتائج المتسقة بأنها صعود ثابت في منحنى الرصيد , مع انحدارات صغيرة فقط والتي هي نتيجة طبيعية للأفضليات التي تفشل ((تضرب الستوب)) .
فيما عدا إيجاد الأنماط التي تجعل من احتمالات ربح صفقة تصب في مصلحتك , فإن تحقيق صعود ثابت في منحنى الرصيد هو نتيجة للقضاء المنظم على أي قابلية لديك لارتكاب أخطاء التداول الناجمة عن الخوف , أو الفرح , أو تقييم الذات , والتي وصفتها عبر هذا الكتاب .
فالقضاء على هذه الأخطاء و تطوير إحساسك بتقييم الذات سيتطلب منك إكتساب المهارات التي تكون نفسية بطبيعتها .
وهذه المهارات نفسية لأن كل منها , بشكله الأنقى , هو عبارة عن مجرد معتقد .
تذكّر أن المعتقدات التي نعمل إنطلاقا منها ستحدد وضع حالتنا العقلية , و تحدد شكل تجاربنا , بطرق تعزز باستمرار ما كنا نعتقده سابقا حقيقة .
درجة صحة المعتقد وقربه من الحقيقة (نسبة إلى ظروف البيئة) يمكن تحديدها من خلال كيفية خدمة هذا المعتقد لنا , وهي , الدرجة التي تساعدنا بتحقيق أهدافنا.
إذا كان تحقيق نتائج متسقة هو هدفك الأساسي كمتداول , فعندها يكون تشكيل معتقد (أي مفهوم واعي ومشحون بالطاقة , يقاوم التغيير ويتطلب التعبير) يقول "أنا متداول ناجح على الدوام" سيعمل كمصدر أساسي للطاقة التي ستتحكم بتصوراتك , تفسيراتك , توقعاتك , و أفعالك بطرق ترضي معتقدك هذا ومن ثم هدفك .
إن خلق معتقد مسيطر هو "أنا تاجر ناجح على الدوام" يتطلب التمسك بعدة مبادئ للنجاح المتسق .
بعض هذه المبادئ سيكون بلا شك في صراع مباشر مع بعض المعتقدات الموجودة لديك سابقا والتي اكتسبتها عن التداول .
فإذا كان الأمر كذلك , فما لديك هنا هو مثال كلاسيكي عن المعتقدات التي تكون في حالة صراع مباشر مع الرغبة .
ديناميكية الطاقة هنا لا تختلف عما كانت عليه لدى الصبي الذي أراد أن يكون مثل باقي الأطفال الذين كانوا لايخافون من اللعب مع الكلاب .
لقد رغب بالتعبير عن نفسه بطريقة وجدها مستحيلة عمليا ,في البداية على الأقل .
لتلبية رغبته كان عليه أن يخطو نحو عملية نشطة من التحول .
وكانت تقنيته بسيطة : لقد حاول بكل مايستطيع أن يبقى مركزا على ما كان يحاول تحقيقه . وشيئا فشيئا , قام بإخماد المعتقد المعارض و عزز قوة المعتقد المتفق مع رغبته .
إذا كانت تلك رغبتك في مرحلة ما , فسيكون عليك الدخول إلى داخل عملية تحويل نفسك إلى متداول رابح باستمرارية .
عندما يتعلق الأمر بالتحول الشخصي , فالمكونات الأهم هي استعدادك للتغيير , ووضوح هدفك , وقوة رغبتك .
وفي نهاية المطاف , لكي تنجح هذه العملية , يجب عليك اختيار الاتساق سببا للتداول بدلا من أي سبب أو مبرر آخر .
إذا كانت جميع هذه المكونات موجودة بما فيه الكفاية , فعندها بغض النظر عن العقبات الداخلية التي ستجد نفسك في مواجهتها, فما كنت ترغب به سينتصر في النهاية .
 
التعديل الأخير:
مراقبة نفسك

-1-

الخطوة الأولى في عملية خلق الاتساق هي البدء بمراقبة ماتفكر به, وتقوله , وتقوم به .
لماذا ؟ لأن كل شيء تفكر فيه أو تقوله أو تقوم به كمتداول يسهم وبالتالي يعزز من أحد المعتقدات في نظامنا العقلي .
لأن عملية تحولنا إلى متسقين هي عملية نفسية بطبيعتها , و لن تكون مفاجأة لك , أن تعرف أنه عليك أن تبدأ بالانتباه إلى مختلف عملياتك النفسية .
والهدف هو أن تتعلم في نهاية المطاف أن تصبح مراقبا موضوعيا لأفكارك و كلماتك و أفعالك الخاصة .
خط الدفاع الأول لديك ضد ارتكاب خطأ أثناء التداول هو , أن تقبض على نفسك و أنت تفكر في هذا الخطأ .
وبالطبع فآخر خط دفاعي لديك هو أن تقبض على نفسك و أنت ترتكبه .
إذا لم تلزم نفسك على أن تكون مراقبا لهذه العمليات , فإن إدراكك سيأتي دوما بعد وقوع الحدث , وعادة عندما تكون في حالة من الندم العميق و الإحباط .
مراقبة نفسك بموضوعية تعني أن تقوم بذلك بدون أن تصدر أحكاما بحق نفسك .
وهذا قد لايكون سهلا جدا على بعضكم ليقوموا به , نظرا للمعاملة و الأحكام القاسية التي قد تكونون تعرضتم لها من أناس آخرين خلال حياتكم .
ونتيجة لذلك , فالمرء منا يتعلم بسرعة أن يربط أي خطأ بالألم العاطفي . فلا أحد يحب أن يكون في حالة من الألم العاطفي , لذلك فإننا و بشكل نموذجي ولأطول فترة ممكنة نتجنب الاعتراف بما تعلمناه لكي نميز الخطأ .
إن عدم مواجهة الأخطاء في حياتنا اليومية عادة لا يكون له نفس العواقب الكارثية التي يمكن أن تنجم عن تجنبنا لمواجهة الأخطاء كمتداولين .
على سبيل المثال , عندما أعمل مع المتداولين الموجودين على الأرض ((أي المتداولين الذين ينفذون صفقاتهم بيدهم مباشرة)) , فإن التشبيه الذي استخدمه لتوضيح زعزعة الوضع الذي يكونون فيه هو , بأن أطلب منهم أن يتخيلوا أنفسهم يمشون عبر الجسر الممتد فوق وادي غراند كانيون .
إن عرض الجسر يرتبط مباشرة بعدد العقود التي يتداولون بها .
لذلك , فعلى سبيل المثال , بالنسبة لمتداول بعقد واحد فسيكون الجسر عريضا جدا , ولنقل أن عرضه 20 قدما .
فجسر بعرض 20 قدما يعطيك قدرا كبيرا من تحمّل الأخطاء , بحيث لا يجب عليك أن تكون حذرا بشكل مفرط أو أن تركز على كل خطوة تخطيها .
وبالرغم من ذلك , إذا حدث وزلت قدمك وتعثرت على الحافة , فالسقوط إلى أرض الوادي سيكون سقوطا عاليا من ارتفاع ميل .
لا أعرف عدد الأشخاص الذين قد يمشون عبر جسر ضيق بدون وجود أسوار له , بحيث أن الارتفاع عن الأرض حوالي الميل , ولكن باعتقادي أنه عدد قليل نسبيا ,
وبشكل مماثل , فعدد قليل من الأشخاص سيقبلون أخذ المخاطر الناجمة عن التداول في بورصة العقود الآجلة .
حتما , فمتداول بعقد واحد يمكن أن يتسبب لنفسه بقدر كبير من الضرر , بشكل لايختلف عن السقوط عن جسر بارتفاع ميل عن الأرض .
و لكن أيضا فمتداول بعقد واحد يمكن له أن يمنح نفسه قدرا كبيرا من إمكانية تحمل الأخطاء أو سوء التقدير أو تحركات السوق العنيفة الغير عادية , حين يجد نفسه في الجانب الخاطئ من السوق .
من ناحية أخرى , أحد أكبر المتداولين الذين عملت معهم , كان يتداول في حسابه الخاص بمتوسط حجم من العقود يبلغ 500 عقد من سندات الخزينة الآجلة وذلك في الصفقة الواحدة .
وكان كثيرا ما يضع أمر تداول بأكثر من ألف عقد .
فأمر تداول ب 1000 عقد من سندات الخزينة الآجلة يساوي حوالي 31,500 دولار في النقطة أو التكة الواحدة (والتكة هي أصغر تغير في حركة السعر يمكن لسندات العقود أن تتحركه) .
وبطبيعة الحال, فإن سندات الخزينة المستقبلية تكون متقلبة جدا ويمكن أن تتحرك عدة تكات في أحد الإتجاهين في بضع ثواني .
وبينما يتزايد حجم أوامر المتداولين , فإن عرض جسرنا فوق غراند كانيون يضيق
في حالة تاجر السندات الكبير , فالجسر قد ضاق ليصبح بحجم سلك رفيع .
ومن الواضح أنه يجب عليه أن يكون متوازنا للغاية و مركزا جدا على كل خطوة يخطيها , فأدنى زلة أو نسمة ريح قد تجعله يسقط عن هذا السلك .
وستكون محطته التالية على مسافة ميل واحد إلى الأسفل .
الآن , عندما يكون في مركز التداول , فإن تلك الزلة الصغيرة جدا أو تلك النسمة الخفيفة من الريح هي بمثابة فكرة واحدة مشتتة لانتباهه.
هذا كل مايتطلبه الأمر , مجرد فكرة أو أي شيء آخر يجعله يفقد تركيزه ولو حتى لثانية أو اثنتان .
وفي تلك اللحظة من الإلهاء قد يفوت آخر فرصة ملائمة لتصريف عقوده .
و مستوى السعر التالي الذي يتوفر فيه حجم سيولة كافي ليخرج من صفقته قد يكون على بعد عدة تكات , مما يجعله يخسر خسارة كبيرة أو يجبره أن يعيد أرباح صفقة رابحة مهمة إلى السوق .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

