الاقتصاديات الأوروبية سترفع الستار عن مؤشر مدراء المشتريات الخدمي و الصناعي في منطقة اليورو
لا تزال الأسواق عالقة بين تطورات أزمة المديونية الأمريكية و التطور الأخير الذي تظهره الاقتصاديات الاوروبية للخروج من أزمة الديون الأوروبية، فالمسئولون في القارة العجوز متفقين على ان الأسوأ قد أنتهى و بدأنا فعلا نرى ثمار هذا التطور، فقد شهدت مؤشرات الثقة الألمانية ارتفاعا لأعلى مستوى منذ عامين و نصف خلال كانون الثاني، و اليوم أننا على موعد مع أداء القطاعات الاقتصادية التي لا تزال من تداعيات انكماش الاقتصاديات.
يتوقع اليوم ان تظهر القراءة المتقدمة لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي في ألمانيا خلال كانون الثاني انكماشا عند 46.8 مقارنة بالقراءة السابقة 46.0 , أما عن قراءة المؤشر الخدمي فمن المتوقع أن يسجل نموا عند 52.0 مطابقا لقراءة الشهر الماضي، في منطقة اليورو يتوقع أن يسجل مؤشر مدراء المشتريات الصناعي في منقطة اليورو 46.6 مقارنة بالقراءة السابقة 46.1, اما عن قراءة المؤشر الخدمي فمن المتوقع أن تسجل 48.0 مقارنة بالقراءة السابقة 47.8, لا بد للإشارة إلى ان الحد الفاصل بين النمو و الانكماش 50.
على الرغم من التوقعات بتحسن أداء القطاعات الاقتصادية في منطقة اليورو خلال الشهر الجاري إلا اننا لا نستطيع نكران حقيقة بأن الاقتصاديات الأوروبية لا تزال تعاني من تداعيات أزمة الديون الأوروبية التي أوقعت المنطقة في ركود اقتصادي خلال الفترة الماضية.
المعضلة بوجه منطقة اليورو الانخفاض الكبير و الملموس في عصب الحياة للمستويات النمو في أوروبا إلا و هو الصادرات التي تعاني من هبوط حاد جدا بعد الآثار السلبية لأزمة الديون الأوروبية و التراجع الكبير في الطلب الخارجي على المنتجات الأوروبية بعد التباطؤ الحاد في وتيرة نمو الاقتصاديات العالمية.
التحدي الأساسي الذي يواجه الاقتصاديات الأوروبي أيضا السياسات التقشفية الصارمة التي أقرتها الحكومات الأوروبية لتخفيض العجز في الميزانية العامة، و السيطرة على انتشار أزمة الديون الأوروبية و هذا ما كان له الأثر السلبي الواضح على مستويات التوظيف في المنطقة الذي انخفض بشكل كبير.
شهد معدل البطالة في منطقة اليورو خلال الشهر السابق ارتفاعا لمستويات قياسية جديدة عند 11.8%، و هذا ما اهم التحديات التي تواجه صناع القرار وسط رحلة الخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، فمعدلات التوظيف هي حجر الاساس في بناء الاقتصاديات و إعادة الحياة للدورة الانتاجية.
ضمن الحديث عن معدلات البطالة في منطقة اليورو فأننا اليوم على موعد مع معدل البطالة في أسبانيا خلال الربع الأخير من العام الماضي و الذي من المتوقع أن تشهد ارتفاعا جديدا لمستويات 26.0 مقارنة بالارتفاع في الربع الثالث عند 25.02%، و هذا الارتفاع في معدلات البطالة لدى رابع أكبر اقتصاد في منطقة سيعرقل مسيرة الانتعاش الاقتصادي.
عزيزي القارئ، بيانات اليوم سوف تعطينا لمحة عن أداء القطاعات في أوروبا و لكننا سوف نتقى فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس الذي بدأ بالأمس .