المزيد من الضبابية تحيط بالأسواق عقب تباين البيانات الاقتصادية لأكبر اقتصاد في العالم والترقب لا يزال قائم لبيانات سوق العمل الأمريكي...
لازلنا عزيزي القارئ مع الجلسة الأمريكية والتي شهدنا خلالها العديد من البيانات الاقتصادية الهامة والتي زادت من حيرة المستثمرين تجاه مستقبل تعافي أكبر اقتصاد في العالم، خاصة مع تباين الذي أوضحته تلك البيانات ليظل الترقب قائم لبيانات سوق العمل الأمريكي التي ستعد الحكم في نهاية المطاف.
شهدنا اليوم ارتفاع الدخل الشخصي في الولايات المتحدة الأمريكية لأعلى مستوياته منذ حزيران من عام 2005، ناهيك عن اتساع مؤشر شيكاغو لمدراء المشتريات أيضا بصورة فاقت التوقعات موضحاً لأعلى مستوياته منذ نيسان/أبريل من عام 2012، على الصعيد الأخر فقد أوضحت قراءة الإنفاق الشخصي لشهر كانون الأول/ديسمبر تباطؤ النمو، ناهيك عن ارتفاع طلبات الإعانة الأسبوعية أيضا بصورة فاقت التوقعات.
مما يزيد من حيرة المستثمرين تجاه مستقبل التعافي ويجعل الأنظار تترقب عن كثب بيانات سوق العمل الأمريكي التي قد توضح غداً الجمعة استقرار معدلات البطالة عند نسبة 7.8% مع تباطؤ وتيرة التغير في التوظيف بشكل طفيف خلال شهر كانون الثاني/يناير الجاري.
هذا وقد استمد العملات ذات العائد المرتفع الدعم بشكل نسبي خلال تداولات جلسة اليوم في أعقاب انكماش أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 0.1% خلال الربع الرابع، ناهيك عن قيام صانعي السياسة النقدية لدى الفدرالي الأمريكي بالبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها التاريخية المنخفضة بين مستويات الثبات عند الصفر ونسبية 0.25%.
مع استمرار العمل بسياسات التخفيف الكمي أو التيسير الكمي التي تم إحيائها مؤخراً لإنعاش سوق العمل الأمريكي ودعم وتيرة التعافي مع العمل على البقاء على الضغوط التضخمية دخل النطاق الأمن للبنك الفدرالي، موضحين أن الاقتصاد قد تجمد قبل أن يستأنف المسيرة نتيجة لعوامل عابر والطقس.
أما عن المعادن الرئيسية وعلى رأسها الذهب والفضة فقد افتقدت لجاذبيتها لنشهد تلاشي المكاسب التي حققتها خلال تداولات جلسة الأمس قبيل اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوح، وذلك في ظلال الحيرة تجاه مستقبل التعافي، خاصة مع الأداء السلبي لموسم الكشف عن نتائج إعمال الشركات العالمية العملاقة خلال تداولات جلسة اليوم والذي أثقل على أداء مؤشرات الأسهم العالمية.
وعن المواد الأساسية وعلى رأسها النفط الخام فقد افتقدت هي الأخرى لجاذبيتها، لنشهد انخفاض أسعار النفط الخام خلال تداولات الجلسة، خاصة مع الضبابية التي تولد الحذر والترقب الذي يحد من مراهنات المستثمرين على أسعار النفط الخام لحين اتضاح الرؤية، خاصة في أعقاب أظهر تقرير وكالة الطاقة الأمريكية لمخزونات النفط الخام بالأمس فائضاً في المخزونات فاق التوقعات.
وبالنظر إلي القارة العجوز فقد شهدنا اليوم انخفاض مبيعات التجزئة بصورة فاقت التوقعات في أكبر اقتصاديات منطقة اليورو ألمانيا، ناهيك عن انخفاض الضغوط التضخمية في كل من ألمانيا وفرنسا، مما طغى بشكل أو بأخر في نهاية المطاف على انخفاض معدلات البطالة الألمانية لنسبة 6.8% بخلاف التوقعات التي أشارت لاستقرارها عند نسبية 6.9%.
هذا وتترقب الأسواق حالياً العديد من البيانات الاقتصادية الهامة التي سنشهدها خلال الجلسة الآسيوية، حيث ستفتح استراليا البيانات الاقتصادية للجلسة مع قراءة النشاط الصناعي لشهر كانون الثاني/يناير الجاري، كما سنشهد عن الاقتصاد الاسترالي قراءة أسعار المنتجين للربع الربع، ناهيك عن قراءة أسعار المستهلكين لكوريا الجنوبية والتي قد توضح تسارع نمو الضغوط التضخمية.
نصل بذلك لثالث أكبر اقتصاد في العالم والذي سيكشف اليوم عن قراءة معدلات البطالة لشهر كانون الأول/ديسمبر والتي قد توضح استقراراً عند نسبة 4.1%، في حين قد تظهر القراءة السنوية للإنفاق الأسري للشهر ذاته في اليابان تراجعاً بنسبة 0.2% مقابل ارتفاع بنفس النسبة في القراءة السنوية السابقة.
هذا وستختتم الجلسة الآسيوية البيانات الاقتصادية للأسبوع الجاري مع قراءة مدراء المشتريات الصناعي لثاني أكبر اقتصاد في العالم والتي قد توضح اتساع القطاع الصناعي الصيني خلال الشهر الجاري إلي ما قيمته 51.0 مقابل 50.6، كما قد تظهر أيضا قراءة مؤشر hsbc لمدراء المشتريات الصناعي عقب ذلك اتساعاً إلي ما قيمته 52.0 مقابل 51.5.
مما قد يزيد من شهية المخاطرة عند المستثمرين لينعكس بشكل إيجابي على أداء المعادن الرئيسية وعلى رأسها الذهب والمواد الأساسية وعلى رأسها النفط الخام، خاصة وأن الصين تعد ثاني أكبر مستهلك للمعدن الأصفر والنفط الخام عالمياً، ناهيك عن كونه قد يدعم أيضا أداء العملات ذات العائد المرتفع بشكل نسبي لحين البيانات المرتقبة من قبل أكبر اقتصاد في العالم تجاه سوق العمل الأمريكي.
وبالنهاية نشير إلى أن مؤشرات الأسهم الأمريكية تظهر تغيرات طفيفة موضحة تباين في الأداء، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.05 بالمئة أي بواقع 6.63 نقطة، ليصل إلى مستويات 13,903.80 نقطة، بينما انخفض ستاندرد آند بورز 500 بنحو 0.99 نقطة أي بنسبة 0.07 بالمئة، في حين ارتفع مؤشر الناسداك المجمع بواقع 7.45 نقطة، أي بنسبة 0.24 بالمئة ليصل إلى مستويات 3,149.75 نقطة، وذلك في تمام الساعة 02:47 مساءاً بتوقيت نيويورك.