إذا كان تحقيق نتائج متسقة هو نتيجة للقضاء على الأخطاء , فقد تم الاستهانة بمقولة : أنك ستواجه صعوبة كبيرة في تحقيق هدفك الخاص مالم تستطع الإعتراف بخطأك .
ومن الواضح , أن قلة قليلة من الأشخاص قادرين على القيام بشيء كهذا , وهذا من الأمور التي تفسر لماذا يوجد عدد قليل جدا من الرابحين باستمرار .
في الواقع , فإن النزعة إلى عدم الاعتراف بالخطأ متفشية للغاية بين الجنس البشري , بحيث قد تجعل المرء يفترض بأنها صفة متأصلة في طبيعة الإنسان .
لكن أنا لا أعتقد أنها كذلك , ولا أعتقد أيضا أننا ولدنا مع قابلية للسخرية من أنفسنا أو التقليل من قدرنا عندما نرتكب خطأ , أو سوء في التقدير , أو زلة ما .
إرتكاب الخطأ هو أمر طبيعي في الحياة وسيستمر بالحصول حتى نصل إلى مرحلة تكون عندها :
1-كل معتقداتنا في تناغم تام مع رغباتنا .
2-كل معتقداتنا مبنية بحيث , تكون منسجمة تماما مع مايعمل تبعا لمنظورالبيئة ((مع ماينجح وفقا لمنظور البيئة - بحسب منظور البيئة- أي مايعمل وفقا لشروط البيئة فقط)) .
من الواضح أنه , إذا لم تكن معتقداتنا منسجمة مع ما يعمل تبعا لمنظورالبيئة , فإن احتمال ارتكاب الخطأ يكون مرتفعا , إن لم يكن حتميا .
إذا لم تكن معتقداتنا مبنية تبعا لما ينجح بمنظور البيئة فلن نكون قادرين على رؤية مجموعة الخطوات الملائمة لهدفنا . والأسوأ من ذلك , أننا لن نكون قادرين على تصور بأن ما نريده قد لا يكون متاحا أبدا , أو قد لايكون متاحا بنفس الحجم الذي نرغب به أو في الوقت التي نريده .
من ناحية اخرى , فالأخطاء الناتجة عن المعتقدات _التي هي في صراع مع أهدافنا _ هي أخطاء ليست دائما ظاهرة أو واضحة .
فنحن نعلم أن هذه المعتقدات المعارضة ستعمل كقوى مضادة , لتعبر عن نسختها الخاصة عن الحقيقة في وعينا , ويمكنها أن تقوم بذلك بعدة طرق , وأصعبها اكتشافا تلك التي تكون على شكل فكرة مشوشة والتي تسبب هفوة لحظية في التركيز . .
بالنظرة السطحية قد لايبدو هذا الأمر هاما , ولكن كما في تشبيه الجسر فوق الوادي , فعندما يكون هناك الكثير على المحك , إذا تضاءلت قدرتنا على التركيز ولو بشيء بسيط جدا فستؤدي إلى ارتكاب خطأ نتائجه كارثية .
وهذا المبدأ ينطبق سواء في التداول , أو في الأحداث الرياضية , أو في برمجة الكمبيوتر .
عندما تكون نيتنا واضحة وغير منقوصة بفعل أي طاقة مضادة , ستكون قدرتنا على البقاء مركزين في أعظم حالاتها , و الأرجح عندها أننا سنحقق هدفنا .
في وقت سابق قمت بتعريف الطبع الرابح أو الموقف الرابح بأنه توقع إيجابي لحصيلة جهودنا , مع قبول بأنه مهما كانت النتائج التي نحققها فهي انعكاس مثالي لمستوى التطور الذي وصلنا إليه وانعكاس لما نحتاج أن نتعلم القيام به بشكل أفضل .
إن مايميز الرياضيين والفنانين "الرائعين دائما " عن البقية هو حالتهم المميزة من عدم الخوف من ارتكاب الخطأ .
وسبب عدم خوفهم هو أنه لا مبرر عندهم للتقليل من قيمة أنفسهم عندما يرتكبون خطأا , بمعنى أنهم لايملكون مخزونا من الطاقة سلبية الشحنة التي تنتظر لتخرج أو لتنقض على عملية تفكيرهم ووعيهم كما ينتظر الأسد اللحظة المناسبة لينقض على فريسته .
ما الذي يفسر هذه القدرة الإستثنائية على التحرك بسرعة تتجاوز أخطاءهم من دون انتقاد أنفسهم ؟
قد يكون أحد التفسيرات أنهم نشأوا مع والدين أو معلمين أو مدربين استثائيين للغاية , والذين عبر كلماتهم و أمثلتهم علموهم تصحيح أخطائهم أو سوء تقديرهم بحب و عاطفة وقبول حقيقيين .
و أنا أقول "استثائيين للغاية" لأن الكثيرين منا نشأوا بحالة معاكسة تماما .
فقد تم تعليمنا أن نصحح أخطائنا أو سوء تقديرنا بغضب و بقلة صبر وعدم رضا واضح .
هل من الممكن القول في شأن الرياضيين العظماء , أن تجاربهم الإيجابية الماضية المتضمنة احترام الأخطاء , قد جعلتهم يكتسبون معتقدا بأن الأخطاء ببساطة تشير إلى الطريق الذي يجب أن يركزوا جهودهم عليه , ليرفعوا ويحسنوا من أنفسهم ؟
فمع معتقد كهذا لن يكون هناك مصدر للطاقة السلبية و بالتالي لن يكون هناك مصدر للأفكار المسيئة للذات .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-3-

ومع ذلك , فبقيتنا , ممن نشأ وهو يعايش الكثير من ردود الفعل السلبية على أفعاله , سيكتسب بشكل طبيعي معتقدات حول الأخطاء على غرار : " يجب تجنب الأخطاء مهما كان الثمن " , أو "إذا ارتكبت خطأ ما فلا بد أن هناك عيب ما في شخصي " , أو " حتما أنا فاشل" , أو "إذا ارتكبت خطأ فلا بد أني شخص سيء" .
تذكر أن كل فكرة أو كلمة أو فعل تعزز من بعض المعتقدات الموجودة لدينا عن أنفسنا .
وإذا اكتسبنا _عبر تكرار النقد الذاتي السلبي _ معتقدا بأننا "فاشلين" , فذلك المعتقد سيجد طريقة ليعبر عن نفسه في أفكارنا , مما يجعلنا نتشتت و بالتالي نخفق في كلماتنا , فنقول أشياء عن أنفسنا أو عن الآخرين (في حال لاحظنا وجود نفس صفاتنا لديهم) تعكس معتقدنا ,
كما أننا سنخفق أيضا في أفعالنا , مما يجعلنا نتصرف بطرق فيها أذى ذاتي واضح لأنفسنا.
إذا كنت ستصبح رابحا مستمرا فلا يمكن للأخطاء أن توجد لديك في سياق سلبي الشحنة مثلما هي موجودة لدى أغلب الناس .
يجب أن تكون قادرا على مراقبة نفسك إلى درجة معينة , وسيكون من الصعب عليك القيام بذلك طالما لديك الإمكانية لتعيش الألم العاطفي "إذا وعندما " ترتكب خطأ ما .
أما في حال وجود هذه الإمكانية فلديك خياران :
1- يمكنك العمل على اكتساب مجموعة جديدة من المعتقدات موجبة الشحنة حول معنى ارتكاب الخطأ , بالتزامن مع إخماد أي معتقد سلبي لديك سيخالفك بذلك , أو يجعلك تقلل من قدر نفسك بسبب ارتكابك لخطأ ما .
2-إذا كنت لاترغب بالخيار الأول , يمكنك أن تعوض عن إمكانية إرتكاب الأخطاء بالطريقة التي ستؤسس فيها نظام تداولك ,
بمعنى أنه إذا كنت ستتداول بدون أن تراقب نفسك , ولكنك في نفس الوقت ترغب بنتائج متسقة , فعندها قيامك بالتداول من زاوية المرحلة الميكانيكية حصرا دون غيرها سوف يحل المعضلة .
و إلا , فتعلّم كيفية مراقبة نفسك هي عملية بسيطة نسبيا فور تخليص نفسك من الطاقة سلبية الشحنة المرتبطة بالأخطاء .
في الواقع فذلك سهل , كل ما عليك القيام به هو أن تقرر لماذا تريد مراقبة نفسك , وهذا يعني أنك أولا بحاجة لأن يكون لديك هدف واضح في عقلك .
فعندما تكون واضحا في هدفك إبدأ ببساطة بتوجيه انتباهك إلى ما تفكر به أو تقوله أو تفعله , و"إذا وعندما " تلاحظ أنك لاتركز على هدفك أو على خطواتك التدريجية لتحقيق هدفك , فقرر أن تعيد توجيه أفكارك أو كلماتك أو أفعالك بطريقة منسجمة مع ما تحاول تحقيقه ,
واستمر بإعادة هذا التوجيه كلما كان ذلك ضروريا .
وكلما انخرطت أكثر في هذه العملية بكامل إرادتك , وخاصة إذا استطعت القيام بها مع قدر من القناعة , كلما كنت أسرع في خلق إطار عقلي حر للعمل بطريقة منسجمة مع أهدافك , بدون أي مقاومة من المعتقدات المعارضة .
 
التعديل الأخير:
دور الإنضباط الذاتي

-1-

أنا أسمي هذه العملية التي وصفتها للتو بعملية الانضباط الذاتي .
و أنا أعرّف الإنضباط الذاتي بأنه تقنية عقلية لإعادة توجيه تركيزنا و انتباهنا (وبأقصى ما نستطيع) إلى الغاية من هدفنا أو رغبتنا , وذلك عندما يحصل و يتعارض ذلك الهدف أو تلك الرغبة مع بعض المكونات الأخرى (المعتقدات) في بيئتنا العقلية .
أول شيء عليك ملاحظته في هذا التعريف هو أن الإنضباط الذاتي عبارة عن تقنية أو أسلوب لخلق إطار عقلي جديد .
وهو ليس سمة شخصية , فالناس لا يولدون مع انضباط ذاتي .
وفي الواقع , عندما تفكر كيف قمت بتعريفه لك , فستجد أن ولادتنا مع إنضباط هو أمر مستحيل .
ومع ذلك , كتقنية أو أسلوب يمكن لنا استخدامه في عملية التحول الشخصي , فأي شخص قادر أن يختار استخدام الإنضباط الذاتي .
وهذا مثال من حياتي سيوضح الديناميكية الكامنة وراء كيفية عمل هذه التقنية .
في عام 1978 قررت أني أريد أن أصبح عداء .
لا أتذكر بالضبط ماذا كان حافزي الرئيسي لأقوم بذلك , غير أني قضيت السنوات الثماني السابقة في نمط حياة خامل للغاية .
لم أكن مشاركا في أي نشاطات رياضية أو هوايات , إلا إذا كنت تسمي مشاهدة التلفاز هواية .
سابقا في كل من المدرسة الثانوية و في جزء على الأقل من مرحلة الكلية كنت ناشطا جدا في الرياضة , وخاصة في لعبة الهوكي على الجليد .
ولكن , مع ترك الكلية كانت حياتي تتكشف بطريقة تختلف كثيرا عما كنت أتوقعه .
لم يكن الأمر يروق لي , ولكن في نفس الوقت شعرت بأني عاجز عن القيام بأي شيء حيال ذلك .
و أدى ذلك إلى فترة من الخمول , وهي طريقة لطيفة للقول بأنني كنت مكتئبا للغاية .
ومرة أخرى , لست واثقا ما الذي دفعني فجأة نحو الرغبة في أن أصبح عداءا (ربما أكون قد شاهدت أحد البرامج التلفزيونية التي أثارت اهتمامي ) .
ولكنني أتذكر بأن دافعي كان قويا للغاية . لذا خرجت و اشتريت لنفسي عددا من أحذية الجري , ولبستها , وخرجت للجري .
كان الشيء الأول الذي اكتشفته أني غير قادر على القيام بالأمر . لم أكن أملك قدرة التحمل الجسدية الكافية لأن أجري أكثر من خمسين أو ستين ياردة . كان الأمر مفاجئا للغاية .
لم أدرك , ولم أصدق أبدا بأني لم أكن أملك اللياقة نهائيا لأركض ولو حتى لمئة ياردة فقط . هذا الإدراك كان مثبطا لهمتي لدرجة أني لم أحاول أن أركض ثانية لمدة أسبوعين أو ثلاثة .
في المرة التالية التي خرجت فيها كنت ما أزال غير قادر على الجري لأكثر من خمسين أو ستين ياردة . حاولت ثانية في اليوم التالي , وطبعا كانت النتيجة نفسها .
أصبحت فاقد الثقة بحالتي الجسدية المتدهورة بحيث لم أحاول الجري ثانية لمدة أربعة أشهر .
الآن , نحن في ربيع عام 1979. لقد قررت مرة أخرى أن أصبح عداءا , ولكنني كنت في نفس الوقت مصابا بالإحباط الشديد بشأن ضعف أدائي .
وبينما كنت أتأمل معضلتي , خطر ببالي أن إحدى مشاكلي كانت بأني لم أكن أملك هدفا أسعى إليه . فالقول بأني أريد أن أكون عداءا كان أمر رائعا , ولكن مامعنى ذلك ؟ لم أعرف حقا , كان أمرا مبهما ومجردا .
كان علي أن أمتلك شيئا ملموسا أكثر لأسعى إليه .
لذلك قررت أني أريد أن أصبح قادرا على الجري لمسافة خمسة أميال مع حلول نهاية الصيف . وخمسة أميال كانت أمرا صعبا جدا علي في ذلك الوقت , ولكن التفكير بأني قد أصبح قادرا على القيام بذلك ولّد الكثير من الحماس لدي .
هذا المستوى المتزايد من الحماسة أعطاني حافزا كافيا لأركض أربعة مرات ذلك الأسبوع .
في نهاية هذا الإسبوع الأول , كنت متفاجئا حقا حين اكتشفت أنه حتى القليل من التمرين قد حسن من قدرتي على التحمل وقابليتي للركض لمسافة أبعد قليلا في كل مرة . وهذا خلق المزيد من الحماسة لدي , فخرجت واشتريت ساعة إيقاف (ساعة مراقبة-توقيت) , ودفترا فارغا لأستخدمه كمذكرة للجري .
وضعت برنامجا لركض ميلين , و وضعت علامة عند كل ربع ميل .
في المذكرة كتبت التاريخ , و مسافتي , و وقتي , وكيف شعرت جسديا في كل مرة ركضت فيها . و في تلك المرحلة ظننت أنني كنت بوضع جيد في طريقي لتحقيق الخمسة أميال , إلى أن ركضت حرفيا إلى داخل مجموعتي التالية من المشاكل .
أكبر هذه المشاكل كانت الأفكار المتضاربة و المشتتة التي ملأت وعيي في كل مرة أقرر فيها أني أريد أن أخرج و أركض .
كنت مذهولا بعدد (وكثافة) الأسباب التي أجدها لكي لا أركض : "الجو حار أو بارد في الخارج" , "يبدو وكأنها ستمطر" , "مازلت متعبا قليلا بسبب آخر مرة ركضت فيها (على الرغم من أنها كانت منذ ثلاثة أيام )" , "لا أحد أعرفه يقوم بذلك" , أو أكثر سبب كان شائعا لدي : "سأخرج للجري فور انتهاء هذا البرنامج التلفزيوني" (وبالطبع لم أخرج أبدا) .
لم أكن أعرف أي طريقة أخرى لأتعامل مع هذه الطاقة العقلية المتضاربة باستثناء إعادة توجيه انتباه وعيي إلى ماكنت أحاول تحقيقه .
لقد أردت بصدق تحقيق مسافة الخمسة أميال مع نهاية الصيف . ووجدت أحيانا أن رغبتي كانت أقوى من الصراعات .
ونتيجة لهذه الرغبة , كنت أرتدي حذاء الجري , و أخطو فعليا إلى الخارج , و أبدأ الركض .
ولكن في أكثر الحالات كانت أفكاري المتعارضة والمشتتة تجعلني ألازم مكاني .
في الواقع , في المراحل الأولية أقدّر أن ثلثي الوقت كنت غير قادر على أن أتخطى تلك الطاقة المتضاربة .
المشكلة التالية التي واجهتها هي , أني عندما بدأت أقترب من مرحلة النجاح في الجري لميل واحد , كنت سعيدا جدا من نفسي لدرجة أنه خطر ببالي بأنني سأحتاج آلية إضافية لتوصلني إلى تحقيق الخمسة أميال ,
وبررت ذلك بأنه فور وصولي لمرحلة جري ميلين أو ثلاثة , سأكون مسرورا لدرجة كبيرة من نفسي , بحيث أني قد لا أشعر بعد ذلك بالحاجة لتحقيق هدفي بالخمسة أميال .
لذلك وضعت قاعدة لنفسي , يمكنك أن تسميها بقاعدة الخمسة أميال , تقول القاعدة "إذا استطعت أن أرتدي حذاء الجري و أن أخرج بالرغم من كل الأفكار المتضاربة التي تحاول إقناعي بالتخلي عن الأمر , فأنا ألزم نفسي بأن أركض أبعد بخطوة واحدة على الأقل عن آخر مرة ركضت فيها " .
طبعا كان أمر جيدا أن أركض أكثر من خطوة إضافية واحدة , ولكن ممنوع أن تكون أقل من خطوة واحدة , مهما حصل .

يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

وكما تبين لاحقا , فأنا لم أخرق هذه القاعدة أبدا , ومع حلول نهاية الصيف , حققت مسافة الخمسة اميال .
ولكن قبل تحقيقها , حصل شيء مثير حقا للإهتمام وغير متوقع على الإطلاق .
فبينما كنت أقترب من تحقيق هدف الخمسة أميال , كانت الأفكار المتضاربة قد بدأت بالتبدد شيئا فشيئا , وفي نهاية المطاف لم تعد موجودة على الإطلاق .
وعند تلك المرحلة , وجدت أني عندما كنت أريد أن أركض , فأني أكون حرا للغاية لأقوم بذلك , بدون وجود أي من أفكار المقاومة أو التضارب أو المنازعة العقلية .
وبالنظر إلى هذه المرحلة التي وصل إليها الصراع كنت مدهوشا (أقل ما يقال) .
والنتيجة : أني تابعت الجري بشكل منتظم على مدى السنوات ال 16 التالية .
للمهتمين منكم , فأنا لا أركض كثيرا هذه الأيام لأنه منذ خمسة سنوات قررت أن أعود للعب هوكي الجليد مرة أخرى .
الهوكي هي رياضة شاقة للغاية . وأحيانا كنت ألعب أربع مرات أسبوعيا . نظرا لعمري (فوق ال 50) ولمستوى الجهد الذي تتطلبه هذه الرياضة , فعادة ما يتطلب مني الأمر يوما او يومين لأستعيد عافيتي , مما لايدع مجالا للركض بعد ذلك .
الآن , إذا أخذت هذه التجارب و وضعتها في سياق ما أصبحنا فاهمين له الآن حول طبيعة المعتقدات , يكون لدينا عدد من الملاحظات التي سنبديها :
1-في البداية , رغبتي بأن أصبح عداء لم يكن لها أساس يدعمها في نظامي العقلي . بعبارة أخرى , لم يكن هناك أي مصدر آخر للطاقة ( لم يكن هناك مفهوم مشحون يتطلب التعبير عنه -لم يكن هناك معتقد ) منسجم مع رغبتي .
2-كان علي فعليا القيام بشيء لأخلق هذا الدعم , فخلق معتقد "أنا عداء" يتطلب مني أن أنشأ سلسلة من الخبرات المنسجمة مع المعتقد الجديد .
تذكر أن كل شيء نفكر فيه أو نقوله أو نفعله يساهم في إدخال الطاقة إلى أحد المعتقدات الموجودة في نظامنا العقلي .
وفي كل مرة كنت أواجه فيها فكرة معارضة وكنت قادرا على النجاح في إعادة تركيزي على هدفي _ مع قناعة كافية لجعلي أرتدي حذائي الرياضي و أخرج من المنزل _ كنت بذلك أضيف طاقة إلى معتقد "أنا عداء" ,
وبنفس القدر من الأهمية , كنت بنفس الوقت أقوم وعن غير قصد بسحب الطاقة من كل المعتقدات التي كان لها رأي مغاير .
و أنا أقول "عن غير قصد" لأن هناك العديد من التقنيات الموجودة و المصممة خصيصا للتعرف على المعتقدات المعارضة ثم إخمادها , ولكن في تلك المرحلة من حياتي لم أكن أعرف هذه التقنيات فلم أكن أفهم الديناميكية الكامنة خلف عملية التحول التي أمر بها , لذلك لم يكن ليخطر ببالي أن أستخدم هذه التقنيات .
3-الآن أنا قادر وبدون بذل جهد (عقلي) على التعبير عن نفسي كعداء والسبب هو معتقد "أنا عداء" .
هذا المفهوم المشحون بالطاقة هو الآن جزء وظيفي من هويتي .
عندما بدأت أول مرة , كان لدي عدد من المعتقدات المتضاربة حول الجري , وبسبب ذلك كنت بحاجة لتقنية إنضباط ذاتي لأصبح منضبطا ,
أما الآن فأنا لا أحتاج إلى الإنضباط الذاتي لأن "أنا عداء" أصبح "حقيقتي" الآن .
عندما تكون معتقداتنا متحالفة تماما مع أهدافنا أو رغباتنا , فلن يكون هناك مصدر للطاقة المعارضة , و إذا لم يكن هناك مصدر للطاقة المعارضة , فلن يكون هناك مصدر للأفكار المشتتة , كالأعذار و المسوغات و المبررات , أو الأخطاء (الإرادية أو اللاإرادية) .
4-يمكن تغيير المعتقدات , وإذا كان بالإمكان تغيير أحد المعتقدات , فإنه بالإمكان أيضا تغيير أي معتقد آخر , وذلك إذا فهمت بأنك لاتغير المعتقدات فعليا , وإنما تقوم فقط بنقل الطاقة من مفهوم إلى آخر .
(إن شكل المعتقدات التي نستهدف تغييرها يبقى سليما ) , ولذلك يمكن لمعتقدين متضاربين تماما أن يوجدا داخل نظامك العقلي جنبا إلى جنب ,
ولكن بعد أن تكون قد سحبت الطاقة من أحدهما وشحنت الآخر بالطاقة بشكل كامل , وعندها لن يوجد أي تناقض من منظور وظيفي , وفقط المعتقد المحتوي على الطاقة سيكون له القدرة على أن يشكل قوة تؤثر على حالتك العقلية , وعلى إدراكك و تفسيرك للمعلومات , وعلى سلوكك .
الآن , الهدف الوحيد من التداول ميكانيكيا هو تحويل نفسك إلى متداول رابح باستمرارية ,
و إذا وجد أي شيء في عقلك يتعارض مع مبادئ تشكيل معتقد "أنا تاجر رابح باستمرار" فعندها أنت بحاجة لتوظيف تقنية الإنضباط الذاتي لتدمج هذه المبادئ باعتبارها جزء وظيفي مسيطر من هويتك .
و حالما تصبح هذه المبادئ هي "حقيقتك" فلن تحتاج بعد ذلك إلى الإنضباط الذاتي , لأن عملية "تحولك لمتسق" لن تحتاج إلى أي جهد ثانية .
تذكر أن الإتساق ليس معناه القدرة على أخذ صفقة رابحة , أو حتى عدة صفقات رابحة , لأن أخذ صفقة رابحة لا يتطلب أي مهارة على الإطلاق , فكل ماعليك القيام به هو أن تخمن بشكل صحيح , وهذا لايختلف عن تخمين نتيجة رمية قطعة نقدية , في حين أن الإتساق هو حالة عقلية بمجرد أن يحققها المرء فإنها لن تسمح له بأن "يكون" غير متسق .
لن يكون عليك أن تحاول أن تكون متسقا لأنها ستكون وظيفة طبيعية من هويتك .
في الواقع , إذا كان عليك أن تحاول ذلك , فهذا مؤشر على أنك لم تدمج مبادئ النجاح المتسق بشكل كامل , بصفتها معتقدات مسيطرة و غير متضاربة لديك .
على سبيل المثال , إن تحديد مخاطرتك مسبقا هو خطوة في عملية "تحولك لمتسق" .
فإذا تطلب منك الأمر أي جهد خاص لتحديد مخاطرتك مسبقا , أي إذا راجعت نفسك بشكل إرادي بشأن قيامك بذلك , أو إذا اختبرت أي أفكار متضاربة (بمعنى أفكار تحاول منعك من وضع مخاطرتك) , أو إذا وجدت نفسك في صفقة لم تحدد فيها مخاطرتك مسبقا , فهذا معناه أن هذا المفهوم ليس جزءا مسيطرا و وظيفيا من هويتك , ومعناه أن تحديد المخاطرة مسبقا "ليست حقيقتك- ليست طبيعتك" , فلو كانت كذلك فلم يكن ليخطر ببالك أن لاتحدد مخاطرتك مسبقا .
"إذا وعندما ", يتم إخماد كل مصادر الصراعات , فلن يكون هناك بعد ذلك أي قابلية لك "لتكون" بأي شكل آخر .
فما كان صراعا في مرحلة ما سيصبح بلا جهد فعلا . وعند تلك المرحلة قد يبدو للأشخاص الآخرين أنك منضبط للغاية (لأنك تستطيع القيام بشيء يجدونه صعبا , إذا لم يكن مستحيلا) , ولكن الحقيقة أنك لست منضبطا على الإطلاق , إنما أنت ببساطة تعمل انطلاقا من مجموعة مختلفة من المعتقدات التي تجبرك على أن تتصرف بطريقة متسقة مع رغباتك أو غاياتك أو أهدافك .
 
التعديل الأخير:



لا نملك مع أصحاب الهمم والأكارم إلا أن يزيدونا خجلاً بجميل فعالهم وكلامهم.
الفضل كل الفضل لمن ساهم في خدمة الإخوان بهذه الترجمة وهذا العمل الذي هو أقل ما يقال في حقه إنه الإبداع بعينه بلا مجاملة أو مواربة ، وليت الأخوة يقدروا معي الجهد المبذول في عملية الترجمة فهو والله جهد ليس بالهين أو البسيط.
أتمنى لأخي وأستاذي وسام وكل الإخوة القائمين على المنتدى دوام الصحة والعافية وأن يوفقهم ويسدد خطاهم نحو الأفضل ويجعل عملهم الدؤوب في ميزان حسناتهم بمنه وكرمه لا إله إلا هو.

بورك فيك أستاذنا وسام وإلى الأفضل والأحسن إن شاء الله والله الموفق.

مقدرين والله اخ علي وانا بحكم معرفتي المتوسطه باللغه الانجليزيه (والتي لاتصل الى مستوى الترجمة ولا تصل ايضا لمستوى يمكنني من فهم هذا الكتاب بلغته الاصليه ).خصوصا لكتاب متخصص ومعقد بهذا الشكل اعلم الجهد المبذول من الاخ وسام جزاه الله خير ويعلم الله انني ادعوا له بظهر الغيب هو وكل من ساهم في اخراج هذا العمل الكبير لينتفع به الناس
 
خلق إعتقاد بالإتساق (بالإستمرارية)

-1-

إن خلق معتقد "أنا رابح باستمرار" هو هدف رئيسي , ولكنه مثل نيتي في أن أصبح عداء , فضفاض جدا و نظري ليتم تنفيذه , مالم نقم بتجزئته إلى عملية مؤلفة من عدة خطوات .
لذلك ما سأقوم به هو تجزئة هذا المعتقد إلى أصغر أجزاء يمكن تحديدها , ومن ثم أعطيك خطة لدمج كل جزء على أنه معتقد مسيطِر لديك .
المعتقدات الفرعية التالية هي أحجار البناء التي توفر الهيكل الأساسي لمعنى "أن تكون رابح باستمرار" .

أنا رابح باتساق للأسباب التالية :
1-أنا أحدد أفضليتي بموضوعية .
2-أنا أحدد المخاطرة مسبقا لكل صفقة .
3-أنا أتقبل المخاطرة بشكل تام , أو أنا قادر على ترك الصفقة .((لهدفها أو ستوبها)) .
4-أنا أتصرف بحسب أفضليتي بدون تحفظ أو تردد .
5-أنا أدفع راتبا لنفسي عندما يوفر السوق الأموال لي .
6-أنا أراقب باستمرار قابليتي لإرتكاب الأخطاء .
7-أنا أفهم الضرورة المطلقة لهذه المبادئ من أجل تحقيق النجاح المتسق , ولذلك لا أنتهكها أبدا .
هذه المعتقدات هي المبادئ السبعة للإتساق .
ودمج هذه المبادئ في نظامك العقلي على مستوى وظيفي , يتطلب أن تقوم و عن قصد بخلق سلسلة من التجارب التي تنسجم معهم .
وهذا لايختلف عن حالة الطفل الذي أراد اللعب مع الكلاب , ولا يختلف عن رغبتي في أن أصبح عداء .
فقبل أن يستطيع اللعب مع أحد الكلاب , كان على الصبي أن يقوم بعدة محاولات فقط ليقترب منه . وفي نهاية المطاف , عندما مال ميزان الطاقة في عقله استطاع أن يلعب مع الكلاب بدون أي مقاومة داخلية .
لأصبح عداء , كان علي أن أخلق تجربة الجري على الرغم من كل ماكان داخلي ويحاول منعي عن ذلك . وفي نهاية المطاف , بينما كانت الطاقة تنتقل أكثر و أكثر لصالح هذا التعريف الجديد عن نفسي , أصبح الجري تعبيرا طبيعيا عن هويتي .
من الواضح أن مانحاول تحقيقه هنا هو أكثر تعقيدا من مجرد أن تصبح عداء , أو من مجرد التربيت على كلب ما , ولكن الديناميكية الكامنة خلف هذه العملية متطابقة .
سنبدأ بهدف محدد . المبدأ الأول من الاتساق هو معتقد "أنا أحدد أفضليتي بموضوعية" , إن الكلمة المفتاح هنا هي "بموضوعية " .
أن تكون موضوعيا معناه أنه لن يكون هناك قابلية لتحديد أو تفسير , وبالتالي تصور أي معلومات من السوق بمنظور مؤلم أو مفرح .
والطريقة لكي تكون موضوعيا هي بأن تعمل انطلاقا من معتقدات تحافظ على توقعاتك حيادية , وتأخذ القوى المجهولة بالإعتبار دائما .
تذكر , يجب عليك بالتحديد أن تدرب عقلك على أن يكون موضوعيا و أن يبقى مركزا على "سيل الفرص في اللحظة الحالية " . فعقولنا ليست مصممة بطبيعتها لتفكر بهذه الطريقة , لذا لكي تكون مراقبا موضوعيا يجب عليك أن تفكر من منظور السوق , فهناك دائما قوى مجهولة (المتداولين) تنتظر لتؤثر على حركة السعر .
لذلك , فمن منظور السوق "كل لحظة هي فريدة من نوعها حقا" , على الرغم من هذه أن اللحظة قد تبدو من كل النواحي مطابقة تماما للحظة سابقة مرت في بنك ذاكرتك .
وفي اللحظة التي تقرر أو تفترض فيها أنك تعرف ما الذي سيحصل لاحقا , فإنك بشكل تلقائي ستتوقع أن تكون مصيبا .
ولكن ماتعرفه _على الأقل على المستوى العقلاني للتفكير _ يمكنه أن يأخذ في حسبانه فقط ماضيك الفريد من نوعه , هذا الماضي الذي قد لايكون له أية علاقة بما يحصل فعلا من منظور السوق .
وعند تلك المرحلة فأي معلومة قادمة من السوق ولاتتفق مع توقعك سيكون لها القابلية ليتم تحديدها و تفسيرها على أنها مؤلمة .


يتبع ....
 
-2-

لتجنب الشعور بالألم سيقوم عقلك بشكل آلي _ و بواسطة آليات تجنب الألم الواعية واللاواعية _بالتعويض عن الفرق بين ماتتوقعه وبين ما يعرضه السوق .
ماستختبره يشار إليه عادة باسم "الوهم" .
في حالة الوهم , أنت لاتكون موضوعيا ولا متصلا ب "سيل الفرص في اللحظة الحالية " . وبدلا من ذلك تصبح عرضة لارتكاب كل أخطاء التدوال المعتادة (التردد , التسرع , عدم تحديد مخاطرتك مسبقا , تحديد مخاطرتك مسبقا ولكن عدم تقبل الخسارة وبالتالي ترك الصفقة تغرق في خسائر أكثر , إقفال صفقة رابحة في وقت مبكر جدا , عدم جني أية أرباح من صفقة رابحة , ترك صفقة رابحة تتحول إلى خاسرة , تقريب وقف الخسارة إلى نقطة الدخول , خسارة حسابك ومن ثم مراقبة السوق يتحرك عائدا في مصلحتك , أو التداول بحجم عقود كبير جدا نسبة إلى رصيدك ) .
الحقائق الخمسة الأساسية حول السوق ستبقي توقعاتك محايدة , وتجعلك تركز تفكيرك على "سيل الفرص في اللحظة الحالية" (عن طريق فصل اللحظة الحالية عن ماضيك) , و بالتالي فهي تقضي على قابليتك لإرتكاب هذه الأخطاء .
عندما تتوقف عن إرتكاب أخطاء التداول ستبدأ بالثقة بنفسك , وكلما زادت ثقتك كلما سهل عليك تنفيذ صفقاتك (ستتصرف بناء على أفضلياتك بدون أي تحفظ أو تردد) .
كما أن الحقائق الخمسة الأساسية ستخلق لديك حالة عقلية تتقبل فيها مخاطر التداول بصدق . فعندما تتقبل مخاطر التداول بصدق , ستكون في حالة من السلم مع النتائج أيا كانت , وعندما تكون في حالة سلام مع النتائج أيا كانت , ستعيش حالة عقلية خالية من الهم و موضوعية , بحيث تجعل نفسك جاهزا لإدراك مايعرضه السوق لك في أي لحظة (من وجهة نظره) ثم التصرف بناء على ذلك .
إن الهدف الأول هو دمج معتقد "أنا أحدد أفضلياتي بموضوعية" على أنه معتقد مسيطر لديك .
والتحدي الآن هو , كيف تحقق ذلك ؟ كيف تحول نفسك إلى شخص يمكنه أن يفكر باتساق من منظور السوق ؟
إن عملية التحول هذه تبدأ برغبتك و استعدادك لإعادة التركيز على هدف رغبتك (الإنضباط الذاتي) .
الرغبة هي قوة , ليس من الضروروة أن تتزامن أو أن تنفق , مع كل ما تعتقده أنت صحيحا حاليا حول طبيعة التداول .
والرغبة الواضحة التي تهدف بشكل مباشر لتحقيق هدف معين هي أداة قوية جدا.
ويمكنك استخدام قوة رغبتك لخلق نسخة أو بعد جديد كليا لهويتك , أو لتحويل الطاقة بين اثنين أو أكثر من المفاهيم المتعارضة , أو لتغيير سياق أو قطبية ذكرياتك من السلبية إلى الإيجابية .
أنا واثق أنك على معرفة بمقولة "اتخذ قرارك" , فمضمون "اتخاذ القرار" هو أن نقرر بالضبط ما الذي نرغب به مع وضوح تام (بحيث لايكون هناك أي شكوك تؤخرك إطلاقا) ومع قناعة تامة بأن لاشيء يقف في طريقنا حرفيا, سواء أكان داخليا أم خارجيا .
إذا كانت هناك قوة كافية وراء عزمنا , فمن المحتمل أننا سنعايش تحولا عظيما في بنيتنا العقلية على الفور .
إن إخماد الصراعات الداخلية ليست مسألة وقت , إنما هي مسألة متعلقة بمدى تركيز رغبتنا (على الرغم من أنها قد تأخذ فترة معتبرة من الوقت لنصل إلى المرحلة التي نتخذ فيها قرارنا حقا) .
_أما في غياب الوضوح التام وغياب القناعة , فإن تقنية الإنضباط الذاتي ومع مرور الوقت , ستقوم بالمهمة بشكل جيدا جدا (بالطبع إذا كنت قادرا على استخدامها) ._
لتحقيق ذلك الإخماد للصراعات الداخلية عليك أن "تتخذ قرارك" مع قناعة و وضوح قدر الإمكان , بحيث ترغب بتحقيق الإتساق أكثر من أي شيء آخر ترغب بتحقيقه من التداول (وهذا الإتساق الذي ترغب به يعني حالة عقلية من الثقة و الموضوعية) .
وهذا أمر ضروري لأنك إذا كنت مثل أغلب المتداولين فأنت تسير ضد عدد من القوى المعارضة الهائلة جدا .
على سبيل المثال , إذا كنت تتداول لتشعر بالنشوة من اصطياد حركة مهمة , لثتير إعجاب عائلتك و أصدقائك , لتكون بطلا , لتشبع إدمانك على المكافآت العشوائية , لتكون مصيبا في تنبؤك , أو لأي سبب آخر لاعلاقة له بتحولك لمتسق , فعندها ستجد أن قوة الدوافع الأخرى تتصرف ليس فقط كعقبة تجعل التمرين الذي سأعطيك إياه صعبا جدا , إنما أيضا ستكون قوية بما يكفي لتمنعك من أداء التمرين أصلا .
هل تذكر الطفل الذي لم يكن لديه الرغبة ليكون مثل باقي الأطفال ويتفاعل مع الكلاب ؟ بمعنى أنه قرر أن يعيش مع التناقضات النشطة بين معتقده المشحون بالحد الأدنى من الطاقة الإيجابية والذي يقول بأن " الكلاب ليست جميعها خطيرة" , وبين معتقده المشحون سلبيا لأقصى حد والذي يقول بأن "جميع الكلاب خطيرة" .
كان لديه القدرة على تصور كلاب ودودة , ولكنه في نفس الوقت كان يجد أنه من المستحيل أن يتفاعل معهم . ومالم يرغب بتغيير ذلك فإن اختلال توازن الطاقة بين هذين المعتقدين سيبقى على حاله طوال حياته .
إن مجرد البدأ بهذه العملية يتطلب منك أن ترغب بالإتساق إلى درجة تكون فيها على استعداد للتخلي عن كل الأسباب والدوافع و الأجندات الأخرى الموجودة لديك حول التداول , والتي لاتكون منسجمة مع عملية دمج المعتقدات المشكلة للإتساق .
الرغبة الشديدة الواضحة هي شرط أساسي و مطلق إذا كنت تريد لهذه العملية أن تنجح معك .
 
التعديل الأخير:
تمرين : تعلم كيف تتداول وتضع أفضلية بنفس طريقة الكازينو .

-1-

الهدف من هذا التمرين هو أن تقنع نفسك بأن التداول هو عبارة عن لعبة بسيطة عن الاحتمالات (الأرقام) , وهي لاتختلف كثيرا عن سحب مقبض ماكينة القمار الآلية (آلة الشقبية) في الكازينو ,
على المستوى الجزئي فإن نتائج كل أفضلية لوحدها هي عبارة عن أحداث مستقلة وعشوائية في العلاقة مع بعضها البعض .
أما على المستوى الكلي فإن نتائج سلسلة من الصفقات ستشكل محصلة متسقة .
من منظور احتمالي هذا يعني أنه بدلا من أن تكون شخصا يلعب بآلة الشقبية , فأنت كمتداول يمكنك أن تصبح و كأنك الكازينو , إذا :
1-إذا كانت لديك أفضلية تضع احتمالات النجاح في مصلحتك فعليا ,
2-إذا كنت قادرا على التفكير في التداول بطريقة مناسبة (الحقائق الخمسة الأساسية) , و
3-إذا كنت قادرا على القيام بكل ما عليك القيام به عبر سلسلة من الصفقات . وعندها , فمثل الكازينوهات , ستمتلك اللعبة وتصبح رابح باتساق (باستمرار).

وضع إعدادت التمرين .
إختيار السوق :
إختر سوقا نشطا للأسهم أو للعقود الآجلة لتتداول به . أيا كان السوق غير مهم , طالما أن به سيولة و طالما يمكنك تحمل متطلبات الهامش بحيث تكون قادرا على أخذ ثلاثمئة سهم أو ثلاثة عقود آجلة في الصفقة الواحدة .
إختر عددا من متغيرات السوق تحدد بواسطتها أفضليتك . وهذه المتغيرات يمكن أن تكون أي نظام تداول تريده .
نظام التداول أو المنهج الذي ستختاره يمكن أن يكون رقميا (رياضيا) , ميكانيكيا , أو بصريا (أي يعتمد على الأنماط في المخطط البياني للسعر ) .
ولا يهم إذا كنت قد صممته بنفسك أو إشتريته من شخص ما , و أنت لست بحاجة لأن تقضي وقتا طويلا أو أن تكون انتقائيا في محاولة إيجاد وتطوير أفضل أو أصح نظام .
فهذا التمرين ليست الغاية منه تطوير نظام تداولك , كما أنه ليس اختبارا لقدراتك التحليلية .
في الواقع , فإن المتغيرات التي ستختارها والتي ستحدد من خلالها أفضليتك قد يعتبرها أغلب المتداولين متوسطة وفقا لمعاييرهم , لأن ما ستتعلمه من تنفيذ هذا التمرين لايعتمد على ما إ ذا كنت تكسب المال فعلا أم لا.
إذا اعتبرت هذا التمرين تعليميا , فإنه سيقلل من مقدار الوقت والجهد اللذان قد تبذلهما بدونه و أنت تحاول إيجاد أكثر الأفضليات ربحية .
لأولئك منكم الذين يتساءلون , فأنا لن أنصح باستخدام نظام تداول أو متغيرات معينة , لأني أظن أن أغلب الأشخاص الذين يقرأون هذا الكتاب لديهم معرفة جيدة بالتحليل الفني .
وإذا كنتم بحاجة لمساعدة إضافية فهناك المئات من الكتب المتوفرة عن هذا الموضوع , إضافة إلى بائعي الأنظمة والذين هم على أتم الإستعداد لبيعكم أفكارهم .
ومع ذلك , إذا حاولت فعلا إيجاد نظام تداول بنفسك ولكنك مازلت تواجه مشاكل في اختيار أحد هذه الأنظمة , فيمكنك التواصل معي على أحد مواقعي على الإنترنت و سأعطيك بعض التوصيات .
و أيا كان نظام التداول الذي ستختاره فيجب أن يناسب المواصفات التالية .
نقطة الدخول :
المتغيرات التي ستختارها لتحديد أفضليتك يجب أن تكون دقيقة تماما . فالنظام يجب أن يكون مصمما بحيث أنه لايتطلب منك أية قرارات شخصية ((ذاتية ترجع لرؤيتك )) أو أية أحكام فيما إذا كانت الأفضلية متوفرة أم لا .
فإذا ما كان السوق يتحرك بطريقة تتفق مع المتغيرات الجامدة الموجودة في نظامك , فعندها لديك صفقة لتأخذها , أما إذا لم يكن كذلك فعندها ليس هناك صفقة لتأخذها .
ولايمكن لعوامل خارجية أو عشوائية أخرى أن تدخل في المعادلة .
إيقاف الخسارة :
نفس الشروط تنطبق للخروج من الصفقة التي لاتنجح . أي يجب أن يخبرك نظامك بالضبط ما هو حجم المخاطرة الذي يجب أن تدفعه لتعرف فيما إذا كانت الصفقة ستنجح أم لا .
فهناك دائما نقطة مثالية تكون عندها احتمالات نجاح الصفقة تتقلص كثيرا , وخاصة بالنسبة لإمكانية الربح , بحيث أنه يكون من الأفضل عند هذه النقطة أن تخرج بخسائرك من الصفقة , وتصفي ذهنك لتتابع عملك عند الأفضلية التالية .
دع بنية السوق هي التي تحدد مكان هذه النقطى المثلى , فذلك أفضل من تحديد هذه النقطة عن طريق حجم مبلغ اعتباطي بالدولار تكون مستعدا لتخاطر به في الصفقة .
وفي أي حالة , فأي نظام تختاره , يجب أن يكون دقيقا للغاية , ولايتطلب إتخاذ أي قرار شخصي (ذاتي) .
ومرة أخرى , لايمكن لعوامل خارجية أو عشوائية أخرى أن تدخل في المعادلة .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-2-

الإطار الزمني :
يمكن أن يكون نظام تداولك مبني على أي إطار زمني يناسبك , ولكن جميع إشارات دخولك وخروجك يجب أن تكون مبنية على نفس الإطار الزمني .
على سبيل المثال , إذا استخدمت متغيرات تحدد من خلالها أنواع معينة من الدعوم والمقاومات على إطار شمعة 30 دقيقة ((أو عمود 30 دقيقة)) , فعندها يجب أن يتم حساب هدفك وستوبك بناء على نفس الإطار السابق وهو شمعة 30 دقيقة .
ومع ذلك , فالتداول على أحد الإطارات الزمنية لا يمنعك من إستخدام إطارات زمنية أخرى كنوع من الفلترة .
على سبيل المثال , أحد الفلاتر التي يمكنك استخدامها هو قاعدة تقول بأنك ستأخذ صفقاتك فقط في اتجاه الترند الرئيسي , فهناك مقولة قديمة بديهية في التداول تقول "الاتجاه صديقك" . وهذا معناه أن احتمال نجاحك سيكون أكبر عندما تتداول في اتجاه الترند الرئيسي , هذا إن وجد .
في الواقع , فأقل الصفقات خطورة و أكثرها احتمالا للنجاح تتحقق عندما تشتري من الانخفاضات (الدعم) في سوق ترند صاعد , أو عندما تبيع من الإرتفاعات (المقاومة) في سوق ترند هابط .
ولتوضيح كيفية عمل هذه القاعدة , لنقل أنك اخترت طريقة معينة باعتبارها أفضليتك في تحديد الدعوم و المقاومات على إطار 30 دقيقة .
القاعدة تقول بأنك ستأخذ فقط الصفقات في اتجاه الترند الرئيسي .
يتم تعريف سوق الإتجاه أو سوق الترند بأنه , عبارة عن سلسلة من القمم الصاعدة و القيعان الصاعدة وذلك بالنسبة لسوق الترند الصاعد ,
أما سوق الترند الهابط فهو سلسلة من القمم الهابطة والقيعان الهابطة ,
وكلما كبر الإطار الزمني كلما زادت أهمية الترند , لذلك فسوق في حالة ترند على الإطار اليومي أكثر أهمية من سوق في حالة ترند على إطار 30 دقيقة .
ولذلك , فالترند على الإطار اليومي له أولوية على ترند 30 دقيقة ويمكن إعتباره الترند الرئيسي .
لتحديد إتجاه الترند الرئيسي انظر ما الذي يحصل على الإطار اليومي ,
فإذا كان الترند على اليومي صاعد , فأنت ستبحث فقط عن إرتداد للأسفل وتحدد الدعم _بحسب أفضليتك_ على إطار 30 دقيقة ومن هناك ستشتري .
وبالعكس , إذا كان الترند هابط على اليومي , فأنت ستبحث فقط عن إرتداد للأعلى وتحدد المقاومة_ بحسب أفضليتك _على إطار 30 دقيقة و من هناك ستبيع .
في الترند الهابط مهمتك هي أن تحدد إلى أي مدى يمكن أن يصعد السعر على المدى القصير دون أن ينتهك صلاحية أو تناسق الترند الأصلي .
أما في الترند الصاعد فمهمتك هي أن تحدد إلى أي مدى يمكن أن يهبط السعر على المدى القصير دون أن ينتهك تناسق الترند الأصلي .
عادة ما يكون هناك مخاطرة منخفضة جدا مرتبطة بمستويات الدعم والمقاومة اللحظية هذه , لأنه لا يجب عليك أن تدع السعر يتحرك مسافة بعيدة تحت الدعم أو فوق المقاومة لتعرف أن صفقتك غير ناجحة .

جني الأرباح :
صدق أو لاتصدق , من بين كل المهارات التي يجب على المرء تعلمها ليكون متداولا ناجحا باستمرارية , فإن تعلم جني الأرباح هو غالبا أصعب شيء يمكن إتقانه .
فتعدد الشخصيات والذي يكون عادة عامل نفسي معقد جدا , إضافة إلى فعالية تحليل المرء للسوق , كل ذلك يدخل في المعادلة .
وللأسف , فإن فرز هذه المصفوفة المعقدة من المسائل يتجاوز محتوى هذا الكتاب بأشواط . وأنا أشير لهذه النقطة لأن البعض منكم يعيشون في صراع مع أنفسهم حول جني أرباحهم أم تركها , لذلك فليسترخوا ويمنحوا نفسهم فرصة . فحتى بعد أن تكتسب جميع المهارات الأخرى , فقد يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن تتقن بشكل تام مهارة جني الأرباح . .
لكن لا تيأس , فهناك طريقة لإنشاء نظام لجني الأرباح والذي سيحقق على الأقل هدف المبدأ الخامس من مبادئ الإتساق ("أنا أدفع راتبا لنفسي عندما يوفر السوق الأموال لي") .
إذا كنت ستنشأ معتقدا في نفسك بأنك رابح متسق , فسيكون عليك أن تخلق تجاربا تتوافق مع ذلك المعتقد ((أي سيكون عليك أن تصنع تجاربا تعيش فيها الربح المتسق المستمر لتؤكد صحة هذا المعتقد)) .
ولأن الهدف من هذا المعتقد هو الربح باستمرارية , فإن كيفية جنيك للربح من صفقة رابحة هي عنصر هام للغاية في هذا المعتقد .
هذا هو الجزء الوحيد من التمرين والذي سيكون لك فيه درجة من الحرية حول ما ستفعله .
فالفكرة الرئيسية هي أنك في الصفقة الرابحة لاتعرف أبدا إلى أي مدى سيتحرك السوق مع اتجاهك .
فالأسواق نادرا ما تتحرك مباشرة للأعلى أو مباشرة للأسفل (العديد من أسهم ناسداك كانت استثناءا واضحا لهذه القاعدة في خريف عام 1999).
فعادة , الأسواق تتحرك صعودا ثم ترتد هابطة لجزء من الحركة الصاعدة , أو تتحرك هبوطا ثم ترتد صاعدة لجزء من الحركة الهابطة .
هذه الإرتدادت أو التصحيحات النسبية تجعل من الصعب جدا أن علينا أن نبقى في صفقة رابحة .
يجب أن تكون محللا متمرسا و موضوعيا للغاية لتميز الفرق بين الارتداد الطبيعي _عندما يكون لدى السوق القدرة ليتابع حركته في الإتجاه الأصلي لصفقتك _ وبين الإرتداد الغير طبيعي , عندما تتضاءل قدرة السوق للتحرك أكثر في الإتجاه الأصلي لصفقتك , هذا إذا لم تنعدم تلك القدرة نهائيا .


يتبع ....
 
-3-

إذا لم تكن تعرف أبدا إلى أي مدى سيتحرك السوق في اتجاه صفقتك , عندها متى و كيف ستجني أرباحك ؟
بالنسبة لسؤال متى ستجني أرباحك فهذا تابع لقدرتك على قراءة السوق و إختيار المنطقة الأكثر إحتمالا لوقوف السوق عندها .
وفي حال انعدام القدرة على القيام بذلك بموضوعية , فأفضل تصرف من منظور نفسي هو تقسيم صفقتك إلى ثلاثة أقسام (أو أربعة) , والخروج تدريجيا من صفقتك بينما يتحرك السوق في مصلحتك .
فإذا كنت تتداول بالعقود الآجلة فهذا يعني أن أقل حجم للصفقة التي ستأخذها يجب أن يكون على الأقل ثلاثة (أو أربعة) عقود .
وبالنسبة للأسهم , فأقل حجم هو أي عدد من الحصص (الأسهم) يقبل القسمة على ثلاثة (أو أربعة) , وذلك حتى لايكون لديك صفقة حجمها غير صحيح .
إليك طريقتي في الخروج التدريجي من صفقة رابحة .
عندما بدأت في التداول , وخاصة في أول ثلاث سنوات لي (من 1979 إلى 1982) , كنت أحلل نتائج تداولاتي بإنتظام و بدقة .
أحد الأشياء التي إكتشفتها هي , أنه كان من النادر أن أخسر إحدى صفقاتي قبل أن يتحرك السوق ولو قليلا في إتجاه صفقتي .
وسطيا , كانت صفقة واحدة فقط من بين كل عشر صفقات تصبح خاسرة فورا من دون أن يتحرك السوق في اتجاهي .
ومن 25 إلى 30 بالمئة من صفقاتي التي انتهت خاسرة , كان السوق يتحرك في اتجاهي غالبا من ثلاث إلى أربع تكات قبل أن يعود ويعكس إتجاهه ويضرب ستوبي .
قمت بعملية حسابية بحيث أنني لو أقفلت على الأقل ثلث حجم صفقتي الأصلية في كل مرة أعطاني فيها السوق هذه الثلاث أو الأربع تكات , لكانت الأرباح المتراكمة في نهاية السنة ستكفي وتزيد لدفع نفقاتي .
وكنت محقا . وحتى هذا اليوم , فأنا أقفل دائما وبدون أي تردد أو تحفظ جزء من صفقتي الرابحة كلما أعطاني السوق الفرصة لأخذ القليل من الأرباح .
أما ماهو مقدار هذا القليل فذلك يتوقف على السوق , فالكمية ستكون مختلفة بحسب كل حالة .
على سبيل المثال , في سندات الخزينة الآجلة , أنا أقفل ثلث صفقتي عندما تتحرك أربع تكات . أما بالنسبة لمؤشر ستاندر أند بورز الآجل فأنا أقفل ثلث صفقتي عندما يتحرك لنقطة ونصف أو لنقطتين .
في تجارة السندات , فأنا لا أخاطر عادة بأكثر من ست تكات لأكتشف فيما إذا كانت الصفقة ستنجح .
عندما أستخدم صفقة مؤلفة من ثلاث عقود على سبيل المثال , فأنا أعمل على الطريقة التالية :
إذا دخلت في الصفقة فتحرك السوق فورا ضدي دون أن يمنحني أولا أربع تكات على الأقل , فإنني أخرج من صفقتي على خسارة 18 تكة ((18 تكة لكامل الصفقة أي إيقاف الخسارة لكل عقد هو 6 تكات)) , لكن كما أشرت سابقا , فهذا قلّما يحدث .
و الأكثر إحتمالا أن الصفقة تتحرك قليلا في مصلحتي قبل أن تخسر , وإذا تحركت في مصلحتي لأربع تكات على الأقل , فإني أغلق أحد عقودي على هذه التكات الأربع .
ماقمت به سوف يقلل من إجمالي مخاطرتي ب 10 تكات على العقدين الباقيين ((أي أن إغلاق العقد الأول خفف من المخاطرة ب6 تكات + ربح 4 تكات =10 تكات)) , فإذا خسرت العقدين الباقيين فسيكون صافي الخسارة في كامل الصفقة هو 8 تكات .
أما إذا لم أخسر صفقتي بالعقدين الباقيين وتحرك السوق في إتجاهي , فإنني أقفل الثلث الثاني من صفقتي على هدف محدد مسبقا , بناء على الدعم و المقاومة على إطار زمني أكبر , أو بناء على قمة أو قاع سابقين ومهمين .
عندما أجني أرباحي في الثلث الثاني من صفقتي فإنني أحرك إيقاف خسارتي إلى نقطة دخولي الأصلية . الآن أصبح لدي ربح صافي من صفقتي بغض النظر عما سيحصل للثلث الثالث من الصفقة .
بعبارة أخرى , الآن أصبح لدي "فرصة معدومة المخاطرة" .
لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية , ولاحتى ناشر هذا الكتاب يستطيع أن يطبع كلمات هذه الصفحة بالحجم الكبير الكافي ليؤكد على مدى أهمية أن تختبر حالة "الفرصة المعدومة المخاطرة" .
فعندما تنجح بوضع نفسك في حالة "الفرصة المعدومة المخاطرة" , سيكون من المستحيل أن تخسر مالم يحصل شيء غير عادي إطلاقا , كحركة غير محدودة للأعلى أو للأسفل ((قفزة سعرية -قاب)) تتجاوز وقف خسارتك .
وإذا كان من المستحيل أن تخسر _في ظل الظروف العادية_, فإنك ستختبر حقيقة شعور أن تكون في صفقة ما وتعيش حالة عقلية من الارتياح و عدم الهم .
ولتوضيح هذه الفكرة , تخيل أنك في صفقة رابحة بعد أن تحرك السوق حركة لابأس بها في اتجاهك , ولكنك لم تقم بجني شيء من أرباحك لأنك ظننت أنه سيتحرك في مصلحتك أكثر .
ولكنه بدلا من أن يتحرك أكثر من ذلك , تحرك عائدا إلى نقطة دخولك أو قريبا منها . ستفزع ونتيجة لذلك ستغلق الصفقة , لأنك لاتريد للصفقة التي كانت رابحة في مرحلة ما أن تتحول إلى خسارة .
ولكن فور خروجك , يرتد السوق عائدا في اتجاه صفقتك التي كانت ستكون رابحة .


يتبع ....
 
-4-

إذا تمكنت من حجز بعض الأرباح بالإقفال التدريجي للصفقة , ووضعت نفسك في حالة الفرصة الخالية من المخاطر , فمن المستبعد جدا عندها أن تصاب بالذعر أو تشعر بأي توتر أو قلق .
مازال الثلث الثالث من صفقتي باقيا لدي , ماذا أفعل الآن ؟ أبحث عن المستوى الأكثر آحتمالا لأن يتوقف السوق عنده . وهذا يكون عادة إما قمة مهمة أو قاع مهم على إطار زمني أكبر .
فأضع أمر أخذ الربح تحت ذلك المستوى تماما في صفقة الشراء , أو فوق ذلك المستوى في صفقة البيع . وسبب قيامي بوضع الأمر فوق أو تحت المستوى أنني لا أكترث بتحقيق الربح حتى آخر تكة ,
فلقد وجدت عبر السنوات أن الأمر ببساطة لايستحق ذلك .
هناك عامل آخر يجب أن تضعه في حسبانك وهو نسبة الخسارة إلى الربح . فنسبة الخسارة إلى الربح تعني مقدار الخسارة التي تكون مستعدا لتحملها في مقابل مقدار الربح الذي يمكن أن تحققه , مقدرا بالدولار .
الحالة المثلى هي أن تكون نسبة خسارتك إلى ربحك على الأقل 3:1 , وهذا يعني أنك تخاطر بدولار واحد فقط في مقابل إحتمال ربح ثلاثة دولارات .
إذا كانت أفضليتك و الطريقة التدريجية التي تخرج بها من صفقتك تمنحانك 3:1 كنسبة خسارة إلى ربح , فإن النسبة المئوية لصفقاتك الرابحة يمكن أن تكون أقل من 50 بالمئة ومع هذا ستظل تحقق أرباحا مستمرة .
فنسبة 3:1 هي نسبة مثالية .
ومع ذلك , من أجل تحقيق هدف هذا التمرين فليس مهما ما هي هذه النسبة , ولايهم أيضا مدى فعالية طريقتك في الخروج التدريجي من صفقتك مادام أنك تعمل بها .
قم بأفضل مافي إستطاعتك لتدفع المال لنفسك عند مستويات ربح منطقية وذلك عندما يوفر السوق هذا المال لك .
كل جزء تغلقه من صفقتك على ربح سيسهم في تعزيز معتقدك بأنك رابح باتساق . وفي النهاية كل أرقامك سوف تتحسن عندما تزداد قوة معتقدك بقدرتك على أن تكون متسقا .

التداول بالعيّنة :
المتداول العادي يعيش أو يموت (عاطفيا) بحسب نتائج آخر صفقة . فإذا كانت رابحة , سينتقل إلى الصفقة التالية بسعادة , أما إذا لم تكن كذلك سيبدأ بالتشكيك بمصداقية أفضليته .
لكي نكتشف أي من المتغيرات ناجحة , وكيف تعمل , و أيا منها فاشل , فنحن نحتاج إلى منهج منظم , لايأخذ أي متغيرات عشوائية في حسبانه .
وهذا يعني أنه علينا أن نوسع من تعريفنا للنجاح أو الفشل من منظور المتداول العادي المحدود والذي هو منظور صفقة بصفقة , إلى منظور العينة المؤلفة من 20 صفقة أو أكثر .
فأي أفضلية تقرر إستخدامها سوف تكون مبنية على عدد محدود من متغيرات السوق , أو مبنية على العلاقة بين هذه المتغيرات والتي تقيس قدرة السوق على التحرك صعودا أو هبوطا .
بحسب منظور السوق , فكل متداول قادر على فتح أو إغلاق صفقة يمكن له أن يشكل قوة على حركة السعر , ولذلك فهو أحد متغيرات السوق .
لايوجد أي أفضلية أو أي نظام تقني يمكن أن يؤخذ في حسبانه كل متداول و أسبابه لفتح أو إقفال صفقة ما .
ونتيجة لذلك , فأي مجموعة من متغيرات السوق التي نحدد من خلالها أفضلية ما , هي بمثابة لقطة فوتوغرافية لشيء مائع أو سائل للغاية , أي أنها تلتقط فقط جزء من الصورة أو جزء من الإحتمالات .
عند تطبيق أي مجموعة من المتغيرات على السوق , فإنها قد تنجح بشكل ممتاز لمدة طويلة من الزمن , ولكن بعد فترة قد تجد أن فعاليتها تتضاءل .
السبب في ذلك أن الديناميكية الكامنة وراء التفاعل بين جميع المشاركين (السوق) تتغير .
المتداولون الجدد يدخلون السوق بأفكارهم الفريدة الخاصة حول ماهية القمة أو القاع , بينما يغادر متداولون آخرون .
شيئا فشيئا , تؤثر هذه التغيرات على الديناميكية الكامنة وراء كيفية حركة السوق . ولايمكن لأي لقطة (مجموعة المتغيرات الجامدة) أن تأخذ هذه التغييرات الجديدة الغير ملحوظة في حسبانها .
ويمكنك أن تعوض عن هذه التغييرات الطفيفة_في الديناميكية الكامنة لحركة السوق وتبقى محافظا على منهجك المتسق _عن طريق التداول بالعيّنة .
يجب أن تكون عيّنتك كبيرة بمايكفي لتمنح متغيراتنا اختبارا عادلا وكافيا , ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون صغيرة بمايكفي بحيث يمكنك أن تكتشف فيما إذا كنت فعالية متغيراتك تتضاءل , وذلك قبل أن تخسر مبلغا ضخما من المال . ولقد وجدت أن عيّنة بحجم 20 صفقة على الأقل تحقق كلا من الشرطين السابقين .

الإختبار :
فور إختيارك لمجموعة المتغيرات المتوافقة مع هذه المواصفات , يجب عليك إختبارها لتعرف مدى نجاحها .
إذا كنت تمتلك البرمجيات المناسبة للقيام بذلك فأنت غالبا ملم بالإجراءات , أما إذا كنت لاتمتلك هذه البرمجيات , فيمكنك إما أن تقوم بعمل إختبار حي مباشر لمتغيراتك أو أن تستأجر خدمة إختبار برمجية .
و إذا كنت بحاجة لتوصيتي بشأن خدمة الإختبار البرمجية فتواصل معي على مواقعي على الإنترنت لأحيلك إلى أحدها . وفي جميع الأحوال , تذكر أن الهدف من هذا التمرين هو استخدام التداول كوسيلة لتتعلم كيف تفكر بموضوعية (أي كيف تفكر بحسب نظرة السوق) , كما لو كنت صاحب كازينو .
في الوقت الحالي , فنتيجة أداء نظام تداولك ليس مهما جدا , ولكن من المهم أن يصبح لديك فكرة جيدة عما يمكن توقعه من التداول بطريقة تحدد نسبة الخسارة إلى الربح (أي عدد الصفقات الرابحة بالنسبة إلى عدد الصفقات الخاسرة في عيّنتك) .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-5-

قبول المخاطرة :
أحد متطلبات هذا التمرين هو أن تعرف مسبقا ماهو بالضبط حجم مخاطرتك في كل صفقة من صفقات العيّنة ال20 .
كما أصبحت تعرف الآن , فمعرفة المخاطرة وقبول المخاطرة هما شيئان مختلفان .
أريدك أن تكون مرتاحا قدر المستطاع لقيمة الدولارات التي ستضعها في حيز المخاطرة في هذا التمرين . لأن هذا التمرين يتطلب منك أن تستخدم عينة من 20 صفقة , فالمخاطرة المحتملة هي أنك ستخسر ال 20 صفقة جميعها .
من الواضح أن هذا السيناريو هو الأسوأ , وحدوث هذا السيناريو مماثل لربحك لل 20 صفقة , مما يعني أنه مستبعد جدا .
ولكن بالرغم من ذلك فهو إحتمال قائم .
لذلك , يجب أن تضبط تمرينك بحيث يمكنك أن تقبل المخاطرة (محسوبة بالدولار) لخسارة الصفقات ال20 كلها .
على سبيل المثال , إذا كنت تتداول بمؤشر ستاندرد أند بورز , فأفضليتك قد تتطلب منك بأن تخاطر بثلاث نقط كاملة في العقد الواحد لتكتشف فيما إذا كانت الصفقة ستنجح . وبما أن التمرين يتطلب أن تتداول بثلاثة عقود على الأقل في الصفقة الواحدة , فسيكون إجمالي المخاطرة في الصفقة الواحدة 2,250 دولار , وذلك في حال اخترت استخدام نوع العقود كبيرة . فيكون إجمالي مبلغ المخاطرة المتراكم محسوبا بالدولار في حال خسرت ال 20 صفقة هو 45,000 دولار ,
قد لاتشعر بالإرتياح للمخاطرة بمبلغ 45,000 دولار في هذا التمرين , فإذا كنت كذلك يمكنك أن تخفض من قيمة المخاطرة محسوية بالدولار عن طريق التداول بمؤشر ستاندرد أند بورز بخيار العقود الصغيرة (الميني) ,
التي تكون خمس حجم العقود الكبيرة , وبذلك ينخفض إجمالي المخاطرة في الصفقة الواحدة محسوبا بالدولار إلى 450 دولار , ويكون مبلغ المخاطرة المتراكم في حالة خسارة ال 20 صفقة هو 9000 دولار .
ويمكنك القيام بنفس الشيء إذا كنت تتداول بالأسهم : فقط استمر بتخفيض عدد الأسهم في الصفقة الواحدة حتى تصل إلى مرحلة تكون فيها مرتاحا لحجم المخاطرة المتراكم في حال خسارة ال 20 صفقة .
أما الشيء الذي لا أريدك أن تقوم به هو أن تغير من مقياس مخاطرتك بعد أن تبدأ به بهدف إرضاء راحتك .
إذا قررت وبناء على بحثك , بأن المخاطرة بثلاث نقاط على مؤشر ستاندرد أند بورز هي المسافة المثلى التي ستترك السوق يتحرك بها بعكس أفضليتك , لتخبرك بأن الأمر لايستحق البقاء في الصفقة , فدع الأمر عند هذه النقاط الثلاث . ولاتبدل من هذا المتغير إلا إذا كان الأمر مبررا من منظور التحليل الفني .
إذا قمت بكل مايمكنك لتقلل من حجم صفقتك ووجدت أنك ما تزال غير مرتاح لإجمالي مبلغ المخاطرة المتراكم بالدولار في حال خسارة ال 20 صفقة , فأنا أقترح عليك أن تقوم بهذا التمرين عن طريقة خدمة محاكاة التداول ((في وقت طباعة هذا الكتاب لم يكن هناك خدمة فتح حسابات الديمو)). ففي خدمة محاكاة التداول يكون كل شيء في عملية التداول من فتح أو إغلاق الصفقات , وحتى بيانات شركات الوساطة وكل شيء أخر مماثلا تماما لتدوالك في شركة وساطة حقيقية , ماعدا أن الصفقات لاتدخل السوق فعليا . ونتيجة لذلك , فأنت لاتخاطر فعليا بأية أموال .
خدمة محاكاة التداول هي أداة رائعة للتدرب في الوقت الحقيقي , وفي ظل ظروف السوق الحقيقية , كما أنها أداة رائعة أيضا للإختبار الحي المباشر لنظام تداولك .
أنا أعرف شركة واحدة تقدم هذا النوع من الخدمات وهي شركة (أوديتراك) , ولكن قد يكون هناك شركات أخرى .


يتبع ....
 
التعديل الأخير:
-6-

تنفيذ التمرين :
عندما تمتلك مجموعة المتغيرات المتوافقة مع المواصفات المطلوبة , وعندما تعرف بالضبط ماذا ستكلفك كل صفقة لتكتشف فيما إذا كانت ستنجح أم لا , وعندما يكون لديك خطة لجني الأرباح , و عندما تعرف ما الذي يمكن توقعه كنسبة خسارة إلى ربح في عيّنتك , فأنت حينها جاهز لبدأ التمرين .
القواعد بسيطة :
تداول بنظامك كما صممته بالضبط . وهذا يعني أنه عليك أن تلزم نفسك بأن تتداول فور ظهور أفضليتك في ال20 مرة القادمة على الأقل , وليس فقط للصفقة أو الصفقتين التاليتين , بل ال 20 صفقة جميعها , ومهما حصل .
ولايجوز لك أن تحيد عن ذلك , ولا أن تستخدم أو تتأثر بأية عوامل دخيلة أخرى , ولا أن تبدل من المتغيرات التي تحدد أفضليتك إلى أن تكمل عيّنة كاملة .
بتجهيز التمرين بالمتغيرات الجامدة التي تحدد أفضليتك , المبنية على الإحتمالات , و بالإلتزام بأخذ كل صفقة في عيّنتك , تكون بذلك قد أنشأت نظام تداول يعمل بنفس طريقة عمل الكازينو .
لماذا يربح الكازينو الأموال باتساق من حدث له نتائج عشوائية ؟
لأن أصحابه يعلمون أنه عبر سلسلة من حوادث من هذا النوع فإن الإحتمالات ستكون في مصلحتهم .
كما يعلمون أيضا أنه من أجل تحقيق الفوائد المرجوة من الإحتمالات المواتية , فيجب عليهم المشاركة في كل حدث من هذه الحوادث .
أي ممنوع عليهم الإختيار أو الإنتقاء لجولة معينة دون أخرى في لعبة البلاك جاك مثلا , أو لجولة دون أخرى من لعبة عجلة الروليت , أو لرمية زهر معينة , عن طريق محاولة التنبأ مسبقا بنتيجة كل حدث من هذه الحوادث بشكل منفرد .
إذا كنت تؤمن بالحقائق الخمسة الأساسية وكنت تؤمن أيضا بأن التدوال هو عبارة لعبة إحتمالات لاتختلف كثيرا عن سحب مقبض آلة الشقبية , فعندها ستجد أن هذا التمرين سيكون بلا جهد ,
بلا جهد لأن رغبتك بأن تلتزم بأخذ كل صفقة في عيّنتك , وإيمانك بالطبيعة الإحتمالية للتداول سيكونان في تناغم تام .
ونتيجة لذلك لن يكون هناك أي خوف , أو مقاومة أو أية أفكار مشتتة .
فما الذي يمكن أن يمنعك عن القيام بالضبط بما يجب عليك القيام به ,وفي الوقت الذي تريد القيام به , و بدون أي تردد أو تحفظ ؟ لاشيء !
من ناحية أخرى , في حال لم يخطر ببالك , فهذا التمرين سوف يخلق تصادم مباشر بين رغبتك لتفكر في الإحتمالات بموضوعية وبين كل القوى الموجودة داخلك والتي تكون معارضة لهذه الرغبة .
ودرجة الصعوبة التي ستواجهها أثناء القيام بهذا التمرين ستكون متناسبة بشكل مباشر مع درجة وجود هذه الصراعات, أي أنك ولمقدار معين ستعايش عكس الحالة التي وصفتها في الفقرة السابقة تماما (( الفقرة التي تقول أنه لن يكون هناك أي خوف أو مقاومة الخ ..... ) .
لاتتفاجأ إذا وجدت أن أول محاولتين لك للقيام بهذا التمرين كانتا مستحيلتين تقريبا .
كيف يجب عليك التعامل مع هذه الصراعات ؟
راقب نفسك و إستخدم تقنية الإنضباط الذاتي لتعيد تركيزك على هدفك .
سجل عندك الحقائق الخمسة الأساسية والمبادئ السبعة للإتساق , وأبقهم أمامك دائما عندما تتداول .
رددهم لنفسك باستمرار , مع القناعة بهم .
وفي كل مرة تلاحظ انك تفكر أو تقول أو تفعل شيء ما يتعارض مع هذه الحقائق أو المبادئ , فإعترف بوجود الصراع .
لاتحاول إنكار وجود القوى المعارضة , فهذه القوى ببساطة هي جزء من نفسك (وهو جزء مفهوم و مقبول ) وهو يدافع و يجادل ليبدي رؤيته عن الحقيقة .
وعندما يحصل معك ذلك , أعد تركيزك على ماتحاول إنجازه بالضبط .
إذا كان هدفك أن تفكر بموضوعية , وأن تعطل عملية الربط التي تحصل (لكي تستطيع البقاء في "سيل الفرص في اللحظة الحالية") , فتخطى خوفك من أن تكون مخطئ , أو من أن تخسر المال , أو من أن تضيّع الفرص , أو من أن تترك المال من دون أن تجنيه (كي تتمكن من التوقف عن إرتكاب الأخطاء وتبدأ بالثقة بنفسك) , وعندها ستعرف بالضبط ما الذي يجب عليك فعله .
إتّبع قواعد نظام تدولك بأفضل ما في إستطاعتك . فالقيام بماتمليه عليك القواعد بالضبط , مع التركيز على الحقائق الخمسة الأساسية سوف يحل في النهاية كل الصراعات الموجود داخلك حول الطبيعة الحقيقية للتداول .
وفي كل مرة تقوم فيها فعليا بشيء يؤكد أحد هذه الحقائق الخمسة الأساسية , تكون بذلك تسحب طاقة من المعتقدات المعارضة و تضيف طاقة إلى الإعتقاد والإيمان بالإحتمالات و بقدرتك على تحقيق نتائج متسقة .
في نهاية المطاف , ستصبح معتقداتك الجديدة قوية للغاية لدرجة أنه لن يكون عليك بذل أي جهد إرادي لكي تفكر وتتصرف بطريقة منسجمة مع أهدافك .
ستعرف على وجه اليقين أن التفكير في الإحتمالات هو جزء وظيفي من هويتك عندما ستكون قادرا على إجتياز عيّنة مكونة من 20 صفقة أو أكثر بدون أي صعوبة , أو مقاومة , أو أية أفكار تلهيك عن القيام بما يتطلبه منك نظامك الميكانيكي بالضبط .
عندها , وفقط عندها , ستكون جاهزا للإنتقال إلى مراحل التداول الذاتية أو الحدسية الأكثر تقدما .
 
التعديل الأخير:
ملاحظة أخيرة

حاول أن لاتفترض مسبقا كم سيلزمك من الوقت لتجتاز عيّنة واحدة على الأقل من الصفقات , وذلك أثناء إلتزامك بخطتك دون أن تحيد عنها , و دون الأفكار المشوشة أو التردد في تصرفاتك .
فليأخذ الأمر ما يأخذه من وقت .
فإذا أردت أن تصبح لاعب غولف محترف فلن يكون شيئا غريبا أن تلزم نفسك بضرب 10.000 كرة غولف أو حتى أكثر , إلى أن تصبح مجموعة حركاتك الدقيقة أثناء تأرجحك متأصلة في ذاكرة عضلاتك بحيث لاتعود مضطرا للتفكير فيها بشكل إرادي . فعندما تكون في الخارج ترمي كرات الغولف , فأنت لاتلعب لعبة حقيقية ضد أحد ما أو لتربح إحدى البطولات المهمة , بل أنت تقوم بذلك لأنك تؤمن أن اكتساب المهارة والتدريب سيساعدانك على الفوز .
وأن تتعلم كيف تصبح متداولا رابحا باتساق لايختلف عن ذلك أبدا .
أتمنى لك نجاحا باهرا , وكنت سأقول "حظا سعيدا" , ولكنك حقا لن تحتاج إلى الحظ , إذا عملت على إكتساب المهارات المناسبة .


انتهى
 
عودة
أعلى